إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2018/12/31

أربعون عاما على النهضة الصينية !

أربعون عاما على النهضة الصينية !
أربعة عقود من الزمن مرت هذا الشهر على النهضة الصينية الحديثة من خلال الإصلاح والانفتاح التي بدأت في 18/12/1978 والتي حققت المعجزة فصنعت التنين الصيني العملاق ووضعت البلاد في المرتبة الثانية عالميا متجاوزة الكثير من البلاد الأخرى التي كانت متقدمة عليها!.
في عام 1978 كانت الصين من أفقر دول العالم ووصل دخل الفرد فيها الى 120 دولارا فقط حتى أن الهند كانت متفوقة عليها التي بلغ دخل الفرد حينها 180 دولارا أي ثلثي الدخل بينما بعد اربعة عقود ارتفع دخل الفرد الصيني إلى مائة ضعف وأصبح أكثر من دخل الفرد الهندي بخمسة أضعاف !.
أصبحت الصين الآن الدولة الأولى في العالم في حجم التجارة الخارجية كما أن الاحتياطيات النقدية فيها هي الأكبر عالميا مثلما هو حال عدد السكان فيها واذا استمرت وتيرة النمو بهذا الشكل فإن الاقتصاد الصيني سوف يصبح الاول عالميا قبل مرور نصف قرن على الانفتاح الذي بدأ عام 1978 !.
منذ عام 1872 والاقتصاد الأمريكي هو الاول عالميا أما الآن وبعد مرور قرن ونصف فإن تلك المكانة مهددة بشكل جدي لتحتل المرتبة الثانية عالميا ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الهندي بشكل كبير ليهدد تلك المكانة ولكن بعد حوالي نصف قرن هذا فقط من الناحية الاسمية !.
من ناحية حجم القوة الشرائية للاقتصاد الصيني فإنها تفوقت على القوة الشرائية الامريكية عام 2014 وأصبحت الآن أكثر من 25 تريليون دولار بينما القوة الشرائية للاقتصاد الأمريكي حوالي 20 تريليون دولار وحلت الهند ثالثا بأكثر من 11 تريليون ومن المتوقع أن تزيح أمريكا عن مكانتها بعد سنوات!.
من المثير للسخرية أن النظام العسكري المصري بزعامة السادات أعلن الانفتاح الاقتصادي عام 1974 أي قبل الصين بأربعة أعوام ولكن نظرا للفساد وسوء الادارة السائدين في مصر فإن دخل الفرد الصيني هو أربعة أضعاف دخل الفرد المصري حاليا مما يعني أن العبرة هي في العمل الجاد للوصول إلى الأهداف!.
اتبعت الصين ذات الطريق الذي سارت عليه امم اسيوية اخرى مثل اليابان و النمور الآسيوية الأربعة والتي سبقتها زمنيا، فنجح الجميع في الوصول إلى الغايات المرسومة مما شجع امم اخرى مثل فيتنام واندونيسيا والهند على استنساخ التجربة الاقتصادية الناجحة مع بعض التعديلات الطفيفة!.
لا تخلو التجربة الصينية بعد اربعة عقود من الانفتاح والإصلاح من العيوب والسلبيات وهذا شيء طبيعي ولكن الإصرار والتحدي سوف يؤدي إلى إعادة تقويم تلك التجربة من جديد لإصلاح الأوضاع المتدهورة لأن ترك السلبيات تنمو سوف يؤثر كثيرا على استمرارية النهضة الشاملة !.





2018/12/25

وادي الأنظمة العسكرية !

وادي الأنظمة العسكرية!
التظاهرات الشعبية في السودان هو نتيجة طبيعية للحكم العسكري الثالث فيه منذ استقلاله عام 1956،ومنذ ذلك الحين لم ينعم هذا البلد المنكوب بالحكم المدني إلا بضعة أعوام حاله مثل حال رديفه في وادي النيل أي النظام العسكري المصري بينما تحررت إثيوبيا من النظام العسكري وهي منبع النيل إلى حكم مدني حر يتسابق مع الزمن في تحديث البلاد !.
الحكم العسكري الأول في السودان كان بين عامي 1958-1964 بقيادة الفريق عبود والثاني بين 1969-1985 بقيادة النميري والاخير مازال مستمرا بقيادة المرتزق الهارب من المحكمة الدولية في لاهاي عمر البشير!.
التطور السريع في إثيوبيا هو نتيجة طبيعية لتحررها من الحكم العسكري وتحولها للحكم المدني الديمقراطي وسوف نرى نتائج هذا النمو في كافة المجالات في الأعوام القادمة بينما تتراجع مكانة مصر والسودان كثيرا بفعل النظم العسكرية المتهالكة فيهما!.
نظرا للخبرة الطويلة في الهيمنة والقمع للنظام العسكري السوداني فأن المرتزق الهارب من العدالة الدولية عمر البشير سوف يوقف الاحتجاجات الشعبية على الأغلب ضد حكمه الاستبدادي المستمر منذ ثلاثة عقود إلا إذا كان هناك تدخل خارجي وهو مستبعد حاليا!.
النظام العسكري السوداني مثل رديفه المصري يقوده طغاة جهله ومتخلفين لا يعرفون معاني الرحمة والرأفة مع شعوبهم المستضعفة التي نكبت بهم لعقودا طويلة وهم مستعدون لعمل أي شيء في سبيل البقاء في الحكم حتى ولو ادى ذلك الى وصول حال البلاد إلى ادنى المراتب في التسلسل الاممي للتطور !.