إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012/01/29

مذكرات من بيت الاغتراب 13

مذكرات من بيت الاغتراب 13:
الاحتجاج والهروب في اليوم الوطني!
تختتم العطلة السنوية الرئيسية عادة بالعيد الوطني لاستراليا الذي يصادف 26/1 من كل عام وفي هذا العام 2012 يصادف مرور 224 عام على الاستيطان الاول في تلك البلاد البعيدة،مع مزامنة الحدث الرياضي الابرز الاول في بداية كل عام وهو بطولة التنس المصنفة ضمن احدى البطولات العالمية الاربعة الرئيسية التي تحضى بالاهتمام.
اما ابرز الاحتفالات السنوية في هذا اليوم فهي ليست استعراضات عسكرية او ظهور علني لزعماء البلاد محاطين بزمرة عسكرية وامنية وجوقة نفاق ثقافية كما يحدث عادة في البلاد ذات الانظمة الديكتاتورية الفاسدة!...بل هو منح الجنسية لعشرات الالاف من المتقدمين لها من المهاجرين الذي اكملوا الفترة القانونية في الاقامة حتى يحق لهم التقدم وان كان الفارق بسيط جدا بين المقيم والمواطن ويختصر فقط في المشاركة الانتخابية!بالاضافة الى منح الجوائز السنوية لمئات المبدعين والمضحين في سبيل رفعة البلاد والمجتمع وبخاصة من المهاجرين السابقين!...هذا التقليد السنوي الرائع ينبغي ان يكون مثالا يقتدى به سواء في العالم العربي او بقية الدول الاخرى المرادفة له في التأخر! فهو يمنح هؤلاء الاعتبار السامي المعنوي قبل المادي جراء الاعمال الجليلة التي يقومون بها في سبيل الخير والسلام في داخل البلاد وخارجها ولا يكون في هذا التقليد اي اثر تمييزي سواء على صعيد الجنس او العرق او الدين! فالكل سواسية وقيمة المرء ترتفع كلما ارتفع حجم الاعمال التي يقوم بها سواء على صعيد الكم او الكيف!.
الجاليات العربية كبقية الجاليات الاخرى تزخر بالطاقات المبدعة والتي تحضى بالتكريم السنوي الذي هو ارفع تكريم ولكنه ليس الاوحد! وهو يختص بصورة اشمل بالمبدعين والمضحين من المهاجرين كوسيلة دعم وتأييد لما قاموا به من جهود جبارة في سبيل رفعة الانسان والتخفيف من معاناته مع التركيز على دمجهم ضمن المجتمع الجديد وعدم تركهم يعيشون على الهامش ضمن غيتوات خاصة تساهم في خلق المشاكل المستقبلية للبلاد كما حصل مع الامم الاخرى!...وهذا المثال من الضروري الاستفادة منه لكل البلاد التي تعاني من وجود مشاكل مستعصية ضمن النسيج الاجتماعي او التي تعاني من وجود دعوات انعزالية او انفصالية،وهي مشاكل عامة في العالم العربي بالخصوص والكثير من البلاد المجاورة له!والاهم من ذلك هو ضرورة قبول اعداد من المهاجرين المقيمين لفترات طويلة والذي خدموا البلاد التي يقيمون فيها بأخلاص حسب ما تقتضي الشرائع السماوية والارضية المرادفة لها وطبعا ذلك يحتاج ليس فقط الى ارادة سياسية حرة بل الى استيعاب كامل من جانب الحاكمين والمحكومين على حد سواء للمعاني السامية لحقوق الانسان وحريته...ففي ذلك المثال السلمي البسيط البعيد عن العنف او الاجبار على الخضوع يمكن ليس فقط في تحجيم تلك المشاكل بل واحيانا استئصالها بطريقة سلمية خالية من النفاق والدجل الاعلامي وسوف يؤدي في النهاية الى خلق مجتمع سوي قادر على حل مشاكله بطريقة حضارية والتفرغ لمشاكل التنمية وبخاصة الاقتصادية منها بغية الحصول على مكانة عالية ضمن الامم الحرة!.
الاستعراضات تقام ولكن ليس بالضخامة في اعداد المشاركين او الانفاق اللاعقلاني،وهي اختيارية بالطبع ولا يجبر المرء لا على المشاركة او التأييد او الحضور وتمتاز بالبساطة مع الحرص على تنمية الشعور بمشاركة الاطفال والمهاجرين كوسيلة للحفاظ على هذا التقليد السنوي الجميل.
