إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/04/30

هوامش حرة


هوامش حرة:
1- صدرت تصريحات لثلاث نواب عن الحزب الحاكم في مصر (18-4-2010) بضرورة استخدام الرصاص لتفريق المتظاهرين في بلدهم! والاخر طالب الشرطة بأستخدام القوة في قمعهم...
المعروف عادة ان نائب البرلمان يكون مدافعا قويا عن الشعب وحرياته لكونه ممثلا عنهم في السلطة التشريعية،اما ان يدعو الى استخدام الرصاص في القمع وبصورة علنية فهذا من غرائب الحياة البرلمانية بل والسياسية في العالم العربي...لا يحتاج النواب الى المطالبة بتلك الطرق البدائية في القمع لمتظاهرين يعبرون عن آرائهم التي تدعو الى الاصلاح والتجديد في بلادهم التي هي بطبيعة الحال ليست حكرا على احد! فالحاجة تكون اذا لم يستخدم النظام لتلك الطرق اما اذا كانت موجودة اصلا فما الداعي للفضيحة المجانية لهم!...نظم عديدة في المنطقة استخدمت الرصاص ومازالت مستعدة في استخدامه في قمع المتظاهرين بل وتفوقوا على النظام المصري!ولم يحتاج رجاله للتصريح ابدا،وهناك منها من سقط واصبح في مزبلة التاريخ مثل نظام الشاه في ايران الذي نجح في استخدامها في قمع ثورة 1963 التي سقط فيها اكثر من 10 الاف شهيد ولكنه سقط رغم استخدامها بصورة اكثر دموية في ثورة 1979 التي سقط فيها اكثر من 60 الف شهيد! دون ان يعتبر ويصحح اخطائه!...والثاني هو صدام الذي استخدمها في قمع التظاهرات وخاصة عام 1979 مما ادى الى احجام الناس عن التظاهر كوسيلة حضارية للتعبير والتي انتشرت في العالم العربي ضد الاستعمار وايضا لم يعتبر وسقط،ومازال يستخدمها النظام البعثي السوري وخاصة ضد الاكراد،وايضا في ليبيا بل وحتى لبنان نفسه! اذكر مظاهرات ضد اتفاقية اوسلو في ايلول 1993 والتي سقط العشرات شهداء فيها وغيرها من الامثلة التي لا حصر لها...اذا استخدام تلك الطرق الوحشية هي مثال على ماوصلت اليه نظمنا السياسية من ارهاب واجرام وفساد لامثيل اليه في العالم المعاصر....
2- اعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي ومركز كارتر والمراقبون الغربيون تشكيكها بنزاهة الانتخابات السودانية وانها فاقدة للمعايير الدولية،بينما اعلنت الجامعة العربية والاتحاد الافريقي تأييدهما وانها مثالا يحتذى به!...
هذا التباين في الاراء والمواقف هو دلالة واضحة على الفرق بين تلك الهيئات والمنظمات الدولية وبين المنظمات الاقليمية التي تمثل بلاد العالم الثالث،فالاولى بنيت على اسس سليمة ولها تاريخ عريق في استقلالية وحرفية عملها الطويل ولذلك جاءت مواقفها مقاربة للواقع،بينما بنيت المنظمات الاقليمية الفاقدة للتأثير على اسس هشة ودون وجود بنية تنظيمية مستقلة بل تبين مدى تابعيتها حتى في الوقوف على ابسط المواقف فما بالك الامل في تحرير الشعوب وبناء نظمها السياسية وفق اسس حقيقية تتبع ارادة شعوبها! ولذلك فشلت في حل ابسط النزاعات الداخلية لانها جاءت بارادة فوقية وليست من ارادة شعبية...ولذلك فالاجدر عدم اخذ رأي تلك المنظمات بل والانسحاب منها افضل بكثير من المشاركة في مسرحيات هزلية تكلف الشعوب كثيرا من قبيل مؤتمراتها الفاشلة او بقاء رؤسائها لفترات طويلة في قيادتها!...ولنرى نتيجة اراء تلك المنظمات الفاشلة التي اشادت بالانتخابات السودانية في بقاء عسكري حاكم لفترة تزيد على العقدين من الزمن وهارب من العدالة الدولية،بينما حكم مهاتير محمد ماليزيا وبديكتاتورية ايضا ولكن لا تقارن بالديكتاتوريات في الشرق الاوسط ! ولفترة زمنية اقل وقارنوا بين منجزات الطرفين!...
3- الضربة الموجعة لتنظيم القاعدة الارهابي في العراق من خلال مقتل زعيميه المصري والبغدادي(18\4\2010) والقبض على اغلبية قياداته الاجرامية المحترفة،اصابت قناة الجزيرة بصدمة جعلها تفتش عن اي شيء تنتقم به من الحكومة العراقية التي منعتها من العمل داخل العراق لاثارتها للطائفية! فكان اعلان السجون السرية والتي اظهرت الفضائيات صورها! (كيف سرية ويزورها الجميع ويظهرون صورها!) ثم ان السجون الان مفتوحة لوزارة حقوق الانسان العراقية والمنظمات الدولية بحيث ان بعض المجرمين الذين قتلوا عشرات الضحايا مازالوا يقبعون بها دون ان تنفذ احكام عادلة تناسب جرائمهم بحجة حقوق الانسان ومراقبة المنظمات الدولية حتى اصبح الرأي العام يلح بتنفيذ اقصى العقوبات ويتهم الحكومة بالتقاعس! اليس الاجدر بقناة مثل الجزيرة ان تتابع السجون السرية العربية والتي لا نرى صورها او حتى نعرف اين تقع رغم ان الجميع متأكد في انتشارها وكأنها مراكز للبحث العلمي؟!او تنشر صور العمليات الارهابية الجبانة والتي تلت مقتل قيادات القاعدة مباشرة!...
فقدان المهنية الاعلامية والاستقلالية بل والشرف الانساني وتحول تلك القناة الى بوق اعلامي لكل شاذ وارهابي في الرأي والعمل منذ تأسيسها ولحد الان هو لغرض الشهرة الزائفة وهو مثال لضحالة الاعلام العربي الرسمي التي تعمل على ترسيخ صورة بشعة للقيم السائدة المتخلفة ولكن بطريقة تناسب العصر الحديث بدلا من العمل على التنوير العقلاني والتصحيح!.   

2010/04/26

هزيمة المثقف العربي!


