إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/09/29

العلامة الشاعر

العلامة الشاعر...



المقدمة:


تلبية لطلب الاخ المدون هاشم الشريف صاحب مدونة قهوة المساء والتي طلب كتابة موضوع عن الشاعر الموسوعي عبد الرزاق محي الدين وذكر بعض قصائده نظرا لندرة قصائده المنشورة وقلة اللذين يعرفونه،وللتمييز بينه وبين الشاعر الحالي عبد الرزاق عبد الواحد كتبت الموضوع وبأختصار شديد...


العلامة الدكتور عبد الرزاق محي الدين(1910-1983):


هو اديب ولغوي وشاعر ومؤرخ موسوعي كبير،ولد في مدينة النجف الاشرف من اسرة علمية شهيرة في العراق ولبنان،خرجت افذاذ الفقهاء والادباء ويعود اصلها الى قبيلة همدان القحطانية في شبه الجزيرة العربية...


حصل على اعلى الشهادات الاكاديمية من القاهرة،وتولى التدريس في الجامعات لفترة طويلة ثم اختير وزيرا لفترة قصيرة في الستينيات ثم اصبح رئيسا للمجمع العلمي العراقي وعضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة... له العديد من المؤلفات والتحقيقات والبحوث المنشورة واشتهر بسجالاته الادبية مع الكثير من الادباء والمفكرين ومنهم العلامة الوردي الذي رد عليه بكتابه الشهير اسطورة الادب الرفيع الذي هو بين المدرسة التقليدية المحافظة التي يمثلها العلامة محي الدين والمدرسة النقدية الحديثة التي يمثلها العلامة الوردي...والسبب الرئيسي في سجالاته الادبية هو لموسوعيته الفذة في مجالي الادب وعلوم اللغة العربية وقدرته على ردع الاخرين خاصة من الذين لايمتلكون امكانياته الكبيرة او لهم اراء تبتعد عما يعتقد به...له ديوان شعر غير مطبوع وقصائد كثيرة منشورة،ونظرا لندرتها وانعدام وجودها في شبكة الانترنت استعنت بمجلة الموسم التراثية التي ذكرت جزءا منها في عددها المزدوج 23-24 المنشور في العام 1995...


قال في عام 1930...


اذا الشعر لم يحدث بشعبك ضجة............ فتلك قواف قد نظمن واوزان


وأن لم يكن حر العقيدة موقظا ............ فليس له في نهضة الشعب احسان


وفي عام 1946 في حفل تكريم خليل مطران بالقاهرة


شاعر القطرين بوركت صبيا .............. وشبابا ومشيبا واكتهالا


جئت والنهضة فينا طفلة ................. بعد لم تبلغ فطاما او فصالا


وتباشير حياة حرة....................... شع في الوادي سناها وتلالا


ورفاق عد اخوان الصفا ................ نفروا واستنفروا الناس عجالا


كنت في القادة منهم فكرة ............... ومن الساسة اذا اعيوا كلالا


مصلح في غير دعوى مصلح ......... ونبي لم يكلفنا القتالا


تخذ الفن له آلهة ..........وحواري الفن انصار وآلا


سل بيوت الفن من عمرها.............. واشاع الخير فيها والجمالا


وفي عام 1957 قال في ذكرى اقبال:


ذكراك اقبال تحييها فتحيينا ................... كآبة الذكر نتلوها فتهدينا


اهاب بي منك روح فاستجاب له.............. روح أبي القول في مجهولة طينا


اقبال دينك ما يقضي بشاردة.................. لو أن شعبا وفي حقا بما دينا


جاهدت في الله عن اهلي وعن وطني .........في حين سيموا به خسفا وتوهينا


وحين زعزعت الشذاذ طارئة ................ حصونهم واحلتها ميادينا


وفي قصيدته ايها الاديب العربي التي القاها في القاهرة عام 1957 نذكر بعض الابيات منها....


خذ رداء الشمس وانشره لواء .................. واطو ما اسدلت سترا وغطاء


رث ما ادمنت في ترقيعه ..................... وتبدت سوأة الكاسي عراء


وركاب سرت في جولته .................. ظالعا طاحت هواديه فناء


قم مقام الوحي لاصناجة .............. كلما زادت شجى زدنا ارتخاء


واعرك الاذان صدعا انها ................... وقرت مدحا وهجوا ورثاء


عد بها ملحمة ضارية ......................... وارتجازا يتلظى وحداء


ورؤى فلسفة صادقة ........................... لا ظلالا من خيال يترائى


ولظى عاطفة مشبوبة ........................ لاشواظا تصطلى منه ادعاء


آن ان تخلص من شائبة ............... اوهنت فنك روحا وأداء


آن للفن الذي نحيا له ................... أن يرى فينا رعاة أمناء


ادعياء نحن ما عشنا به ................ عملاء لسوانا أجراء


وترددنا على اعتابهم ................. نبغاء ورجعنا بلداء


اشهدت الضاد يوم استعجمت ........... لغة الحاكم واستخذت هجاء


وتخلت من دم يغلي بها .................. ودم يصبغ شدقيها فداء


فأذا التوحيد في مأذنة ..................... ينشر الشرك حواليه لواء


وأذا العرب جميعا بدد ................. لم تصن أرضا ولم تحفظ سماء






وفي قصيدته الطويلة حي مع الناس التي القاها في الحفل التأبيني في القاهرة عام 1973 بمناسبة مرور اربعين يوما على وفاة الدكتور طه حسين نذكر بعض الابيات منها....






حي مع الناس احياءا بما شعروا ............ لا الرأي يبلى ولاذو الرأي يندثر


يأبى الفناء كتاب انت سورته ............ تتلى ، وألواحه آراؤك الغرر


وأنت آية هذا العصر مبصرة .............. ماتخطئ العين أو مايجحد النظر


يبقيك هذا الذي احييت من ادب .......... عفاء من عرفوا منه ومن نشروا


سبحانك الله،تؤتي النور فاقده ..........وتحجب النور عن قوم بهم بصر


انت ابن عشرين ما تلوى فتنصهر ............ وابن الثمانين ماتطوى فتنكسر


ويسألونك ما طه،ولو خبروا ............ ماعندهم منه لاستغنوا بما خبروا


فالعلم زاد مشاع ليس يمنحه ............... من اترفوا ويمناه من افتقروا


والرأي بالرأي لاسوط يهدده ................ولا زبانية تشلى فتأتمر


سلمت ولتذهب الدنيا وهل ذهبت ............ دنيا بها مصر والفصحى لها وزر


نكتفي بهذا القدر المتيسر عنه،وهو كغيره من المبرزين في العلم والادب لا تعطيهم الدنيا شهرة توازي قيمتهم بل تعطي الشهرة لمن هو فارغ منهما! وهي تلك سنة الحياة التي تطبع البشر بها،فأذا سألته عن افذاذ العلوم والفنون والاداب لم يعرف منهم الا اليسير! واذا سألته عن فطاحل الجهل والتخلف وافذاذ المجرمين اعطاك كل التفاصيل السوداء عنهم!...ذلك هو التراث الاسود المحفوظ.....


وللتمييز بين العلامة الشاعر عبد الرزاق محي الدين وبين الشاعر الحالي عبد الرزاق عبد الواحد(1930-)لمن لا يعرفهما فالفارق بينهما كبيرا خاصة وان الثاني رغم قوة شاعريته الا انه باع نفسه للطاغية صدام واصبح ممسوخا الى درجة اعترف بنفسه عن انتهازيته المفرطة! واضطر الى الهرب الى سوريا من الانتقام الشعبي نظرا لطول خدمته للنظام الديكتاتوري الدموي،وقد رد عليه الشاعر المناضل الكبير يحيى السماوي(1949-) بقصيدته الشهيرة ....ياكافرا بعذابات الملايين!...والتي هي صفعة قوية لكل شاعر او اديب او مثقف يبيع نفسه الى الطغاة وسفاحي الدماء البريئة....اذكرها للعبرة والعبرة...






يا كــافـِــرا ً بعـذابــات ِ الــمـلايـيـن ِ






صدَّقـْتُ دمعَك ِ.. لولا أنك ِ" الدُّوني "










تبكي العراقَ ؟ عسى حلَّ الجفافُ بها






عَـيْـنٌ رأتْ مـُسْــتبِدَّا ً حارسَ الـدِّيْـن ِ










تبكي الملايينَ ؟أمْ تبكي على ذهَـبٍ






سَـحْت ٍ نعمْـتَ به ِ من شـَرِّ فرعون ِ؟










أمْ ترتجي عــودة ً أُخرى يُطِـلُّ بهــا






مَـنْ في جهـنـَّمَََ أضحى كالـمَلاعـيـن ِ؟










فأيْـنَ دمْعُـك لـمّـا فـاضّ مـن دمِـنـا






نـهْــرٌ أُريقَ حـراما ً فـي الـمياديــن ِ؟










وأيــنَ دمـعُــك لـمـّا كــان يـسْـلـَخـُنـا






سـوْطُ ابن صبحة َفي ليل ِ الزنازين ِ ؟










وأيـنَ دمـعـك َ لـمـّا راح يـمـْطِــرنـا






جيشُ ابن ِ صبحة َيوما ًغاز َ سارين ِ؟










تبكي العراق ؟ ! كأنْ لـمْ تـبتهجْ لِـدَم ٍ






قـد كان يُسـفَحُ بين الحيـن ِ والحين ِ










ألـَسْـــتَ أوَّلَ قِــرد ٍ فــي تســَلـُّـقِـه ِ






سـورَ المدائح ِ .. لا نخـلَ البسـاتين ِ ؟










ســـفاهـَة ٌ ؟ لا وربي .. إنما جُبِلـتْ






بعض النفوس على المنبوذ من هُون ِ










فالجمْ لسانك .. لا تـنطـقْ بـمَـكـرُمـَة ٍ






تدري الـمـَروءةُ ســبّابَ الـمَـيامـيـن ِ










لا زال يــذكــرُ رجـّازا ً عــلى دَمـه ِ






شـعـبُ العراق ِ ومـدَّاح َ السـلاطـين ِ










الإحتلالُ ؟ أجـلْ : وحْـلٌ سَيَـكـنِسـُـه ُ






أبناءُ دجـلة َ من " شينٍ"ومن " سين ِ" (1)










سبعٌ وسبعون ؟ بئس العمرَ عشتَ به ِ






بين الـرذائـل ِ من سـبع ٍ وسـبـعـيـن ِ






***






(1) الشين والسين : المراد بهما الشيعة والسنة










نزيف الجبال

نزيف الجبال:


الاحداث الدامية التي تقع في اجزاء معينة من العالم العربي،لاتعيرها اية اهمية بقية الاجزاء الاخرى سواء على المستويين الرسمي او الشعبي!وقد رأينا ذلك في امثلة عديدة من خلال السياق التاريخي الطويل ،ولكن العدالة الارضية تفرض انتقال الالآم الى بقية المناطق الاخرى في اوقات اخرى او على الاقل انتقام لحالة اللامبالاة التي تذمها الشرائع السماوية بشدة وتبغضها الطبيعة الانسانية السوية...