الحدث الابرز الذي حدث هذا العام وتناقلته وسائل الاعلام وبخاصة المرئية منها بحيث انتشر بسرعة البرق في الانترنت لاسباب متعددة،هو محاصرة بضعة مئات من المحتجين واغلبهم من السكان الاصليين لفندق في العاصمة كان يحضر الاحتفال فيه كبار المسؤولين وبخاصة رئيسة الوزراء وزعيم المعارضة(مشاركتهما غالبا مشتركة في المناسبات الوطنية رغم الاختلاف السياسي وفي ذلك درس بليغ!)لغرض تكريم بعض الشخصيات،وسبب الحصار هو تصريحات زعيم المعارضة ضد خيمة المحتجين مقابل بناية البرلمان منذ اكثر من 40! ودعوته لازالتها بعد تحقيق اغلب المطالب وبخاصة الاعتذار والتعويض الخ،الا ان ذلك لم يعجب المحتجين فكان الحصار والاقتحام العنيف ولم يخلص رئيسة الوزراء الغير مسؤولة عن تلك التصريحات والبقية سوى نجدة قوات الشرطة لهم فكان التسابق في الهروب حتى ان رئيسة الوزراء فقدت احد فردتي حذائها واصبح غنيمة مشروعة للمحتجين في منظر مؤثر من كافة النواحي!.
لم يستخدم العنف وانما فقد التدافع بالايدي للحماية والهروب من ذلك المأزق ولو حدث في احد البلاد المبتلية بالارهاب الحكومي لازيلت مدن بأكملها لاجل عيون الحاكمين!ولم يهاجم احد المحتجين بالرغم من رفض البعض لطريقة الاقتحام!.
وسائل التعبير السلمية هي احدى الوسائل المؤثرة في التغيير ولكن ليس في كل الاوقات والاماكن كما يشترط ان يكون الاخرون على اعلى درجة من المسؤولية واحترام الاخر وهذا لن يكون سهلا الا بعد مرور فترة طويلة من الاستقرار السياسي والاجتماعي المؤديان الى استيعاب كامل لمعاني التغيير الحضارية في تداول السلطة وتقاسم الثروة المشتركة!.

2012/01/12

من اسفار المكتبة:السفر السادس

من اسفار المكتبة:السفر السادس
الكتب الحاوية لنصوص الحوارات المتبادلة ومدونات السيرة الذاتية للادباء والشعراء لا تختلف في سياقها العام عن الكتب الاخرى الخاصة بمنتجي العلوم والمعارف المختلفة،ولكن تمتاز عنها بأضافة نكهة احلام وآلام رومانسية عذبة قلما نجدها في الكتب الاخرى الاكثر جفافا ،والسبب لان لديهم روحا مشبعة بالتعابير المختلفة للحياة بمجملها والخالية غالبا من الرغبة بسطوة السلطة والمركز والنفوذ التي تحول الفرد الى عبد ضعيف لها بدلا من ان يروضها لخدمة الاخرين!.
الغريب هو قلة عدد تلك الكتب بالقياس الى الكم المنشور وقد يكون ذلك ناتجا لاسباب متعددة اهمها الانشغال بتدوين النصوص الادبية المختلفة التي تكون احيانا انعكاس لحالة صاحبها ولو بطريقة غير مباشرة! اوعدم الرغبة في الخوض في مسائل السيرة الذاتية المباشرة لما تمثله من احراج في مجتمع شرقي يتصيد هفوات الكلمات والافعال لتبرير العداء وللحكم مسبقا على ضوئها!وايضا هنالك المتضمنة للحوارات الفكرية مادام النقد الادبي متخصص في هذا المجال ويعبر عنها بطرق مختلفة!.
وللمرأة نصيب من ذلك ولكنه ضئيل لان الفرص المتاحة لها في المجتمعات الشرقية ليست كافية او لان الريادة الادبية كما لغيرها مازالت للعنصر الذكوري بسبب سيادتهم في كافة المجالات في المجتمعات الانسانية مما جعلها تتقوقع ضمن غيتو ذاتي!ولكن ذلك لا يمنع ابدا من خروج الكثير من المبدعات على تلك القاعدة بلا سلاح سوى العقل العاري!والتي تظهر نصوصهن المنشورة انهن على جانب كبير من الذكاء والحكمة والصبر بلمسة انثوية الطابع وبالتالي فأن وجودهن في الساحة الادبية كمثال جزئي يدل على تفوقهن الواضح والذي اكتسح تلك الفنون التي لا تحتاج عادة الى عضلات او ابراز قوة سوى قوة القلم التي لا تدانيها قوى اخرى واجبرت من خلالها الاخرين على التنازل ولو جزئيا من سطوة الكبرياء الذكوري!.
الكتاب السادس: سين...! نحو سيرة ذاتية ناقصة
المؤلفة:سعدية مفرح...والكتاب يتألف من 215 صفحة من القطع المتوسط والورق الخشن حسب الطبعة الاولى عام2011 في لبنان.