هزيمة المثقف العربي:
ليس هنالك تعريف واحد للثقافة! بل مئات التعاريف المعبرة عنها،لانها مفهوم يتضمن كل المعارف والقيم والعادات والتقاليد التي رافقت حركة الانسان في التاريخ، مما يعني ان كل التعاريف الجزئية او الكلية هي صادقة التعبير عن ذلك المفهوم الكبير والمثير في نفس الوقت...
وحامل الثقافة يطلق عليه بكلمة المثقف،وهو ايضا مفهوم متعدد الابعاد ولا ينحصر ضمن قالب واحد،وبما ان للثقافة مستويات متعددة ضمن فروع واقسام عديدة، فأن ذلك ينعكس على المثقف ايضا مما يعني انه ليس كل من يطلق عليه كلمة مثقف انه بنفس المستوى من الكم والنوع مع المثقف الاخر،بل قد يكون الفارق كبيرا الى درجة قد يوصف اصحاب المستويات الدنيا بأنهم جهلاء ومتخلفون اذا ما قورنوا بقربهم للطبقات الجاهلة او بعدهم عن المستويات العالية التي يتصف اصحابها بالعبقرية والذكاء الحاد وسعة الادراك الواسع والشعور بالمسؤولية التي تنتج عن حمل ذلك الثقل الرهيب من النتاج المعرفي الغير محدود والمسمى ثقافة! او يكونوا بمستويات متقاربة،ولكن رغم ذلك تبقى للشهرة دورا ونصيبا كبيرا في ابراز المثقفين او اهمالهم وايضا نفخ من هو دون المستوى او تقزيم العمالقة! خاصة الذين تتعارض توجهاتهم مع الدولة والمجتمع  ولكن والحق يقال ان الغالبية الساحقة منهم لم تحصل على الشهرة او حتى على اعتبار عال ضمن سياقات المجتمع المتعددة!...
 والاختلاف بين ثقافات الشعوب هي حقيقة ثابتة ولكن بالتأكيد هنالك مشتركات عديدة ضمن بوتقة الحضارة الانسانية العظيمة...وبذلك يكون هنالك تمايز بين المثقف العربي عن المثقف الاخر في مساحة معينة ناتجة عن اختلاف المكان والزمان اللذان لهما دورهما الفعال في بناء المثقف الفكري التي تمنحه تلك الشهادة العالية في حياته بحيث ترفعه من حالة الجهل والتخلف التي تقود الانسان الى كوارث حقيقية...
وليست الثقافة حكرا على فئة دون اخرى بل يمكن ان نجد زمرة المثقفين ينتمون الى مختلف طبقات المجتمع وليس كما هو شائع من انهم العلمانيون فقط! بل قد نرى من رجال الدين والمتدينون من يفوقون الاخرين في ثقافتهم والعكس ايضا وارد في هذا الشأن! وكذلك يمكن ان نرى العامل والفلاح البسيط من اصحاب الثقافة والفكر الرفيع بينما يمكن ان نرى الزعيم او اصحاب المهن الرفيعة من الجهلاء المتخلفون الذين لا يملكون من الثقافة حظا!...
والثقافة ليست فقط المعارف المادية بل ايضا المعارف الروحية لان الانسان ليس آلة جامدة بل هو جسد وروح ويحتاج الى كليهما معا،واي تعارض فيما بينهما يكون اكيد ناتج عن خلل ما في البنية الثقافية.
اذا الثقافة سراجا ينير الدرب امام الانسان بل هو اقوى سلاح لمواجهة كل مصاعب الحياة وتحدياتها...ولذلك لا يحق للمثقف ابدا ان يفكر ويعمل بما يخالف ضميره المعرفي...نعم هو يكون في خدمة البسطاء ويكون قائدا حتى في تلك الخدمة وان يبذل قصارى جهده لانقاذهم وتنويرهم والدفاع عن حقوقهم ولكن لا يسير وفق منهج الجهلاء بل بمناهج الثقافة المتنوعة التي توصل الانسان الى الحقائق الكاملة ومن ثم الى السعادة البالغة،واي ابتعاد عنها هو خيانة ناتجة من هزيمة ذاتية لا يمكن نكرانها الا اذا كانت النيات صادقة ولكن حظ الاجتهاد هو الذي اودى به الى تلك النتيجة المؤلمة...
ولكن ماهو المقياس الواقعي لكون الشخص مثقفا؟...طبعا بعيدا عن الاجابة المفصلة والتي تبعد عن التقريب للاذهان! يمكن القول ان كل شخص يكون شعوره الذاتي الصادق بالطبع دالا له على امتلاكه ملكة معرفية ناتجة عن بذل جهد ذاتي مكتسب وموهبة فطرية تميزه عن الاقل حظا هو معناه انه مثقفا،وبعيدا عن الغرور الذاتي في التقدير فأن حجم تلك الملكة هو محل الاختلاف وكذلك يكون اعتراف الاخرين بفضله وعلمه احد الوسائل الهامة ولكن تبقى المفاسد الاخلاقية كالحقد والحسد والاحتقار والفقر الخ هي عقبات في التقييم الصحيح!...
منذ مايزيد عن قرن من الزمان والاعلام يبحث عن اسباب تدهور الثقافة العربية وبالتالي تدهور المستوى الثقافي للنخبة القليلة اصلا! بالمقارنة مع النجاح الباهر الذي حققته الثقافة الغربية ومثقفيهم في نهضة شعوبهم التي لا ينكرها احد...
في الحقيقة ان اسباب التدهور ونكسة المثقفين هي عديدة وقد ادت مع شديد الاسف الى تقلص كبير في الكم والنوع بينما المفروض مع اتساع حجم التعليم الى ازدياد حجم الكوادر المثقفة مع اتساع طاقاتها الاستيعابية للمعرفة التي تطورت بفعل العامل الزمني الذي يصاحبه التراكم المعرفي...
قد يكون عامل فقدان الحرية وحقوق الانسان في العالم العربي من ابرز العوامل التي ادت بلا شك الى سيطرة تلك النظم الحاكمة التي قيدت حركة المثقفين وجعلها محصورة ضمن افق ضيقة او دوائر مغلقة بعيدة التأثير عن المجتمع...فمع شدة الارهاب والقمع الحكومي والقمع الشعبي الموالي له! فقد المثقفون تاثيرهم البارز في قيادة المجتمع بل اصبحوا يعيشون عالة عليه بدلا من ان يكونوا منتجين من خلال تصحيح اخطاء مجتمعاتهم والدفاع عنها اذا تعرضت الى قيم وسلوكيات خاطئة، لقد ادت تلك الحالة الى حصول حالة من التنافر المتبادل بين المثقف والمواطن البسيط بدلا من ان يكون الصراع محصورا بين المثقف والطبقات الحاكمة التي لا تعمل وفق المعايير الثقافية التي تساعد على تطوير الشعوب وتنميتها...بينما في الغرب مثلا فقد نزل المثقفون الى الشارع وتعاملوا معه بشفافية مثالية وعاشوا معاناته وتقدموا الصفوف في النضال حتى اصبحوا مثالا للوطنية والصدق والاصرار على تطبيق مبادئهم وافكارهم كما ولا توجد لديهم صفة الاستعلاء على غيرهم بينما نلاحظ العكس في شيوع تلك الصفة القبيحة لدى شرائح واسعة من المثقفين العرب حتى اصبحت من السمات البارزة التي تبعدهم عن معاناة الشارع واستخلاص الدروس والعبر من كل مشاكله المستعصية.
كذلك ادت حالة التغريب الذاتية التي يعيشها غالبية المثقفون الى رفض واضح للتراث والمعتقدات والكثير من العادات والتقاليد،وغالبا ما يكون الرفض بطريقة مثيرة للمشاعر واستفزازية اكثر منها للاصلاح او لتقييم الصالح من الطالح بل حتى في غياب البديل المثالي العقلاني،وقد يكون ذلك ناتج من طبيعة السلوك الفردي للمثقف المؤثرة في شخصيته بحيث تطمس الدور الفعال للثقافة او حتى نقص فادح في الاستيعاب...
لقد ادت حالة اليأس من التغيير الى خضوع المثقف للمنطق الاستسلامي البغيض واللامبالاة وساعد على انتشار تلك الحالة الغريبة،تحول الكثير منهم الى ابواق ثقافية واعوان للسلطة ذاتها مما جعلهم تابعين بلا حول ولا قوة سوى الاستفادة من الفتات التي تقيهم من حالتي الجوع والخوف!بينما انشغلت البقية في صراعاتها الداخلية او انعزاليتها في كهوف الزمن المجهولة...وفي الحقيقة ساهمت الموجات الفكرية المتغيرة في تغيير الكثير من قناعات وآيديولوجيات وسلوكيات المثقفين،ففي الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية،سادت الافكار اليسارية والالحادية وشيوع الخروج عن العادات الاجتماعية مما يعني تحول ثقافي بأتجاه تلك الموجة دون ادنى توقف للبحث عن الذات بواقعية بينما انقلبت الموجودة مع شيوع المرحلة اليمينية بعد حرب 1967 ثم مرحلة النهوض الاسلامي التي بدأت منذ عقد الثمانينات وركوب بعض المثقفين للموجة الجديدة كعودة للذات دون تقييمها بشكل نقدي وتحديثها بشكل يلائم العصر، لا بل اصبح البعض دعاة للتكفير ورفض الاخر واتهامه بكل الموبقات والخروج من العقيدة الخ...
هزيمة المثقف العربي بدأت في التوسع منذ الخمسينيات وانتشار الافكار القومية واليسارية وتبني بعض الانظمة لها والتي استخدمتها سلاحا بوجه معارضيها،وبدلا من يقارع المثقفون ذلك القمع وتدهور القيم،نراهم بين داعم لها وبين خائف من سطوة راعيها،واختفت منذ ذلك الحين صورة المثقف الحر الذي يحمل الكتاب بيد ومشعل الحرية باليد الاخرى ويقود الطبقات المستضعفة ضد المستغلين لها او القامعين لحرياتها دون ان ننسى تضحية الكثيرون والتي اصبحت نادرة في عصر العولمة!،بينما بقيت تلك الصورة الجميلة سائدة في بلاد كثيرة بل واصبح عددا منهم زعماء سياسيون لبلادهم بينما كانوا في الماضي سجناء ومنفيون.
لقد صنع المثقف العربي بهزيمته الذاتية،الديكتاتورية والتخلف والتطرف وازدهرت صناعة الارهاب والتكفير والعيش على امجاد التاريخ المزيف! بل واصبح احد جنودها من خلال التنظير لها والدفاع عنها بتعصب وبدون تمحيص مما يعني انه وقع في مصيدة التناقض التي هي احد صور الانحطاط الفكري للمثقف بصورة عامة...
التناقض يمكن ملاحظته بسهولة من خلال العديد من الرؤى والمواقف الدالة على الجمع بين التناقضين في آن واحد...فمثلا يتهم الجميع امريكا بأن لها سياسة الكيل بمكيالين من خلال دفاعها المستمر عن اسرائيل بوجه منتقديها واعدائها،ولكن هل نظر غالبية المثقفين العرب الى تناقضاتهم المشابهة لحالة امريكا؟!وهل قاموا بعملية تصحيحية لها؟!...
الجواب: بكل تأكيد كلا!...فمازلنا نرى الكثير منهم يملئون الدنيا صراخا في معارضتهم لحاكمهم الطاغية ولكن في نفس الوقت يبذلون اقصى الجهد للدفاع عن طاغية آخر في مكان لا يعيشون فيه!!...وتلك الامثلة الساطعة في وسائل الاعلام تعطينا صورة واضحة لهذا التناقض الرهيب،فالكثير من المثقفين الحالمين بعالم خال من الاستبداد والارهاب دعموا انظمة استبدادية عربية حتى لو في فترة معينة،بل حتى فئة الشعراء والادباء الاكثر بعدا حسب معاييرهم الادبية عن القمع وقفوا بجانب طواغيت لا مجال لانكار جريمة بسيطة في سيرتهم الذاتية!...اذا عرفنا انه قد يكون للمال والجاه سطوة مؤثرة في تغيير المواقف فما بالهم في دعمهم المستمر لحركات الارهاب والتكفير بحجج واهية كالمقاومة والعودة الى الذات؟!...ليس هذا فحسب بل وصلت هزيمتهم الفكرية وخيانتهم الثقافية الى تزوير التاريخ والحقائق تحت مختلف الذرائع الزائفة!.
لقد اصبح التبرير سلعة رخيصة تتداولها الالسن في كل مكان بوقاحة منقطعة النظير! وليس غريبا في هذا الزمن المليء بالغرائب ان يتحول الجهلة الى قادة واثرياء يشار لهم بالحكمة والعبقرية ويتحول المثقف الى حمال يحمل مسروقاتهم او يحمل معولا يدفن فيه ضحاياهم بعد ان يلقنهم قبل الذبح!...
من الطبيعي ونحن امام تلك الحالة المأساوية ان يضعف تاثير المثقف في مجتمعه بعد ان اصبح كالطبال للراقصة في مخدع السياسي او قارئ بيان في كهف الارهابي المتخلف!...فهل يقبل احدا ان يقوده طبالا في صراعه الوجودي ؟!...  