الثورة الحوثية في اليمن والتي مازالت مستمرة منذ عدة اعوام هي نتيجة طبيعية لحالة الرد الفعلي الشعبي لتسلط الاستبداد المقيت على البلاد لفترة طويلة من الزمن...وبغض النظر عن الدوافع الحقيقية للثوار او الاتهامات الباطلة لهم والتي هي من سمات الطرف الاضعف في النزاع على مر التاريخ،فأن مجرد استيلاء مجموعة عسكرية او مدنية على الحكم بصورة غير شرعية وتحويله الى ملكية فعلية وترفض بشكل او بأخر بعد ذلك التنازل عن ذلك الحكم او السماح للاخرين بالمشاركة كما يحدث الان في اليمن على سبيل المثال،فأنه سبب كافي للقيام بثورة مسلحة لاي فئة قد تشعر بالغبن والظلم ،خاصة بعد ان تستنفذ كافة الاجراءات السلمية للمقاومة والمعارضة والتي هي وسائل غير ناجعة في العالم الثالث الذي غالبا ما يستخدم العنف والقسوة والفساد كوسائل مفضلة للتعامل مع المعارضة الداخلية!وهي ناتجة اساسا من تخلف حضاري احد ابرز مميزاته توارث الاستبداد وشيوعه وهو ما يتنافى مع التطور الانساني بصورة لا تقبل النقاش!...


الحكم اليمني الحالي هو نموذج مثالي لحالة الفساد المستشري في العالم الثالث،والحاكم الحالي(علي عبد الله صالح) ومنذ استيلائه على الحكم عام 1978 ورغم مرور اكثر من ثلاث عقود من الزمن، فأن البلاد مازالت تتربع في خانة اكثر الدول تخلفا وفسادا في العالم رغم ان الاستبداد يعتبر فرصة ذهبية لبناء البلاد اذا كان الحاكم وزمرته من الوطنيين المحبين لاوطانهم مع حبهم لكرسي السلطة!ففي الشدة والصرامة يمكن التغلب على المعارضة التي قد تكبل اليد في بناء البلاد بسرعة من خلال ادامة الاجراءات الروتينية في النظم التعددية كما حصل في بعض الامثلة النموذجية في تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية التي استغلت نظمها المستبدة تحكمها بالبلاد في القيام بتطويرها بدون معارضة تذكر ونجحت نجاحا مذهلا حتى تطور الى الجانب السياسي وبصورة سلمية...ولكن الظاهر ان ذلك الاسلوب هو ايضا غير محبب مع النظم المستبدة في العالم العربي الذي يكاد الواقع ان يكون لسانا صادقا ومعبرا حقيقيا في وصف تلك الانظمة بالخيانة العظمى للبلاد!...


حالة الوحدة الاندماجية مع الجنوب اليمني عام 1990 لم تحصل وتستمر الا وفق ظروف دولية مواتية،وايضا لم يستغلها النظام العسكري الحاكم في تطوير البلاد واحلال العدالة والمساواة بين الجميع،بل استمر وفق منهجه المتخلف في الحكم والادارة مما انعكس سلبا على رفض قطاعات واسعة من الجنوبيين لتلك الوحدة وتسببت بحرب كسبها الشمال عام 1994 وايضا لم يستغل قضائه على التمرد في بناء البلاد وفق اسس وطنية صحيحة حتى يتجنب حالة الثورات والاضطرابات في المستقبل،فكانت المظاهرات وحالة الرفض والاستياء بادية على وجوه العديدين في الجنوب بعد ذلك!ومن يدري فقط تتطور المشاكل الى حالة التمرد الدموي المسلح من جديد في المستقبل...اما في حالة الحوثيين في الشمال وتحديدا في الجبال الوعرة في صعدة،فأن اتهام السلطة لهم بشتى التهم واصرارها على استمرارية الحرب(وكأن الحرب مع بلدان اخرى!) وخاصة الاخيرة والتي لم تراعي السلطة حلول فترة شهر رمضان المبارك ولا وجود مئات الالاف من مواطنيهم المشردين او الذين تقع المعارك في مناطقهم وحرمة دمائهم واموالهم ،لهو دليل دامغ على مقدار الانحطاط والهمجية التي يتحلها بها ذلك المتخلف الحاكم وزمرته والتي ابقت البلاد ضمن اسوأ البلاد تخلفا وفقرا واصبحت مركزا دوليا لتخريج الارهابيين الرعاع الى البلاد الاخرى الذين هم ردة فعل طبيعية لحالة الحكم المستبدة!...


لايحق للنظام الحاكم،الادعاء بشرعيته او تخوين الحوثيين فأندلاع المعارك وسقوط الضحايا هو سبب كافي لتخوينه يضاف الى ابقاءه البلاد في حلقة التخلف المفرغة الرهيبة منذ عقود طويلة،واتهام حكم الامامة السابق في ابقاء البلاد متخلفة هو غير واقعي ومنصف كون البلاد تحررت منه منذ نصف قرن تقريبا والاوضاع مثلما هي لم تتغير رغم المزايا التي حصل عليها النظام الحاكم الحالي ولم تتوفر للسابقين مثل انتاج النفط وارتفاع اسعاره ووجود جاليات كبيرة في الدول المجاورة تحول مبالغ طائلة للبلاد تساعدها على تخليصها من مشكلة البطالة والاستثمار في النشاط الاقتصادي الداخلي...كذلك فأن اتهام الدول الاخرى بدعم التمرد او تأييده لن يخفف من اخطائه الشنيعة فسوء الحكم هو مصدر الثورات الرئيسية ووقودها على مدار التاريخ والتأييد الدولي اذا لم يجد ارضا خصبة فلن يكون له اي تأثير على الاوضاع ،بل العكس ان العديد من الدول وخاصة السعودية تدعمه في حربه الدموية ضد شعبه وبصورة علنية!...


رغم وجود حالة من الغموض حول اسباب اندلاع الثورات المستمرة للحوثيين،الا ان تعاملهم بشجاعة وبأخلاق الفروسية مع الكثير من القضايا التي حدثت معهم من قبيل اطلاق سراح الاسرى من العسكريين فورا بعد تجريدهم من السلاح هو ميزة نادرة تحسب لصالحهم بعكس ماهو واقع مع الجماعات الارهابية التكفيرية في العراق وافغانستان وباكستان التي تقتل وبهمجية ووحشية غير مبررة اطلاقا تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف والرحمة الانسانية وبنذالة وجبن لاحدود لهما،كل من ينتسب ليس فقط للمؤسسة العسكرية والامنية الغير مقاتلين لهم اصلا بل حتى المدنيين الابرياء ولجميع الاعمار وخاصة الذين يخالفونهم في الرأي والعقيدة !في دلالة واضحة على تعارض المنهجين والقائمين عليهما!...


الدماء المهدورة من الجبال سوف تستمر مادامت تلك الزمرة المتخلفة الحاكمة مستمرة في حكمها وطغيانها،ولن ينفع قبول الثوار لمبادراتهم او مبادرات الاخرين لايقافها او لمنع وقوعها في المستقبل...وهي حالة طبيعية ناشئة من الصراع بين الخير والشر او على الاقل دفع الشرور الناتجة من الحكم الاستبدادي المقيت...

2009/09/23

اقتراح وسؤال وجوابين

اقتراح وسؤال وجوابين:


احيانا تطرح اقتراحات واسئلة بين المتحاورين وقد يكون من بينهم مدونين،ولكن الذي يجب ان ينتبه اليه الجميع هو ان بعض الاسئلة والاجوبة تكون عامة وبالتالي فأنها مفيدة بشكل او بأخر لاناس اخرين او معبرة عن وجهة نظر شخصية قد تكون معتبرة من خلال تجربتها الثرية في الموضوع المناقش حوله...


احد الاخوان الاعزاء من المدونين ارسل لي مع بطاقة التهنئة في الايميل اقتراح وسؤال ونظرا لاهميتهما لاخرين او على الاقل من وجهة نظر شخصية...ادرج الاجابتين وبشيء من الاختصار هنا!...


الاقتراح:


هو كتابة حالنا في المهجر وكيف يتم تحديد العيد او نكمل عدة رمضان في حالة عدم الرؤية؟...


اقول:الجاليات في الغرب اصبحت ضخمة العدد بحيث تفوق في بعض البلاد عدد سكان دول اسلامية عديدة اي صغيرة الحجم!وهي ناتجة من الهجرة الى الغرب تحت ضغوط مختلفة المنشأ،وبالتالي فأن الجميع يمتلكون رابطة مع بلدانهم الاصلية بشكل او بآخر او على الاقل من خلال الاحتفاظ ببعض التقاليد مع الالتزام بالعقيدة الاسلامية.


لايختلف مسلمو الجاليات في الغرب عن غيرهم في صوم شهر رمضان وتحديد بداياته ونهاياته خاصة في ظل التطور الكبير في وسائل الاتصال الحديثة،وبالتالي فأن الروابط بين بلدان المنشأ الاسلامي والجاليات اصبحت اقوى من الماضي بكثير،وهذا يندرج في سهولة معرفة يوم العيد من خلال رؤية الهلال او عدمه،وحتى في الماضي ايضا كان متيسرا الى حد ما الا في اماكن يندر وجود المسلمين فيها،ولكن الان مع توفر المراكز الاسلامية المختلفة وتواجد الكثير من رجال الدين مع معرفة رؤية الهلال في بلد اخر او حتى مدينة اخرى ضمن نفس نطاق البلد من خلال وسائل الاتصالات الحديثة،اصبح من اليسر معرفة بداية رمضان ونهايته وجميع الاوقات الشرعية بدقة عالية جدا كبقية البلاد الاسلامية وبالتالي تنعقد صلاة العيد جماعية كالاخرين وتتداول الامر ايضا وسائل الاعلام الاجنبية كشيء طبيعي وليس غريب كما يعتقد البعض بحيث اصبحت معرفة رمضان وصيامه شائعة حتى لغير المتعلم!،ولكن تبقى الاختلافات الجغرافية واختلافات الليل والنهار هي من المسائل المستحدثة الغريبة،مثل وجود نهار طويل جدا،او بالعكس ليل طويل او في انعدام رؤية الهلال بصورة شبه دائمية وغير ذلك من تلك المسائل التي استطاع الفقه الاسلامي والمجتهدون فيه من الاجابة عليها وفق مصادر الفقه المعروفة!...


