إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/01/25

لوحة


اهمية المظاهرات

اهمية المظاهرات:
طرح في موقع البي بي سي موضوع فائدة المظاهرات،وخاصة في الفترة الاخيرة اثناء الحرب على غزة.
وذلك تعليقا على ماقاله الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الاعلى في السعودية إنها عمل "غوغائي" واعتبر انها من "باب الفساد في الارض... وتصد الناس عن ذكر الله".
ومن خلال التعليقات تبين ان الغالبية العظمى من المشاركين هم ضد هذه النظرة السيئة للتظاهر...
وفي الحقيقة ان هذا الرأي لبعض العلماء السعوديين،هي ناتجة من النظرة المحلية للتظاهر وهي جزء من نظرة محلية لعدد كبير من القضايا.
الرأي الرسمي وهو المتمثل برأي الحكومة وبتأييد المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية هي ضد التظاهر جملة وتفصيلا،بأعتبار ان ذلك مخالف للاسلام!..وهي نظرة قاصرة لعدد من القضايا المستجدة التي نشأت مع تطور الامم وبالتالي اذا كان ليس هنالك وجود لقضية ما في عصور مضت،فليس معناه انه ضد الدين الاسلامي.
اعتقد السبب الرئيسي هو امني بأعتبار ان التظاهرات هي احدى الوسائل الهامة للتعبير عن الرأي العام...وبما ان الحكومة السعودية كبقية الحكومات العربية تخاف من اثارة الرأي العام على الامن مما يسبب مشاكل قد تسهل للمجموعات المعارضة عملها في ازالة السلطة والحلول محلها...
التظاهرات هي احدى الوسائل الهامة للتعبير عن رأي المجموعة المنظمة لها والتي تعجز عن ممارسة حقها في التعبير خاصة في النظم المستبدة...
لقد حققت التظاهرات انجازات عظيمة على المستوى العالمي وخاصة في العقود الاخيرة،واذكر على سبيل المثال،لا الحصر...انتصار الثورة الايرانية عام 1979 بعد سلسلة من المظاهرات المليونية ضد نظام الشاه...
سقوط النظامين في اوكرانيا وجورجيا عامي 2003-2004 بعد تزوير الانتخابات من قبل السلطة...
اثرت على الكثير من القرارات الحكومية واجبرت الحكومات على الرضوخ للمتظاهرين...من بينها مظاهرات يناير 1977 في مصر،وكذلك مظاهرات الضغط على عبد الناصر للعدول عن الاستقالة بعد هزيمة1967 !!..
كذلك منح الحقوق للسود في امريكا...واسقاط الكثير من الحكومات الغربية...وتغيير القوانين والانظمة المعمول بها،بالاضافة الى انقاذ اشخاص او مجموعات من التعسف الحكومي...
فوائد لا حصر لها...ورغم اعتراض البعض كونها لم تحقق شيئا في ايقاف الحروب،ولكن اثرها المستتر في التأثير ظاهر للعيان،فخلال الحرب على غزة،اثرت التظاهرات على الموقف الاسرائيلي كثيرا من خلال الرضوخ الى المطالب الدولية ولو بعد حين،وكان الضغط شديدا على مواقف الحكومات الداعمة لها...
ولكن يبقى تصنيف التظاهرات الى ايجابية كما في العرض السابق،والى سلبية كما في تدمير الاملاك العامة والخاصة،وقتل الابرياء...او في مظاهرات العرض المسرحي التي تمارسها النظم المستبدة من خلال اخراج تلاميذ المدارس من الصفوف للتظاهر!!...او اخراج بعض موظفي الدولة وخاصة عتاة الاجهزة الامنية ومخبريها السريين والعلنيين!!...
تبقى نقطة هامة ان التظاهر في العالم العربي هي دون المستوى المطلوب،بل حتى دون مستوى ادنى المظاهرات في الدول الغربية وحتى التي تتعلق بالعالم العربي!! مما يدل ان الوعي السياسي الحضاري هو مازال بعيدا عن ادنى متطلبات الطرح السياسي الحضاري...ويمكن مشاهدة مظاهرات الالوف اليتيمة في القضايا المصيرية... بدلا من المشاركات المليونية التي تعبر عن حال الامة وارادتها الحرة...مازلنا بعيدين جدا عن ادنى مستوى للتعبير عن الممارسات الحضارية ...

لو كان الوردي معمما

لو كان الوردي معمما:
من خلال تصفحي لاوراق كتاب وعاظ السلاطين وهو كتاب شهير ألف عام 1954 لمؤلفه رائد علم الاجتماع في العالم العربي الدكتور علي الوردي(1913-1995)...قرأت عبارة:ولو كنت من ارباب العمائم لافتيت بأعتبار التصويت واجبا دينيا،ولجعلت التقاعس عنه ذنبا لايغتفر.(ص108)
قالها بعد تدرج سلس في البحث عن صيغة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،وكذلك عن حالة الخلاف والتنازع في الامم.
قال الوردي تلك العبارة في وقت اهمل رجال الدين والمفكرين الاخرين لاهمية الانتخاب الحر وما تؤديه من نتيجة بالغة الاهمية في تطور الامم والشعوب،وبالتالي سبق عصره بنصف قرن تقريبا! ولو انصت العقلاء لتلك النصيحة الثمينة لوفرنا على شعوبنا البلاء الحالي من سيطرة الانظمة الاستبدادية في عالمنا العربي.
ان اصرار المرجعية الدينية العليا في العراق على الانتخاب الحر وان جاء من باب الحث المستمر على ادائه وترغيب الناس فيه باعتبار ان ذلك يكون في مصلحتهم،هو تطبيق لكلام الدكتور الوردي وهو دليل على مقدار النضج العالي لرجال الدين في المجال السياسي ورغبتهم في عدم تكرار الاخطاء الماضية التي أدت الى تسلق صعاليك على الحكم تحولوا الى طغاة عتاة بمرور الزمن،ورغم الظروف الصعبة التي صاحبت الانتخابات الاولى عام 2005 في العراق،فأن نتائج العمل السياسي لتلك الانتخابات السابقة تأثرت سلبا من خلال انتشار الارهاب والفساد الاداري،وبالتالي فأن تململ عدد كبير من الاوضاع المعيشية ورغبتهم في عدم المشاركة في الانتخابات القادمة هو غير صحيح بالمرة كونه ترك الساحة فارغة بيد الاشرار وبالتالي سوف تتكرر نفس المشكلة،ولهذا السبب فأن الدعاوى الاخيرة للمرجعية الدينية بضرورة المشاركة هو عين الصواب لحل كل مشاكل الامة وان كان بالتدريج.
وحسب تحليل الوردي فأن الامم تختار بين طريقي الجمود والخضوع او بين التطور الناشيء من الخلاف والتنازع،وبالتأكيد فأن الطريق الاول هو ضد تقدم البشرية نحو مستقبل زاهر،فلا يبقى سوى طريق الخلاف والتنازع الذي يؤدي الى التجديد والتغيير. وبما ان طريق الخلاف والتنازع ممكن ان يؤدي الى الفوضى ويؤدي الى تمزق الشعوب،فأن الحل الوحيد امام القوى المختلفة هو اتباع الحل السلمي لحل تلك الاشكالات والمتمثل في طريقة التصويت والانتخاب المباشر،وهي احدى اهم الوسائل في تقدير لتلافي حدوث الثورات والفتن مما يجنب الشعوب ويلات الصراع والاستبداد،ومن هنا تكمن اهمية الانتخاب الحر لاختيار الاصلح لتولي المسؤوليات المباشرة في قيادة الدولة والمجتمع.
رغم كل الدعاوى الفارغة بضرورة ترك الانتخاب وخاصة في رفع البعض لحجة الاحتلال،فأن اصرار المرجعيات الدينية والنخب المثقفة على ضرورة اجرائها جنب العراق الاستمرار في حلقة مفرغة من الفوضى الدموية والتي كان من الممكن ان تؤدي الى دكتاتورية جديدة فيه.
وعندما نرى الحالة الراهنة للوضع السياسي الجديد في العراق فأننا على يقين ان العلامة الوردي لو كان موجودا فأنه سوف يكون من اول المشاركين في الانتخابات ومن الداعمين لها بالرغم من بعض العيوب الموجودة في العملية السياسية والتي سوف تضعف وتزول بمرور الزمن.
المرجعيات الدينية في العالم العربي:
تسير الانتخابات في العالم العربي في طريقها الصحيح في عدد قليل من بلدانه وهي بالخصوص لبنان والكويت ثم على درجات اقل من الوضوح والموضوعية والتدخل الحكومي في البحرين والاردن والمغرب...اما بقية البلدان العربية فهي محرومة من الخوض في تلك العملية الحضارية والتي تؤدي الى تقدم الامم وصلاحها من خلال اختيار الاصلح لمهمة القيادة في الدولة والمجتمع.
لهذا السبب نرى مقدار حجم الفساد الناتج من سيطرة نخب عسكرية وحزبية وعشائرية على الحكم في الدول العربية وهو ناتج بالدرجة الاولى من عدم وجود نظام انتخابي فعال يضمن الحرية في الاختيار وفي التطبيق.
الغريب في الامر ان المرجعيات الدينية في العالم العربي لحد الان لم تستوعب ذلك الدرس الحضاري والذي كان العراق سباقا فيه منذ سقوط النظام البائد عام 2003 وكذلك المرجعيات الدينية في الكويت ولبنان،اما بقية المرجعيات الدينية في الدول العربية فهي تعيش في عالم اخر بعيدة عن طموحات الامة وشعوبها المستضعفة.
فالمؤسسة الدينية في السعودية تعيش في حالة وفاق تام مع الاسرة الحاكمة والتي تسيطر على السلطة بقوة وبالتالي فأن الدعوة لتلك العملية الحضارية هي ليست في فكر او دعوة تلك المؤسسة التي تخوض صراعات اخرى جانبية!.
واذا كان حال المجتمع في السعودية وبقية دول الخليج الاخرى محافظا الناتج من طبيعة المجتمع البدوي المتحول نحو المدنية خلال عقود قليلة من الزمن،فما بال دول اخرى لها تاريخ عريق في الحضارة او في العلوم الدينية من خلال تواجد المؤسسات الدينية التنويرية فيها،واذكر منها بالخصوص،مصر والمؤسسة العريقة فيه...الازهر،الذي فقد بريقه من خلال البقاء بعيدا عن السياسة والتدخل فيها وخاصة منذ العهد الناصري،ولذلك نجد ان الازهر لم يقم بأي دعوة لعمل انتخابات تنفيذية او تشريعية تحفظ للشعب حقوقه مما يجعله يعيش بعيدا عن تطلعات الامة واهدافها في الحرية والمساواة والعدالة،وهذا القول ينطبق ايضا على جامعة الزيتونة في تونس والقرويين في المغرب،ولذلك نجد ان تلك المؤسسات الدينية ليس فقط لم تستوعب الدرس الحضاري هذا فحسب،بل انها عزلت نفسها عن شعوبها والبقاء في حالة خوف او تردد او تبعية للسلطة الحاكمة مما يؤدي الى ظهور متطرفين حاقدين على الوضع السائد يقوموا بأعمال العنف والارهاب تجعل المجتمع لا ينتبه للمشكلة الاصلية المتمثلة بعدم وجود عملية انتخابية شرعية تجعل الجميع يشترك في بناء الوطن ومؤسساته الرسمية بحماس بدلا من العيش ضمن المجاميع اللامنتمية له والتي تبقى لامبالية لما يجري على ارض وطنها!.
الدعوة المفتوحة التي اطلقها المرحوم الوردي عام 1954 لم تجد لحد الان آنا صاغية في العديد من البلاد العربية وبالتالي سوف يبقى العالم العربي يعيش في دوامة من العنف والتخلف والجهل تنعكس على واقعه المآساوي...فهل من مجيب لتلك الدعوات الصادقة من جانب المؤسسات الدينية العربية؟!....

2009/01/21

رحيل العلامة محفوظ

رحيل العلامة محفوظ
توفي الاثنين 19\1\2009 العلامة الدكتور حسين على محفوظ (1926-2009)
في بغداد.