الكتاب يصنف ضمن كتب الحوارات الثقافية التي حدثت على شبكة الانترنت وهنا مع الشاعرة سعدية مفرح،اجريت معها من قبل منتدى(مدينة على هدب طفل) والذي تذكر فيه عنوانه الالكتروني ولكنه غير موجود حاليا على الشبكة لاسباب غير معلومة! والاخر مع منتدى شظايا ادبية وهو مازال موجودا ويحتفظ في ارشيفه ببعض اللقاءات مع الشاعرة التي حققت حلما قديما ظل يراودها كما تذكر في طباعة كتاب يعتمد على الاسئلة الموجهة اليها والتي تنظر اليها برهبة العلامة والمضمون!ومن خلال تلك الوقائع والرغبة الجامحة جمعت تلك الاسئلة واجوبتها مع مقدمة واصدرتها في هذا الكتاب المعبر عن وجهة نظرها مع حذف كل المدائح والتعابير البعيدة عن متن السؤال المطروح،ولكن وقعت في مشكلة اخرى وهي تكرار الاسئلة والاجوبة ولو بصيغ مختلفة مما يستدعي حذفها وتنقيح الكتاب من الاخطاء المطبعية في الطبعات القادمة،كما ان بعض الاجوبة مختصرة الى درجة لا ينبغي ايراد السؤال! مما يستدعي اضافة هامش وتعليقات في اسفل الصفحة.
اسم الكتاب كما يظهر دال عليه ولكن العبارة التالية المرادفة غير دالة وان كانت الاجوبة احيانا تعبر عن ملامح بسيطة للحالة الذاتية في بعض السطور!والاقرب للدقة هو ايراد عبارة:حوارات في الادب والشعر لان السيرة الذاتية المفصلة والمرغوبة لا تكتب الا عن طريق صاحبها او عن طريق اخرين كما هو الحال مع مذكرات الجواهري التي تضمنت سيرته الذاتية الطويلة او الكتب التي تناولت شعره،وهي بالتالي تخرج عن نطاق الاسئلة والاجوبة الا ضمن حيز لا يؤثر بينما كتب الحوارات الثقافية والادبية المعروفة هي منتشرة وليست جديدة وهو صنف لا يقل اهمية عن الاول في احيان كثيرة ويظهر اصحابها آرائهم وافكارهم ومعتقداتهم وتعليقاتهم حول مختلف القضايا وتخرج ضمن متن الجواب،مع ملاحظة ان الاجوبة احيانا تكون غير دقيقة واستعجالية تناسب ظرف الحوار وقيوده المتعارف عليها!.
يتألف الكتاب من مقدمة قصيرة مع ثلاثة فصول،اختص الاول منها بقلم الشاعرة حول الشعر والذاكرة وعلل الروح!والثاني يتضمن اجوبة المنتدى الاول بينما تضمن الثالث اجوبة المنتدى الثاني.
وفي الفصل الاول،تذهب بنا الشاعرة في رحلة ذاتية بديعة تمتاز بسحر كلماتها الرقيقة المختارة بعناية فائقة ومتضمنة ببعض ابياتها الشعرية الجميلة المعبرة عن محيطها الزماني والمكاني المختزن في ذاكرتها الثرية والتي تعطينا من خلالها على لمحة صغيرة عن اسباب ولوج العالم الثقافي بعمومه والادبي بالخصوص،فتذكر في سيرتها المستعجلة الخالية من التفاصيل المرغوبة! في انها انثى وحيدة ضمن اسرة ذكورية بأمتياز وخالية طفولتها من الصداقات الطفولية الا قليلا مما جعلها تتوجه الى عالم القراءة(وهي صفة شائعة لدى الكثيرين ممن يحملون تلك الصفات!) فكانت البداية مع النصوص الدينية ثم توسعت المدارك نحو التنوع حتى اوصلها في النهاية الى الشعر فتفجر في داخلها السؤال الازلي: لماذا لا اكون؟! وطبعا في حالتها شاعرة فحسب(ص17)!.
كما هو معروف فأن الابداع يظهر ملامحه الاولى خلال فترة الطفولة،فأذا وجد البيئة المناسبة مع الصبر وبذل الجهد فأنه يوصل صاحبه الى اعلى المراتب المادية والمعنوية او العكس بفقدان تلك المزايا!...وفي حالة الشعر فأن الابداع يكون حالة خاصة لا تظهر الا لدى قلة لان للشعر اسبابه الخاصة المؤدية له كما ان وظيفته مختلفة عن الاخر،وفي الحالتين يحتاج الى حساسية مفرطة سواء اكانت ايجابية او سلبية كما ان كتابة النص الشعري يحتاج الى موهبة ذاتية نادرة تزداد توهجا برعاية خاصة وليست مكتسبة من الذات والمحيط دون اهمال اثر المعاناة والالم والحزن لما تمنحه من قدرة فائقة على تزويد صاحبها بمنحة عجيبة وبسرعة فائقة من الابداع الآني مما يدعوه الى اقتناص تلك الفرصة لانها لا تتكرر بنفس الصيغة في اوقات اخرى،ومن هنا جاءت صعوبة الولوج الى عالم الشعر بالخصوص او الفروع الادبية الاخرى بالعموم لكل من هب ودب!ومن خلال استخدام المناهج النقدية والذوق العام المستند على ثقافة واسعة يتم اكتشاف الجيد من الرديء.