السؤال:


اذا الشخص لا يستطيع السفر لتعلم اللغة من منابتها الاصلية والعيش في ظهرانيهم فما هي الطريقة الاسهل لاتقانها وهو في بلده؟مثل الدراسة في معهد لغة مثلا؟وهل يستطيع ذلك من جراء نفسه؟...


اقول:


طبعا الاجابة على تلك الاسئلة السابقة عديدة ولا تخضع نهائيا لقانون ثابت!هذا بالاضافة الى ان الاجوبة المنتقاة من مختلف الاراء قد تصلح لفرد دون آخر وحسب قابليته وقدرته الذهنية والمعرفية ونوعية جنسه والمستوى العمري له!...


ولكن تبقى بعض الاجوبة المتعارف عليها التي قد تكون جامعا لاكبر عدد من الناس الذين يطمحون الى تعلم اكبر عدد من اللغات وخاصة اللغة الاولى الان:الانكليزية...


اول شيء يمكن قوله انه على كل فرد اذا تيسرت لديه القدرة المادية والتعليمية ان يعلم اطفاله الصغار اكبر عدد ممكن من اللغات حيث ان قابلية التعلم منذ الصغر اقوى كما هو معروف بالاضافة الى ان تعلم اللغات مستقبلا ايسر اذا تجاوز عدد اللغات المتحدث بها فوق 3-4 حيث تكون القابلية الذهنية اكثر استعدادا لمعرفة المزيد خاصة في ظل تقارب بعض اللغات التي تكون مشتركة الاواصر فيما بينها...


اذا اراد الشخص التعلم بعد البلوغ وفي بلده،طبعا يجب عليه الاستفادة من كل الوسائل التعليمية المتاحة له مثل الانترنت والتلفاز والراديو وكتب التعلم،ولكن هنالك بعض الاشياء المفيدة والتي هي على شكل قواعد بسيطة...مثلا الاستماع سواء الى الراديو او التسجيل دون الرؤية له فوائد جمة ويحرك العقل ويقوي الذاكرة اكثر من غيره ولذلك يكون الاستماع والتنصت على المحادثات البطيئة بالخصوص وخاصة في موقع البي بي سي مثلا او في مواقع تعلم اللغة الانكليزية في الانترنت هو اكثر فائدة حتى لو فهم جزءا بسيطا من الكلام،فالرؤية تسحب جزءا كبيرا من القدرة الذهنية ولهذا نرى اننا لا نتعلم من رؤية الافلام الاجنبية رغم فهمنا للقصة احيانا بدون معرفة الكلام من خلال سياق التمثيل!...


الشيء الاخر هو عند القراءة يكون افضل عندما يتم التحدث مع النفس بصورة خاصة وبصوت عال! فقد قرأت قبل فترة زمنية طويلة انه اسهل للتعلم من خلال تجارب عديدة...كذلك يكون من الافضل تعلم بين 1-5 كلمات يوميا وحفظها واستخدامها في جمل عديدة حتى مع اشخاص يودون تعلم وتحدث نفس اللغة،وعموما الكلمات الشائعة الاستخدام ليست كبيرة العدد! فهي لاتتجاوز خمسة الاف كلمة وبالتالي استبعاد الكلمات القديمة والتي لاتستخدم الا اكاديميا مثل حال اللغة العربية،ثم ان مراعاة القواعد بحرفيتها سوف يضعف القدرة على التحدث رغم اهميتها ولذلك فأن المقابل المتمكن من اللغة يفهم الكلام حتى بدون قواعد صحيحة! ويمكن تطبيق تلك القاعدة علينا ايضا نحن متحدثي العربية...


يمكن ايضا الاستفادة من غرف الدردشة باللغة المراد التعرف عليها ومحاورة الاخرين وخاصة صوتيا او كتابيا او التنصت على حواراتهم مع استخدام ما تيسر من البرامج اللغوية مثل برنامج ايزي لنكوEasy Lingo وبرنامج بابيلون التي تعطي ايضا اللفظ الصحيح للكلمات من بين الاشياء المثيرة المفيدة الحاوية لها...


الاستفادة من مراكز التعلم من قبيل المجلس الثقافي البريطاني في البلد او الاستماع الى محاضرات فروع الجامعات الاجنبية والتحدث الى الزائرين الاجانب والاحتكاك بهم وتسهيل امورهم ايضا فهي بالاضافة الى زيادة للتعلم فأنها تمنح البلد فوائد اقتصادية جمة وسمعة مهذبة عالية!...


الاستمرارية الدائمة في التعلم وعدم الانقطاع حتى لا ينسى ما تعلمه ويرجع الى المربع الاول!...


عموما الحديث طويل وهناك بالتأكيد وسائل اخرى ولكن نكتفي هنا للاختصار وحسب السؤال وقدرة القارئ الزمنية!...





2009/09/20

عيد سعيد مبارك

عيد سعيد وكل عام وانتم بالف خير ...



نرفع اليكم بمناسبة عيد الفطر السعيد لعام 1430هجرية ...أزكى التهاني واسمى التبريكات واسعد الايام بحلول عيد الفطر المبارك اعاده الله سبحانه عليكم جميعا بالسداد واليمن والبركات وتقبل الله صيامكم واعمالكم وغفر ذنوبكم وعفى عن تقصيركم ودفع عنكم كل مكروه..سائلينه سبحانه ان يعم الامن والسلام والرخاء على البشرية جمعاء انه سميع مجيب الدعاء..














2009/09/19

القدس المنسية !

القدس المنسية!


في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام يتم تذكر مأساة القدس الشريف لفترة يوم واحد فقط ومن خلال مجموعة محدودة من المسلمين ثم تعود تلك المدينة المقدسة الى دائرة النسيان من جديد في حالة فريدة من الاتحاد بين الانظمة العربية وشعوبها الغارقة في بحر النزاعات الداخلية وغياهب الفقر والتخلف والجهل!...انها ثقافة فريدة وجديدة تسمى ثقافة النسيان!..


لا يمكن التسليم بمسؤولية الانظمة العربية دون نسيان مسؤولية شعوبها ايضا!..فأذا كانت تلك الانظمة قد تنكرت لكل شيء بما في ذلك المسؤولية الدينية والادبية والاخلاقية عنها،فما بال تلك الشعوب قد تنكرت لها ايضا وبأشتراك مثالي نادر مع توجهات انظمتها التي غالبا ما تختلف معها في الشكل وتتحد معها في المضمون !...لا احد يتصور مدى تجاهل الناس في العالم العربي لقضية القدس الشريف بما في ذلك علماء الاسلام الحافظون لبيضته! فيمكن استثارة بسيطة للمواطن البسيط في القضايا الدينية والمذهبية والقومية والعرقية والاسرية وجعله من خلال تلك الاثارة وحشا آدميا لا يعرف معنى للرحمة او الشفقة ولا يدع للعقل والمنطق والعدل طريقا له! ويستخدم بكل ما اوتي من قوة في سبيل اثبات صحة دعوته كل قدراته الظاهرة والباطنة!...وفي المقابل نرى كيف يكون احساسه معدوما في قضية كبرى بحجم القدس المقدسة بحيث لا يستطيع حتى ان ينكر موقف قادته وأثريائه في مسألة بعيدة عن الخطوط الحمراء للسلطة،وهي قضية فقدان الوجودين الاسلامي والمسيحي فيها!...نعم لقد ضاعت القدس الشريف من ايدينا بثمن بخس! وبدون اي وازع خلقي او رادع ديني حتى اثناء شهر رمضان المبارك والذي تمتلئ مساجده بالمصلين من كل حدب وصوب!...لقد وصل حجم التواجد في تلك المدينة المقدسة الى عشر مستواه قبل اربعين عاما! وكان من الممكن ان تقوم بلادنا بصرف ولو جزء بسيط في دعم سكانه المحليين بدلا من الانفاق على اسلحة مصيرها السكراب في النهاية او على طفيليين بحجة حماية الامن القومي!...كان من الممكن لكل دولة عربية ان تشتري فيها اراض وتبني فيها احياء بأسمها فقط للدعاية لها ! ولكنها حتى ذلك لم تفعل!...لقد وصل الموت السريري بنا الى درجة اصبحنا خارج سبات الكهوف المظلمة!...


وفي النهاية نقول للمقدسيين...خاتمة الاحزان والبقاء في حياتكم على موت العربان، حكاما وشعوبا! وانتظروا الامل فقط من الضمير العالمي اذا صحى فجأة من سباته الطويل....

نكات رمضانية

نكات رمضانية:


النكات التي نقرأها او التي تواجههنا في الحياة ما هي الا بهارات على طعم الحياة الجاف!...وبالتالي هي احدى الوسائل التي تمنحنا طاقة اضافية على مواصلة الحياة عن طريق الضحك والمرح المتواصل ففي التنوع تنشط الحياة بمختلف اوجهها ...ولا يخلو الانترنت الذي هو من نتاجات الحياة المعاصرة من اضافات هزلية مضحكة جديدة تضاف الى الوسائل السابقة...


ادرج هنا بعضا منها وصلتني عن طريق الايميل الحاوي لكل شيء غريب فعلا!..






1-السر بشهر العسل






سمعت الصحيفة المشهورة بهذه الزيجة


التي استمرت لمدة ستون عاماً ، و زادت الدهشة


عندما وصلت تقارير المراسلين تقول أن الجيران أجمعوا على أن الزوجين عاشا حياة مثالية ، و لم تدخل المشاكل أبداً إلى بيت هذين الزوجين السعيدين .


هنا أرسلت الصحيفة أكفأ محرريها ليعد تحقيقاً مع الزوجين المثاليين ، و ينشره ليعرف الناس كيف يصنعون حياة زوجية سعيدة ..


المهم ..


المحرر قرر أن يقابل كلا الزوجين على انفراد ، ليتسم الحديث بالموضوعية و عدم تأثير الطرف الآخر عليه .