لقبه علماء اوربا ب " الموسوعة المتحركة " سنة 1989
له نظريات أصيلة في الادب واللغة والفن والتاريخ والتراث والفولكلور والعلم...
روى الحديث عن 90 من المشايخ والعلماء في الشرق والغرب..
روى القراءات عن 11 من المشايخ والعلماء...
جمع بين الدراستين القديمة والحديثة...
يحمل درجة الدكتوراه في الدراسات الشرقية (الادب المقارن ) سنة 1955 ...
عضو فخري وعضو شرف وعضو مراسل في العديد من الجامعات والمعاهد العلمية ..
عضو الجمعية الاسيوية الملكية في لندن....
مستشار في في العديد من مراكز البحوث والمعاهد والمجلات العلمية والادبية...
عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة ....
استاذ في علم اللغة العربية وادابها وعلوم الحديث وعلوم التجويد والتصوف والادب العرفني والعروض والبلاغة والادب المقارن والمخطوطات والتوثيق وعلم المخطوطات والتوثيق وعلم الوثائق وعلم تحقيق المخطوطات والاستشراق
بلغت اعماله سنة 1999 الف عمل ولذلك قامت صحيفة الاهرام المصرية بتحيته في ربيع 1999....
واما الجوائز والشهادات التي حصل عليها ومنحتها له كبريات الجامعات والمعاهد ومراكز الدراسات والبحوث ...فقد كانت كثيرة ..
منحته جامعة الحضارة الإسلامية شهادة الاستحقاق والتقدير العالي في دراسات الحضارة الاسلامية برتبة علامة بروفيسور دكتوراه شرف اولى بتاريخ 29-5-2006 ....
اعطته جامعة بطريسبورغ لقب استاذ المستشرقين ....
احتفلت به الجمعية الاسيوية الملكية في لندن بتاريخ 10-12-2004 بمناسبة مرور نصف قرن على انضمامه لها....
استضافته جامعة هارفرد في المؤتمر العالمي الفلسفي...
نال جائزة احسن كتاب العام 1958 ...
نالة الجائزة العالمية للكتاب سنة 2005 ...
كرمته اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ....
كرمته الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب كافضل مبدع سنة 2007 ....
اعدت كلية الاداب بامر من وزير التعليم العالي والبحث العلمي فهرست لاعماله المنشورة حتى 2002 وقد تزيد على 1500 ....!!!
كيف يعيش هذا الطود العلمي ؟
يعيش وحيدا بعد ان رحلت زوجته قبل سنوات ويعيش ابنه الوحيد الطبيب في لندن.

يخدمه بعض اصدقائه من الجيران ويعاني كالاخرين!!...

2009/01/20

كاريكاتير











بين المحورين:اسئلة واجوبة

بين المحورين:اسئلة واجوبة
للوقوف على مساحة متوسطة بين المحورين الرئيسيين في العالم العربي،ينبغي في البدء اعطاء تعريف مختصر للمحورين اللذان تبلورا بعد مؤتمر مدريد عام 1991 .
المحوراليميني :ويضم بصورة رئيسية السعودية ومصر والاردن،وبقية الدول التي تبتعد وتقترب من هذا المحور وحسب الظروف. ويسمى ايضا بمحور المعتدلين او المحافظين، ،وقد انضم الاردن اليه منذ عام 2000 كما انسحبت منه اخريات قبل ذلك من خلال المواقف السياسية المتذبذبة والمعروفة للجميع.
المحور اليساري:ويضم بصورة رئيسية من سوريا وايران وليبيا والمنظمات اللبنانية والفلسطينية الراديكالية،بصورة رئيسية كما ضم حسب المواقف السياسية المتغيرة،دولا مثل الجزائر واليمن والسودان.
بعد بدء الحرب في غزة اواخر 2008 والتي رافقتها قسوة بالغة اضرت بالمدنيين في غزة،اختار المحور المحافظ الوقوف بعيدا حتى تتجلى نهاية الحملة العسكرية متمنين القضاء على حركة حماس واستعادة محمود عباس سيطرته عليها،ولكن الامور خرجت من نطاق السيطرة واصبحت المجازر واتساع دائرة التدمير كبيرة جعل مركز وسمعة تلك الدول تهتز كثيرا لصالح المحور الاخر الذي يريد الوقوف ولو رمزيا مع الفلسطينيين في غزة،واخذ الاردن موقف وسطا كون الفلسطينيين يمثلون اغلبية سكانه بالاضافة الى تأثر الشارع الاردني بالاحداث وبالتالي يجد النظام صعوبة في الوقوف مع حلفائه،ولكن في نفس الوقت قاوم المطالب الداعية لقطع العلاقات مع اسرائيل.
محور سوريا وحلفائها رغم انه غير قادر على القيام بحملة عسكرية مضادة ولكن دعواته الرمزية من قبيل اقامة قمة طارئة في قطر،هي بحد ذاتها لاتمثل عداء للمحور الاخر ولا احراجا له،بل هي فرصة للجمع بينهما ولتأكيد اهمية غزة فوق الخلافات العربية الوقتية،ولكن الاصرار المضاد على عدم الحضور،بل في الضغط على الاخرين كي لايحضروا هو بحد ذاته نكسة قبيحة لهم،ومن هذا المنطلق كان تجاوب الدول العربية الاخرى للمشاركة في القمة هو دعم رمزي للفلسطينيين،خاصة بعد خذلان رئيسهم محمود عباس لهم في عدم المشاركة في القمة والتي هي وسيلة بسيطة لمساعدة المقاومين في غزة،ولكن اثبت انه لايختلف عن بقية الحكام العرب،وهو من بقايا تيارات القوميين العلمانية في الستينات والذين اثبتوا فشلهم وفسادهم!!...
الاسئلة المطروحة واجوبتها:
هذه اسئلة اثيرت حول مواقف المحور المصري-السعودي
1-في تقدير البعض لا منتصر ولا مهزوم،بل احدهما متهور(ويقصدون محور الممانعة)والاخر حذر(ويقصدون محور المعتدلين)،واحدهما يبحث عن نفوذ اكبر بالمتاجرة بالقضية(محور الممانعة او الرفض).
الجواب:
الطرفان في الحقيقة مهزومان من خلال نزاعهما حول كل شيء،ولكن الانتصار هنا نسبي من خلال الموقف من الحرب على غزة،واذا استخدمنا عقلنا بموضوعية سوف نرى ان الاتهامات لمحور المعتدلين(وخاصة مصر) قد وصل الى اعلى الدرجات من الشجب والاستنكار وبالتالي لم نجد اتهامات للمحور الاخر لكونها على الاقل ظاهريا دعمت المنظمات الفلسطينية المقاومة وذهبت الى القمم المصغرة والموسعة للاعراب عن مساندتها،وبالتالي النصر المعنوي لها يبقى نسبيا وظاهرا،اما كون المحور المعارض يتاجر بالقضية،ففي الحقيقة هو اتهام غير صحيح لان الذين يتاجرون هم يعلنون شيء ويبطنون غيره،ومن خلال معرفة عداء الغرب الموالي لاسرائيل لمحور الممانعة يمكن تبيان ان ذلك المحور يمكن ان ينهي حصار وعداء الغرب ان فعل نفس شيء محور المعتدلين الذين يكونوا اقرب للاتهام من محور الممانعة والرفض،كون الغرب بصورة علنية يدافع عنهم وعن مواقفهم وبالتالي يكون هنالك سؤال آخر:من يتاجر اكثر؟وللجواب على ذلك اذا كانت المتاجرة خاسرة فعلام اتاجر بها!!....
2- لم تحضر القمة سوى 13 دولة وبالتالي ليس هنالك نصر معنوي لمحور الممانعة،ثم قطر بدعوتها سببت المزيد من التشرذم للبحث عن دور اكبر.
الجواب:
ان حضور هذا العدد مع الضغط الفاضح على الاخرين لاجبارهم على عدم الحضور(وبالفعل انسحب عدد منهم)هو اكبر هزيمة معنوية لتيار المعتدلين،بل بالضغط اثبتوا فشلهم المغطى بغباء مفضوح،كون الذين انسحبوا هم بدون اقتناع منهم،بل الضغط المادي والسياسي كان عاليا بدرجة اجبرت الاخرين لعدم الحضور،ثم ايضا رجح كفة محور الممانعة والرفض الذي ساير الرأي العام اكثر.
ثم هل قطر بدعوتها سببت التشرذم؟!...في كل ازمة عالمية او اقليمية سواء طبيعية او سياسية،تهرع جميع البلدان لحضور قمم من اجل حل الازمات،لا رفض الحضور!! وبالتالي ان الدعوة القطرية بغض النظر عن سياساتها الخارجية هي قمة الاستجابة للدعوات الرسمية والشعبية لمساندة الفلسطينيين،والمآساة كانت اكبر من الانتظار للقمة الاقتصادية وجعل المشكلة في هامش المناقشات.
3- لماذا لم تدعم سوريا الفلسطينيين في غزة بنفس القوة التي دعمت حزب الله في حرب 2006؟ام ان ايران لم تعطها الضوء الاخضر بعد!!...ام ان حماس سنية فهي ليست مهمة وحزب الله شيعي.
الجواب:
سوريا لاتحتاج الى ضوء اخضر ايراني حتى تمنح الدعم لغزة،فتلك تهمة واهية وضعيفة جدا...لسوريا قرار استقلالي كبير عن ايران،والنظامين مختلفان في الاسس وكذلك الكثير من السياسات ومنها التفاوض مع اسرائيل.
اما عن حجم الدعم فغزة ليس لها حدود مع سوريا مثل مصر،واي مساعدة مهما كانت سوف تمر عبر اسرائيل او مصر،وهذان البلدان متفقان على حصار غزة! وحتى لو فرضنا انهما مختلفان وبالتالي الدعم السوري يمر عبر مصر،فأن القدرة العسكرية الاسرائيلية كافية لتدميرها في الطريق،هذا بالاضافة الى الحجم الجغرافي الصغير لغزة وسهولة السيطرة على حدوده واجوائه وسواحله.
اما لان حماس سنية فالاجابة السابقة هي كافية ولكن يجب تذكر ان ايران الشيعية دعمت حماس التي تختلف معها مذهبيا،بشكل كبير جدا بحيث ان الاموال المخصصة كانت هامة لحماس ولو كانت لغزة حدود مفتوحة مثل لبنان لساعدتها اكثر...وليتذكر الجميع ان هنالك سفينة وطائرة ايرانيتان مازالت الاولى خارج السواحل المصرية تنتظر الاذن للدخول!! والاخرى محجوزة في مطار العريش وتنتظر تفريغ الشحنة...بربكم كيف تصل المساعدات مع هذه العقبات!!ثم نقول لان حماس سنية ايران لا تساعدها!!فهذا ظلم يرفضه الواقع والعقل والمنطق!.
4-معبر رفح مفتوح منذ الايام الاولى وقد زارته وسائل الاعلام،ولماذا هذه المقارنة بين الموقفين المصري والسوري؟هل لاحداث الفرقة!فمصر والمصريين بالرغم من قلة امكانياتهم بذلوا دمهم قبل معابرهم لنصرة القضية الفلسطينية.
الجواب:
لايحتاج اي شخص للتأكد من ان معبر رفح مع مصر مغلق بأمر النظام المصري منذ تسلم حماس السلطة في غزة في حزيران 2007 وقد انفجر الغضب الفلسطيني من شدة الحصار عندما حطموا سياجات الحدود للتسوق من مصر بالقوة،والتي صاحبها استغلال الكثير من البائعين المصرين للحاجة فباعوهم بأسعار عالية،وهي مذكورة بصورة علنية في وسائل الاعلام!.
اما فتحه منذ ايام الحرب الاولى فهو لغرض مؤقت وهو استقبال الجرحى ويمكن تذكر الغضب الفلسطيني عندما قتلوا ضابطا مصريا في المعبر من جراء استمرار الحصار المصري في بداية الحرب. والمقارنة بين الموقفين السوري والمصري لايحتاج الى اثارة فرقة هي موجودة وبصورة علنية ولكن لتوضيح مدى تخاذل النظام المصري الفاسد والذي لا يعبر عن رأي غالبية المصريين الذين لو اتيحت لهم الحرية في اختيار حكامهم،لاختاروا اشد العناصر اخلاصا واكثرها قسوة على اتباع النظام الحالي!!والتضحيات المصرية لاينكرها احد ولكن هناك فرق بين الشعب والحكومة.
5- ليست غزة بين دولتين معاديتين(اسرائيل ومصر)،امصر الان تسمى بالدولة المعادية وهي ناصرة القضية الاولى ان من يتبنى هذا الراي وحشوه في عقول الفلسطينين هو فعلا من يسعى لعزلهم عن محيطهم العربي وربطهم بمحاور وتكتلات وقتية دعمها لهم سينتهي بمجرد تعارض مصالحها مع مصالحهم بعكس مصروالسعودية اللتان لم يتخليا يوما عن نصرة القضية. ولماذا ضعف التأثير المصري على الفلسطينيين ومقارنته بالتأثير الاسرائيلي؟.
الجواب:
النظام المصري هو معادي لحركة حماس كونها امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر والتي يحاربها النظام بشدة،وبالتالي لايحتاج المرء الى اثبات عداء النظام المصري لحماس وحلفائها،بل حتى الوساطة مع اسرائيل دائما يشكو الفلسطينيين من الانحياز الى اسرائيل!ثم التعامل معها باسلوب مخابراتي من خلال مدير المخابرات المصري فقط، فهل نقول انها داعمة للفلسطينيين والنظام يعترف علانية كما اعترف اثناء حرب تموز 2006 انه لن يرسل جيشه خارج الحدود للدفاع عن الاخرين،ولكن الجميع يتذكر ارساله لجيشه مع الغربيين لتحرير الكويت عام 1990-1991 وملئه الدنيا ضجيجا!!والجميع يعرف ان ذلك كان نفاقا علنيا لغرض الحصول على المال من الخليج والغرب،اما الفلسطينيين فلا مال ولا نفط !،والنظام المصري هو اول الانظمة التي تركتهم وحيدين عندما عقدوا اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية. ولا يحتاج الفلسطينيين الى تعريفهم بتلك الحقائق فلديهم العقل والمنطق والذاكرة الصلبة،وهم يحتاجون لكل من يقف معهم مهما كان ذلك سواء من امريكا اللاتينية او ايران،اما التأييد السعودي فلا يتعدى الدعم المالي!وللعلم ان ميزانية الاونروا لعام2009 كانت 1.1مليار دولار،مساهمة العرب جميعا هي 11 مليون !.
اما التأثير الحكومي المصري على المنظمات الفلسطينية فلا يحتاج الى دليل سوى رفض تلك المنظمات لغالبية الاراء المصرية حول طبيعة العلاقة مع اسرائيل!.
6-تحليلات غالبية الكتاب السعوديين مع انها مضحكة الا انها عقلانية وبعيدة عن الغوغائية والمنطق الاعوج لتحقيق مكاسب سرابية،والبعض في الداخل وان يعتب عليهم احيانا(الحكومة) الا انهم يؤيدون مواقفه وطريقته في معالجة الازمة ووقوفه بجانب مصر. فالبلدان بالرغم من اخطائهما الا انهما يظلان قوتان مؤثرتان لايستهان بهما ابدا دعما الفلسطينيين منذ الازل ولا يزالان.
الجواب:
بالتأكيد ان البلدان مهمان ومؤثران،ولكن يبقيان ضمن دائرة النفوذ الغربي ولايستطيعان ابدا،المعارضة لتوجهات الغرب وخاصة امريكا وبريطانيا وبالذات في القضية الفلسطينية وبذلك يبقى دعمهما محدودا وضمن نطاق ضيق من الاستقلالية،اما وصف التحليلات بالمضحكة والعقلانية في نفس الوقت فذلك تناقض كبير لا يستطيع المحايد هضمه!...وعموما وصف المواقف السياسية بالعقلانية هو قديم للتغطية على الاستقلالية المحدودة عن المواقف الغربية لانها الداعم الامني الاول للنظام كما هو معروف،ولكن اين العقلانية في سياسة السعودية!! هل في دفع صدام لشن حربه على ايران ثم دعمه بكل قوة(زار صدام السعودية في اغسطس اب 1980 قبل الغزو بشهر واعطي الضوء الاخضر)،ام بدفع المال لتنفيذ خطة المخابرات المركزية الامريكية واسرائيل لاغتيال العلامة فضل الله عام 1985 في لبنان لان القانون الامريكي يمنع اغتيال القادة الاجانب! والتي سقط فيها المئات من الشهداء والجرحى،ام بمساندة الانفصاليين في اليمن الجنوبي عام 1994 لكون الرئيس اليمني لم يقف معهم ضد صدام في غزو الكويت !،ام في انتاج النفط بكثافة تفوق الحاجة المحلية ومستنزفة لاحتياطي غير متجدد! ام بالانفاق الدفاعي والامني الهائل والذي يجعلها من اوائل البلدان في الترتيب العالمي ثم بعد ذلك تحتاج الى حماية غربية !!وو...
تلك اجابات بسيطة على اسئلة مثارة حول الوضع السياسي الراهن،والجميع يتمنى ان تزول المحاور والائتلافات بين الجميع ويعودوا الى حضيرة العقل والمنطق والدين والقومية ...بل والانسانية.