2010/04/24

بائع السيادة


بائع السيادة:
المقدمة:
في تعليق لصاحب مدونة كلمة للتاريخ في مكتوب حول شط العرب ومدى مسؤولية ايران وامريكا في تلويثه حديثا،وكذلك وضعه لاغنية من يوتوب فيها مجموعة يغنون الى الطاغية المقبور صدام!!...واصراره حول ما يعتقد به...نوضح له وللاخرين في هذا الشرح المختصر لعله يغير قناعاته وفق ما يرتضيه العقل والمنطق والضمير الانساني الحي خاصة وانه لم يعش الاحداث او يزور المناطق المنكوبة حتى يمكن له ان يحكم بدقة!...
بداية مستعجلة!:
نكبت منطقة الشرق الاوسط بقضايا الحدود اكثر من غيرها! لكونها خضعت سابقا لنظم موحدة وتقسيمها لم يأتي من داخلها بل من الخارج الذي توافقت معه مصالح اسر ومجموعات صغيرة!...ومن بين تلك القضايا هي الحدود بين ايران والعراق والتي هي قديمة منذ ايام الدولة العثمانية!...
لم تعترف الامبراطورية البهلوية الايرانية بالدولة العراقية الا عام 1937 لاسباب عديدة،ولم ينتهي الاعتراف الا بالتنازل عن مناطق حدودية تطالب بها،وبقي كما هو معروف شط العرب ضمن الحدود العراقية...وبعد تغيير الحكم الملكي عام 1958 حافظت النظم المتغيرة على علاقة لا بأس بها مع الشاه،ولكن بعد انقلاب البعث عام 1968 ساءت العلاقة كثيرا بسبب تحالف الشاه مع الغرب،والبعث مع الشرق مع توجهاته القومية التي تطالب بأقليم الاحواز والتي لا تراعي امكانيات العراق المحدودة! وبذلك انعكس الصراع بين الشرق والغرب على البلدين ليبدأ النزاع عام 1969 ولم يحاول النظام البعثي تجنب الصراع بسبب تفوق الشاه بل دخل في صراع مكشوف معه والذي كان ايضا يساند الثورة الكردية في الشمال...
ولم يستطع النظام البعثي قمع تلك الثورة الا بالتنازل عن نصف شط العرب ومناطق حدودية اخرى لايران بغية قمع جزء من شعبه!...هكذا كان منطق عصابة البعث الارهابية وهي حالة غريبة فعلا ان يتم قمع الداخل من خلال اسكات الخارج بالتنازل عن السيادة الوطنية وهي سياسة ثابتة له لغاية سقوطه المحتوم عام 2003!...تعتمد مياه شط العرب في معظمها على مايصبه نهر الكارون الايراني،وليس دجلة والفرات لكون كمياتهما قليلة بعد رحلتهما الطويلة في ثلاث بلدان:تركيا وسوريا والعراق...وبالرغم من وفرة الموارد المالية العراقية الا ان النظام البعثي لم يؤسس لشبكات تصريف صحية حديثة لغالبية المدن العراقية ماعدا بغداد ومدن صغيرة تابعة له! وبقيت غالبية المدن ترمي بفضلاتها المتنوعة على الانهار التي نقلته الى شط العرب والذي تحول الى ماء غير صالح للشرب ومسبب للكثير من الامراض،واعترف النظام قبل عام 1990 من خلال وسائل اعلامه آنذاك وبصورة علنية بدعوى الحرب مع ايران ثم الخلاف مع الكويت!...وقبل ان يشن صدام حربه بالنيابة عن الغرب والانظمة العربية ضد ايران عام 1980 كانت المناطق الحدودية في الجانبين جنان خضراء بسبب زراعتها والوجود المكثف للنخيل فيها،الا انه بعد انتهاء الحرب العبثية عام 1988 ولحد الان مازالت الاراضي صحراء قاحلة مزروعة بملايين الالغام وبقايا السواتر الترابية،دون ان يحاول النظام اعادة تعميرها!...
واثناء غزو الكويت،تنازل صدام عن كل مطالب العراق الحدودية مع ايران لكي يتفرغ للنزاع الجديد!!...نعم هكذا كان يقاد البلد وتباع سيادته واراضيه دون ان تكون ادنى مناقشة لتلك الكوارث...ولبيان حجم كارثة التنازل عن الاراضي العراقية للدول المجاورة بسبب الحروب او لشراء مواقفها! نقول ان مساحة العراق عام 1968 كانت 448 كيلو متر مربع فأصبحت عام 2003 حوالي 435 الف كم مربع مما يعني ان العراق فقد 13 الف كم مربع!! لجميع الدول المجاورة ماعدا تركيا التي عوضها بالتنازل عن جزء من السيادة الوطنية من خلال السماح لها بالتوغل في الاراضي العراقية لتعقب الثوار الاكراد!...
ومعروف ايضا تنازل صدام لاراض عراقية حدودية الى الاردن والسعودية اثناء الحرب مع ايران! والى سوريا عام 1997 بغية تشجيعها على فتح الحصار عنه!مما يعني ان نظام صدام لم يكتفي بأموال العراق ونفطه الذي اشتهر بكوبوناته الشهيرة لشراء الذمم والمواقف،بل اضاف عليه بيع اراضيه وسيادته بغية البقاء في السلطة الغاشمة التي لم تجلب سوى الدماء والدمار والخراب الى العراق الجريح!وبقي مستعدا للنهاية يساوم الغرب بهدف البقاء في السلطة حتى لو تكرر امر الهجوم على ايران(يمكن مراجعة تصريحات اعلام صدام عام 1995) او منح امريكا النفط بدون مقابل باعتراف اركان النظام وبعض الانظمة العربية! ويمكن عمل مقارنة فريدة بين ديكتاتورية الطواغيت العرب ومنهم صدام وطواغيت الامم الاخرى من خلال ذكر المثال التالي:في آيار(مايو)1982 استطاعت ايران ان تحرر اراضيها وان تهزم صدام في سلسلة من المعارك وكان اخرها معركة المحمرة،واثناء ذلك وقعت حرب الفوكلاند بين بريطانيا والارجنتين المحكومة بحكم ديكتاتوري عسكري،وانتهت الحرب سريعا بهزيمة الارجنتين التي سرعان ما تنازل الحاكم العسكري عن السلطة لتحمله مسؤولية الهزيمة وتجنيب البلاد مزيدا من الدماء! فأين هذا التصرف من تمسك المجرم صدام بالسلطة ايامها دون ادنى اعتبار للشعب والوطن ولغاية سقوطه عام 2003!!...
كان من الممكن حل كل تلك النزاعات والتنازلات من خلال التقدم الى محكمة العدل الدولية في لاهاي كما فعلت قطر والبحرين،خاصة وان موقف العراق القانوني كان ومايزال هو الاقوى على جميع تلك الدول المجاورة،ولكن ما العمل مع نظام همجي متخلف تتزعمه عصابات اجرامية محترفة ومتخلفة لا تفهم الدبلوماسية او الحوار او تغلب عليه المصلحة الوطنية!...
تحميل ايران وامريكا مسؤولية تدمير شط العرب هو ابعاد الانظار عن المتسبب الاول! فايران من مصلحتها ان يبقى شط العرب نظيفا لكونها الان مشتركة فيه وتستخدمه ايضا للملاحة والري مما يعني ان تدميره هو بالضد من مصلحتها القومية! اما امريكا فقد اعتاد البعض تحميل كافة مشاكلنا لها...نعم قد يكون لبعض الاشعاعات اثر تدمير كبير على البيئة ولكن ليس بتلك الصورة التي تتسبب في تدمير النهر الذي قضى نحبه منذ عقود بسبب عدم وجود شبكات تصريف صحية حديثة او مخلفات صناعية مما يعني ان كل مخلفات العراق تذهب اليه لتنتهي في الخليج!...
اما عن وضع مقطع يوتوب فيه اغنية للدفاع عن المجرم صدام واعتباره شهيدا!!..فمن مهازل الدهر فعلا ان يكون صدام شهيدا وترفع صوره جماهير الرعاع بدلا من رفع صور ملايين الضحايا وبينهم عدد لا يحصى من العباقرة والمفكرين او حتى رفع صور عباقرة ومبدعي الامة كما تفعل الشعوب المتحضرة! وامامنا المانيا التي مازالت تعتذر لكل ضحايا العهد النازي دون ان تعيد الاعتبار لهتلر ورجالاته!...
اما اعتبار من فرح ورقص في اعدام صدام بأنهم رعاع همج فهي دلالة واضحة على مدى هزلية المنطق والعقل الذي يحمله عدد كبير من العرب مع شديد الاسف! فهل من المفروض من الضحية وهو الشعب العراقي ان يبكي وينحب على مقتل جلاده؟! وهل اعتبار تطبيق العدالة معه هو تنفيذ امر امريكي؟!...ان الامر مضحك بحق لان امريكا هي التي حمته من الوقوع في قبضة الشعب سواء اثناء حكمه او خلال فترة اعتقاله! والا لو وقع بيد الشعب لما وجدتم قطعة له بسبب وحشية الجرائم التي ارتكبها وامامنا مثالا رائعا وهو شاوشيسكو جلاد رومانيا الذي اعدم مع زوجته خلال محاكمة سريعة عام 1989 دون ان يتهم احدا الشعب الروماني بشيء ولحسن الحظ انه شعب غير عربي والا لاصبح مباحا دمه وماله وعرضه بعد تلك الحادثة الطبيعية التي هي من سنن الحياة نفسها!...
ثم لا ادري الا يكفي هذا الكم الهائل من الصور وافلام الفيديو والمطبوعات والتاريخ الطويل لتلك الجرائم ووجود ملايين الشهداء والسجناء والارامل والايتام والدمار والخراب من ادانة هذا المجرم السفاح ومن معه؟!!...يعني حالة غريبة ان يتم التفكير بهكذا منطق وتستدعي من الشعوب الاخرى الوقوف عليه طويلا لكي تشاهد مهازل العرب في هذا العصر!...
الاعتذار للضحايا والدفاع عنهم والتصدي للمجرمين واعوانهم هو ما تقتضيه العدالة الانسانية واحترام حقوق الانسان... عليه المصلحة الوطنيةر اوهو الاقوى على جميع تلك الدول المجاورة،ولكن ما العمل مع نظام همجي متخلف تتزعمه عصابات اجرامية محترف