و بدأ بالزوج :


سيدي ، هل صحيح أنك أنت و زوجتك عشتما ستين عاماً في حياة زوجية سعيدة بدون أي منغصات ؟


نعم يا بني


و لم يعود الفضل في ذلك ؟


يعود ذلك إلى رحلة شهر العسل


فقد كانت الرحلة إلى أحدي البلدان التي تشتهر بجبالها الرائعه ،


و في أحد الأيام ، استأجرنا بغلين لنتسلق بهما إحدى الجبال ، حيث كانت تعجز السيارات عن الوصول لتلك المناطق .


و بعد أن قطعنا شوطاً طويلا ، توقف البغل الذي تركبه زوجتي و رفض أن يتحرك ،


غضبت زوجتي و قالت : هذه الأولى.


ثم استطاعت أن تقنع البغل أن يواصل الرحلة .






بعد مسافة ، توقف البغل الذي تركبه زوجتي مرة أخرى و رفض أن يتحرك


غضبت زوجتي و صاحت قائلةً : هذه الثانية


ثم استطاعت أن تجعل البغل أن يواصل الرحلة


بعد مسافة أخرى ، وقف البغل الذي تركبه زوجتي و أعلن العصيان كما في المرتين السابقتين ،


فنزلت زوجتي من على ظهره ، و قالت بكل هدوء : و هذه الثالثة .


ثم سحبت مسدساً من حقيبتها ، و أطلقت النار على رأس البغل ، فقتلته في الحال


ثارت ثائرتي ، و انطلقت اوبخها ، لماذا فعلت ذلك ؟


كيف سنعود أدراجنا الآن ؟


كيف سندفع ثمن البغل ؟


انتظرت زوجتي حتي توقفت عن الكلام ، ونظرت إليّ بهدوء و قالت :


هذه الأولى ........!!!!!!


ومن يومها وأنا ساكت .....






2- مع المتزوجين






واحد ماشى مع خطيبته واخر انسجام


فقالها : عارفة اية هو الحب واية الجواز؟


قالته : لا


‏قالها : الحب زى النجوم الجميلة اللى فى السماء


قالت له : طب والجواز؟


قالها : دى الحفرة اللى بنقع فيها ‏واحنا بنبص على النجوم


********************************************






واحد متجوز وقاعد في البيت وبيبص كتير في عقد الزواج


مراته قالت له : بتبص في عقد الزوا ج ‏ليه يا حبيبي؟


قالها : مش عارف يا حياتي المأذون كتب تاريخ انتهاء العقد فين


*********************************************






مرة واحدة بتقول لجوزها


تصدق إن أنا كل يوم بحلم بيوم جوازنا


قال لها


هى لسه الكوابيس دى ‏بتجيلك؟


*********************************************










‏ مرة واحد قال لصاحبه


عاوز أعمل لمراتي مفاجأة فى عيد جوازنا


صاحبه قال له : هتعمل إيه؟


قال له : هوديها الصين


قال له : يا راجل فى عيد جوازكوا العاشر توديها الصين


أومال فى عيد ‏جوازكوا الخمسة وعشرين هتعمل ايه؟


فقالوا : هروح اخدها


********************************************






مرة دكتور دخل عنبر فى سراية المجانين لقى واحد بيخبط دماغه فى الحيطة


سأل الممرضة ماله ده ‏؟


قالت : أصله كان بيحب واحدة ومتجوزهاش


دخل العنبر الى بعده لقى واحد بيضرب نفسة ‏بالشبشب قالها وده ماله


قالت له : اصل ده اللى اتجوزها‏













































2009/09/14

استدراك...

استدراك ...



بعد ان كتبت الموضوع المتعلق بعالم الاجتماع الشهير د. علي الوردي وردود الكثير من التعليقات الهادفة المكملة له...رأيت اضافة استدراك للفائدة لما فات كتابته هناك او اضافة بعضا من المعلومات او شيئا من الهوامش حول المتون!...


من خلال قراءة كتب الوردي والذي بدأ بالتأليف عام 1951 وانتهى في عام 1979 مضطرا !...تأخذ الملامح الاجتماعية اكثر حيزا في كتبه نظرا لكونه بارعا في هذا المجال بالاضافة الى اختصاصه الاكاديمي...


بعض كتبه هي عامة وتخص جميع المجتمعات العربية او الشرقية المجاورة لها وخاصة تركيا وايران وبلاد الافغان وغيرها وهذه مازالت مفيدة لحد الان خاصة وانها تستند على اسس علمية قوية السند والدلالة،اما البعض الاخر فأنه يختص بالشخصية العراقية والمجتمع العراقي ككل،وهنا ينبغي التنبه وخاصة عند قراءة تلك الكتب فأنها تتعرض الى البلاد المجاورة للعراق بشيء من التفصيل! هذه ناحية اما من الجانب الاخر فأن التحليلات الاجتماعية الموجودة هي تنطبق بشكل او بأخر على المجتمعات المجاورة للعراق مع نسبة ضئيلة من الاختلاف وبالتالي فأن الفائدة المرجوة منها ايضا مستمرة اذا تمت مقارنة الامثلة والتحليلات على الدول العربية الاخرى...


القسم الاول من الكتب العامة اذكر من بينها كتابه القيم..الاحلام بين العلم والعقيدة-1959 وهو يعتمد على المراجع الغربية مع تطبيقاتها العربية وهو ليس فقط يمتاز بأسلوبه البسيط السلس كما هو ديدنه في المؤلفات الاخرى...بل انه لحد الان يعتبر مرجع قيم صادر من اكاديمي موضوعي الى حد بعيد،ويتناول الاحلام والاشياء اللاشعورية والمتعلقات بهما من خلال وجهة العقائد الدينية ثم طرح الرأي العلمي وهذا الكتاب مفيد لمحبي العلوم الباراسايكلوجية(علوم الخوارق او ماوراء الطبيعيات)...


الكتاب الاخر وهو خوارق اللاشعور-1952 وهو يعتمد على تحليل الشخصية الناجحة والعبقرية والعوامل المسببة لها من خلال اللاشعور وفق النظريات العلمية وهو كتاب لم يفقد قيمته رغم مرور تلك الفترة الزمنية الطويلة على تأليفه!.


كتاب اسطورة الادب الرفيع-1957 وهو مساجلاته الادبية مع د. عبد الرزاق محي الدين احد جهابذة الادب العربي،والرجل اي الوردي يعترف بقدرته المحدودة في هذا المجال اي مجال الادب والشعر وفنونهما!وهي شجاعة ادبية يحسد عليها! ولكن يدلو بأرائه هنا وفق تصور خاص به وهو جديد بالقراءة والمناقشة خاصة مع محبي الادب العربي القديم..


اما كتاب منطق ابن خلدون -1962 فهو كتاب يستعرض آرائه حول منهج العلامة ابن خلدون لكونه متأثرا به الى درجة عالية وهذا التأثر اساس طريقته في البحث والتأليف وبالتالي تنبع اهميته من خلال معرفة الاسس الموضوعية لطريقة هذا العالم الكبير في نشر العلوم الاجتماعية واخضاع المجتمعات العربية لها...


اما كتابي ...وعاظ السلاطين -1954 ومهزلة العقل البشري -1955 فهما مكملان لبعضهما البعض وفيهما ينتقد وبعنف طرق التفكير وخاصة تلك التي يعمل وعاظ السلاطين على نشرها بين جموع العوام ويدعونهم الى تقديسها!...ورغم ان الكتابين تعرضا الى نقد شديد وألفت كتب للرد عليهما،ارى من المناسب القول ان رغم بعض الملاحظات والاراء المهمة في الكتابين الا ان العلامة الوردي ليس مؤرخا محققا للتاريخ امثال الفطاحل المشهورين مثل العلامة العسكري والعلامة جعفر مرتضى العاملي ،بل هو عالم اجتماع استطاع تبسيط ذلك العلم الجديد للجميع بأبسط طريقة وأسلوب مستخدما التاريخ كمختبر له! وبالتالي فأن الكثير من الحوادث التاريخية القديمة التي يذكرها قد تكون غير صحيحة او مشوهة ولكنها موجودة في بطون الكتب التاريخية ولكن ذكره للتاريخ المعاصر وخلال القرون الاخيرة يختلف كثيرا بالطبع كونه على الاقل اقل تشوها من الماضي!...


اكبر كتبه بالتأكيد هو موسوعته عن لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث وهو يتألف من 8 مجلدات ويتناول فترة زمنية تصل الى اربعة قرون! مستخدما كل القواعد والاسس الاجتماعية في البحث والتنقيب ثم اصدار الاحكام والنتائج!...ومن خلال قراءة تلك الموسوعة التاريخية الاجتماعية ،يستنتج من البداية انها لاتختص بالعراق فقط وانما تشترك جميع البلاد المجاورة له وخاصة ايران والعراق وشبه الجزيرة العربية وبالتالي يمكن الاستفادة كثيرا منها اذا اراد القارئ معرفة الحياة الاجتماعية والتاريخية في تلك البقعة المشهورة بأسم الشرق الاوسط!...


لم تتح الظروف للرجل الاستفادة من كافة قدراته وبالتالي حرمنا منها وقد يكون المحروم اكثر اهمية من الذي اصدره او حتى يتناقض معه!...


من خلال قراءة كتب الوردي،استطيع التأكيد بأن حب علم الاجتماع سوف يدخل في عقول وقلوب اكثر القراء الذين يجهلونه! وبالتالي تنبع اهمية ذلك المعين العلمي الذي هو كغيره من العباقرة لم تمنح لهم الرعاية الكاملة المكفولة بحرية البحث والتطوير بل وحتى التدريس!...


الندوة الثقافية الرمضانية 2

الندوة الثقافية الرمضانية 2:


كانت حلقة اليوم 13-9-2009 حول مناقشة لمقالة لاحد الكتاب ظهر لي من البحث عن اسمه(سعد الصويان) انه سعودي الجنسية...كانت مقالته عن فقدان التوثيق للتاريخ الشفوي في العالم العربي والتركيز على التاريخ السياسي الذي يشتمل على تاريخ الدول والملوك...وهو يقصد ان تاريخ الطبقات الشعبية المختلفة هو مفقود من المكتبة العربية لما له من اهمية بالغة في التوثيق التاريخي...وهو موضوع قديم وليس حديث ولكن الكاتب اثاره لاهميته في نظره...