تجنبت الشاعرة سواء في مقدمتها او من خلال الاجوبة الدخول في تفاصيل سيرتها الذاتية التي لها اهمية بالغة في التعريف بصاحبها او لتبيان مدى تأثيرها في النصوص الابداعية على سبيل المثال او كجزء بسيط من تاريخ افراد واماكن يستدعي حفظه كتراث جامع!.
في الفصل الاول،يذكر السائل عن قصيدة النثر التي جاءت بعد نشر الشاعرة لدواوين قصيدة التفعيلة التي هي اقرب لها،وفي الحقيقة ان قصيدة التفعيلة هي اكثر تعبيرا للابداع من قصيدة النثر التي تمتاز بحرية الحركة مما جعل الكثيرون يدخلون الشعر من هذا الباب لسهولته،ومن هنا فأن القيود المتعارف عليها في تكوين القصيدة الكلاسيكية هي مانعة لدخول من لا يحمل في داخله الموهبة الكاملة العالية المستوى وقل في هذا النوع دخول اشباه الشعراء بعكس الاخر!.
اجادت الشاعرة في ردها على سؤال حول قول نزار قباني ان قصيدة النثر فقدت معركتها مع الاذن العربية!(ص28)وذكرت بحوار اخر له انه حاقد على الرديء من الكتابة الشعرية فقط لانه اهانة للذوق العام،كما بينت انه اذا اريد لقصيدة النثر النجاح فلا ينبغي ان تكون سائدة او مألوفة،وهو ما ينطبق بالفعل على كل الفنون الابداعية الاخرى.
اعترفت في جواب على سؤال لماذا توقفت عن الكتابة الشعرية للاطفال،فقالت ان التجربة لم ترضيها وتعتبرها فاشلة وبذلك امتنعت عن تكرارها وهذا اعتراف نادر ينبغي سلوكه ويؤدي الى تركيز الجهود في مجالات اخرى تكون فيها اكثر اتقانا لعلها ترضي صاحبها وتوصله الى النجاح المطلوب كما يترك المجال للاخرين كي يتركوا ابداعاتهم المنتظرة!...ونفس الوضع ينطبق على عدم كتابتها للقصة القصيرة والرواية لعدم امتلاكها الموهبة التي تؤهلها للتصدي لهذا الفن الادبي الراقي.
وفي سؤال عن ضعف الاهتمام بالشعر كفن ادبي راقي في الوقت الراهن...اجابت مستعينة بقول اوكتافيو باث ان الشعر لا يلفظ انفاسه الاخيرة ولكنه متعب!وبادرت بالقول انه قلق لابد للشعراء ان يتشاركوا فيه دون ان يفقدوا الامل...وفي ظل ازدهار الرواية في العالم العربي كأدب حديث ضعف الاهتمام بالشعر الى درجة اصبحت الساحة الشعرية خالية من العمالقة الكبار الذين كانت لهم المنزلة العالية في سماء الادب،وقد يكون للتغييرات في الحياة وواقعها المتسارع بفضل تأثير التكنولوجيا الحديثة سببا وجيها في هذا الضعف ولكن ذلك لا يعني بتاتا ان الشعر سوف يضمحل وينتهي بل سوف يستمر كما استمر في بلاد اخرى اكثر تطورا وانشغالا بمجالات الحياة المختلفة من حالة العالم العربي!.
اثارت سعدية في اجاباتها قضية الصحافة في البلاد العربية وكيف بدأت ثقافية بشكل عام وادبية بشكل خاص قبل ان تتحول الى صحافة خبرية ومجرد اداة بيد السلطة للترويج الدعائي الفج...وهي حقيقة متفق عليها نظرا للقيود الشديدة على الحريات بشكل عام والاعلامية بشكل خاص مما اضعف الحركة الثقافية في العالم العربي بالرغم من ازدهار التعليم وكثرة المتعلمين وانخفاض نسبة الامية بالمقارنة مع الحالة في العقود الماضية،ولكن في المقابل انخفض المستوى الثقافي الى مستويات مروعة اتصفت بالجهل والتعصب في حين كان المستوى الثقافي للمتعلم البسيط قبل عقد السبعينيات من القرن الماضي يفوق بكثير المستوى الحالي لكثير من المراتب السياسية والثقافية العالية وهي حالة غريبة تستدعي المزيد من الدراسات والبحوث التي تعطي تفسيرات مقنعة!.