2009/01/19

الاستعراض الثقافي

الاستعراض الثقافي:
بالفعل عدد ممتاز!
انتهيت للتو من قراءة العدد598 ايلول(سبتمبر)2008 من مجلة العربي،وقد وجدته يختلف كليا عن العدد الذي سبقه...بالفعل عدد ممتاز ودسم رغم فيه بعض الهفوات والاخطاء المطبعية! ولكنني سوف اتجاهلها رغم اهميتها لمجلة عريقة وقديمة.
احد الاسباب الرئيسية في هذا العدد هو وجود ثلاثة مواضيع محلية! وواحد منهن ضعيف للغاية!والادراج المحلي هو من المعوقات على الانتشار العالمي.
حديث الشهرعن التعليم والدخل والعلاقة المنسية،هو حديث عادي والعلاقة معروفة للجميع واثبتت الوقائع والدراسات مدى حصول التطور الاقتصادي بتطور التعليم،وابرز مثال حديث لم يذكره العسكري هو ايرلندا التي تطورت خلال عقد من الزمن بحيث اصبحت في المراتب الاولى في القارة الاوروبية بعد ان كانت متأخرة بفضل التركيز على استثمار التعليم والانفتاح على الاخر.
موضوع التتار والوجه الاخر،هو قيم كون الفكرة المنتشرة لدى الغالبية هي ان التتار همج ومتوحشين لفترة طويلة،والحقيقة ان بعضهم كان كذلك والاخر كان متطورا بل واعتنقوا الاسلام وافادوا الحضارة الاسلامية والانسانية.
تقييم ملفت:
في باب قالوا وجدت تقييم ملفت كان من الاولى للمجلة عدم ذكره،وهو نقلا عن استطلاع مجلة فورين بوليسي الامريكية لاهم ثلاثة مثقفين في العالم العربي،وهم ساري نسيبة الفلسطيني(الاصل سري) والمصريان عمرو خالد والقرضاوي...وفي الحقيقة هناك فرق بين اهم المثقفين وبين بعض المشاهير من القنوات الاعلامية!..فمن ناحية المثقفين هناك في العالم العربي من المشاهير والمجهولين بأعداد غفيرة ما يفوقوا هؤلاء الثلاثة جملة وتفصيلا !..ولكن من ناحية الشهرة فهذه لاتحسب على الثقافة واعلميتها بشيء كون هناك الكثير من الاشرار لديهم شهرة تفوق الاخيار! وبالتالي لايعول على الشهرة الاعلامية.
اعتقد اختيار الفلسطيني يعود الى شهرته من خلال دعوته الى السلام مع اسرائيل ولكن بدون عودة لاجئين(اصداره بيان مع سياسي اسرائيلي حوله)ودولة منزوعة السلاح وغير ذلك من شروط اسرائيل لاقامة الدولة الفلسطينية،هذا بالاضافة الى عدم وجود آثار ثقافية قوية يمكن الاستناد اليها.
اما بالنسبة لعمرو خالد فهو ابعد من الوصول الى لقب ثقافي وهو بأسلوبه الهزلي المضحك يثير في نفوس الكثيرين الاشمئزاز وخاصة من طريقة تلفظه للكلمات! بالاضافة الى محدودية ثقافته!.
اما القرضاوي والذي ملئ الدنيا ضجيجا من خلال الفضاء الاعلامي فهو قد يكون من اصحاب الثقافات ولكن لا يصل حد العمق الابداعي الذي يبرر وصوله الى ذلك الاختيار!.
عودة لمواضيع المجلة:
الاستطلاع عن الصين المسلمة كان من اروع الاستطلاعات وكان ممتازا بلا شك.
من الدراسات الادبية اللامعة فيها كانت للركابي عن المعري كما رآه الجواهري في قصيدته المشهورة التي مطلعها:قف بالمعرة وامسح خدها التربا-واستوح من طوق الدنيا بما وهبا....كذلك موضوع قيم فيه تساؤل عن هل يمكن الوصول الى العامية الفصيحة؟ وقد اجاب عنه تفصيليا وخاصة في ذكر محلية الكاتب(اللهجة المغربية)..واستخدام اللهجة المحلية كما اراه هو وسيلة غير صائبة كونها غير جميلة مثل الفصحى وفقيرة التعابير بالاضافة الى عجز غالبية الذين يفضلونها عن استخدام تعابير الفصحى الجميلة...
هناك موضوعان فنيان احدهما قيما عن بيت الفن في زيورخ في سويسرا وفيه لوحات جميلة.
ملف العدد كان عن مسلمي آسيا في رمضان لنخبة من الباحثين عن تقاليد رمضان في ماليزيا والهند وكوريا الجنوبية والصين،وكان قيما وغني المعلومات.
لاحظت في اعداد العربي هو وجود المقالات الطبية وهي قيمة في اغلبها،هي على الاكثر لاطباء من سوريا ولا ادري تفسير ذلك ولكن اعتقد رغبتهم من ايام مجلة طبيبك المشهورة هي في نشر الثقافة الطبية بأسلوب بسيط وسلس.
استعراض الكتاب كان رائعا وهو حول كتاب السيرة الذاتية للراحل المسيري:رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر...وهو من الكتب القيمة التي تبحث سيرة الراحل الفكرية والتي انتجت الموسوعات والكتب القيمة وخاصة عن التاريخ اليهودي. والاستعراضان الاخران ايضا كانا لكتابان قيمان وخاصة عن القارة المكبلة افريقيا.
هذا بالاضافة الى مواضيع اخرى قيمة لا يسع المجال لذكرها...