في الحقيقة انه موجود هذا التوثيق الشعبي للتاريخ في بلاد عربية كثيرة ولكنه جديد على منطقة الخليج بالذات لاسباب تتعلق بضعف الحواضر العلمية فيه والتي تهتم بهذا الشكل من التدوين ...واعتقد يوجد في المخطوطات اكثر منه في المطبوعات نظرا لقلة المهتمين به من جهة وايضا لعدم وجود تحقيق كامل عنه من جهة اخرى...الحكايات الشعبية هي احد مصادر التوثيق التاريخي ويمكن اعتبار كتاب الاغاني للاصفهاني نموذجا قديما له،كذلك كتاب الف ليلة وليلة...


التوثيق الشفوي المباشر هو حتى على مستوى المسؤولين الكبار في الدول بالاضافة الى الطبقات المثقفة،هو يأخذ وقتا طويلا احيانا للتوثيق فكيف الفئات الشعبية،واضرب مثلا احيانا تنقل الرسائل الشفوية بين الحكام ويذاع ذلك في وسائل الاعلام ولكن لانعلم شيئا عن مضمونها الا بعد مرور فترة طويلة على حدوثها وقد يكون النقل التوثيقي لها غير مؤكد بصورة تامة!...


كتابة التاريخ ليس موضوعا قصيرا او سهلا حتى يمكن تداوله ولكنه الاكثر تحريفا وخضوعا لليد بسبب قدرة الانسان الهائلة على اخضاع المعلومات وتحريفها لصالح المعتقدات المختلفة!...ورغم وجود وسائل الاعلام المتقدمة تكنولوجيا والتي تنقل الخبر والصورة بدقة الا ان التحريف والتكذيب والتدليس هي امور منتشرة وشائعة الى درجة تبعث على اليأس من الاستمرار في تصديق اي شيء يقال او يكتب...ومازالت الكثير من الحوادث التاريخية الموثقة هي مكذوبة لدى قطاعات واسعة من الشعوب العربية بدأ من مثقفيها الى اسفل القاعدة الشعبية...ويمكن رؤية حالة الاستهجان في الغرب عندما نصر على عدم تصديق حالة المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية،وهي حالة موثقة وتبقى مأساة انسانية حتى لو اختلفنا في عدد الضحايا او جنسهم او دينهم،وقد تطور الامر في ذلك الى وقائع حديثة لم تمضي سنين قليلة على حدوثها وهنا ايضا في عالمنا العربي،وكمثال على ذلك حالة الابادة الجماعية في العراق والتي وثقت المقابر الجماعية لنا تفاصيلها برغم حالة التعتيم الاعلامي التي مارسها النظام البعثي العراقي السابق ولكن الارادة الالهية في كشف الحق وتحقيق العدالة في معرفة الضحايا الابرياء هي الغالبة سواء في هذا الامر او في امور اخرى(مثال اخر هو اعدام الاسرى المصريين في حرب 1967)،ومازال عدد كبير غير مصدق لها وقد يكون لضخامة حجمها او تضاربها مع الصورة المثالية لمرتكبي الجريمة، بوعي او بدون وعي ولمختلف الاسباب والتي تثير الالم والاشمئزاز في نفس الوقت!...هذه وقائع حديثة او في العصر الحديث فكيف حالة الحوادث التاريخية القديمة وخاصة التي اثرت على عدد كبير من الشعوب بشكل كبير ومدمر؟!...


نعم يوجد مؤرخون كثيرون!...ولكن المحققون منهم قلة ضئيلة بعددها،كبيرة بأنجازاتها واكتشافاتها!...والعبرة في الاستفادة من المحققين...لا المؤرخين!...





2009/09/12

المفكرة:ذكرى استشهاد الامام علي ع

المفكرة: ذكرى استشهاد الامام علي ع


تمر اليوم الذكرى 1390 سنة هجرية على استشهاد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) في 21 رمضان 40 عام هجرية....واليوم هو 21 رمضان لعام 1430 هجرية....


لا يحتاج شرح ولو مبسط عن تلك الشخصية العظيمة والتي ملئت الافاق في كل مداخلها الرحبة،فلم تترك علما الا ودخلته مصحوبة بشجاعة وايثار قل نظيرها في الخلق...ولكن ما يعنينا في هذه الذكرى المؤلمة هو استخلاص ما ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا من خلال استشفاف الماضي لاستشراف المستقبل والمرور بكل تفاصيل تلك الاحداث الدموية التي مر بها التاريخ الاسلامي...


اكثر من اربعة عشر قرنا على ذلك الاستشهاد...


ومازال بيننا اكثر من عبد الرحمن بن ملجم!..بما يمثله من همجية حمقاء لاتعرف معنى الاسلام الحقيقي وتمارس القتل والتعذيب بتلذذ وحشية تنافي الاسلام والانسانية...وما اكثرهم اليوم، ينشرون خزعبلاتهم اللفظية والدموية بين صفوف المسلمين والبشرية جمعاء ...


مازال بيننا اكثر من معاوية!...بما يمثله من خبث ولؤم وطغيان وتخلف وهمجية واستحلال دماء الابرياء بشتى الذرائع والاوهام ثم في النهاية يقارن بينه وبين علي (ع)! ويترضى عنه وعن علي(ع)!...


مازال بيننا اكثر من اشعري وبن العاص وبن شعبة وبقية الزمرة التي باعت دينها بدنياها بأرخص الاثمان ومازلنا نبرر لهم اعمالهم ونترضى عنهم!...وهنا نجد امثالهم في الطبقات المثقفة التي تقف في صفوف الحاكمين ضد المحكومين في خيانة واضحة للعلم والمعرفة وحقوقهما المفترضة علينا !...


مازال بيننا اهل الكوفة الذين هم مع الحق بألسنتهم وقلوبهم ولكن سيوفهم ضده! وهم متفرقين ومتنازعين في جميع الامور...وهم قلة في شعوبنا !.


ومازال بيننا اهل الشام في حماقتهم وغباوتهم وفسادهم وطاعتهم العمياء لمن يحكمهم ويحارب الحق وأهله! وهم متحدون في ذلك!...وايضا هم الكثرة الغالبة من شعوبنا!..


لم يتغير شيء!...مازال الحق والباطل يتصارعان!...الباطل متفوق بعدده وخبثه وغدره وهمجيته وتخلفه وجهله...ومازال الحق ضعيفا منكسرا،قليل العدد والعدة!..


لم يتغير شيء! وهنالك الملايين ممن يحلمون بحمل سيف بن ملجم لقتل امير المؤمنين علي (ع)...ان لم يكن جسده،ففكره وعلمه وتقواه وورعه!...


لم يتغير شيء!...وهنالك الملايين ممن يجادلون علي (ع) في الحق ويطيعون معاوية في الباطل!...


مازال ابناء الطلقاء هم الحاكمون!...وأبناء الاوصياء هم المعذبون!...


تمر علينا الف ذكرى وذكرى ولا نعتبر منها!...ويمر علينا الف طاغوت وطاغوت ونطيعهم بكل جوارحنا ولا نستحي من ذلك!...


هنيئا لامير المؤمنين عليا على خلاصه من تلك الامة التي عذبته وظلمته وخذلته ولعنته ثم قتلته!...


وخزيا وعارا لامة ارتضت الذل طريقا... ولحكمها الاراذل واشباه الرجال!...طائعة ومطيعة...تبرر اعمالهم وتسير بسيرتهم...وترقص على انغامهم ...رقصة الفرح الدموية!...


والعاقبة للمتقين...والحكماء والعاقلين!...