مواقع الكترونية:موقع التنزيل المجاني الاول


مواقع الكترونية: موقع التنزيل المجاني الاول
تضم شبكة الانترنت عدد هائل من المواقع الالكترونية المتنوعة في شتى المجالات...وبعضها بالتأكيد تصدر قائمة الاكثر زيارة المتعددة الجوانب من قبل متصفحي الانترنت ... وطبعا حسب نوعية التصنيف،يعني مواقع للبحث ومواقع اجتماعية ومواقع لفايلات الفيديو والصوت الخ من التصنيفات العديدة التي يصعب حصرها...
مواقع التنزيل لمختلف انواع الملفات والتي يزورها مستخدمي الانترنت عديدة بلا شك،وايضا تتفرع حسب خاصية التنزيل،وبعضها مجاني والبعض الاخر بأشتراك مادي وكذلك الجمع بينهما حسب نوعية الخدمة المقدمة...
وحسب الموقع الشهير http://www.alexa.com/
وهو المتخصص في الاحصاء وتصنيف وترتيب المواقع الالكترونية ومن ضمن تصنيفاته النوع واللغة والجغرافية وعدد الزوار ونوعية الموقع الخ...وجدت ان الموقع الالكتروني الشهير والذي هو مجهول لعدد كبير من متصفحي الانترنت الناطقين بالعربية وهو:
يكون ترتيبه رقم 72 في قائمة ال 500 موقع المتصدرة في عدد الزوار من كل انحاء العالم وطبعا قد يتغير الترتيب في القوائم بين فترة واخرى!...
هذا الموقع يتخصص في تحميل ومشاركة الملفات الصوتية والفيديو والصور وملفات الكتب والتقارير والبرامج وغيرها من الاشياء المفيدة والتي يمكن للشخص المشاركة المجانية او اذا رغب ايضا في دفع بدل اشتراك في حالة اذا اراد امكانيات تنزيل اسرع وطاقة خزن اكبرالخ ... وللعلم ان الطاقة المجانية المتاحة حاليا هي كبيرة بلا شك ومقدارها 10 غيغا بايت! والاشتراك المجاني يكون من خلال وضع الايميل ومن ثم تصبح هنالك صفحة متكاملة للاستخدام من قبيل تنزيل الملفات وحفظها في الانترنت وحرية القبول او الرفض في جعلها متاحة امام الاخرين حتى لو كانوا غير مسجلين...
الجميل في هذا الموقع انه بعدد كبير من اللغات بما في ذلك العربية مما يعني سهولة قراءة التعليمات والمواد الموجودة لمن لا يتقن الانكليزية...
غالبا ما يكون استخدامنا للموقع من خلال تنزيل الكتب عن طريق البحث في شبكة الانترنت والتي تقودنا الى منتديات عربية تضع روابط التنزيل فيها الى موقع فور شيرد 4 SHARED  التي معناها مساهمتك او اشتراكك...وبعد تنزيل الكتب بطريقة PDF  نخرج من الموقع الذي نتصوره مليئا بالفايروسات لكثرة الاعلانات فيه!...ولم نحاول ان نتجول في اركانه لنرى محتوياته الثمينة والتي يضعها اناس مثلنا همهم ان يساهموا في مساعدة الاخرين على الحصول على ما يرغبونه اذا كان متيسرا لهم وبالاضافة الى صفة الخزن المجاني او التي هي بأشتراك مادي للسعة الكبيرة...
معلومات للفائدة:
للتسهيل اكثر في استخدام هذا الموقع...سوف تظهر عبارة عادة انه عليك الانتظار لمدة بضع ثوان لكي يتم تحويلك الى الملف المراد تنزيله...وطبعا الموقع يقترح من ضمن الامتيازات الاكثر للمشتركين الذين يدفعون بدل نقدي ان التنزيل غير محدود وبدون انتظار!...وللتخلص من فترة الانتظار اليسيرة تلك وجدت من خلال الاستخدام انه اذا كان الفايل صوتي او مرئي بكل انواعه فأنك تستطيع التجريب بمعنى سماع الفايل كله حتى تكون للمستخدم ميزة اضافية من خلال التجريب...وخلال ذلك تظهر فوق علامة التنزيل الفوري للبرنامج الموجود عندنا غالبا وهو:
Internet Download Manager
الذي نستطيع تنزيله مجانا من الانترنت وبذلك سوف يتم التخلص حتى من فترة الانتظار البسيطة والتنزيل مباشرة مع الانتباه في اختيار مكان التنزيل في الكومبيوتر حتى لا نتعب انفسنا في البحث عنه!...
ويمكن تجربة ذلك مثلا عند محاولة تنزيل موسيقى YANNI من خلال اختيار نوعية الملف لان النتائج هائلة بلا شك!...ونوعية الملف عادة للسماع الصوتي هي MP3 كي يتم الاستخدام مباشرة في الاجهزة الالكترونية المتنقلة مما يعني تثبيت ذلك وبدون تحديد الحجم مع صفات الفرز الاخرى كالاحرف او الحديث والقديم والاكثر تنزيلا الخ من المميزات المتعارف عليها...
وعند البحث عن الكتب مثلا يمكن وضع اسم المؤلف او الكتاب واختيار نوعية الملف كأن يكون النصوص المكتبية او الافضل بلا شك بدون تحديد الا اذا كانت النتائج متعددة بحيث يصعب الحصر!...
في الحقيقة موقع قيم ومفيدة ويحتاجه كل من يرغب بتنزيل ملفات الصورة والصوت والملفات المكتبية والمرئية...ولا نحتاج للبحث في شبكة الانترنت من خلال استخدام محركات البحث لانها قد توصلنا الى مواقع غير مرغوبة كأن تكون ملغمة بالفايروسات او الاعلانات المزعجة او مشاكل اخرى متعددة عادة ماتواجهنا...ولذلك وللبحث الامين ولتوفير الوقت ايضا،يكون من الضروري البحث في مواقع امينة وعالمية الشهرة وجاهزة للحصول على ما نرغبه واذا لم نجد المادة المطلوبة عندها في تلك الحالة يمكن ان نتحول الى مواقع البحث المشهورة والتي قد تسد رغباتنا التي لا حدود لها!...