2009/01/15

جوار الحربين

جوار الحربين:
الحرب الاخيرة في غزة،كانت وبالا على المحور السعودي-المصري-الاردني،بحيث سلب من تلك الدول اي قوة مادية او معنوية كانت تتمتع بها في مقابل المحور الاخر الذي تقوده سوريا وحلفائها مثل ايران وليبيا والمنظمات الراديكالية.
كان المحور الاول والذي يسمى بمحور المعتدلين في العالم العربي،داعما للحرب على حركة حماس سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة كما دعم من قبل الحصار القاسي على الشعب الفلسطيني في غزة،وهو في تصوره انه يمكن القضاء على تلك الحركة الغير خاضعة لتيار المعتدلين في العالم العربي بتلك الوسائل ،ولكن النتيجة جاءت معاكسة لمايريده هذا التيار فقد خرجت الامور من ايديهم من خلال قوة القمع الاسرائيلي والتي اثارت الجميع من خلال الوحشية المفرطة في سبيل القضاء على حماس والمنظمات الفلسطينية الراديكالية الاخرى،بينما حصل المحور الاخر والذي يوصف بالراديكالي او المتطرف على مكاسب كبيرة وخاصة في الجانب الشعبي نتيجة للتعبئة الاعلامية العالمية ضد الحرب في غزة،واصبح هذا التيار قويا ومؤيدا بشدة من قبل عدد كبير من الرأي العام العربي والعالمي،وبالتالي فأن اول نتائج الحرب في غزة هي الهزيمة الكبرى لتيار المعتدلين العرب،وخاصة فقدان التأييد الرسمي والشعبي على نطاق واسع،وقد تسبب تلك الهزيمة المعنوية الكبيرة آثار جانبية على استقرار المنطقة ككل،كما سوف تبقى نتائج تلك الحرب على هذا التيار فترة زمنية طويلة لن تنتهي الا بوفاة الرأسين الكبيرين له،عاهل السعودية ورئيس مصر كونهما على مشارف القبر نظرا لكبر سنهما!.
الاكثر تضررا في تلك الحرب،هو النظام المصري بلا شك كونه جار قطاع غزة،بينما الاقل تضررا هو الاردن كونه احجم عن المشاركة بفعالية في الحرب الاخيرة نظرا للواقع الديمغرافي الفلسطيني الذي يفرض عليه على الاقل الوقوف بحيادية او التظاهر بذلك!.
وقد كان قبول الدعوة القطرية لعقد القمة العربية الطارئة من جانب غالبية الدول العربية،بمثابة هزيمة كبرى للمحور السعودي المصري وحلفائهما،وانتصار للجانب الاخر ولو على نطاق معنوي.
جارين وحربين:
من خلال المقارنة بين حربي تموز 2006 بين حزب الله واسرائيل والجوار السوري للبنان،والحرب في غزة والجوار المصري لقطاع غزة،نكتشف فارق كبير بين الموقفين السوري والمصري،بل ان الفرق اصبح كبيرا بين هذين البلدين المجاورين للبنان وفلسطين،لدرجة اثار استغراب الجميع،ويمكن تلخيص ذلك بنقاط مختصرة:
1- دعمت سوريا موقف حزب الله والموالين له بقوة في حرب تموز 2006 ،وكان الدعم على اعلى المستويات الرسمي والشعبي،بينما في المقابل دعمت مصر الموقف الاسرائيلي بقوة سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة!،اما على النطاق الشعبي فرغم ضعفه الا انه بقي مواليا للفلسطينيين.
2- كانت الحدود السورية مع لبنان مفتوحة،قبل واثناء وبعد الحرب رغم ان العلاقات كانت متوترة بينهما بعد اغتيال الحريري عام 2005،وساعد فتح الحدود على عبور عدد كبير من اللبنانيين الى سوريا للبحث عن ملاذ آمن،بالاضافة الى استمرار التمويل العسكري والاقتصادي للمقاومة اللبنانية،هذا بالاضافة الى استمرار تدفق المواد المختلفة على لبنان.
في المقابل كانت مصر مشتركة وبقوة في الحصار الاسرائيلي على غزة! قبل واثناء الحرب،بل ان الحصار المصري كان اشد قسوة وضراوة من الاسرائيلي! حتى ان ابسط المواد الغذائية منعت من العبور الى غزة في عمل وحشي سوف يبقى وصمة عار ابدية في جبين النظام المصري الحالي.
كذلك لم تساعد مصر،حركة حماس وحلفائها سواء ماديا او عسكريا او حتى اعلاميا،بل كان موقفها مكشوفا للرأي العام العالمي بحيث اصبحت السفارات المصرية وفروعها عرضة للهجمات والاستنكار العالمي جنبا الى جنب مع السفارات الاسرائيلية!.
3-الدعم السوري كان مهما وضروريا لاستمرار المقاومة في لبنان وساعد على انهاء الحرب بسرعة كما ساعد على انزال خسائر كبيرة في الجانب الاسرائيلي،في المقابل كان موقف الفلسطينيين في غزة ضعيفا بدرجة كبيرة نظرا لوقوع قطاع غزة بين دولتين معاديتين(اسرائيل ومصر) وبالتالي فأنه من الطبيعي ان البلدين لايسمحان بتدفق الاسلحة على قطاع غزة،هذا بالاضافة الى الحصار الاقتصادي الخانق والفاقد لابسط قواعد احترام حقوق الانسان،وخاصة من حيث منع تدفق المواد الغذائية اوعدم السماح للمدنيين بعبور الحدود للبحث عن ملاذ آمن مما حشر مجموعة بشرية كبيرة(1.5مليون)في مساحة صغيرة جدا،ادى الى وقوع هذا العدد الهائل من الضحايا المدنيين!.
4- الدعم السوري الطبيعي والمنطقي للبنان،ساعد كثيرا على عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين،بالاضافة الى عودة النفوذ السوري ولو على نطاق شعبي واسع الى لبنان،وفي المقابل ضعف التأثير المصري على الفلسطينيين الى درجة اصبح يقارن بالموقف الاسرائيلي! بالاضافة الى ازدياد سوء العلاقات بين مصر والفلسطينيين والذي سوف يستمر الى فترة طويلة ولن يمحو تلك الصفحة بسهولة اي دعم مصري مستقبلا على العلاقات بين الجانبين.
5-الموقف من الحربين اديا الى تحسن شعبية النظام السوري في داخل سوريا،وادى الى اضعاف موقف المعارضة السورية،في المقابل ادى الموقف المصري،الى تدهور فظيع في سمعة النظام المصري داخليا وخارجيا،كما ادى الى ازدياد قوة المعارضة المصرية في الداخل والى ازدياد التذمر الشعبي على تلك المواقف المخجلة والتي يتصف بعضها بالبعد عن الانسانية،والقسوة الغير المبررة سواء مع الجانب الفلسطيني او مع تيارات الشعب المصري الداعمة لموقف الفلسطينيين.
6- كشفت تلك الحرب وبقوة عن مواقف النخب الثقافية العربية وخاصة في الجانب الاعلامي،فكما هو معروف ان الاعلام السعودي لايسمح بتاتا بأي انتقاد للمواقف الرسمية،وبالتالي فأن موقف غالبية الكتاب السعوديين متوقع تجاه كل ازمة دولية،بل حتى كتاب يوصفون بالليبرالية مثل تركي الحمد جاء مخيبا للامال،واصبحت تحليلاتهم للحرب ضعيفة جدا بل مضحكة في اغلب الاحيان كونهم لايريدوا المجاهرة بمعارضة الموقف الرسمي.
وفي المقابل كان موقف النخب الثقافية المصرية متوقعا،فالنخب المعارضة لموقف النظام المصري هي الاكثر عددا ولكن الاضعف اعلاميا ! بينما في جانب الحكومة بقي موقف كتابها يدافعون عن حكومتهم وبأسلوب مزيج من السخافة والتفاهة والعصبية الارتجالية المخالفة للعقل والمنطق.
اما موقف النخب الاردنية فهو بجانب الفلسطينيين على الاغلب،ويعود السبب بالاضافة الى كون الاغلبية في الاردن فلسطينية،الى وجود هامش كبير من الحرية الاعلامية يفوق مالدى مصر والسعودية.
وفي الختام نتيجة الصراع بين التيارين الرئيسيين في العالم العربي،هي ليست في صالح الجميع سواء حكاما او شعوبا،والمستفيد الوحيد هي اسرائيل التي تخرج من كل صراع مسلح منتصرة،مع او بدون دعم المعتدلين العرب المؤيدين لاقامة العلاقات معها.

2009/01/14

لوحة


خبر وتعليق

خبر وتعليق:
قرأت ان الاستثمارات الخاصة للسعوديين في امريكا هي 405 مليار دولار،فقدت نتيجة الازمة المالية العالمية 40%...ذلك يعني انها فقدت اكثر من 160 مليار دولار!.
اما مجموع الاستثمارات السعودية العامة والخاصة في الخارج،فهي حوالي 1230 مليار دولار،حصة الولايات المتحدة هي 34% وذلك يعني ان المجموع هو 418 مليار دولار،وهذا الخبر مذكور في مواقع عديدة منها موقع العربية...
الظاهر ان نسبة 34%غير صحيحة لان مجموع الاستثمارات الخاصة هي 405 مليار واذا طرحناها من 418 مليار فالباقي 13 مليار وهو مبلغ غير معقول للاستثمارات الحكومية السعودية.
لم اشاهد احد ينتبه لهذا الخطأ!...
في تقديري ان المبلغ الكلي للاستثمارات الخاصة والعامة في امريكا سوف لن يقل عن 800 مليار بسبب التركيز السعودي منذ عقود طويلة على الاستثمار في امريكا.
واذا حسبنا الخسارة الاولية نتيجة للازمة العالمية،فسوف لن تقل عن 320 مليار دولار...حتى نسبة 40% هي غير واقعية فالارقام العالمية للخسائر في امريكا هي اكبر من تلك بكثير...مثال على ذلك شركة ياهو التي كانت قد رفضت عقد مايكروسوفت ب 44 مليار دولار وطالبت بأكثر من 48 مليار دولار ...الان تقدر ب 11 مليار دولار!!
يعني 75% نسبة الخسائر....اذا طبقناها على الاستثمارات الخاصة السعودية سوف تكون الخسائر اكثر من 300 مليار دولار!!مبلغ خرافي..
واذا كانت الاستثمارات في الخارج 1.23 تريليون دولار فلن تقل الخسائر عن 600 مليار سواء في امريكا او غيرها....
بينما لو استثمر المبلغ في الدول العربية او الاسلامية او في آسيا او افريقيا،فالعائد المادي اعلى بكثير لعدم وجود ضرائب عالية،بالاضافة الى رخص العمالة،وبالتالي فوائد جمة على السعودية وعلى دول العالم الثالث،بينما في الغرب عوائد اقل وخسائر اعلى وبدون اي نفوذ سياسي!!
الخبر يثير الاحزان،واكثر مايثير ان وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين تبلغ ميزانيتها 1.1 مليار دولار نسبة مساهمة العرب جميعا 1% اي 11 مليون دولار...
لاشك ان الانتقام الالهي قد جاء مع الازمة المالية العالمية...فهل هناك عبرة؟

2009/01/13

في سياحة الكتب3

في سياحة الكتب 3:
ويبقى التاريخ مفتوحا- ابرز عشرين شخصية سياسية في القرن العشرين .
للمؤلف السعودي الليبرالي تركي الحمد،والكتاب يتألف من 157 ص ومطبوع في لبنان عام 2002 في طبعة انيقة.
يتكون الكتاب من مقدمة وقسمين...يتحدث المؤلف في المقدمة المكونة من سبع صفحات،وبطريقة بديعة عن شعوره عندما تضيق الارض به،ويأخذه الاكتئاب وألم النفس والملل في كل شيء،عندها يجد في التأريخ والاغراق النفسي فيه متنفسا له فيجد لذة واحساس لطيف يخفف آلامه. ويأخذه التاريخ بعيدا حتى يصف الحال انه كيف وعمره القصير يستطيع ان يغور في اعماق الاف السنين ويعيش حياة الناس والآمهم في تلك العصور السحيقة؟بالتأكيد لايستطيع!.
في القسم الاول يبين المؤلف لنا رؤيته حول التاريخ والحوادث الجارية فيه،وفي عرض حول التاريخ والاسطورة،ينتقد المؤلف الكثير من ابراز الصفات الاسطورية على الابطال في التاريخ او الوصف الخرافي للاحداث والتي تتعارض مع الطبيعة البشرية ونواميس الطبيعة،بل ان في ذكر الوقائع هو في حد ذاته مساعد على اعطاء صورة اكثر واقعية للاشخاص والاحداث وبالتالي يكون ابرازهم اكثر صدقية من اعطائهم اوصاف تنافي الواقع.
وفي موضوع آخر يتسائل المؤلف وآخرون ايضا...هل يمكن للتاريخ ان ينتهي؟..
وبطريقة بسيطة في الاجابة،يجيب على التساؤل لو كان ماركسيا ماذا يقول ! ،ولو كان ليبراليا ماذا يقول !ولو كان اسلاميا ماذا يقول!...ثم يتسلسل في ذكر بعض الفلسفات السائدة في عالم اليوم...وبالتأكيد تحمل التساؤلات والاجابات عنها نفي ان يكون هنالك نهاية للتاريخ.والتعددية الذهنية الانسانية هي التي تجعل الانسان صانعا للتاريخ لامجرد منفعل معه.
وفي مدخل لموضوع الكتاب الرئيسي،وتحت عنوان الابطال،يختلف الجميع حول هذه التسمية ومدلولاتها،فكارليل له كتاب بعنوان الابطال،يذكر وجهة نظره فيه عن ان التاريخ الانساني وما انجزه الانسان من حوادث تعود بالدرجة الاولى لهولاء الابطال الذين تميزوا عن الاخرين بصفات وقدرات كبيرة،ولذلك فان الفضل يعود اليهم ولولاهم لما وصلت الحضارة الى هذا التقدم!..اما عند هيغل فالبطل صانع التاريخ بينما التاريخ هو صانع البطل من خلال صيرورة الفكرة من اجل تحقيق غايتها النهائية...اما عند الماركسيين،فالبطل لاوجود له،والفرد هو جزء من البنية العامة للمجتمع وهو خاضع في اجتماعه وتاريخه لتشكيلات البنية الاجتماعية وليس العكس،وحسب مقولة ماركس الشهيرة:ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم،بل ان وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.
ولكن عند تسلم الشيوعيين الحكم ،فقد كانوا هم البادئين بتمجيد الفرد واحاطته بهاله كبيرة تصل حد العبادة السياسية!في مخالفة صريحة لمبادئ الماركسية!.
تبقى فكرة البروز خاضعة لقاعدة الفرد والظرف،بمعنى ان الانسان البارز اذا لم تخدمه الظروف فسوف تكون نهايته مأساوية او يطويه النسيان...ولكن هل يخلق الفرد الظروف الموضوعية له،بمعنى اذا لم تكن تخدمه الظروف فهل يعمل المستحيل لكي ينجح في زعامته او اعماله،الجواب ممكن في ظروف معينة وبخلو الساحة من البارزين...
وتحت عنوان البطل والتاريخ:معيير التقويم،يذكر المؤلف نماذج من القادة البارزين في مجتمعاتهم ولكن تختلف النظرة اليه من خارج المجتمع عن النظرة للقائد او الزعيم من داخل مجتمعه الذي ينظر اليه كمحقق المعجزة السياسية او الاقتصادية وغيرها من الاعمال البطولية،ولكن نظرة الافراد الاخرون اليه من خارج البلد تكون اكثر موضوعية ودقة. الناس في هذا العالم تنظر الى زعمائها برؤية ناقصة او غير كاملة في رأيي وذلك من خلال تجاهل الاعمال الوحشية او المنافية للاخلاق والمبادئ التي يقومون بها،ولذلك نجد عدد كبير من الناس يمجدون طواغيت رماهم التاريخ في مزابله القذرة!! في ظل غياب واضح للعقل والمنطق...ومن الاسباب الرئيسية هو عدم تعرض هؤلاء لكل التجاوزات التي قاموا بها هؤلاء ولذلك لايشعروا بمدى التعاسة والعذاب من خلال الخضوع لابطال هم في الحقيقة مجموعة من عتاة المجرمين الذين تخلوا قلوبهم من الرحمة والشفقة،ويكون هم البقاء في الكرسي للتسلط على الناس...
وفي القسم الثاني يذكر المؤلف عشرين شخصية في عرض موجز لايعطي للشخصية حقها في العرض والاستدلال،الذي يكون على الاكثر بصفحات ثلاث او اربع!وبالتالي فأن الكتاب ضعيف من ناحية التحليل المنهجي المركز على الشخصيات المذكورة واسباب ظهورها او انتهاء دورها.
وفي الحقيقة هنالك فروقات كبيرة في الشخصيات المذكورة،ولكن ابرازه دور وشخصية الملك المؤسس للسعودية،عبد العزيز آل سعود فيه تأمل ،وشرحه الوافي عنه رغم عدم شهرته العالمية،وكثره الكارهين له ولحكمه او الذين لا يعطون لشخصيته وزن كبير...وقد يكون ادخاله في الشخصيات قد جاء بطريقة لا يقبلها الكثيرون ولكن واقع الحال في داخل السعودية يفرض ذلك عليه نظرا للحملات الاعلامية القاسية ضده من جانب التيارات المحافظة،ولذلك الملجأ الوحيد امامه والاخرين هو اللجوء الى السلطة السياسية وطلب الحماية منها والمساعدة على اخراج الكتاب والبارزين في الثقافة الى دائرة الضوء وتقديم كل اشكال الدعم والاسناد.
في الختام يبقى كتاب:ويبقى التاريخ مفتوحا،هو جيد ومفيد وبأسلوب مبسط الى حد ما،كذلك للكاتب الكثير من الكتب والدراسات،بعضها يختلف عن الكتاب المذكور....