2009/09/09

جنون التسلح العربي

جنون التسلح العربي:
التسلح لأي غرض كان هو جنون بحد ذاته!ولايحد من هذا الجنون سوى تحجيم الدوافع الكافية المسببة له،وما عداه فهو تدمير للقدرات المادية والبشرية وبسبق من الاصرار وبنيات مجهولة!..
تقرير مثير:
صدر في بداية ايلول 2009 تقرير للكونغرس الامريكي حول سوق السلاح العالمي لعام 2008 والذي وصل الى 55 مليار دولار منخفضا عن عام 2007 بنسبة 7.6% ولكن المثير هو ارتفاع الصادرات الامريكية بنسبة 50%! لتشكل 68% او 37.8 مليار دولار من سوق الصادرات العالمية بسبب الاتفاقات الكثيرة المعقودة بين امريكا وبين دول مختلفة وخاصة في العالم العربي!...
اغرب شيء في التقرير هو ان الامارات العربية اصبحت الاولى في العالم الثالث بالمشتريات ووصلت الى 9.7مليار دولار تبعتها السعودية الى 8.7 مليار دولار والمغرب الى 5.4 مليار دولار!...مما يعني ان المراتب الثلاثة الاولى هي لبلدان عربية بعيدة كل البعد عن القدرة الكاملة لاستخدام تلك الاسلحة او حتى على ردع الخصوم !...فعلام هذه المشتريات الكارثية؟!...ولأي سبب يوجب شرائها واستخدامها؟!...
اسئلة كثيرة محيرة نفتقد الاجوبة الشافية عليها لعدم وجود مناخ حقيقي من الحرية والديمقراطية في العالم العربي !...
جنون التسلح العربي...الدول الثلاث نموذجا!:
التسلح العربي لايوجه للاعداء المفترضين مثل اسرائيل! ولا يقدر له ان يكون لغرض فرض السيطرة على بقاع اخرى من العالم ولايمكن استخدامها في القمع الداخلي !،وبالتالي ان هذه النفقات الهائلة لتلك البلدان لاتحولها الى بلدان كبرى او على الاقل تجعل لها القوة الكافية في تنفيذ سياساتها المختلفة...ويبقى في النهاية الخوف من كل شيء!... الخوف على بقاء الوطن والسلطة الى بقاء الوضع على ماهو عليه...ولاسبيل للخلاص من هذا الخوف سوى التحرر منه...
الدولة الاولى وهي الامارات العربية والتي تفوقت بالواردات العسكرية على كل بلدان العالم الثالث هي ليست دولة لديها امكانيات بشرية كافية حتى لاستخدامها! فسكانها الاصليون بحدود مليون!وهو رقم بائس تجاه دول كبيرة مجاورة،بل حتى لاتصل الى حجم القوة البشرية لجيوش مجاورة،فأذا يكون هذا الصرف تبذيرا غير عقلاني للمال العام ،فهي ليست قادرة عن مهاجمة الاخرين سواء ايران او السعودية!وليست قادرة على الردع والا لماذا منحت فرنسا قاعدة عسكرية في البلاد ثم عقدها الاتفاقيات الاخرى مع الدول الغربية للحماية؟!...كل تلك الاسلحة سوف تتحول بعد عقدين من الزمن الى خردة لا تجد من يدفنها في اراضيه!هذا في حالة حصول الشيء المستبعد وهو القدرة على الاستخدام والتشغيل!...
اما السعودية وهي التي تتواجد بشكل دائم في قمة الصدارة للواردات العسكرية! فهي مثل الامارات ليست لديها القدرة الكافية على التشغيل بل مازالت لديها كميات كبيرة من الاسلحة المستوردة سابقا غير قادرة على تشغيلها او لم يجدوا الفائدة المناسبة من امتلاكها كما في حالة طائرات الاواكس التي فشلت في كشف ضربة المفاعل النووي العراقي عام 1981 او غزو الكويت عام 1990 وبالتالي لم تجد سوى الدعوة للقوات الاجنبية للدفاع عنها!وهذا يدل ليس فقط على انعدام القدرة على الاستخدام بل حتى على ردع الاعداء المفترضين ! وتبقى القدرة البشرية السعودية وضعف استيعابها لتقنية تلك الاسلحة محدودة الى ادنى مستوى ولفترة طويلة من الزمن...
اما في حالة المغرب والتي هي بلد في امس الحاجة لصرف اموالها المحدودة اساسا في بناء اقتصاد متين يتيح لها مستقبلا عوائد كافية لبناء قدرات عسكرية متينة،نجدها هنا وبغرابة شديدة في مقدمة تلك الدول ! فحتى لو فرضنا ان لديها القدرة البشرية الكاملة للاستفادة والتشغيل الا ان قدرتها على الاستخدام محدودة! فهي لاتستطيع مقارعة اسبانيا المجاورة المنتمية الى حلف شمال الاطلسي والتي تحتل سبتة ومليلة المغربيتان،ولا هي تتوقع مهاجمة الجزائر وموريتانيا لها،وحتى البوليساريو ليست لها القدرة على مجابهة المغرب فضلا عن ان النزاع الصحراوي المسلح متوقف منذ فترة طويلة!...تبقى التساؤلات محيرة ايضا في حالة المغرب الذي يحتاج هذا المبلغ لاستثماره في الصناعة والتي تولد له فوائد جمة وخاصة في امتصاص البطالة الى تقوية اقتصاد البلاد مستقبلا ثم النظر مرة اخرى في حالة احتياج البلاد لمعدات عسكرية...
اذكر في فترة الثمانينات كانت ليبيا الاولى في الاستيراد ثم جاء تقرير مركز الدراسات الاستيراتيجية في لندن ليكشف ان القدرة التشغيلية للطائرات تصل الى 200 طائرة من ضمن 500 طائرة لديها! وبالتالي تحول الموجود لديها الى خردة بمرور الزمن ثم تخلصت منه بأرادتها في بادرة للتقرب من الغرب حتى يلغي الحصار المفروض عليها! وكانت النتيجة فقدان مليارات الدولارات في بناء قدرة عسكرية متهالكة لم يستطع اقتصادها حتى الوقوف على رجليه في دعمها!...
حالة البلاد العربية مع دول اخرى في العالم الثالث ،تثير الاستغراب والدهشة لكون ان المجتمعات العربية في حاجة ماسة لتلك الاموال لبناء اقتصاد متين يشغل القدرات البشرية التي سوف تكون دافعة جديدة للضرائب بدلا من العيش في بطالة تجد نهايتها مع التطرف التكفيري واليساري الذي تحاربه معظم الانظمة العربية دون ان تجفف مصادره وتزيل المسببات له والتي هي مصدره بسياساتها الخاطئة المستمرة دون تعديل او تغيير!!...
صرف مبلغ مليون دولار واحد فقط في مجال السياحة قادر على توفير اكثر من 200 فرصة عمل!...اما في الصناعة فهو قادر على تشغيل 25 فرد! وحسب البلد والفرع الصناعي، وبالتالي ان تلك الاموال لو ضخت فورا وبعقلانية ونزاهة في الاقتصاد لاستطاع الاقتصاد رد الارباح الى مستثمريها كاملة في فترة زمنية لاتتجاوز 5-7 سنين! وبالتالي يمكن شراء اسلحة اكثر تطورا من الحالية وتكون البلاد محتاجة فعليا لها...هذا اذا حصل تطور مثير قد تستغني البلاد العربية على اثره من الحماية الغربية الدائمة لها!...

2009/09/07

الندوة الثقافية الرمضانية

الندوة الثقافية الرمضانية:
كانت محاضرة الاسبوع الثقافية(6-9-2009) بعد الافطار الرمضاني في الملتقى الثقافي،وقد تناولت مختصرا من 7 صفحات لكتاب مهزلة العقل البشري لرائد علم الاجتماع في العالم العربي د.علي الوردي(1913-1995) وهو احد كتبه القيمة التي الفها عام 1955 وتمتاز بنقد كبير لطرق التفكير البشرية مع تناول الكثير من المباحث الهامة التي تتعلق بنفس الموضوع...
في الحقيقة بدأت بقراءة كتب الوردي منذ ان كان عمري 15 عاما وانهيت معظمها تقريبا بعد عام وهي مجموعة ضخمة كما انني انصح كل من يود البداية في القراءة الموضوعية ان يبدأ بمجموعة من الكتب على ان يكون جزءا منها بعض كتب الوردي لما لها من قيمة علمية وذات موضوعية الى حد بعيد...ورغم ان كتبه تزيد عن 10 كتب الا ان احدها وهو اللمحات الاجتماعية قد تجاوز الثمانية اجزاء،مع مئات الابحاث والمقالات،ولكنه توقف مع الاسف الشديد عام 1979 عندما وصل الاستبداد الهمجي البعثي في العراق الى قمته بحيث اصبح خياران امام العلماء والباحثين وهما اما التوقف عن كل مايثير سلطة الرعاع او يترك البلاد لهم! وهو اختار الاول ولكنه لم يسلم من اذى السلطة،ورغم طبعات كتبه العديدة ومكانته العلمية العالية الا انه توفي بحالة لاتبعث على الرضا!...وهذا ديدن العباقرة واصحاب العلم والعقيدة في البلاد المتخلفة التي تحكمها نظم مستبدة ويسود شعوبها التخلف والجهل!...
قرأت له آراء متأخرة يتمنى انه لم يكتب بعضا مما كتب من آراء ولكنه لحالته الصحية اثرا في عدم طرح الجديد والمتغير...وهذه نقطة هامة ارجو ان تصبح قاعدة عامة لكل من يقرأ برغبة صادقة تهدف الى طلب الموضوعية والفائدة:وهي ان كل ما نقرأه هو من يد البشر الغير معصومة من الخطأ!وبالتالي ليس من الحكمة التمسك بها الى النهاية بدون دراية وفحص وتعقل وروية!بل الاستفادة منها مع وضع احتمالات الخطأ والصواب فيها وجعلها ضوءا منيرا للمزيد من الاكتشافات المستقبلية في شتى صنوف المعرفة....
نعم استفدت من كتبه ولكن لا اجعلها شيئا مقدسا ثابتا ادافع عنه بتعصب... بل استفدت كثيرا من المعلومات المبثوثة فيها مع طرق البحث والاستنباط والاستقراء والتي يمكن استخدامها في نفس المواضع او في اماكن اخرى لا تمت لبحوثه وكتبه بصلة ...
الكثير من الكتاب والباحثين يدعون الموضوعية والتي هي اساسا نسبية اذا حصل المحظوظ على جزءا منها! وهم قلة...ولكن الاغلبية بعيدون بطريقة او بأخرى عنها الا في مجالات ليس هنالك للتحيز من مكان فيها....
لايتوقف البحث والتفكير في شهر رمضان المبارك...ولكن يتزين بجماله الروحاني العذب...واية عذوبة عندما يندمج او تقترب الروحانية من القراءة والكتابة والبحث!...