2010/04/19

التشبه والتقليد بالافكار والمشاهير


التشبه والتقليد بالافكار والمشاهير:
يميل الانسان بطبعه الى الرغبة في تقليد الاخرين سواء في فكرهم او منهجهم في الحياة والذين يلائمون طبائعه ورغباته وآرائه الخ من المشتركات التي تجمع بين الطرفين،وهم غالبا ما يكونوا من المشاهير لانهم الوحيدون في الصورة! والا فأنه هنالك اشخاص مجهولون يفوقونهم في كل شيء ما عدا الشهرة الاعلامية التي تكون من نصيب المحظوظين وبخاصة اصحاب الجعجعة الفارغة الذين يميلون للبروز اكثر من غيرهم!...
هذه الصفة ليست جديدة على الانسان،بل هي متاصلة من ضمن طبائعه الاجتماعية التي تميزه عن بقية المخلوقات!...
ليس هنالك من شك في ايجابية التشبه بالصالحين وبخاصة الانبياء والائمة، لكونهم قدوة مثالية دائمة لا تنتهي ظاهرتها بفترة ما،وهي ليست خاصة بل عامة لكل البشر،ولكن الحديث هنا حول آخرين غيرهم وقد يكون من اهمها واشهرها شيوعا هي التشبه بأصحاب المواهب الغنائية والفنية لانهم الفئة الاكثر شهرة في المجتمعات وهم اي المعجبون غالبا ما يكونوا من فئة صغار السن لكونهم راغبين في اتخاذ اي شخص مشهور في الفن واضرابه بأن يكون قدوة لهم في حياتهم النظرية والعملية!... والشائع هنا هو عدم التمييز بين سلوك الشخص والابداع الذي يشتهر به،لان تقليد الابداع له تاثير ايجابي في سلوك النشء وهو حافزا كبيرا على ان يبرزوا مواهبهم المكنونة لتصبح بعد ذلك جزءا من حياتهم المستقبلية، والخطأ الاكبر هو ان يتم المزج بين الابداع والسلوك الشخصي،لان بينهما مسافة كبيرة من الفوارق التي تجعل المزج شيئا مستحيلا!... فالحياة الشخصية للفرد هي من خصوصياته التي تتعارض غالبا مع السلوك المثالي للبشر وبالتالي فأن تقليد تلك الحياة بكل دقائقها هي من الغباء الى درجة سوف تمسخ الاستقلالية الذاتية وتجعلها ذائبة في الحياة الشخصية لفرد اخر قد يكون مبدعا في صنف معين من الفنون والاداب ولكنه غير مستقر في حياته الشخصية او انه منحرف اخلاقيا لان الابداع لا يغير غالبا من طبيعة السلوك الشخصي الذي تحكمه عوامل متعددة وبالتالي فأنه من الغباء والحماقة التصور بأن لولا السلوك لما حصل الابداع!...بل قد يكون السلوك الشخصي الغير سوي هو مدمر للابداع ومحطم له بحيث تنهي حياة الشخص ان لم نقل ابداعه او العكس ايضا! ولنا امثلة عديدة في التاريخ مثل الرسام العالمي فان كوخ والاديب همنغواي اللذان انتحرا، او السلوك اللا اخلاقي الذي وقع فيه الكثيرون من اصحاب تلك المواهب وخاصة نجوم الغناء والموسيقى وهي ظاهرة برزت في العقود الاخيرة والتي انتشرت تلك الظواهر بدعوى الحرية الشخصية الخ من الادعاءات الفارغة التي لا تميز بين الحرية الحقيقية للانسان والتي من ابرزها استقلاليته وكرامته وبين الحرية العبثية التي تكون فاقدة لكل المقومات الصحيحة للانسان الحر!...
قد يصل الامر بالمعجب بهم الى ان يقلدهم في كل شيء في حياته مما يجعلها نسخة سلبية لا قيمة لها بينما في التقليد الابداعي هو شبه معدوم!...اذا مالفائدة في هكذا تقليد يمسخ شخصية الانسان ويجعله عبدا لغيره بحجة تقليد الابداع؟!...
اما تقليد اصحاب المواهب العلمية والادبية فأنهم قلة ضمن صنف المعجبين والمتشبهين بالمشاهير! لكون هؤلاء المبدعون قد برزوا في مجالات يصعب كثيرا تقليدها الا لاصحاب تلك المواهب الناشئة وهم كما نعرف يشكلون نسبة ضئيلة من العموم! لان نسبة اصحاب الذكاء والغباء في المجتمعات هي اقل بكثير من النسبة الغالبة التي تكون بين الصفتين المتعارف على درجتهما في القياس!.. ولا خوف على غالبية هذا الصنف لان ذكائهم سوف يجعلهم مشغولون في تقليد الابداع وليس تقليد سلوك شخصية المبدع!...
ولا ينبغي نسيان مشاهير العاملين في الحقل السياسي الذي يغلب عليه كل الصفات الغير مقبولة مثل الخداع والتدليس والكذب والسرقة الخ من الصفات التي تشتهر في هذا المختبر العملي حتى اصبحت كلمة الرذيلة مرادفة لكلمة السياسة والعمل فيها! وطبعا هنالك شذوذ لا يعتنى بها في مثل تلك الظروف! ولكن اسوأ اعجاب واكثره انحطاطا هو الاعجاب بشخصية الطاغية السياسي ومحاولة تطبيق سلوكه الشخصي المشين!.
التقليد بدون معرفة!:
تقليد المبدعين في الحقول الفكرية والسياسية والتشبه بهم هو غالبا ما يكون غير حقيقي بمعنى ان تقليدهم شكلي وليس جوهري يتم عن دراية تامة بكل دقائق الفكر ومناهجه التفصيلية،بل غالبا ما يكون ادعاء فارغ ويمكن ملاحظة ذلك في الافكار التي تحتاج الى ذكاء وفهم عالي! وقد برز ذلك في فترات معينة لبعض الفلسفات الفكرية مثل المذهب الوجودي الذي انتشر في فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية بحيث اصبحت لهم احياء خاصة في باريس يمارسون فيها الكثير من الامور العبثية التي لا تتعلق نهائيا بتلك الفلسفة التي تقدس حرية الشخص ووجوده في هذا الكون،وقد ساهم في ذلك تقليد الشباب للاديب الوجودي سارتر وخاصة في سيرته الشخصية ودعاواه التحررية التي قد تناقض مع بعض التقاليد،وقد لاحظ الفيلسوف عبد الرحمن بدوي المختص بالفلسفة الوجودية ذلك في زيارته لباريس في تلك الفترة واختباره لثقافة لهؤلاء الشباب عن قرب،فكان اكتشافه مثيرا في عدم معرفة هؤلاء بابسط افكار ومبادى الفلسفة الوجودية بل حتى في قادة ذلك التيار!...وليس ذلك فريد بل ايضا التيارات الاشتراكية وخاصة الشيوعية منها والتي شاعت بعد الحرب الثانية ايضا في كل انحاء العالم ومنها العالم العربي،بحيث اعتنق الكثيرون ذلك النهج الفكري مع جهلهم التام به! بل والاكثر اسى في ان بعضهم فقد حياته مع مرحلة القمع الوحشي التي اجتاحت الكثير من البلدان المتخلفة وخاصة العربية منها،وفقدان الحياة مع الجهل التام في الفكر المسبب هو حالة ازلية مع شديد الاسف وليست طارئة ولكن ذلك لا يعني انها شاذة بل قد تكون سائدة ايضا ولكن لكل مرحلة ظروفها المرحلية التي لا تنطبق على مراحل اخرى سواء في المكان او الزمان او حتى المجموعة الانسانية الخاصة بها!...
وابطال الحقبة الشيوعية كثيرون ولكن مع انهيار المعسكر الشيوعي بين عامي 1989-1991 فأن تقليد رموز تلك الفترة او الادعاء باعتناق فكرهم قد زال الى درجة تثير الانتباه مما يعني ان غالبية البشر يسيرون مع كل موجة بدون وعي  تام لها!...ولكن بقيت حالات شاذة مستمرة بحيث تثير الانتباه مثل تقليد المناضل العالمي جيفارا سواء في ملبسه وشكله ووضع صوره ولكن بجهل تام بسيرته او بمنهجه الفكري والعملي!...وهذا الوضع ايضا شائع في دول الغرب وليس في العالم الثالث! ولكن الغريب في الامر ان الكثيرون من المعجبين واصحاب التقليد الشكلي هم في سلوكهم يناقضون ذلك المناضل جملة وتفصيلا! فمثلا نجد الرأسمالي والقومي والقطري والعنصري والفاسد والمنحرف هم في بوتقة واحدة من الاعجاب والتقليد! ولا ادري كيف يجمع القومي العنصري مع اممية ذلك الثائر الارجنتيني العالمي الذي حارب مع الثورة الكوبية ثم بعد ذلك مع الثورة البوليفية! او الرأسمالي الجشع مع اشتراكية ذلك الثائر او المترف الذي يعيش حياة البذخ الفاحش ويذل ويعذب كل من يعمل تحت امرته مع عيشة هذا الثائر البسيطة والذي ترك منصبه الوزاري الرفيع في كوبا لكي يقاتل في الادغال في بلد آخر!...فمن هو المستعد ان يعتنق فكر جيفارا ويطبقه على نفسه من هؤلاء الادعياء؟!...فالادعاء سهل ولكن التطبيق صعب!.
وايضا في الموجة الحديثة منذ عقود والمسماة بالصحوة الاسلامية التي انتشرت في بلدان عديدة من العالم الاسلامي...فصحيح ان هنالك رجوع الى الاسلام ولكن بنفس ادعاء تقليد الاخرين!... فمازال الكثيرون من الادعياء والراكبون لتلك الموجة هم في ثقافتهم الضحلة جاهلون ومتخلفون وابعد ما يكونوا عن فكر الاسلام العظيم وثقافته التي هي بحر لا حدود لسواحله،وهم في سلوكهم العملي ابعد ما يكونوا عن تطبيق تعاليم الاسلام الصارمة وروحه السمحة والتي تفرض على الانسان ان يكون مثاليا في سلوكه وخاصة مع الاخر وان يكون قدوة للاخرين...فأين نحن من ذلك الادعاء وامامنا تلك الصورة الموحشة في غالبية بلدان العالم الاسلامي!...
اذا الادعاء شيء والفهم والادراك والاستيعاب والتطبيق شيء آخر،وليتنافس المتنافسون!...    