في سياحة الكتب 2

في سياحة الكتب 2:
العرض التالي هي لكتب تمت قرائتها،ولكن هي من الكتب العادية التي تكون فائدتها ضئيلة جدا،وقد يعود السبب في ان بعضها تجميع معلوماتي مختصر والاخر بمثابة مذكرات لضابط ثم وزير لاحقا لكنها لاتضيف للتاريخ سوى القليل من الفائدة التي يمكن ذكرها في الفترات اللاحقة....او كتب نجد فائدة في قرائتها وهي اللاحقة في هذه السلسة ...
الكتاب الاول:حسن نصر الله-حرب نهاية اسرائيل...تأليف خالد ابو بكر.
الكتاب مصري التأليف والطباعة...عام2006 في 159ص..والنوعية طبع عادي...
لايتضمن الكتاب شيء جديد،بل هي تجميع لمعلومات منشورة سابقا ولكن المؤلف من باب التأييد لحزب الله اثناء حرب تموز 2006 ،ألف الكتاب بسرعة وهو تعبير عن وجهة نظره في الحزب والمقاومة والحرب التي اثارت الكثير من الجدل . لايتضمن الكتاب تحليلات او آراء او معلومات يمكن ان تثير القارئ او تجعله يتفاعل مع ما يتضمنه متن الكتاب.
حرب تموز 2006 والتي كانت لغرض اطلاق سراح بعض المعتقلين اللبنانيين من سجون اسرائيل جائت بعكس التوقعات المرجوة...فبالنسبة للجانب الاسرائيلي فالغالبية العظمى من شعبهم وقف الى جانب حكومته وجيشه في تلك الحرب...وفي المقابل انقسم اللبنانيين والعرب والمسلمين بشدة حولها!وقد يكون التأييد الشعبي كبيرا ولكن من باب معارضة اسرائيل وضرورة التصدي اليها.وكان واضحا ان الحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها فريق 14 آذار المعارض لسوريا هي معارضة لتلك الحرب والطريقة التي بدأت بها وحتى الجيش اللبناني الذي كان واجبه الدفاع عن البلاد،كان موقفه مخزيا من حيث وقوفه على الحياد،بل كان استسلام بعض افراده لقوات الغزو مدعاة استنكار وكشف مريع لمدى الخلل الواضح في المؤسسات اللبنانية والتي تتكون من النظام برمته والقوات المسلحة وحزب الله.
كانت الحرب تدميرية بالدرجة الاولى وبغض النظر عن الصمود والتصدي الشجاعين للهجوم الاسرائيلي الا ان نتائجها كانت هزيمة بلا شك للبنان ومقاومته،فقد جرى تدمير هائل للبنية التحتية وجرى التركيز في الحرب على اماكن تواجد الطائفة الشيعية دون سواها والتي دفعت الثمن باهظا سواء من حيث التصدي او الخسائر او الوقوف ضدها وعدم تاييدها من قبل نسبة كبيرة من الشعب اللبناني والعرب،وكان لتأثير العامل المذهبي سبب واضح في صدور الكثير من المواقف المعادية للحزب ومقاومته...
دخول الجيش الاسرائيلي الى مناطق واسعة من الجنوب ثم فرض الامر الواقع بعد الانسحاب من حيث منع وصول افراد المقاومة الى الحدود ناهيك عن الفارق الكبير الكبير في الخسائر البشرية(20 الى 1) ثم محاصرة لبنان وحدوده ومنع وصول السلاح للحزب،كانت كلها ضربات قوية له لم يتم حسبانها في الهجوم على حرس الحدود الاسرائيلي،وبالتالي تلك الحرب اعادت استراتيجية الحزب وتفكيره الى ماقبل انتصار عام 2000م واصبح لاحقا صعبا عليه التفكير في الهجوم على اسرائيل والتركيز على مبدأ التصدي والدفاع فقط .
كل الحروب مع اسرائيل كانت انتصارا لها ماعدا حربين كانت انتصارا معنويا فقط للعرب وهي حربي 1973 والانسحاب من جنوب لبنان عامي 1985 و2000 ولكن ليستا هزيمة لاسرائيل،وكانت الخسائر العربية في تلك الحروب المادية والبشرية تفوق بكثير خسائر اسرائيل.
التفكير العقلاني بمقاومة اسرائيل وعدم اخضاع الصراع معها للعامل العاطفي والتفكير العشوائي هو السبيل الوحيد للتصدي لها ...كل حروب اسرائيل تخضع بعد انتهائها الى المناقشات والتحليلات والتحقيق فيها من جانب لجان متخصصة،وتكون النتائج مهما كانت مرة لهم هي ملزمة في العمل المستقبلي لتحقيق افضل النتائج بأقل الخسائر...في الطرف المقابل لم تخضع معظم الحروب العربية لمثل تلك التحقيقات والدراسات وبذلك تكون النتائج المستقبلية للصراع هي تكرار لما سبق من خسائر كان من الممكن تلافيها او على الاقل تقليلها الى ابعد الحدود في حالة بذل الجهد لتلافي الاخطاء ...
الكتاب الثاني:مذكرات فؤاد عارف-مرافق الملك غازي والوزير في العهد الجمهوري..
الكتاب من تأليف صاحبه وهو فؤاد عارف،ويقع في 272 ص ومطبوع في لبنان عام 2006 في طبعة انيقة . والكتاب ليس فيه من القيمة التاريخية يمكن الاشارة اليها سوى شذرات من قبيل مرافقته للملك غازي(1912-1939) وطبيعة سلوكه وافراد عائلته، كذلك بعض المقتطفات من خلال عمله الرسمي في الدولة ومشاركته بصورة غير رئيسية في الاحداث.
الغريب في سلوكه هو انه عمل في اجهزة ثلاثة انظمة مختلفة جذريا فيما بينها وقد يبرر سلوكه بكونه محايدا بالاضافة الى كونه كرديا،الا ان ذلك يبقى تبريرا غير كافيا بالنظر لسلوك الانظمة الثلاث وبشدة وقسوة مع من عملوا في اجهزة النظام السابق لها.
يذكر المؤلف كيف كان العديد من اقربائه الاكراد هم ضباط ومسؤولين في اجهزة الدولة العثمانية ثم بداية الدولة العراقية الجديدة مما يجعل التأكيد على ان سلوك الدولة العثمانية تجاه رعاياها كان يتم وفق سلوك المواطنة، وبالتأكيد كانت الافضلية للعرق التركي على من سواه،ولكن مع استثناء بعض الاقليات وعلى رأسها الشيعة ثم الارمن واقليات اخرى،التي جرى استبعادها نهائيا من اجهزة الدولة مما ادى الى ان يكون تأسيس الدولة العراقية يكون مشوها نظرا لاعتمادها على الجهاز الحكومي العثماني مما جعل اجهزة الدولة غريبة عن غالبية الشعب العراقي حتى سقوط النظام القديم عام 2003 وبناء الدولة الجديدة وفق المشاركة الجماعية لجميع مكونات المجتمع العراقي .
يشير المؤلف في الكثير من المواقف الى نزاهة الكثيرين ومن ضمنهم افراد العائلة المالكة في العراق ابان الحكم الملكي ثم الجمهوري الاول،وهي صفة اصبحت معدومة في حقبة البعث المظلمة او خلال حكم الانظمة العربية الحالية المتسم بالفساد المثير للاشمئزاز في كل مفاصل الدولة الملازم للاستبداد والارهاب الحكومي،ممايجعل الحنين لتلك الايام السابقة امنية عدد كبير من الناس هذه الايام.