2009/09/05

زيارة مغترب

زيارة مغترب:
عندما يترك شخص ما بلده مضطرا(اسباب سياسية او دينية او اقتصادية) ويعيش في دول لاتمت بصله الى مجتمعه...سوف يتأقلم بطريقة او بأخرى مع المجتمع الجديد،وحسب مقدرة الفرد الذهنية وتركيبته الثقافية سوف يستوعب مايراه مكسبا حضاريا له في العادات والتقاليد التي لاتتعارض مع القيم الدينية والاخلاقية التي موجودة في متون الكتب وعلى ألسنة الدعاة لها،ولكنها مفقودة من الشارع الاصلي الذي يعيش بفوضوية لا نعرف في اي اتجاه تسير!...
كلما طالت الفترة الزمنية الاغترابية،ازداد حجم الفارق الكمي والكيفي بين المغترب وابناء وطنه...وهنا يصبح التأقلم بعد العودة اكثر صعوبة في ظل رفض جزئي من كلا الطرفين،لاخلاقيات وطبائع الاخر! وقد يكون الحق من وجهة الطرف المحايدة في جانب احدهما ولكن ليس بصورة مطلقة بل نسبية!...
هنالك فارق كبير بين من يترك بلده ويعيش في بلاد مجاورة لها او بلاد بعيدة ،فرغم اهمية الفارق الزمني الا ان الطبائع لا تتغير بصورة كبيرة مثلما يعيش الفرد في مجتمع مختلف تماما عن بلده الاصل او محيطه الاقليمي،وهنا يجب التنبه الى ان البلاد العربية في مجملها قريبة الطبائع والتقاليد ولا يكون الاختلاف الا بنسبية ضئيلة او احيانا فقط بالتسميات دون المضمون الفعلي لتلك التقاليد والعادات الاجتماعية، ولذلك رأيت سواء من تجربة شخصية او من خلال الاطلاع على تجارب الاخرين، ان للاغتراب دراجات عديدة وليست بقالب واحد...بمعنى ان الاغتراب عن الوطن يكون بمستويات متعددة ويمكن تبيان الفرق من خلال زيارة مسقط الرأس والاحتكاك من جديد بالشرائح الاجتماعية وعندها يمكن استخلاص نتائج مثالية عديدة في الفارق بين المفاهيم الاجتماعية والمعرفية بين المغترب ومحيطه الاصلي ...
اقصى حالات الاغتراب قسوة وفرقا في القيم اذا طالت الفترة الزمنية في بلاد غريبة وبعيدة ومختلفة عن الوطن الام (عقدين من الزمن فما فوق) ومن شروط حالات الاغتراب هذه ان تكون قسرية ولاسباب غير اقتصادية بالدرجة الاولى ، بينما يأخذ المقياس بالهبوط اذا قلت الفترة الزمنية وكانت الهجرة الى بلاد لا تختلف عن الوطن الام في شيء...هذا بالاضافة الى شروط اخرى لتبيان الفوارق من بينها المستوى الفكري والعمر عند المغادرة والتزاوج مع اجانب...الخ!..
قرأت نصوص كثيرة منشورة يكتبها مغتربون يزورون بلادهم وتترك تلك الزيارات انطباعات لديهم يقومون بتدوينها ثم تحليلها وطبعا تختلف الرؤى كما تختلف طريقة الكتابة واسلوبها والتي تتأثر بالانتماء الايديولوجي والديني والثقافي بدرجة كبيرة،ويمكن الاستدلال بها من خلال سطور النص المكتوب...آخر كتاب قرأته هو اسمه يوم في بغداد من تأليف شوقي عبد الامير وهو مغترب عراقي في باريس ترك العراق عام 1970 ودون زيارته الاخيرة التي حدثت في 19\10\2007 في كتاب،تناول فيه مشاهداته الميدانية للوضع في مدينته بغداد بعد ان تركها منذ اكثر من ثلاث عقود من الزمن...كما يمكن ملاحظة التأثير الغربي عليه في اسلوبه الكتابي او آرائه ممزوجة بنفس الافكار والاراء التي نشأ عليها وتغلغلت في نفسه وترك بلاده من اجلها او طلبا للحرية المفقودة وهي هنا يسارية علمانية...
لا اتحدث هنا عن طريقته واسلوبه ومقدار الاختلاف والتلاقي معه،ولكنني ارى ان الفارق جدا كبير بين طبيعة المجتمع والايديولوجيات السائدة فيه قبل مايقارب الاربعة عقود وبين الوضع الحالي،وهذا لايكون في حالة العراق بالطبع وانما حالة انسانية عامة لان الشعوب لاتبقى على نفس النمط من الاراء والقيم خلال حقب زمنية مختلفة ...هي قاعدة عامة ولها شواذ فقط في طول الفترة الزمنية وقصرها بالنسبة للتغييرات الحاصلة...وحتى الشعوب الاكثر استقرارا في نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية تخضع لتلك القاعدة ولاتشذ عنها،فكما لاحظت بنفسي مثلا ان العلاقات بين الجنسين خارج مؤسسة الزواج كان نادرا قبل اربع عقود اصبح شائعا الان في الغرب ومنذ عقدين! وهلم جرا على بقية القيم الاجتماعية المتغيرة التي تخضع لظروف موضوعية مختلفة مع اختلاف كل مجتمع عن الاخر...ويبقى الرفض الاكبر للحالات التي توصف بالمتخلفة او بالفارق الحضاري الكبير وهي بالطبع كلمات حق يجب ان تقال ولكن الطرف المتهم يرفض التنازل عنها لتطبع نفسه عليها رغم انها تخالف الصورة المرسومة عنه في بلاد العالم خاصة اذا وصفت مجتمعات الشرق الاوسط في كونها الاكثر قدما في الحضارة والسبق الانساني في البناء والتقدم،وهي صورة جميلة تنشرها وسائل اعلامنا بطريقة سطحية تفاخرية اكثر منها محاولة لتحشيد الهمم في عودة الوعي الحضاري لنا نحن الشرقيين!...ولكن يبقى لاسلوب طريقة التصحيح اهمية بالغة فالتعالي او الاحتقار خاصة ممن يملكون مستوى ثقافي ضعيف تكون نتائجه عكسية والعكس صحيح اذا حصل التفهم مع التواضع المصاحب لثقافة عالية تكون نتائجه اكثر تحققا ونجاحا...
زيارات الاغتراب اصبحت فنا ادبيا راقيا ليس بأستطاعة كل شخص التعبير عنه خاصة اذا فقد مكان التجرية الاغترابية...وهي نصوص يجب ان تحفظ وتقيم وتدرس حتى يمكن استخلاص الدروس والعبر منها!....

2009/09/02

مواقع الكترونية للبيع...

مواقع الكترونية للبيع...
حاولت عدة مرات مؤخرا اضافة لوحات فنية في المدونة(موقع مكتوب)ولكن دون جدوى! فالمشاكل التقنية تظهر بين الحين والاخر وفي النهاية تبقى بدون اي حل مما يجعل المستخدمين حيارى امام عجزهم في وضع الحلول المناسبة!...
في البداية رفض الموقع قبول اللوحة بحجة حجمها،وهو بالطبع اصغر من ميغا بايت واحد بكثير ودون حجم لوحات سابقة ادرجتها! ...ثم تطور الامر الى رسالة اخرى تقول بأن فراغ الكوتا مستخدم ..امسح الفايلات!! وبالطبع لا افهم معناها...عموما هي مشاكل تصغر امام اخرين فقدوا حتى فتح مدوناتهم!...
بيع موقع مكتوب الى شركة ياهو قد يحل المشكلة! فتلك الشركات تهتم بزبائنها اكثر من الشركات العربية بفضل المنافسة الحرة بين الجميع لكسب اكبر عدد ممكن من الزوار والاعضاء مع تقديرهم للمشاركة في اتخاذ القرار مع المستهلكين وهي حالة غير متعارف عليها في العالم العربي!...والمبلغ المقدر وهو 85 مليون دولار ليس كبيرا بالمقارنة مع المواقع العالمية الاخرى كما يتصوره البعض رغم ان موقع مكتوب احد اكبر المواقع العربية... فموقع ماي سبيس بيع قبل اكثر من اربع سنوات بمبلغ 580 مليون دولار...وموقع يوتوب قبل اقل من ثلاث سنوات بمبلغ 1.650 مليار دولار!...اما موقع فيسبوك فنسبة 5% من الموقع بيعت قبل سنتين الى مايكروسوفت بمبلغ 500 مليون دولار!.. وحتى المشتري وهو موقع ياهو قدرت قيمته المالية قبل الازمة المالية العالمية بحوالي 47 مليار دولار !....هذه المقارنة تعطينا فكرة واضحة عن ان المواقع العربية جميعها خارج المنافسة الدولية مع الشركات الاخرى،وهي دلالة واضحة على صغر حجم الاقتصاد العربي بمجمله الذي هو دون حجم اقتصاد عادي في العالم الغربي مثل الاقتصاد الاسباني!...
لقد اصبحت مواقع الانترنت نموذجا جديدا لاقتصاد المعلومات الناتج من عولمة الاقتصاد العالمي منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين،وهذا التطور في القيمة السوقية للمواقع الالكترونية له حد تصل فيه الى نقطة يصعب تجاوزها خاصة في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات المختلفة والتي تعرف كيف تستفاد من الوسائل التكنولوجية الحديثة وتطبيقاتها المختلفة مع الاستمرار بنفس الوسائل التجارية القديمة في جذب اكبر عدد من الزبائن مع توفير افضل خدمة بأقل التكاليف!...وهذه القواعد الاقتصادية الكلاسيكية البسيطة هي لحد هذه اللحظة غير مفهومة في سوق العالم العربي! بل الاغرب انه لم يستوعب معناها الحقيقي غالبية العاملين في مختلف وسائل الانتاج المختلفة!...يعني ان الحالة مشتركة بين الشركات الكبرى والصغرى مع المحال التجارية البسيطة!...اما العاملين فمن اعلى الشهادات العلمية الى من يفقدون القراءة والكتابة يشتركون بنفس طريق التعامل والتفكير الا ما ندر!...
غياب القوانين المنظمة سواء لجودة المنتج ونوعية الخدمة المقدمة مع المنافسة هي عوامل تشترك مع غياب ثقافة العمل الحر والتزامه بالقواعد العملية التي هي اساس بناء هيكلية مؤسسات تنمو بمرور الزمن ولا تقف عند حاجز معين،ولذلك نرى بقاء الصناعات العربية على حالها رغم الدعم الحكومي الهائل في بعض الاحيان،وابسط مثال صناعات البتروكيمياويات والبنوك والصناعات الغذائية وغيرها!...
العولمة الحديثة للاقتصاد تسحق في طريقها الضعفاء الذين يتجاهلون بوعي او بدون وعي كل معاني التطور الاقتصادي واساليبه المختلفة،والفارق يتسع مع الاخرين بشكل رهيب مع فقدان الزمن...وعندها سوف نجد انفسنا نعيش في زمن يختلف عن الزمن الذي يحياه الاخرون !... بمعنى اننا نعيش بأجسادنا في هذا الزمن...اما تفكيرنا وارواحنا فأنها تعيش في قرون ماضية!...