2010/04/17

موسيقى عالمية:1


موسيقى عالمية:1
تنقسم الموسيقى كما هو معروف الى انواع عديدة، وللمكان والزمان تأثيرهما البالغ في تكوين البنية الموسيقية...ولكن الغالب على تلك الانواع هي المحلية التي لا تحوز على اعجاب الكثيرين سوى قلة ضئيلة تنتمي اليها،وسوف تنتهي او يضعف الاهتمام بها بمرور الزمن...
لكن هنالك الموسيقى العالمية هي التي تكون في القمة والتي تتحدى الزمان والمكان بكل جدارة لتحوز على اعجاب البشر بمختلف اعراقهم ولغاتهم وتقاليدهم وهي التي تستحق لقب العالمية بل هي خير معبر عن الابداع الانساني في الفن الراقي المسمى بالموسيقى!...
وبالتأكيد تكون الموسيقى الكلاسيكية هي في قمة تلك الانواع التي مازالت في القمة وبالرغم من مرور مئات السنين على انتشارها فأن الكثير من المقطوعات الموسيقية مازالت في الصدارة ومازال عازفوها في دائرة الاهتمام المستمر...
مع مرور الزمن ظهرت انواع اخرى تخطت الحدود الوهمية المرسومة بين الشعوب والامم لتصبح اممية بأمتياز مثل موسيقى الجاز بأنواعها وخاصة بنوعها الجديد المسمى (سموث جاز)اي الهادئة والاكثر نعومة...بالاضافة الى موسيقى(نيو ايج) اي الجيل الجديد، وموسيقى البيانو والغيتار وايضا بأنواعها المتعددة الخ ...
يغلب على تلك الانواع العذوبة المثالية والسفر بالنفس التواقة الى الراحة في مجالها الارحب الخارج من نطاق المتاعب البشرية اليومية في اجواء حالمة وكذلك الهدوء البعيد عن الضوضاء وتذوقها يصلح لكل الاوقات خاصة في اثناء العمل او القراءة بل وحتى اثناء تناول الطعام او اخذ الدواء!...
هنا نضع بعض عناوين المقطوعات التي نجدها في الانترنت وخاصة يوتوب دون ان نجد تعريفا سابقا بها لبعض الموسيقيين المجهولين!!...
الموسيقارBrian Culbertson برايان كولبيرسون...وهو امريكي من مواليد 1973...والده ايضا موسيقار...برز في العام 1994 ويعزف البيانو والكيبورد مع فرقته فيما يطلق عليه SMOOTH JAZZ.
وللمزيد من المعلومات حوله يراجع موقعه على شبكة الانترنت وكذلك في موسوعة ويكيبيديا...ولسماع المقطوعات المختارة التالية فقط اضغط على العنوان التالي او اعمل استنساخ للعنوان ثم لصق في مكان العنوان للموقع الالكتروني او ضعه في يوتوب للمشاهدة المباشرة...
1- المقطوعة الاولى... Dreaming of you http://www.youtube.com/watch?v=EUtIWsMjJ00
2- المقطوعة الثانية... I could get used to this
3- المقطوعة الثالثة...  All about you
4- المقطوعة الرابعة... The Way You Feel
http://www.youtube.com/watch?v=3EyYPy2sq0U