وفي اجابتها عن سؤال هل يمكن الفصل بين السلوك الشخصي للاديب ونتاجه؟ص56:اجابت هناك بعضهم نستطيع الفصل بين السلوك والابداع والبعض الاخر لا نستطيع،وتذكر ان لها تجارب شخصية مع البعض شعرت بالخذلان او بعكسه وبالتالي هي لا تستطيع الحكم على اديب من خلال سلوكه في الحياة ولكن لا تستطيع تجاهل انطباعها الشخصي!...لم تذكر امثلة بالطبع وان كان لذلك اهمية كبرى في الاشارة ولو من بعيد لسيرة البعض وتأثيرها على نتاجه الخاص،واكيد ان الفصل بين الابداع والسلوك مسألة في غاية الاهمية الا في حالات لا يمكن الفصل بينها مثل سلوك رجل الدين المنافي للاخلاق والمبادئ العامة!كما ان المبالغة في التقييم والاداء كما فعلت المؤلفة في تقديمها لبعض الادباء والكتاب في بعض المقالات والحوارات هو خطأ فادح ينبغي التقليل من شدته،فالدقة الموضوعية المبنية على التحليل السليم يبقى ذات اهمية عالية لانه سوف تكون للاخرين نتاجاتهم ولديهم ايضا مواقف ورؤى قريبة من المشار اليهم وقد تكون مناقضة للمنشور ولا يعتنون بالحفاظ على السرية او التقييم المبالغ مما يؤدي الى ضعف في الاداء الاول،وقد اعترفت ان للمجاملة دور في كل شيء ومنها في الصحافة الثقافية ولكنه حسب قولها انه دور ضئيل جدا وغير مؤثر(ص57)...نعم ان للعلاقات الانسانية اثرها الفعال في تقديم الاخرين بطريقة احيانا تكون مخالفة للواقع وتضخم في الامكانيات كما وانه يؤدي الى اهمال البعض والعمل على تحجيم الامكانيات والقدرات بطريقة تخالف الذوق الادبي السليم،وهذا شائع في وسائل الاعلام العربية قبل مجيء الانترنت الذي اختزل تلك الظاهرة المروعة الى ادنى حد واعاد الاعتبار للكثيرين من الذين اهملهم ذلك الاعلام المسيس والمؤدلج والسائر وفق الرغبات الآنية والمصالح المتبادلة والاعتبارات الشخصية التي لا تتناغم مع الابداع والمبدعين ومستوياتهم المتفاوتة الى حد يثير الاستغراب والاسى!.
حفل الكتاب بالكثير من الاسئلة والاجوبة القيمة والتي من بينها نظرية المركز والاطراف الناتجة من الواقع السياسي التي فرضت نفسها على الواقع الثقافي وبخاصة نظرة الادباء في العالم العربي الى اقرانهم في الخليج والمغرب العربي،وهي حسب قول المؤلفة انها نظرة كلاسيكية وانه لم تعد لها تلك الجاذبية الان عما كان سائدا قبل سبعينات القرن المنصرم،كما ذكرت ان المثقف العربي لم يكن ينظر الى اي نتاج شعري خليجي بشكل حقيقي او جدي على سبيل المثال او لم يحاول التعرف عليه بالمقارنة مع تفاعل الخليج مع التجارب الثقافية العربية الاخرى...
هنالك تجاهل لحقائق ثابتة متعارف عليها في هذا الموضوع في ان المغرب العربي ضعيف الاتصال ثقافيا بدول المشرق بسبب البعد الجغرافي والقرب الاوروبي وسيطرته الاستعمارية الطويلة المتسمة بالطابع الثقافي ايضا كما ان الوضع في الخليج مختلف كليا بسبب ان تلك المنطقة لم تسكنها تجمعات بشرية مستقرة وكبيرة العدد سوى في بلدات صغيرة متناثرة وقديمة بسبب الطبيعة القاسية وليس كما هو الحال الان حتى يمكن رؤية الانتاج الثقافي ولو بكم بسيط بل بقيت صحراء جرداء تسكنها قبائل رحل قليلة العدد تتصارع فيما بينها ولم تكن لديها القدرة والوقت على الاستقرار والتحضر حتى ظهور النفط واستقلال المشيخات في امارات وممالك متعددة تحت رعاية غربية،وهذا يعني ان عدم وجود حركة ثقافية ناتجة من استقرار مدني في الخليج ولغاية قبل نصف قرن لا يؤدي بالضرورة الى الانتباه الى تلك البقعة واهميتها بل يبقى الاهمال ناتج من عدم وجود انتاج ثقافي (وايضا مادي!)ولو قليل يواكب الموجود آنذاك ان لم يكن في مستواه بالطبع كما ان عامل ضعف وسائل الاتصال له اهميته البالغة في التأثير المتبادل كما نلاحظ الان في تحول العالم الى قرية صغيرة،وعليه فأن اتهام المراكز بأهمال الاطراف فيه تجني كبير وتشويه للحقيقة وبدلا من ذلك الماضي المنقطع ينبغي التركيز على الحاضر في تقديم انتاج ثقافي وفكري قيم غير خاضع للسلطة والمجتمع القبليان الطابع وحينها سوف تكون للاطراف الجغرافية اثرها الفعال في المشاركة الثقافية الاقليمية وسوف تجلب انظار واهتمامات الاخرين بدلا من الحث على متابعة اي انتاج يظهر!.