تهافت المجالس الاقليمية العربية - القسم الثاني

الخلافات الحدودية بين دوله شكلت عائقا كبيرا في وحدة تلك الدول تحت مظلة واحدة،وهو عكس ماهو موجود في اوروبا التي تخلصت من آثار الحدود التدميرية واصبحت فقط موجودة على الخرائط السياسية بينما في الواقع العملي اصبحت دوله المختلفة تعيش في مجتمع متعولم واحد يضم شعوبا كثيرة مختلفة اشد الاختلاف عن شعوب العالم العربي او الشرق الاوسط بصورة خاصة ولكنها تعيش في حرية تكفل لها حق الاختيار وبالتالي اختيارها الافضل هو العيش بسلام مع الجيران ولكن بدون حدود مصطنعة!... والخلافات الحدودية هي نتيجة طبيعية لتقسيم خارجي لم يراعي الكثير من الخلافات التاريخية بل جعلها كقنبلة موقوتة بين دوله المختلفة،ومازالت الخلافات الحدودية تظهر على ارض الواقع لتسبب مشكلات كبيرة، لم تستطع اجهزة المجلس ان تحلها بل استندت في بعض الاحيان الى الحل الخارجي كما هو واقع بين قطر والبحرين والذي حلته محكمة العدل الدولية عام 2001 او الى القوة الاستعمارية البريطانية كما هو بين الامارات والسعودية والذي ظهر الخلاف مجددا حوله رغم الاتفاق بينهما على تحديد الحدود منذ عقود طويلة ! بالاضافة الى بين دوله ودول الجوار الجغرافي الاخرى ولاتوجد دولة واحدة من دوله تخلو من تلك المشاكل المستعصية على الحل النهائي العادل بسبب تراكمات تاريخية وسياسية مختلفة،وهو مسبب لكثير من الازمات التي يمكن ان تؤدي الى نتائج كارثية حتى بين دوله كما ظهر ذلك بين السعودية وقطر خلال فترة التسعينيات والذي تطور الى نزاع سياسي كان سلاح الاعلام احد وجوهه...
الخلافات الاقتصادية ايضا موجودة حتى جعلت من اهداف التجمع الطموحة خرافة بعيدة المنال على المدى المتوسط! ورغم التقارب بين طبيعة المنتج الوحيد لدوله وهو النفط مع قلة السكان وارتفاع المستوى المعيشي الذي يختلف بين اقصاه في الامارات ثم قطر والكويت والسعودية الى عمان والبحرين الاقل حظوظا بين دوله،ولكن الفارق ليس كبيرا الى درجة يمنع الانتساب الى مجلس احد ابرز اسسه الثراء النفطي الجامع بين دوله كما في محاولة اليمن في الانتساب!،ولكن طرق الادارة والتفاصيل في النظام الاقتصادي تبقى مختلفة الى درجة جعلت دوله لحد الان عاجزة عن اصدار عملة خليجية موحدة بل حتى في الاتفاق على مكان وجود البنك المركزي الموحد والذي كان اختيار الرياض مقرا له سببا في خروج الامارات من تجمعه!ثم قبلها عمان لاسباب غير واضحة المعالم!،وبالتالي فأن الهدف الاقتصادي الامثل المتمثل في وحدة اقتصادية ترتكز على عملة موحدة اصبح بعيدا عن الواقع المرجو له بسبب خلافات قد يراه البعض سطحية او تدل على عدم نضج سياسي يمكن له تمرير تلك الخلافات الجانبية الى الاتفاق على اهداف اكثر واقعية لخدمة شعوبه...
اما من ناحية الهدف الاساس من المجلس وهو التصدي لكل التحديات الخارجية، فهو ليس فقط خرافة غير واقعية بل اضحوكة طال امدها!...فدول المجلس عاجزة حتى بصورتها الجمعية من الوقوف امام دول الجوار الكبيرة رغم انفاقها الدفاعي والامني الضخم والذي يفوق دول كبرى عديدة!،بل ان اكبر دوله وهي السعودية ليست بقادرة على سحق التحدي الذي قد يظهر مستقبلا من جانب دولة فقيرة كاليمن فكيف بدول بحجم ايران والعراق!ولذلك استندت جميع تلك الدول على الحماية الخارجية وبالتالي اصبحنا امام امرا واقعا وهو تلاشي الهدف الاسمى في الدفاع الذاتي ولو بصورة جماعية لدوله،ولم تستطع تلك الدول ان تبني حتى قوة مشتركة يمكن ان يحسب لها حساب بل بقيت القوة اليتيمة الموحدة (درج الجزيرة) عاجزة عن الدفاع عن اصغر دوله بل وحتى منع نشوب النزاعات المسلحة التي قد تظهر على السطح بين اعضائه!...
طريقة عمل هيئات المجلس لاترقى الى مستوى عمل اجهزة الاتحاد الاوروبي وبذلك يمكن رؤية الخلافات المستمرة حول المناصب العليا واحيانا يتمسك فرد او دولة بالمنصب بطريقة اقرب الى عمل الجامعة العربية وهيمنة العنصر المصري على هيئاته ومناصبه المختلفة! وهنا يمكن معرفة ضعف ارادة الدول المنضوية السياسية في التنازل عن الكثير من صلاحياتها لتلك الهيئات التي تعمل عمل حكومة المركز ولو بصيغتها التشريعية، فالعمل الجمعي احد ابرز شروطه هو التنازل بصورة ارادية عن الكثير من الصلاحيات لصالح هيئات مشتركة بين العديد من الدول لتحقيق الفائدة القصوى من التعاون والتحالف.
مازالت دوله تنظر بريبة الى الدور السعودي الذي يريد الهيمنة الكاملة او على الاقل الاعتراف بدور الاخ الاكبر،وهو دور لايصل الى طريقة الهيمنة الامريكية على العالم الغربي،ولكن يختزن بداخله تراث طويل من الصراع القبلي والمذهبي الدموي الذي مازال يرفضه الكثيرون ولذلك نجد ان الخلاف حول هذا الدور هو موجود عند الجميع بلا استثناء ولكن يفرض الواقع والتحديات عدم البوح به!وهو يمتاز بتطرف الرفض من جانب دولة مثل قطر الى الخضوع شبه الكامل في دولة صغيرة تحتاج الى الدعم السعودي المستمر مثل البحرين ويمكن رؤية رفض الهيمنة حتى في الجوانب الاقتصادية والامثلة عديدة...هذا من ناحية المجلس الاقليمي المستمر اما من ناحية المجلسين الاخرين واللذان ولدا في يومين متتاليين في شباط 1989! فقد ولدا ميتين منذ البداية لاسباب كثيرة لاتخفى على احد،وقد يكون التسرع في التأسيس وبدون دراسة كاملة لبناء تكتل يجمع دوله مع انعدام الرغبة الصادقة في العمل المشترك بين دوله من اهم اسباب سقوطه المفضوح والمخزي...فالمجلس الذي تشكل بين العراق ومصر والاردن واليمن كان محاولة من قبل الديكتاتور صدام للهيمنة على دوله ومن ثم بقية العالم العربي،بينما كانت رغبة حسني مبارك هو العودة الى صفوف العالم العربي بعد مقاطعة كامب ديفيد والاستفادة من التناقضات العربية المستمرة في الهيمنة من جديد بينما بقي الاخران(الاردن واليمن) بدون اهداف معلنة سوى الاستفادة من وجود الاخوين الكبيرين المتصارعين!...وهذا المجلس كان يضم مجموعة من الدول الاكثر تخلفا نتيجة للفساد والصراعات الناتجة من الديكتاتورية المتحكمة في دوله وهو في الحقيقة كان محور الفقراء نتيجة لمحدودية الموارد الطبيعية في دوله ماعدا العراق،وكذلك للفاصل الجغرافي بين دوله يجعل من الصعب بناء تكتل اقتصادي يمكن ان يتطور بسرعة والسبب الاقوى في جمع قادته على هذا المجلس هو اتحادهم في الحرب المفروضة على ايران،ولذلك فأن اتحاد يجمع قادة بتلك الصفات مصيره الفشل الذريع مع ملاحظة هامة وهو انعدام المشاركة الشعبية بصورة شبه مطلقة ليس فقط في هذا المجلس بل في المجلسين الاخرين!وهذا يسبب ضعف قابلية البقاء والصمود في مواجهة الظروف الدولية القاهرة...وقد سقط المجلس في اول امتحان له بعد سنة ونصف نتيجة لاجتياح صدام للكويت ووقوف الملك الاردني والرئيس اليمني الى جانبه بينما قرر الرئيس المصري الاصطفاف مع الاخرين الاكثر قوة وثراء لاسباب انتهازية معروفة للجميع حصل بمقتضاها على الاجر الكامل! ولكنه بقي خارج المجلس الخليجي لاسباب عديدة معروفة.
اما المجلس الثالث والذي ولد بعد الثاني بيوم واحد فقط! فهو قد سقط منذ البداية في التناقضات المستحكمة بين دوله والتي بدأت منذ استقلال دوله،ويبقى النزاع المغربي - الجزائري هو الاكثر حدة بسبب الصراع على الصحراء الغربية بالاضافة الى محاولة القذافي تزعم الاتحاد المغاربي بعد ان فشل في فرض نفسه على العالم العربي،ولكن هذه المحاولة ايضا قد فشلت لاسباب عديدة اهمها الفارق السكاني الكبير بين ليبيا والاخرين رغم امتلاك الاولى للنفط مع التفكير الغير واقعي للقذافي في قيادته لليبيا،ولكنه لم ييأس فأدار و جهه صوب الدول الافريقية في محاولة لجمعها في تكتل قريب للاتحاد الاوروبي مع القفز على التناقضات الكبيرة بين دول القارة لتحقيق هذا الهدف الغير واقعي حتى في المدى البعيد،ورغم استفادته من اموال النفط الا ان طموحه قد اصابه اليأس بسبب رفض الدول الافريقية الكبيرة للقيادة الليبية له!...وبذلك يكون المجلس الثالث قد فشل في جميع الاهداف المعلنة...فرغم ان دوله متقاربة اقتصاديا وجغرافيا الا انه فشل حتى في وقف النزاع الصحراوي او حل المشاكل القائمة بين بقية دوله،فأنتهى التجمع بصورة رسمية ولم يبقى منه سوى الهيكل كمصير المجلس الثاني...فيما بقي المجلس الاول يصارع للبقاء رغم تحديات الصراعات الجانبية والانانية المفرطة والظروف الدولية!...
تلك المجالس الاقليمية وظروف نشئتها الغريبة،وهي لن تقدم اي جديد للعالم العربي سوى منجزات ضئيلة لاترقى لمستوى الذكر!..وتبقى الرغبة الصادقة المخلصة هي الحلقة الذهبية المفقودة في بناء تكتل سياسي واقتصادي بين دول العالم العربي،كما تبقى ظاهرة الصراعات الجانبية وانتشار الفساد وضعف المشاركة العربية التي ترقى الى مستوى الفضيحة،هي من اهم اسباب ذلك الفشل...
عمل التكتلات يحتاج الى ارادة سياسية واقتصادية وشعبية ترتكز على اسس فكرية قوية تستطيع الوقوف اما التحديات المختلفة وتؤسس لعمل جمعي يخدم شعوب العالم العربي التي تحكمه فروقات لا تصل الى فروقات شعوب اوروبا ولكن الاخيرة ومع توفر الارادة الحرة المستقلة بنت وحدتها بطريقة ذكية وشجاعة مع توفر قيادات متحضرة ومنتخبة لا تستطيع فعل شيء بدون موافقة ناخبيها وبالتالي بني الاتحاد على اسس محكمة في ارض صلبة ...فحقق تلك النتائج الباهرة.
ولم يكن كالمجالس الاقليمية العربية التي لاتتوفر فيها ابسط شروط البقاء والنمو مما سبب في موتها في مهدها دون ان تتطور لتضم الاخرين لها!...
تهافت تلك المجالس امرا مفرغا منه ولا يحتاج الى ادلة تفصيلية... والمشاكل القائمة تدحض كل ادعاء اعلامي بنجاحه...وهنا تفرض الضرورات عملية البدء ببناء تكتلات مستقبلية تكون مختلفة تماما تجارب الماضي الفاشلة...