2010/04/14

من اسفار المكتبة:السفر الرابع

من اسفار المكتبة
من اسفار المكتبة:السفر الرابع
كتاب:الاميرة...قصة الحياة الحقيقية خلف الحجاب...جين ب .ساسون.
الطبعة العربية عام 2000 ويتالف من 290 صفحة من القطع المتوسط...
هذه الطبعة مترجمة عن الاصل الانكليزي وطباعتها غريبة حقا! فهي صادرة عن دار الحرية(مجهول البلد) وبدون عنوان ولا يوجد اذن الترجمة من المؤلف او دار النشر الاصلية كما هو معتاد! بالاضافة الى ان النسخة ذاتها اقرب للطباعة المسروقة ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ما سبق قوله مع نوعية الورق المستخدم الاقرب الى نسخ الآت الطباعة الشخصية،والاكثر غرابة في هذه النسخة هي ان اسم المترجم غير موجود عليها مع ترجمة ركيكة اقرب لترجمة النصوص بواسطة غوغل في الانترنت ! ومزينة بأخطاء املائية ومطبعية لا حصر لها بحيث يمكن القول انها من اغرب الكتب المطبوعة،ويصعب قراءة وفهم بعض العبارات لفقدان بعض الحروف والكلمات الخ من الاخطاء الشائعة فيها ! والكتاب موجود في الانترنت لمن يود تنزيله بصيغة PDF...
قبل البحث في عرض متن الكتاب،ونظرا لان القصة حسب زعم مؤلفتها حقيقية وبأسماء مزيفة لحماية الشخصيات من العقاب او الانتقام في داخل السعودية! ...بحثت في شبكة الانترنت عن اية معلومات تفصيلية واضافية حول المؤلفة وآثارها المطبوعة حتى يمكن ان تعطي لنا صورة واضحة عن مصداقية القصة او اسباب التأليف نظرا للاخطاء الشائعة في المعلومات الموجودة في متن الكتاب...وكما هو متوقع فأن البحث باللغة العربية لا يؤدي الى نتيجة تذكر نتيجة لفقر المعلومات الفادح الموجود في شبكة الانترنت بالمقارنة مع توفرالمعلومات الغزيرة باللغات الاخرى وخاصة اللغة الانكليزية، ويمكن الاستعانة بترجمة النصوص آليا من خلال محرك البحث غوغل للحصول على مزيد من المعلومات حول اي شيء تفتقر اليه المصادر العربية لمن لا يجيد اللغات الاخرى!...
المؤلفة امريكية من مواليد 1947 وتدعي انها عاشت في السعودية بين عامي 1978-1991 وطبعا تتضارب المعلومات كثيرا حول تلك الفترة او كيف تعرفت على تلك الاميرة من الاسرة السعودية الحاكمة والتي تزعم في بعض المقابلات انها في حفلة صاخبة في الغرب!...والغريب ان للمؤلفة جين ساسون اول كتاب اشتهرت به حول غزو الكويت ويتضمن حوارات مع لاجئين كويتيين وصدر فقط بالانكليزية ولاتوجد طبعة عربية! وطبع قبل بدء الحرب ببضعة ايام ووزعت 200 الف نسخة مجانا بواسطة السفارة الكويتية في واشنطن على الجنود الغربيين في الخليج!..وطبعا لا نعلم كيف خلال تلك الفترة القصيرة وهي في السعودية انها التقت اللاجئين في بلاد عربية مجاورة كما ان الكتاب طبع في امريكا بعد ذلك وبسرعة خيالية!...
الملاحظ في مؤلفات ساسون الاخرى ومن ضمنها هذا الكتاب(تعرضت الى دعوى قضائية بحجة سرقة القصة بواسطتها او بواسطة الناشر!) انها تأخذ قصص الاخرين المضطهدين في بلادهم وهي من ثلاث بلدان:الكويت والسعودية والعراق،ثم تقوم بصياغتها بطريقتها الخاصة لتطبعها ككتب بأسمها ولا ندري مدى صحة ما تكتبه او هل تمنح هؤلاء الذين يقصون عليها قصصهم الشخصية التي تتضمن معاناة حقيقية،بعضا من ارباح تلك الكتب خاصة وان بعضها يكون في قمة اكثر الكتب مبيعا في امريكا!؟!...
الغريب انها دخلت العراق عام 1998 في عهد صدام وكتبت كتابين او اكثر عن بعض المعاناة لبعض الاشخاص رغم وجود الكتاب الاول لها!...
ان الكتابة بطريقة ادبية عن اشخاص اخرين وغالبيتهم يكونوا غير ملمين بهكذا نوعية من الطرح الادبي لمشاكلهم الشخصية بل بعضهم قد يكون اميا لا يقرأ ولا يكتب ناهيك عن الامية الثقافية السائدة،هو احد انواع الكتابة الادبية الا انه الاقل في الابداع الذي يكون ناتجا من خيال او واقع المؤلف ذاته! كما انه من السهولة تحريف الحقائق لكي يأتي وفق رغبات المؤلف او الناشر او حسب الظروف الموضوعية مما يعني انه يجب الوقوف بحذر امام هكذا كتب او على الاقل عدم اعتبارها مراجع تاريخية موضوعية في البحوث الاكاديمية!...
قصة الاميرة:
لا يتم فهم الكتاب الا بقرائته الى النهاية لان هناك بعض الملاحق الاضافية التي توضح نهايات ابطال القصة وبصورة مختصرة! كذلك فأن المعلومات المتناثرة في الكتاب حول ترابط ودقة سيرة ابطالها تحتاج الى ذاكرة قوية تدقق لكي تتم المقارنة لغرض البحث عن الدقة وتمحيص المعلومات ويمكن بعد التجميع التأكد من وجود هكذا اشخاص سواء بالنسبة للحكومة او المتابعين للشأن السعودي! ومن خلال القراءة توصلت الى المعلومات التالية التي تعطينا فكرة مبسطة عن القصة بالرغم من عدم وجود هكذا ترتيب في تواريخ القصة المزعومة!...
القصة هي لاميرة سعودية يكون الملك عبد العزيز مؤسس المملكة هو جدها المباشر وهي من مواليد 1956 وتزوجت عام 1972 وابيها تزوج عام 1946 وعمره 20عاما مما يعني انه مواليد 1926 وكان حيا لغاية عام 1991 ومتزوج من عدد من النساء وله قصور في بلاد مختلفة ويفضل الاولاد على البنات كما هي الصورة المرسومة عن بقية الامراء وكبار الاثرياء في السعودية!...كما ان لها عشرة اشقاء كلهم بنات ماعدا ولد واحد مواليد 1954 ومتزوج من اربع نساء كما ان لديه عدد كبير من الخليلات! اضافة الى معلومات اخرى يمكن التوصل اليها من قراءة متن الكتاب.
الاسماء الواردة في النص هي غير حقيقية للحفاظ على شخصيات القصة من العقوبة! ولكن الاسماء المختارة هي غريبة حقا على الاسرة الحاكمة مثل كريم او اسعد او الاغرب اسم علي الذي عادة لا يطلق على ابناء الاسرة!...واسم البطلة هو سلطانة وقصتها تتركز عن معاناة المرأة في السعودية بحيث لا يوجد فرق بين اميرة او انثى من عامة الناس الا في العيش في اماكن مختلفة! ورغم ادعاء المؤلفة ان سلطانة اخذت شهادة الماجستير في الفلسفة عام 1989 الا ان طريقتها في الحياة وحديثها وثقافتها بالاضافة الى عدم وجود دراسة للفلسفة في داخل المملكة يجعل عملية التصديق امرا بالغا الصعوبة!...
تصوير المعاناة كان يصب في الدرجة الاولى على النساء وكيف انهن مخلوقات منبوذات في المجتمع ولا يحق لهن العيش بكرامة برغم من ان الدين الاسلامي منحهن كل الحقوق،ولكن التقاليد البدوية وشيوع الافكار السلفية المتشددة والتي هي واحدة من تفاسير التعاليم الاسلامية،وامتزاجهما معا هو الذي يحكم العلاقات الاجتماعية في داخل السعودية او اي بيئة خارجها وتكون مشابهة لها!...
الحياة في داخل القصور الملكية لا تختلف عن خارجها سوى في البذخ الفاحش الذي تصوره راوية القصة بحيث يمكن عن طريقها تخيل الحجم الكارثي للاموال التي جرى تبذيرها في تلك البلاد منذ بدء انتاج النفط بالضخامة المعروفة عام 1946 ومازالت لحد الان نسبة كبيرة تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية!...