ذكرت الشاعرة عدم ترحيبها بالامسيات الشعرية بسبب حالة الخجل التي تنتابها من الحشد الجماهيري الذي يحتاج الى صوت جهوري خاص يعبر عن نوعية تلك الامسية بينما تفتقد هي لذلك الصوت الذي يمثل لها حسب وصفها عقدة العقد! والذي اكتشفته من قبل في لقاء لها مع احدى الاذاعات واخبرتها عبر تويتر وهو الموقع الاجتماعي المفضل لها فأيدت ذلك ولم اكن اعلم ان ذلك مدار حشد من الاسئلة والاجوبة في هذا الكتاب بالذات! وعليه فأن صفات الخجل او عدم امتلاك المواهب الجسدية لا يختص بمبدع دون آخر،بل هو شائع ولا يوجد مبدع خال من العيوب مهما كانت ضئيلة!.
تناول السائل والمجيب عددا كبيرا من القضايا والاثارات ولكن الظاهر ان سعة الاطلاع لدى الجميع لم تكن شاملة بل بقيت منحصرة ضمن نطاق محدد لا يعرف اسماء واماكن جديدة او قديمة غير ما
تم الاشارة اليه بين السائل والمجيب! ومن هنا فأن المعرفة من هذا الكتاب ليست بالشاملة الوافية عن الحالة الثقافية او الشعرية سواء من التراث او العصر الحالي في حالة العالم العربي على الاقل وانما تعبر عن اراء واقوال تلك الجمهرة من السائلين وايضا الشاعرة التي لا تخرج بالطبع في اجوبتها عن نطاق الاسئلة،ومن هنا جاءت هذه الاشارة للتنبيه لان هنالك اشخاص وتيارات وبيئات اكثر قوة وعمقا وانتشارا غيبت بسبب التخصص الثقافي او الانتقائية او المنع والحظر والتي سادت في المشهد الثقافي العربي في العقود الاخيرة والتي اصبحت ذات بعد واحد بالرغم من التقدم في وسائل الاتصالات والذي ينبغي ان يكون مساعدا على اتاحة الشمولية بصورة اكثر وضوحا!.
وحول تأثير مدينة الشاعرة(الجهراء) عليها وكيف وصفها احد السائلين بأنها معقل الشعراء!!فكانت الاجابة عاطفية في انها عاصمة الروح الابدية وتستحق ذلك!وطبيعي هذا كله من باب المبالغة الغير واقعية في الماضي والحاضر سواء لهذه المدينة او للحواضر التي توسعت مؤخرا،فالبيئة الشعرية او الادبية هي التي تمتاز بكثافة ليس فقط في عدد الادباء والشعراء الذين اثبتوا قوة في جودة النص المكتوب بل وفي عدد المدارس الدينية والعلمية المتنوعة ذات الجودة التعليمية العالية والتي لها تاريخ عريق كما هو حال الحواضر مثل بغداد والبصرة ودمشق وحلب والقاهرة وبيروت الخ...وهي التي تساعد على نمو الادب والشعر ذو المواصفات العالية،ولكن تلك الحواضر كغيرها تبقى مفتوحة على كل جديد نظري او مادي وهذا الانفتاح يجعل الانشغال بالشعر وعلوم اللغة العربية الموصلة اليها اقل نسبيا من حالة البيئة المنغلقة على ذاتها والتي تمثل التقاليد حاجزا في قبول اي جديد مثل بيئة النجف وريثة الكوفة التاريخية والتي انتجت ادبا وشعرا كما هو فقها قل مثيله في الكم والكيف،وهو الذي يوصف بحق بأنه بيئة شعرية او ادبية خالصة او انها تمثل معقل الشعراء والادباء.
اللامنتمية
تكرر في الكتاب في عدة مواقع ذكر حالة الشاعرة في كونها من فئة البدون التي لا تملك جنسية البلد الذي تقيم فيه،وكانت اكثر اجابتها هي انها بدون جنسية ولكن ليست بدون وطن وهي عبارة عاطفية دالة على تعلق شخصي بالمكان اكثر منها واقعية او قانونية معتبرة!.