2009/01/12

انتقام ملك

انتقام ملك:
تأسست خلال تاريخ الانسانية الطويل عدد كبير من الممالك،وشكلت بأنماطها المختلفة(مملكة،امارة،سلطنة،الخ) اغلبية النظم السياسية.
ولكن منذ القرن الماضي، بدأت الممالك بالانهيار وعلى اثر ذلك تأسست الكثير من الجمهوريات وايضا بأنماط مختلفة(مثل ديمقراطية،ديكتاتورية...)،والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى سوء ادارة الممالك لحكمها المتسم غالبا بالفساد والطغيان،ورغم ان تاريخ الانسانية الطويل يحمل في حقبه المختلفة صور مرعبة لانهيار الممالك،الا ان العبرة في ذلك شبه معدومة لدى كل الحكام في العالم،وخاصة الدول التي تحكمها نظم مستبدة!...فالحكم يحمل في ذاته لذة عجيبة وساحرة لكل من يصل اليه،وللسيطرة على شهوات الحكم المختلفة يحتاج الانسان الى مقدرة عظمى مع التوفيق الرباني في ذلك،وبدون ذلك لا يستطيع الانسان القدرة على الحكم بعدالة مطلقة،والغالب ان العدالة ايضا تخضع لظروف الحكم والحاكم...
وقد شهد التاريخ عدد من الحاكمين كانوا رمزا للعدالة والحكمة والمنطق ومن ابرزهم الامام علي بن ابي طالب(ع) وعمر بن عبد العزيز بالاضافة الى بعض الانبياء(ع) مثل النبي سليمان(ع)...
من خلال قراءة التاريخ بتأني وبهدوء يمكن الوصول الى نتائج باهرة في الحكم على الحكام وطريقة حكمهم...والغالب ان الذين لهم حظ كبير في العلم والمعرفة مع توفر الوازع الديني والاخلاقي،هم الناجحون في الغالب،وفي المقابل الذين يولدون واسرهم في الحكم في الغالب يكون فاسدين من خلال الترف المستحكم في حياتهم منذ الصغر...
للحفاظ على ماتبقى من الممالك على وجودها في الساحة السياسية،منحت الاغلبية منها الديمقراطية للشعب واصبحت تحكم اسميا مما ساعد على الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي حرمت منه عدد كبير من البلدان التي تحكمها انظمة جمهورية مستبدة،مما جعل البعض يحن الى عودة الملوكية ولكن بصيغة دستورية مقيدة هربا من سوء الاوضاع واليأس من تغييرها...
وفي المقابل بقيت بعض الممالك على سيرتها الاولية مستندة الى القوة والعنف في الحكم وخاصة في العالم الثالث،ومنها المغرب،وكانت فترات الحكم سيئة بلا شك وتخللها الكثير من القسوة والانتقام الذي يعتبر لامبرر له اطلاقا في ظل سيطرة الملوك على الحكم بصلاحيات كبيرة.
انتقام ملك المغرب:
منذ استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 حكم المغرب ثلاث ملوك هم من سلالة علوية الاصل ولكنهم ذابوا في المجتمع المغاربي واصبحوا يدينوا بمذهبه الرئيسي وهو المالكي.
تولى عام 1961 الملك الحسن الثاني(1929-1999) الحكم خلفا لوالده محمد الخامس واستمر في الحكم فترة طويلة حتى توفي في 23 تموز1999 وخلفه ولده محمد السادس.
كانت فترة الحكم الطويلة من اشد الفترات ظلامية في التاريخ العربي المعاصر،من حيث القمع الوحشي والذي طال الكثير من الابرياء،ورغم ان الحكم الجديد بدأ بتصحيح تلك المرحلة المظلمة ولو جزئيا من خلال تعويض الابرياء المظلومين،الا ان ذلك لايمحو من الذاكرة تلك المآسي والتي اصبحت وصمة عار على الملك المستبد واركان حكمه...
من المآسي التي حفلت بها تلك الفترة المظلمة،هي انتقام الملك الحسن الثاني من عائلة جلاده المعروف محمد اوفقير(1920-1972) الذي اعدم بعد فشل محاولته الانقلابية.
اعتقل عائلة اوفقيرة المكونة من امرأة وستة اطفال(صبيان واربعة فتيات) اكبرهم في التاسعة عشر واصغرهم في الثالثة!! بالاضافة الى خادمتين معهم،ودام اعتقال هؤلاء التسعة اكثر من تسعة عشر عاما!! في انتقام مخجل يرقى الى الوحشية المنحطة وفقدان مريع لصفات الفروسية العربية والرجولة والشهامة،والتي لو عملها اي انسان لقيل عنه مجرم على الاقل اما الملك الديكتاتور ولاسباب سياسية فقد ظل لقبه امير المؤمنين الى ان مات فتسابق الى حضور جنازته الزعماء!!
تلك هي الحياة وانحطاطها،تفضل ان يتحكم بها الاراذل ويذل بها الشرفاء،ولذلك نرى تاريخ البشرية مخزي ومشين ولايشرف اي انسان ان يفتخر به،واغلبية من رحلوا عن هذا العالم كان يمكن ان تنقذ حياتهم لو كانت العدالة والحرية موجودة،ولكن اغلبيتهم قضي عليهم من خلال القتل والارهاب والمرض والجهل والفقر والتخلف وغيرها من الاسباب التي يكون الانسان مسؤولا عنها بأختياره لا بأختيار الظروف،فقل لي بأي ذنب اعتقل امير المجرمين هذا،تلك العائلة وغيرها من عوائل المنسيين؟:الجواب بالتأكيد هي سيطرة الشهوات الشيطانية المتمثلة بالحكم والهوس فيه الى حد الجنون.
وللعلم بقيت المغرب خلال فترة حكمه الطويلة،بلدا متخلفا من جميع النواحي،وخاصة الاقتصادية منها،بالرغم من وقوعه في مكان استراتيجي هام،بالاضافة الى المساعدات الكبيرة التي تلقاها من الدول العربية والاوروبية ولكن بقي ضمن الدول المصنفة في خانة الاكثر فقرا وفسادا في العالم،وبقيت نسبة الجهل والتخلف والفقر في مستوياتها العليا،بينما تقدمت بلاد اخرى اقل منه في الموارد الطبيعية والمساحة واكثر في كثافة السكان،بالاضافة الى انفاق دفاعي كبير نتيجة لوجود تهديدات خارجية على وجودها،وفي نفس الوقت وصلت الى اعلى المراتب تقدما في العالم،واصبحت نموذجا بارزا في التنمية والعمل،ومثال على ذلك كوريا الجنوبية وتايوان،فقد وصل الفارق بين دخلي الفرد فيهما وبين دخل الفرد في المغرب اكثر من عشرة اضعاف !! فتأمل ذلك .
عرض كتاب: الغريبة
الكتاب يتألف من 246صفحة طبعة 2007 في المغرب ولبنان،في طبعة عادية،وهو من تأليف مليكة اوفقير الابنة الكبرى للجنرال المغدور محمد اوفقير،وهو احد كتبها التي اشتهرت بها وخاصة كتاب السجينة التي تروي سيرة عائلتها خلال فترة السجن الرهيب،وقد طبع عشرات الطبعات بمختلف اللغات العالمية،وكذلك اشتهرت من خلال وسائل الاعلام وخاصة القنوات التلفيزيونية الفضائية.
يتألف الكتاب من مقدمة وثمانية عشر فصلا صغيرا،وهو تكملة لسيرة حياتها بعد خروجها من الاقامة الجبرية والتي تبع خروجهم من السجن،وفيه تشعر بالغربة من المجتمع والحياة بأسرها نتيجة للعذاب الذي لاقته في السجون وكانت اهم شيء في مرارتها من الحياة هو احساسها بفقدان زهرة شبابها المتمثلة بحوالي عشرين عاما قضتها مع عائلتها دون ان يقترفوا ذنبا،وهذه المآساة هي نموذجا بارزا على سوء الحياة في العالم العربي من خلال الانتقام من عوائل المعارضين او المتهمين الابرياء ولكن حب الانتقام وحب زرع الخوف والرعب في قلوب ابناء الشعب هو الذي يدعو الطواغيت الى فعل ذلك العمل المشين الخالي من كل رحمة انسانية،وقد قتل وعذب في سجون ومعتقلات الانظمة العربية عدد كبير من الابرياء،والغالبية العظمى منهم لم يسمع منهم اي خبر او حتى معرفة اين دفنت اجسادهم الطاهرة البريئة. الاختلاف في امعان اذلال عوائل المعارضين وقتلهم يختلف من نظام الى اخر،ولكن المعروف ان النظام البعثي في العراق كان هو الاول بدون منازع في هذا النوع من الاعمال الوحشية،ثم انظمة اخرى مثل ليبيا وسوريا ومصر وتونس وغيرها من البلاد الاخرى.في الكتاب سيرة المؤلفة ومعاناتها وكذلك هجرتها الى فرنسا ثم الى امريكا ثم تطرقها الى شعورها بعد وفاة جلادها الحسن الثاني عام 1999.
تحدثت المؤلفة وبطريقة مقززة عن تفاصيل حياتها الجنسية ومغامراتها مع الاجانب من ايطاليا وفرنسا وهي في سن الثالثة والاربعين(وهو سن يعتبر الشخص عاقلا ومسؤولا وبعيد عن التصرفات الطائشة) اي بعد خروجها من السجن،وكذلك عن حياة المجون التي قضتها في تلك الفترة قبل ان تتزوج من فرنسي، دينه مختلف عنها وهي بالطبع مسلمة مما يدل على انحرافها الكلي وانعدام الوازع الديني والاخلاقي عندها،مما يجعل القارئ لكتابها وبعد رحلة طويلة من المشاركة الوجدانية معها في رحلة حياتها الطويلة والمليئة بالعذابات المستمرة،تجعله يقف مذهولا من حياتها بعد ذلك وينفر بقوة من تصرفاتها الغير مسؤولة والتي لاتعير للمجتمع او الدين او الاخلاق اي وزن،وهي تصرفات غبية في الواقع ولكن طبيعية من عائلة عاشت في كنف مسؤول في الدولة اشتهر بقسوته وانحرافه،وهي ظاهرة منتشرة في العالم العربي من خلال الاطلاع على تفاصيل حياة عوائل مسؤولي الدولة والتي يغلب على تصرفات مسؤوليها المشهور عنهم الفساد والقسوة والاجرام وهي نتيجة لسوء اعمالهم الناتجة عن البعد عن الدين او الضمير الاخلاقي المسؤول بالاضافة الى ضعف الوطنية وتغلب عناصر الانانية.
عموما تلك السيرة الفاضحة قللت من الانجذاب الى المؤلفة ومعاناتها،وبالتالي لا يشعر القارئ بالميل لتحليلها حول عدائها للمتدينين وطباعهم مادامت السيرة الشخصية بهذا الشكل المفضوح.
تحدثت ايضا عن تنظيم الحياة في فرنسا والرفاهية فيها وكذلك عن امريكا ولكن بشيء مختصر،وبالطبع ان البلدين اعلاه هما مسؤولان عن دعم جلادها الحسن الثاني الى اخر لحظة في حياته الاجرامية!! حتى بعد ان عرفوا بالمآسي التي فعلها بأسرتها او بشعبه المنكوب به.
عموما كتاب يحمل بين دفتيه سيرة معتقلة بعد الحرية وهو نموذج من ادب السجون الذي يكاد يكون منحصرا على العالم الثالث وبالاخص العالم العربي،وفي الحقيقة انه في مراحله الاولى ويحتاج الى تطوير من خلال دعم كل المعتقلين السابقين وتشجيعهم على كتابة هذا النوع الادبي الجديد،ورغم ان البعض يحمل قصصا مثيرة ومروعة ولكن لايحمل القدرة الادبية على الكتابة،وبالتالي يصبح ضروريا الاستعانة بالادباء او الصحفيين كما فعلت مليكة في كتبها،وبالتالي سوف يكون لنا كم هائل من المذكرات الشخصية التي تروي الفضائع في السجون العربية والتي تعرض لها الملايين من الضحايا والمعذبين.
وفي تقديري ان ترويج ذلك النوع من الادب او النصوص المكتوبة،هو وسيلة هامة لتعليم الصغار او عامة الناس مدى الوحشية في تلك الاعمال البربرية التي يتمترس ورائها اصحابها بحجج واهية زائفة لاقيمة لها في عالمنا الحاضر او في العالم الاخر،فهي احد اهم الوسائل لزرع الوعي واحترام حقوق الانسان لدى الاجيال المقبلة،بالاضافة الى اعادة الاعتبار الى هؤلاء المعذبين....

تعليق ثقافي

تعليق ثقافي:
ضعف واضح لمجلة العربي

اطلعت على اعداد مجلة العربي (597-600)الصادرة بين اغسطس(آب)2008 الى نوفمبر(تشرين ثاني)2008...والقراءة المفصلة هي لغالبية سطور المواد من الغلاف الى الغلاف والتي كانت من نصيب العدد الاول وهو597 ،وعنه سوف اتحدث قليلا...اما الثلاث الاخرى فقد اطلعت على كل واحدة دون قراءة المواد كاملة.
العدد597 الصادر في آب هو ضعيف في اعتقادي ماعدا مواضيع قليلة يمكن الاشارة اليها،اما الاعداد الصادرة بعد ذلك فهي افضل من هذا العدد .
حديث الشهر ليس جديدا عن تقاعد العالم ويقصد زيادة نسبة المتقاعدين من كبار السن من عدد السكان الكلي نتيجة للتقدم التكنولوجي واثره على تقدم العلوم الطبية،وهو موضوع مكرر مرات كثيرة.
شاعر العدد كان الشريف الرضي وهو اختيار لابأس به كونه شاعرا من الطراز الاول وعدد كبير من الناس تجهله. بعد ذلك يوجد مقال لعاطف العراقي عن نجيب محفوظ ورؤية فلسفية،وهو لم يقدم رغم طوله سوى الدوران خارج الموضوع والسرد التاريخي دون تقديم اي رؤية فلسفية بارزة ومختصرة!.
من الاسباب التي ذكرتها سابقا حول ضعف مجلة العربي،هي التركيز على المحليات الكويتية وهي شيء طبيعي لصدور المجلة من هناك ولكن هي مجلة عالمية وذات تراث طويل وبالتالي هي سفر جليل للكويت ومصدر شهرتها،مثل قناة الجزيرة الى قطر،ولكن التركيز بهذا الشكل الفاضح على مواضيع لاتهم الثقافة والقراء هي وسيلة تدمير لعالمية المجلة،فموضوع مثل معجم الالفاظ الكويتية للشيخ جلال الحنفي هو لباحث تراثي عراقي يدعى السامرائي اتوقع انه لاينشر له او لغيره لولا ذكر الكويت ولهجتها مثلا،يعني ان ابراز البحوث والدراسات والمقالات والاستطلاعات عن الكويت يجعل جاذبيتها ضعيفة للاخرين خاصة وان الكثير من المواد ضعيف ثقافيا وفنيا،بالاضافة الى ان فترة العقود الماضية هي كافية في الاعداد السابقة والتي لم تترك صغيرة عن الكويت الا وتحدثت عنها الذي هو في النهاية بلد صغير وبالتالي قليل الامكانات الثقافية،ولذلك جاءت مواضيع مثل الرحلة الجزائرية عن الكويت او استطلاع مهرجان المسرح هناك،اشبه بمواضيع الاعلانات حول سلعة ما!.
وهناك موضوع نوادر تراثية للكاتبة المصرية هالة فؤاد،وهو كسابقه من مقالاتها عن ازمات المثقف،فرغم جودة مقالاتها وكبرها،الا ان التركيز على آثار التوحيدي واهمال آخرين،هو ضعف واضح لتلك الجودة،بالاضافة الى ملل القارئ المتابع لتلك السلسلة الهامة من المقالات...
خلى العدد من المواضيع الاقتصادية والسياسية سوى مقال يتيم!...
وتبقى مقالات احمد ابو زيد واستطلاع بكين واستعراض الكتب هي البارزة والتي جعلت العدد المذكور جميل ولكن بضعف مرحلي واضح...