الاميرة هنا كانت محظوظة بعض الشيء بالمقارنة مع اخواتها او بقية النساء من خلال زواجها بأمير مثقف منعته من خلال الضغط بعملية هروبها السرية للغرب عام 1980 من الزواج بأخريات الا انه عوض ذلك بمعاشرة الكثير من العاهرات الغربيات بحيث نقل لها مرض جنسي لم تذكر اسمه عام 1985 ثم ذكرت طريقة لجلب العاهرات من فرنسا بطائرات خاصة اسبوعيا ثم يتم ارجاعهن منهوكات القوى في الاسبوع التالي ولا نعلم مدى صدقية امثال تلك الشائعات!..
كان الاكثر قسوة في تعابيرها هي قصص بعض الفتيات الصغيرات المتزوجات بدون ارادتهن من قبل رجال كبار السن ومتزوجون من اخريات ايضا! وخاصة في المستشفى الذي ولدت فيه ابنها الاول عام 1973 والتي وصفت بطريقة مثيرة للاستنكار البذخ الفاحش في الانفاق على الطاقم الطبي الخاص الخ من النفقات التي ترمز عادة الى اصحابها بالسفه والحمق واللامبالاة والتخلف!...
وكانت من اغرب القصص واكثرها بشاعة هي اعدام فتاة بعمر 13 عاما كانت مكبلة في المستشفى بواسطة المطاوعة لغرض ولادتها حيث اغتصبت من قبل اصدقاء اخوها في منزلها والذين كانوا فاقدي الوعي بسبب المخدرات وحملت منهم ولم يتم تصديق روايتها نظرا لكونها بنت ووحيدة بينما صدقت المحكمة رواية الفتيان القائلة برغبتها ممارسة الجنس معهم جميعا!!...وفي الحقيقة ان القصص المروعة سواء في هذا الكتاب او في غيره حول طريقة المحاكمات او العقوبات الوحشية القاسية وعدم التحقق بصورة كافية لاثبات البراءة والادانة من قبل جهاز الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاكمهم الشرعية هي من الشهرة التي لا تحتاج الى اثبات ولذلك اخذت وسائل الاعلام خاصة بعد الثورة الاعلامية الحديثة في الضغط بشدة على الحكومة السعودية بغية ايقاف تلك الانتهاكات لحقوق الانسان، خاصة وان المشهور كما هو وارد في الكتاب ايضا ان غالبية افراد المطاوعة هم الفاشلون في حياتهم الدراسية والعملية او الفاقدين لمستوى ثقافي او دراسي عالي مما يجعلهم يتوجهون الى هكذا جهاز لا يحتاج الى كفاءة للقبول فيه مما يعني ان الكثير من الاخطاء تعزى الى العاملين فيه واساليبهم الخاطئة في التطبيق!...
بالرغم من تحسن الوضع عن السابق الا ان الانتهاكات السابقة والاخطاء التي وقعت بقيت بدون مراجعة او ردع للقائمين فيها،مما يعني الاستمرارية في حدوثها باقية بالرغم من ضعفها النسبي!...
انتهاكات الخدم هي من الكوارث المستديمة ليس فقط في السعودية بل في الخليج ككل وبلاد عربية اخرى!!...والسرد الموجود في الكتاب لبعض الانتهاكات للخادمات وخاصة من آسيا وتجاهل حكومة السعودية وبلاد الخدم الاصلية لغرض المصلحة المشتركة هو انتهاك فاضح لحقوق الانسان بل هي كارثة اخلاقية عالمية تستمر بدون عقاب!...ومن القصص المخزية(اغلب القصص المذكورة هي لفترة ما قبل الثمانينات) هي قصة الخادمة مادلين والتي اغتصبها مستخدمها فور عودته من الحج مباشرة!! ثم تركها لابنه يفعل بها مايشاء وجاء في الوصف، طريقة عيشها في سكن موحش وبشع دال على مستوى فظيع من الانحطاط الاخلاقي والانساني لبعض أسر هؤلاء الاثرياء!...
وفوق تلك المعاملات القاسية من قبل المستخدمين للخدم،تكون عقوبات ومراقبة اجهزة المراقبة الدينية التي تتهمهم الغالبية ومن ضمنهم الراوية الاميرة بالجهل والتخلف وتفسير احكام الاسلام وفق رؤيتهم الضيقة وفهمهم الضئيل!!...وذكرت الاميرة بعض الامثلة التي تشتهر في السعودية على فلتان الرجال من العقاب او التغاضي عنها بالرغم من تعارضها مع الاسلام وخاصة من ناحية الزنا وشرب الخمر وممارسة المحرمات والتشدد مع النساء الخ في العقوبات...
تحدثت الاميرة عن الحياة وطبيعتها في داخل القصور وخارجها واسهبت كثيرا في وصفها كما تحدثت عن العادات والتقاليد وتمرد البعض عليها!...
تحدثت عن الوضع بعد عام 1990 وكيف دخل الرعب في قلوب الاسرة الحاكمة بعد غزو الكويت،وهي تحدثت عن ان ابناء الاسرة كغيرها من الاسر الحاكمة في البلاد العربية يحتاطون بشدة لحياتهم ومستقبلهم فيما اذا حدث تغيير مفاجئ في الحكم يؤدي الى قتلهم او سجنهم ومصادرة كل ما يمتلكون كما وقع من قبل في بلاد اخرى ولذلك نجد اموالهم وممتلكاتهم موجودة في خارج اوطانهم...وتحدثت الاميرة عن الرعب الذي اجتاح اخوها الاكبر الذي ترك البلاد مع زوجاته بالاضافة الى زوجها واخرون واتهمتهم بالجبن كونهم يتركون بلدهم للغرباء يدافعون عنهم!...
هنالك الكثير من التناقضات سواء في مستوى قبول الافكار الخاطئة لدى الاميرة او في تناقض المؤلفة في نقلها بدون فحص وتدقيق،من قبيل اتهام العراقيين جميعا بالعنف والوحشية حتى في تعاملهم الاسري وهذا ما يفسر رضوخهم لدولة بوليسية حسب تعبيرها!...ولا ادري هل تناست الاميرة العنف والابادة اللذان صاحبا نشوء المملكة منذ ثلاث قرون ولغاية فترات قريبة ثم العنف المستمر الذي ذكرته عن المجتمع السعودي! وكذلك رضوخ بلاد كثيرة اخرى في العالم لانظمة بوليسية وصاحبها انتشار العنف والابادة الجماعية سواء خلال او بعد انتهاء الحقب الديكتاتورية مثل الانظمة الشيوعية الشمولية في اوروبا واسيا!!.. واعطت مثالا مضحكا لكون شخص يجلس معهم في الطاولة وصديق زوجها ويعترف بقتله لوالده بسبب المال ببرودة اعصاب! وقول زوجها ان ذلك شائع عند العراقيين!!...ولا ادري كيف تقبل عقل الاميرة صاحبة الفلسفة او مؤلفة الكتاب الامريكية لتلك الرواية الخرافية! وهل يوجد شعب في العالم يتقبل امر قتل الاب لغرض المال ولا يستنكره او حتى يشاع عنه تلك العادة الغريبة؟! ثم كيف خرج هذا المجرم من العراق الى باريس دون عقوبة في وقت كان ازلام النظام الوحيدين المسموح لهم بالسفر آنذاك!...
تحدثت ايضا في الفصل العشرون عن مظاهرة النساء الشهيرة عام 1990 في سياقة السيارة الممنوعة في المملكة لاسباب واهية! وكيف تعرضن لعقوبات قاسية من قبل اجهزة الدولة الدينية واسرهن!..ويعود السبب الرئيسي في ظهور تلك المظاهرة الدالة على تحدي واضح هو وجود القوات الامريكية في البلاد مع وجود النساء الكويتيات الهاربات من بلادهن واللواتي سمح لهن بالسياقة في داخل السعودية، وبالرغم من مرور عقدين على تلك الحادثة الا ان المنع الفريد من نوعه مازال مستمرا !...
اتهمت الاميرة الدولة بألا يكتسب الجندي السعودي الكفاءة حتى لا ينقلب ضدهم!كذلك ذكرت انهم احسوا بالخجل عندما فروا الجنود الى الخلف بدلا من الامام لقتال العدو وانهم لم يقاتلوا بشجاعة! واضطر الحلفاء الى ابتكار تكتيكات تتضمن الا يتعرض السعوديون للهجوم!(ص 267) ...
الكتاب في مجمله حاوي للكثير من المعلومات الشائعة وايضا الخاطئة بل والمتناقضة ولذلك وجب الحذر من قصص هذه المؤلفة التي في حديثها وسيرتها الكثير من التناقضات! ولكن للشهرة وطرقها فنون وعجائب!...