من الغرائب التي يتصف بها العالم العربي والناتجة عن تخلفه الطويل وصراعاته المختلفة والمتداخلة هي كثرة الفئات الهامشية واللامنتمية بحيث تجاوز وصف الاقليات الى الاكثرية في بعضها! وكان التعامل السياسي والاجتماعي معها يتصف بالغباء وانعدام تطبيق المثل الدينية والانسانية والاخلاقية ناهيك عن الوطنية المؤسسة على اسس علمية رصينة التي تجذب ولا تنفر! من هنا فأن حالة اللا انتماء هي شائعة وسط بيئة من الامية المركبة وفي ظل مناخ تعسفي مقيت!...ومن الاضافات المثالية لتلك الفئات هي فئة البدون في الخليج وهي لفظة غريبة حقا لان الفئات المتجنسة لا تختلف عنها في شيء! فهي اي الفئات الاخيرة ليست شعبا اصيلا منفردا بل هي مجموعة قبائل رحل استوطن اغلبيتها بعيدا عن سيطرة القبائل الاخرى الاكثر قوة(مثل آل سعود) ولم توجد اي مؤشرات على تحديد حدود جغرافية معينة حتى جاء التحديد مع الاستعمار والنفط وحينها بدأ التمركز لغرض انشاء الدولة كمصلحة مشتركة مع الهيمنة الخارجية الغربية مثلما هو حالة الوصول الى الواحات في الصحراء وما يتبعه من تدافع وتنازع! واخذ المستوطنون الاوائل صفة المواطنة ومن يتأخر عنهم صفة البدون ولم تقم تلك الحكومات الجديدة لا بمنع وصول المزيد كرغبة ذاتية مستترة في رفع عدد السكان القليل آنذاك ولا بتجنيسهم والتخلص من المشكلة للابد فبقيت عالقة وسوف تبقى كذلك مابقي للنفط او للاستبداد من استمرارية وجود في الخليج او في غيره!.
بقيت معاناة تلك الفئة مؤشرا على ابداع الكثيرين من اتباعها كما هو حال الشاعرة المتهمة احيانا بعدم المشاركة الفعالة في التعبير عنهم! ولكن نفيها لتلك التهم والتعبير عن المعاناة في عدة مواقع يبعد تلك التهمة الغير دقيقة لان الوضع حساس بالنسبة اليهم بسبب عدم وجود سند خارجي يحتضنهم ويوقف معاناتهم المستمرة كما ان رغبتهم البقاء دون اثارة الحكم!.
قد يكون لحالة عدم الانتماء لدى الانسان رافدا آخر يضاف الى روافد الابداع كما لدى الشاعرة وغيرها وهو جزء متعارف عليه من حالة الانسان ككل في هكذا موضع كونه كائنا عجيبا حاويا لكتلة من التناقضات الظاهرة والمستترة!.
الكتاب يتضمن اسئلة واجوبة اخرى متعددة في ابعادها الثقافية والادبية بالخصوص،والمكان لا يتسع لاستعراضها بصورة كاملة وشاملة او ترك الهوامش والتعليقات المناسبة وعليه فأن الاطلاع على اصل الكتاب والاستفادة منه هي ضرورة لغرض التعرف ليس فقط على الشاعرة القديرة سعدية مفرح بل وايضا على اصحاب الاسئلة المطروحة واسس التفكير السائدة كجزء من وسط الحالة الثقافية العربية!.
استعراض الكتب وتقييمها واضافة التعليقات والحواشي والهوامش والشروحات لا ينبغي ان يكون كافيا دون مراجعة الاصل والاستئناس بالتفاصيل وما يستتر بين سطورها!.





2012/01/06

حصاد الزمن:2011


   حصاد الزمن:2011
السنوات التي تركت أثرا بالغا في الذاكرة التاريخية قليلة لان الحوادث الكبرى لا تقع مصادفة في فترة زمنية قصيرة بل تظهر ضمن فترات طويلة وببطء شديد!ولكن عام 2011 ترك بصماته الظاهرة في كل مكان وزمان!...فقد دخل التاريخ كأحد ابرز السنوات الجامعة للحوادث المصيرية التي اثرت ومازال تأثيرها ظاهراعلى الانسانية ككل وقد كانت فيه الشرارة التي انطلقت واتسعت فأحرقت كل من يقف في طريقها!.
سنوات مؤثرة!
لم يكن عام 2011 المنفرد الوحيد في التاريخ الانساني في حصوله على تلك الهالة الاسطورية فحسب بل سبقته اعوام اخرى مازال اثر الاحداث فيها ظاهرا للعيان ولكن من الطبيعي ان الغالبية الساحقة لم تمر بتلك الاعوام حتى تشعر بطبيعتها عن قرب لان عمر الانسان محدود ولا يمتد لحقب طويلة ولكن الاثر التاريخي المدون هو الذي يحفظ لنا الاحداث والتأثيرات الجسام التي ظهرت في تلك السنوات والتي لم يكن خلالها اي تقدم تكنولوجي بالمستوى الراهن وبخاصة في مجال الاتصالات كما هو الحاصل في عام 2011،ومن هنا فأن التقادم الزمني كلما طال فأن التخلف التكنولوجي وأثره الفعال سوف يتسع بتناسب طردي طبيعي!.