2009/01/09

لوحات حسينية



لوحات حسينية



لوحات حسينية

لوحات حسينية




لوحات حسينية

الثورة الحسينية:تراث لاينضب...وتجدد مستمر

الثورة الحسينية:تراث لاينضب...وتجدد مستمر
دائما الانسان يتذكر ولشتى الاسباب،الاحداث المهمة في التاريخ،ومن اهم تلك الاحداث هي الثورات،لما لها من اهمية خاصة كونها تعبيرا عن رفض واقع مفروض في فترة زمنية معينة وعندما تصبح الظروف قاهرة امام الناس في تغيير الواقع بصورة سلمية،يلجأ من لايستطيع البقاء طويلا في تلك الظروف الى الثورة بشتى صورها المعروفة كملجأ اخير للتغيير المحتوم.
الثورات التي قامت في العالم خلال تاريخ الانسانية الطويل،هو عدد كبير بلا شك،ولكن الثورات الكبرى التي أثرت في التاريخ خلال فترة زمنية طويلة هي محدودة العدد بلا شك.
التأثير يختلف من حقبة زمنية الى اخرى،ونوعية التأثير ايضا مختلفة،ولكن الاكثر تأثيرا هي التي تكون من ناحية الفكر والمبادئ المتعلقة فيه والتي لاتتأثر بالزمن الا قليلا،اما بقية التأثيرات فهي تكون خلال فترة زمنية محدودة وقد تصل الى عقود او قرون ولكن قد تبقى ضعيفة التأثير بعد ذلك.
الثورات تختلف بأختلاف حجمها،فمنها يكون صغير الحجم او في رقعة جغرافية معينة،والبعض الاخر يكون كبير الحجم ويتجاوز الحدود الدولية.
غالبية الثورات في التاريخ،هي فاشلة او غير محظوظة من ناحية النجاح في تسلم السلطة او في تغيير الواقع الملموس،ولذلك تختزن الذاكرة العالمية عدد كبير من المحاولات الثورية لتغيير الواقع السيء الذي تعيشه الشعوب.
بعض الثورات في حالة نجاحها تتحول الى ثورة تأكل ابنائها من خلال الصراعات الدموية بين قادة الثورة والتي تنتهي بسيطرة الجناح الاكثر قوة وقسوة ومكرا،مما يجعل الحكم يتحول الى ديكتاتورية جديدة بلباس ثوري!!.
الثورات الكبرى التي حققت اكبر الانجازات في التاريخ حتى لو كانت رحلتها غير سلمية،هي قليلة جدا...وخلال العصر الحديث تم الاتفاق على وضع اربعة ثورات كبرى في التاريخ المعاصر كان لها حمل اسم الثورة بجدارة من خلال طرحها شعارات مؤثرة في الشارع واصبحت تأثيراتها تتجاوز الحدود والاقوام،وقد حاول البعض من المفكرين اضافة ثورات اخرى لها تأثير مشابه مثل الثورة الانكليزية في القرن السابع عشر،ولكن تلك المحاولات بائت بالفشل الذريع...والثورات الاربعة الكبرى في التاريخ الحديث هي:الثورة الامريكية 1776،والثورة الفرنسية1789،والثورة الروسية1917،والثورة الايرانية1979...ومازالت افكار واصداء تلك الثورات مستمرة برغم تاريخها الطويل...
اما في التاريخ البشري الطويل فيمكن اضافة بعض الثورات والتي اثرت بقوة في التاريخ الحديث...
لكن تبقى الثورة الكبرى الاولى في العالم،والتي اثرت ومازال تاثيرها باقيا،وسوف يبقى ايضا،هي الثورة الحسينية والتي قادها الامام الحسين(ع) قبل حوالي 1400سنة...
هي الثورة الوحيدة التي يفتخر البشر بالانتماء اليها قلبا وقالبا...ومازالت الثورة الوحيدة في التاريخ التي يعيد مئات الملايين من البشر احياء ذكراها كل عام...وهي الثورة الوحيدة التي مازال اعدائها يحاربونها بكل دموية وقسوة وبشتى الحجج....
كذلك هي الثورة الوحيدة التي جمعت البشر بمختلف اتجاهاتهم حولها وفي نفس الوقت جمعت اعدائها ومن مختلف الاتجاهات والاهواء والنحل.
كما انها الثورة الكبرى التي تحمل تراثا فكريا وجهاديا هو من الضخامة بحيث لاتحمله اي ثورة اخرى...
كما انها الثورة الوحيدة التي تكون قيادتها وانصارها بمثل قدسية وروحانية الامام الحسين(ع) واتباعه...
ليست كل الثورات التي لايحالفها الحظ في تحقيق اهدافها الانية او ينتصر عليها خصومها،هي ثورات فاشلة،بل الفشل يكون عندما تنتهي الثورة ويختفي معها كل اثر...اما بالنسبة للثورة الحسينية فهي انتصرت بالدم والشهادة والمظلومية على الظلم والطغيان والفساد،ولو بعد حين...
لا احد يجاهر بالوقوف الى جانب قتلة الامام الحسين(ع) الان الا من جاهر بنصبه العداء الى آل البيت(ع)،وبالرغم ان هنالك الكثير من المتسترين بالعداء لمحبي الامام الحسين(ع)ويدعون حبهم الى آل البيت(ع) ولكن الحقيقة هو نصب العداء المخفي لهم بل هو مكشوف لمن يريد ان يختبرهم من خلال الحوار معهم حول الكثير من الامور المتفق عليها مثل الثورة الحسينية،فنجدهم حينها يعطون المبررات السخيفة التي لاتستند الى اي عقل او منطق او دين لقتلة الثورة....
تراث فكري ضخم:
رغم مرور اربعة عشر قرنا على الثورة الحسينية،الا انها تتجدد يوما بعد يوم من خلال الاكتشافات الروحانية والعقلية لها وفق المنظور الحديث،بحيث اصبحت الافكار الثورية للامام الحسين(ع) ونهضته اكثر فهما لدى العامة من الناس في الوقت الحاضر منها قبل مئات السنين في ظل العولمة الجديدة وانتشار الافكار الاساسية لحقوق الانسان في الحرية والعدالة والمساواة.
ولذلك نجد استمرار صدور الكثير من الدراسات والبحوث التي تنظر الى تلك الثورة العظيمة من مختلف الاتجاهات،بل ان اختلاف الاراء الناتج من اختلاف الطبائع البشرية هو الذي ادى الى اثراء الدراسات والفهم العام للثورة،بحيث لايستطيع اي فرد ان يدعي احتكاره للثورة او كونه الممثل الرئيسي لها في الوقت الحاضر.
وبأعتقادي ان الدراسات والبحوث والمقالات والكتب والنشرات سوف تستمر حول تلك الثورة العملاقة ولن يقف حاجزالزمن والبعد الجغرافي،عائقا امام فهم الثورة والتي اثارت اعجاب مختلف الاجناس البشرية والتي تعتنق مختلف الافكار والتي يصل بعضها الى التضارب مع السلوك العام المستند بقوة الى مبادئ الاسلام العظيم الصافية النقية...ولكن مادام الصراع بين الخير والشر مستمرا في هذا العالم فأن الطموح الانساني النبيل نحو الحرية والعدالة،سوف يجعل النفوس تقترب اكثر فأكثر نحو كل من قاوم الظلم والطغيان والفساد وكل الافكار الشريرة المنحرفة،وعلى رأس هؤلاء المقاومين الامام الحسين(ع)وآل بيته وصحبه الابرار...
لقد حطمت الثورة الكثير من القدسيات الزائفة والتي دخلت الاسلام من خلال متسلقي السلطة وأذنابهم ،بل كشفت ذلك للمخدوعين من الناس وخاصة البسطاء وخاصة في تلك العهود المظلمة التي كان الطواغيت يسيرون الناس وفق رغباتهم وشهواتهم ولذلك قيل الناس على دين ملوكهم!...
مازالت التشوهات التي عملتها السلطة الاموية الغاشمة ومن تبعها من ممالك مستبدة،سارية المفعول لحد الان ولذلك تتجدد الحاجة للثورة على الظلم والطغيان في كل مكان وزمان والذي بدوره يؤدي الى البحث عن طريق مستقيم للخلاص من النفق المظلم،وهذا الطريق يتمثل بكل ثائر مخلص يبذل كل مافي وسعه بما فيها حياته لتخليص الانسانية من شرور ابنائها الفجرة وقساة القلوب،والثوار الاحرار المخلصين كثيرون وعلى رأسهم الامام الحسين(ع)وصحبه.
بعض الدروس المستنبطة:
من خلال دراسة الثورات الكبرى في العالم،يمكن للمرء ان يستنبط الكثير من الدروس والعبر،ومن ضمنها الثورة الحسينية الكبرى،ويمكن ملاحظة ان الدروس ليست محددة بفكر واحد او برقم واحد،الا ان التأمل والدراسة بعمق وموضوعية يمكن ان يجعل كل فرد منا قادرا على الاستنباط لاخذ الدروس والعبر ...وهنا فلتات قليلة من التأمل الناتج من رؤية فردية بسيطة لثورة عملاقة:
1-اثبتت الثورة بجدارة ان حجم الثورة لايقاس بالكم ولكن بالكيف،بمعنى ان الثورات الكبرى في التاريخ لايقاس حجمها بكبر حجم المشاركين فيها،نعم ان كبر المشاركة في الثورة يعتبر اساسيا لنجاحها الاني والمستقبلي،مثل الثورات الكبرى الاربعة المعاصرة والتي سبقت الاشارة اليها،الا انه يمكن ملاحظة ان العديد من الثورات الشعبية والتي كانت المشاركة فيها كثيفة،قد فشلت سواء في تسلم السلطة او في ترك اثر فكري وثقافي عريض،مثل الثورات العديدة في افريقيا وآسيا بل حتى في العالم العربي وتاريخه المعاصر،وليراجع الموسوعات والكتب التاريخية من يريد الاطلاع والاستفادة من الاشارة لهذه الفكرة،بينما اذا اطلعنا على الثورة الحسينية الخالدة فهي كانت صغيرة الحجم من حيث عدد المشاركين فيها(دون المائة)ولكن كانت جيوش السلطة الغاشمة قد تجاوزت العشرات من الالاف!!،وفي النهاية رغم عدم نجاح الثورة الاني،الا انها نجحت في زرع بذور الثورة والاحتجاج في نفوس الجميع بالاضافة الى نشر الكثير من المبادئ والقيم السامية المستندة الى الاسلام وتعاليمه السمحاء،مما ادى في النهاية الى نجاحها على اعدائها وبعد ان قتل جميع المشتركين فيها بفترة زمنية قصيرة!.
لقد حمل لواء الثورة وافكارها عدد كبير من الناس وخلال فترة القرون الماضية الطويلة،وهم مستعدون لبذل كل طاقاتهم في سبيل اعلاء راية الثورة الحسينية المستندة وبدون ادنى شك الى مبادئ الشريعة السمحاء،ولانها تمثل مبادىء طبيعية ثابتة للجنس البشري.
2-اثبتت الثورة بجدارة تدخل العوامل الغيبية في انجاحها وافشال كل المخططات الشريرة لاخماد جذوة شعلتها،فالمعروف ان المعسكر المعادي للامام الحسين(ع) يمتلك من القوة والعدة الكافية لابادة رجالات الامام الحسين(ع) واخماد اي ذكر لهم،ولكن العناية الربانية كانت هي الغالبة بلا شك بحيث بقي بعض من شهد الواقعة والتي نقل تفاصيلها لبقية الناس،ولذلك كان مجيء اسر اهل البيت (ع) وانصارهم من الوسائل الهامة التي نقلت تفاصيل المعركة الى الرأي العام الذي كان منشغلا بأمور مختلفة ناهيك عن كبر حجم الدولة وانعدام وسائل الاتصال الحديثة التي تجعلهم يعرفون بتلك التفاصيل،وهذا يعطينا فكرة مهمة عن ضرورة وصول الاعلام الى الثورات واهمية العامل الاعلامي في نشر الحقائق للرأي العام بغية تحريضه وتحريكه ضد النظام المستبد.
ان القدسية المعروفة عن آل البيت(ع) كانت كافية لانزال الانتقام الالهي ولو بعد حين من القتلة الذين تجردوا من كل انسانية او اخلاقية في حربهم القاسية من اجل سلطة زائلة يمثلها انسان وضيع لايفقه شيئا استولى ابوه بالغدر والخيانة على مقدرات دولة دينية كبرى،وأدارها بأسلوب منحط جعل الجميع ينبذونه مما ادى الى نهاية سريعة في انتقام آلهي لايمكن نكرانه،وكذلك بالنسبة لقادة جيوش السلطة وبعض من برزوا في القتال من المقاتلين العاديين،وقد امتلئت كتب التاريخ بالحديث عن تفاصيل الانتقام الالهي الذي اعطى درسا واضحا للبقية بأن الحضور الغيبي هو بارز في الاحداث الجسام،وان دوره في تسير تلك الاحداث لايقل اهمية عن غيره بل يتفوق عليها خاصة انها صادرة من اله عظيم خالق الكون ومخلوقاته ومنهم الانسان الصغير الحجم والوضيع بأعماله الخسيسة!.
3- كسرت الثورة حاجز القدسية الزائفة بالنسبة للحكام والتي اخذت تثبت جذورها المستندة على تفسيرات ضيقة ولغرض المصلحة الشخصية للادلة الشرعية تدعو الى تقديس ولاة الامر حتى لو كانوا من الفاسقين او الذين يقفزون على السلطة في غفلة من الزمن وبصورة غير شرعية.
اختيار الحكام يخضع لضوابط شرعية وفق الشريعة الاسلامية،ورغم كون الاختيار كان محدودا لبضعة اشخاص من الصحابة في زمن الخليفة الثاني،الا انه يعتبر بحد ذاته مرحلة متقدمة من الاختيار الديمقراطي المحدود،ولكن الاختيار للخليفة الثالث كان تم بموافقة عضو وهو عبد الرحمن بن عوف وفق شرط غريب لابعاد الامام علي(ع)الذي رفضه،بينما قبله عثمان بن عفان،الذي اصبح على ضوئه خليفة ولكن سرعان ما اخل بهذا الشرط والذي هو وجوب السير بسيرة الخليفتين الاول والثاني،مما جعل ابن عوف يندم على اختياره ويعارضه بعد ذلك.
كانت خلافة الخليفة الثالث وبالا على الامة الاسلامية التي تحكم بها بنو امية نتيجة ضعف الخليفة وتفضيله اسرته على من سواها من الاسر،وقد كان الطغيان والفساد سببا رئيسيا للثورة،ورغم طول فترة خلافة الثالث(12عاما)الا انه لم يستمع الى المعارضة والنصائح بل تمادى في السير الخاطئ والذي يكون مقبولا عن البعض كونه من الصحابة!،ولكن لو سار بنفس السيرة اي شخص الان ومن ضمنهم حكام العرب المعاصرون لوصموا بشتى الاوصاف السيئة!وهذه من المتناقضات الكبيرة في الشخصية المسلمة والتي تصف اليهود بالفساد كونهم يعاقبون الفقير المسكين المسيء ولايعاقبون الشريف المتمكن ولكن مسيء!..وفي المقابل جرت نفس السيرة الخاطئة ولكن باسلوب يدعو الى القدسية الزائفة للحاكم،وكانت النتيجة ثورة من مختلف الامصار وعلى رأسها ثلاث هي البصرة والكوفة ومصر،هاجموا الخليفة لعدم قبوله بشروطهم لترك الخلافة بعد ان نكث وعوده عدة مرات!..فكانت نهايته مأساوية ورغم بلوغه عمر طويل(79عاما) الا انه رفض ترك الخلافة! مفضلا الموت عليها! في طريقة مثيرة للغاية كون الخليفة الاول دعى الى تقويمه او خلعه اذا سار بغير سيرة الرسول الاعظم(ص)ولكن الثالث سار بعكس السيرة واضاف برفض الخلع كونه قميص البسه الله سبحانه له!!انظر الى مقدار الانحراف في الحكم وتفسير الشريعة وخلال فترة قصيرة.
الثورة على الخليفة الثالث هي شرعية وعقلانية بمقاييس تلك الايام وايامنا ايضا،لانها تدعو الحاكم ان يكون عادلا وامينا،وبخلافه يتم طرده او ازالته،واذا لم يقبل فهو الذي يتحمل ذنب قتله!..فالناس تريد العيش بحرية وامان من خلال ولاة عادلون اما ان يأتي شخص ويحكم بخلاف ذلك بحجة صحابي فتلك مهزلة للعقل مازال الكثير يخضع لها ويتمسك بها بكل غباء وتجهيل للعقل والمنطق!.
عموما انتهت الثورة بقتله ثم بأختيار الناس للامام علي(ع) بصورة ديمقراطية قل نظيرها لانه لم يرغم احدا على مبايعته بل العكس الناس ارغمته!،ولكن نتائج الحكم الفاسد السابق قد ظهرت للعيان من خلال التمردات المختلفة وخاصة التمرد الاكبر في بلاد الشام والذي كسر قاعدة طاعة ولاية الامر(انظر للبعض في عدم تجويز الخروج على الولاة ثم يبررون لمعاوية خروجه!!).الجميل والمضحك عندما اسمع رأي يقول ان معاوية سياسي محنك يفيد الامة ويعرف كيف هو يروض الناس وفي المقابل يرفضون السياسيين الحاليين والذين يحكمون بنفس الطريقة ويتهمونهم بالخروج عن الاسلام وان السياسة نجاسة!.
مجرد خروج هؤلاء العصاة على خليفة يمثل قمة العدالة والانسانية والنزاهة والديمقراطية مثل الامام علي(ع) هي جريمة لاتغتفر لاي كان وخاصة لهؤلاء العصاة المارقين الذي شوهوا الاسلام وتاريخه لغرض التحكم بمصائر الامة الاسلامية الكبيرة وفق الشهوات والاهواء.
لم يجعل الامام علي(ع) حاجزا بينه وبين الناس في مختلف القضايا او التعامل اليومي،ولكن بعد استشهاده عام 40ه\661م واستيلاء معاوية بالغدر والخيانة على الحكم،انقلب الحكم الى ملكية استبدادية تسير بسيرة تخالف الاسلام نصا وروحا،واصبح الحاجز كبيرا بين السلطة الغاشمة التي مارست الظلم والطغيان بأبشع صوره ثم يأتي الممسوخون في كل زمان ومكان يحرموا الخروج على الحاكم مهما كان ظلمه بل بعضهم يتهم الامام الحسين (ع)وبصراحة ممزوجة بوقاحة لاحدود لها انه خارج على امام زمانه يزيد،وخاصة امام السلفية الذي كان مذموما في عصره ومقدسا في العصر الحاضر(ابن تيمية) الذي يمنح الجنة والنار لمن يشاء!!.
اختيار يزيد بن معاوية للخلافة لم يتم بصورة شرعية ولا عقلية وبالتالي خلافته مرفوضة الا عند الممسوخين المنحرفين امثاله!،ولذلك كانت الثورة الحسينية حاسمة في تحطيم ستار سميك من الزيف وضعه معاوية خلال فترة طويلة من حكمه بمساعدة الوضاعون للاحاديث والتفسيرات الخاطئة...
بعد الثورة الحسينية العملاقة،لم يصبح هنالك اي قدسية للحكام رغم الجهد المادي والمعنوي المبذول لوضع قدسية خاصة لهم وفرضها على الناس من خلال جيش عرمرم من وعاظ السلاطين واتباعهم خلال فترة اربعة عشر عاما من الحكم المتصل من خلال مئات الدويلات المنتشرة في العالم الاسلامي...وكانت النتيجة المحزنة لتسلق اراذل الامة مانراه الان من وضع مخزي لامة وجب ان تكون الاولى في كل شيء،فكانت النتيجة هي الانحطاط والعجز والبقاء في خارج التسلسل العام للامم !!.
4- اثبتت الثورة وبما لايدع مجال للشك ابدا،ان القلة ممكن ان تحقق المعجزات سواء اذا فشلت الثورة او نجحت،فبالنهاية تكون نتيجة الصبر والصمود على المبدأ الذي يشترط فيه ان يكون لغرض انساني نبيل،هو النجاح بلا شك.
لقد كان العدد المحدود من المشتركين في الثورة الحسينية غيرعائقا امام رجال الثورة او محبيها مادام الفكر الذي يحمله الثوار هو لغرض انقاذ الامة من النكسات المستمرة،كذلك ان الايمان بالله والاتكال عليه هو الاساس الاول في العمل الصدق لتغيير الاوضاع السيئة.
5-اسست الثورة لنظام فكري سياسي جديد يقوم على فرض الامة لارادتها وحريتها في اختيار حكامها،وقد كانت الفترة الطويلة من الزمن التي تلت تلك الثورة والتي تميزت بالمآسي المستمرة وعدم تطبيق دعوة الامام الحسين(ع)في الحرية والعدالة،كافية لتغيير الواقع من خلال مراجعة التراث الفكري الضخم الذي ابدعه الفقهاء والمثقفون من خلال استنباط اروع الافكار والنظريات التي تجعل الحكم في افضل صورة يمكن ان يخدم البشرية في تقدمها نحو السمو.
ولذلك هنالك ضرورة قصوى لتطبيق مبادئ الثورة الحسينية،بل يكفي اربعة عشر قرنا من السير في الاتجاه المعاكس،ولابد للامة ان تجرب ولكن بدون عوائق لكل ما جاء في الثورة الحسينية،حتى نرى بأنفسنا كيف تكون الحرية والعدالة والمساواة والالتزام بالشريعة الغراء ونتائجها الباهرة على كافة الاصعدة.
وفي الختام ارى ان تلك الثورة العملاقة مازالت تنتج الكثير من الابداعات الفكرية وفي شتى المجالات،وانتاجها الضخم لابد ان يكون في موضع التنفيذ،وتبقى الحسرة والالم على تلك الجريمة الكبرى المروعة في قتل الامام الحسين(ع)واهل بيته وصحبه ماثلة امامنا جميعا والتي هي رمز للفداء واسطورة خالدة للوفاء،يعجز الادب بمختلف الوانه عن التعبير عنها،بل كل ما ابدع حولها لايمثل سوى جزء بسيط من نتائج تلك الثورة العظيمة،وتبقى الظروف المتغيرة في العالم احدى اهم الوسائل لفهم اكبر او اظهار المزيد من الابداع...