اكثر الاحداث الجامعة هي الاحداث السياسية والاقتصادية وما يترتب عليها من اثر فعال يتجاوز الحدود الجغرافية،لان انتقال الاثر الى الشعوب المجاورة هو امر حتمي بسبب العيش المشترك على هذا الكوكب الصغير!.
من الاعوام التي تركت بصماتها في التاريخ الحديث هي 1989 وهو العام الذي سقطت فيه الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية بفعل الثورات المتتالية كما هو الحاصل في العالم العربي عام 2011،والاحداث الواقعة ايامها كانت مدوية بفعل السقوط الكبير للقطب الثاني المنافس في العالم!.
وايضا كان عام 1968 الذي حدثت فيه الثورات الطلابية في العالم وبخاصة في الدول الغربية بفعل الافكار التحررية المخالفة للنزعة التسلطية والتحكم والنفوذ، وقد تركت تلك الثورات اثرها الفعال في المجتمعات الغربية حتى انها انتزعت الكثير من الحقوق للافراد والجماعات وكانت النتيجة مذهلة على كافة الاصعدة.
ومن الاعوام المؤثرة كان عام 1929 الذي حدث فيه الركود الاقتصادي العالمي الذي استمر سنوات وكانت تأثيراته السلبية مروعة تمثلت في صعود القوى المتطرفة التي تسببت في اندلاع الحرب العالمية الثانية وهلاك الاعداد الهائلة من البشر بفعل التنافس والصراع!.
كذلك من الاعوام البارزة في التاريخ هو عام 1848 الذي حدثت فيه الكثير من الثورات في اوروبا المطالبة بالحرية والعدالة وقد تسببت بالفعل في حدوث تغييرات في البنية السياسية والاجتماعية لكل بلد بعد ذلك.
من هنا يمكن القول ان تلك السنوات اصبحت حاضرة في الذاكرة بفعل الاحداث الكبرى التي حدثت فيها والتي تجاوزت الحواجز والقيود لتصل الى فئات عديدة لم تكن اصلا تفكر في المشاركة او تستبعد حدوثها!.
الشرارة!
كتبت مقال الشرارة في ثاني ايام عام 2011 والذي استحضرت فيه انطلاق الشرارة التي طالما انتظرتها الادبيات الثورية نتيجة للتراكمات الخطيرة بفعل اندلاع الثورة في تونس حينها وكون ذلك الفعل يمثل في التراث السياسي بداية انطلاق محتملة للعديد من الثورات السياسية والاجتماعية ذات الاجندة المختلفة ضمن محيط متقارب يعيش ظروفا متشابهة،وكانت بالفعل شرارة بسيطة غير منظورة اكتسحت في طريقها عروش جبابرة طالما تبجحوا بطول بقائهم آمنين في السلطة متناسين ان الشعوب المستضعفة قد تصبر ولكن لن تستسلم الى الابد! ومن هنا كانت البداية المتوقعة التي كسرت القواعد المرسومة للسير الاجباري!.
الشيء الثاني المثير في عام 2011 هو كثرة اعداد الراحلين عن عالمنا من المشاهير وهي ظاهرة نادرة لا تحصل الا بفعل المصادفة الغريبة،وقائمة المشاهير هي من الاتساع حتى انه لا يمر يوم الا ونسمع برحيل احدهم لاسباب مختلفة غالبا ما تكون طبيعية!.
انتهى عام 2011 ولكن لم تنتهي الاحداث كلها التي بدأت خلاله لانه كان عام الشرارة والنهوض الغير خاضعين لمسار زمني محدد او ضمن حدود جغرافية معينة بصورة اجمالية،كما ان التوقعات والتنبؤات اصبحت بفعل ضخامة تلك الاحداث امرا هزليا او ضعف اللجوء اليها كما ضعف ايضا الوثوق بها!.
الانتقال من عام الى اخر لا يهم الا بمقدار الانتقال من حالة سلبية الى العيش في مناخ ايجابي يرتفع شأن الفرد والجماعة،وعليه فأن الامل مازال يلح لاتمام المهام التي ابتدات في عام 2011 والتي لم تنتهي لحد الان!.

2012/01/01

عام 2012


عام 2012
كل عام وانتم بخير...
تمنياتنا الطيبة للجميع بأن يكون عام خير وبركة وتقدم وسلام وان يكتمل النصر التام في سبيل تحقيق الحرية والعدالة...
اذا لم تتحقق او تكتمل الامنيات الطيبة في الماضي فأن الامل باق في ان تتحقق في المستقبل.
اذا كان عام 2011 تاريخيا بكل معنى الكلمة فأن عام 2012 سوف يكون مكملا له بدون ادنى شك!.
الحياة بلا امل سوف تكون بلا معنى وبلا روح.
ومن الامل نصنع للحياة مجدها الابدي الجميل ونمحو الذكريات الحزينة التي صنعتها ايادي اعداء الانسانية.
دمتم بخير دائم لا حدود له...