2009/01/04

في ذكرى سيد الشهداء ع


الامام الحسين (ع)
4-61 هجرية
626-680 ميلادية

تبقى ذكرى الشهداء حية مابقي الدهر...
والصراع بين الخير والشر ابتدأ بهابيل وقابيل وسوف يستمر الى نهاية هذا العالم،ونتيجة هذا الصراع الازلي هو الشهداء من جانب الخير....
والمجرمون من جانب الشر...
وتبقى ذكرى ابي الاحرارالامام الحسين (ع)ناصعة البياض...
خالدة المعاني...
عظيمة الاثر...
وتبقى ذكرى من استشهدوا معه...
ومن بعده...
خالدة الى ابد الدهر...
فطوبى لشهداء كربلاء...
وطوبى لكل الشهداء الاحرار...

1999-2009امنيات مؤجلة

1999-2009:امنيات مؤجلة
قبل عشر سنوات مضت،كان عام 1999 من اجمل السنوات...ليس على الصعيد الشخصي ابدأ!!بل على الصعيد السياسي العربي .
في ذلك العام فرحت ثلاث مرات فرحة عظيمة عندما هلك ثلاث ملوك طواغيت من حكام العرب...ثلاث ملوك ذهبوا الى الجحيم بدون اي اسف عليهم ...وبقيت اعمالهم الخسيسة كبقية الصعاليك الحاكمين الان في صفحات سوداء من التاريخ،تسابق زعماء العالم في تشييعهم!! لان الحكام يحبون بعضهم البعض في الاحزان !!... ولو كان الراحل نبيا عظيما لما فكر احد بتشييعه !!... اتذكرهم الان بعد مرور 10 سنوات على هلاكهم للعبرة،وهم:
1-ملك الاردن...الديكتاتور الصعلوك حسين(1935-1999).
هذا المجرم كانت اعماله الاجرامية تفوق حجمه الجسدي او الدولي!..
كان مثير الفتن بأمتياز في المنطقة...ابتلي بالسرطان في اخر ايامه،فلم يأبى ان يكمل حياته بشيء حسن ابدا!!...فرجع وهو على فراش الموت من امريكا لكي يزيح اخيه ولي العهد لمدة 34 عاما،ليمنحها لابنه الصعلوك مثله !! بحجة ان الدستور يشترط ولاية العهد لابن الملك!!...كان الدستور نائما 34 عاما! ومنحها لابنين ايضا!(خرق ثاني للدستور)...وسرعان ما ازاح الاخ الاكبر اخيه الاصغر،لكي يلتزم بالدستور...!!.
مهازل الحكام العرب لاتعد ولاتحصى!!....
2-امير البحرين...عيسى بن سلمان ال خليفة(1933-1999)...
كسابقه صغير الحجم في الجسد والدولة!! ولم يسعه الوقت لكي يتحول الى ملك ولكن حول الاسم من حاكم الى امير فقط !...
من اعمال حكمه البطولية...الغاء الدستور عام 1975 ...واحتكار الحكم!...
قمع ثورة 1994 والتي جاءت ردا على الطغيان...
المحاولات المتكررة لتغيير النسبة السكانية للشعب ذو الغالبية الشيعية!..
3-ملك المغرب...الحسن الثاني(1929-1999)...
حكمه الديكتاتوري لايجادل فيه احد!...
من منجزاته البطولية...تصفية زعيم المعارضة الوطني المهدي بن بركة عام 1965 في باريس!!...
اقامة السجون والمعتقلات الصحراوية الوحشية...
انتقامه من عائلة جلاده محمد اوفقير!وهي امرأة واطفالها عندما وضعهم في سجن رهيب 19 عاما...وغيرها من الاعمال الوحشية التي يندى لها الجبين الانساني .
هلك هؤلاء الثلاثة ومعهم اعمالهم الوحشية....صحيح ورثهم نسخ منهم ولكن اخف وطئة!!...
امنياتنا للعام 2009....
ان يهلك ثلاث رؤساء عرب....وخاصة الذين امضوا عقود من الزمن في كراسيهم الملعونة...
او اي واحد منهم!!....يارب افرحنا بهلاكهم....