إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017/06/06

نكبة الخليج !

نكبة الخليج !
بمناسبة مرور نصف قرن على الهزيمة العربية في حرب 19677 مع إسرائيل فقد دشن المنهزمون معركة بينية جديدة للتعويض عن هزائمهم المتكررة وعارهم المستديم !.
ما يجري في الشرق الاوسط هو مهزلة عربية بأمتياز تأبى الأمم المتحضرة عن التفكير بها !.
 التحالف بين قوى المافيا العربية ينتهي غالبا بصراع علني مخزي يكشف الحقائق الخافية رغم المشتركات الكبرى فيما بينهم !.
 ليس الصراع الان بين النظام القطري وخصومه العرب الآخرين نتيجة لأخطاء من جانب واحد بل الجميع يشتركون بذات الأخطاء في نشر الحروب والفتن والتسابق في العمالة للغرب بوسائل يخجل المرتزق احيانا من القيام بها !.
 قطر ليست حليف طبيعي لإيران والعراق وسوريا وحزب الله والحوثيون كما يصوره خصومها الخليجيون بغباء بل هي ساهمت بقوة في الحرب عليهم بشكل فاق الكثيرين لاسباب عديدة !.
 نتائج مؤتمر ترامب الإسلامي بدأت في الظهور الآن في محاولة إخضاع قطر للهيمنة السعودية وترويضها بشراسة رغم انها كالآخرين محمية غربية !.
 يظهر من الأحداث المتسارعة أن النية مبيتة ضد قطر من جانب خصومها منذ فترة طويلة ولذلك جاءت الخطوات التصعيدية سريعة ومشتركة بقوة بعد مؤتمر ترامب المهين على العالم الإسلامي !.
 لا يمكن تبرئة أمريكا وبريطانيا وحلفائهما مما يحدث الان من حرب باردة قد تتطور إلى ساخنة بين قطر وخصومها الخليجيون والعرب الآخرين بل قد يكون ايعاز انجز بسرعة قياسية فاق التصور !.
 مهما يكن من أسباب معلنة، فإن إجراءات خصوم قطر القاسية غير مبررة وخالية من ابسط مقومات الأخوة والعيش المشترك والتحالف المذهبي ضد دول أخرى مخالفة مما يبين مدى خواء العلاقات الخليجية والعربية ايضا !.
 الخسائر الاقتصادية لن تكون قطرية فحسب بل الجميع يتضرر منها وسوف تظهر نتائجها الكارثية لاحقا اذا استمرت الحرب الباردة لأجل طويل !.
 المثير للسخرية أن دول اخرى قطعت بسرعة علاقاتها مع قطر وهي ليست ضمن من يفترض خصومتها لهم مثل المالديف وموريشيوس والمرتزق اليمني الرئيس الهارب هادي الذي فقد دوره ليتحول الى مهرج حسب الطلب !.
 المال الخليجي هو الذي يحفز دول فقيرة وبعيدة عن الشرق الاوسط للحصول عليه من التحالف الخليجي المعادي لقطر وهو الأقوى والأكثر غنى مما يدل على انتهازية مفرطة ومخزية سادت العلاقات بين الجميع !.
 لم يحترم الخصوم الخليجيون وحلفائهم شهر رمضان المبارك حتى يبدأوا هذا التهافت السريع الدال على ضحالة في التفكير والسلوك المثير للاستهجان !.
 تعريض المدنيين الأبرياء للعقوبات القاسية هو ضمن ما تلجأ إليه دائما الأنظمة العربية الديكتاتورية ويكون عادة خال من القيم الدينية والاخلاقية والانسانية!.
 آهات الضحايا ودماء الأبرياء التي سالت بغزارة في دول الشرق الأوسط الأخرى هي التي أدت إلى تأجيج ذلك الصراع البيني بين القوى المحلية المساندة للارهاب التكفيري !.
 يبدو أن العدالة بدأت أولى خطواتها في صراع القوى المتجبرة المتنازعة !.


شرطي الخليج الثالث !

شرطي الخليج الثالث !
مصطلح شرطي الخليج ظهر بعد انسحاب بريطانيا من شبه الجزيرة العربية عام 1971 لحماية الدول العربية النفطية الصغيرة من التهديدات الخارجية ومحاولة ابقائها تحت الهيمنة الغربية لحين استنزاف موارد النفط الضخمة !.
أول شرطي للخليج هو شاه إيران محمد رضا بهلوي وكانت النتيجة بعد تضخيم قوة ايران عسكريا واستنزافها اقتصاديا،هو تدميرها لاحقا بعد سقوط نظام الشاه عام 1979 بعد سحب الوكالة حتى لا تقوى على النهوض مجددا لتهمين من جديد على المنطقة وفق أيديولوجية مخالفة للسلوك المحافظ للأنظمة العربية الموالية !.
الشرطي الثاني للخليج كان صدام البعثي المهيمن على السلطة في العراق آنذاك وذلك بعد عام 1979 وعلى نفس المنوال السابق جرى تضخيمه عسكريا بشكل فاق سابقه واستنزافه اقتصاديا لينتهي تدميره بعد حرب 1991 ثم حصار العراق وتجويع شعبه لينتهي بغزو عام 2003 وبداية حرب أهلية طويلة مزقت البلاد !.
الشرطي الثالث للخليج الآن هو السعودية وقد بدأ دورها بعد عام 1991 ولكن بوتيرة بطيئة وعلى نفس المنهج السابق من التضخيم العسكري إلى الاستنزاف الاقتصادي لينتهي إلى النتيجة الحتمية وهو التدمير! ولكن القوة البشرية لها ليست بمستوى قوة إيران والعراق وليس لها القدرة الكافية لإنتاج السلاح أو استيعاب الكميات الهائلة التي يضخها الغرب إليها بغزارة !.
يخضع لشرطي الخليج الثالث قوى عديدة مثل مصر والأردن والمغرب وآخرون ولكن التمرد القطري واليمني يحاول سحب البساط من الهيمنة السعودية على الشرق الاوسط !.
ليس لشرطي الخليج الثالث القدرة الكافية للهيمنة مثلما هو حال الشرطي الاول (إيران) والشرطي الثاني (العراق) ولكن لديه القدرة المالية الضخمة الآتية من الاحتياطي النفطي الضخم لذلك يستعين بآخرين لديهم القوة البشرية ولكنهم ضعفاء اقتصاديا وهم رغم ذلك لا يستطيعون تلبية رغبات السعودية ومغامراتها إلى النهاية دون حساب الخسارة الداخلية والتحديات الخارجية !.
الدور الآن حان على شرطي المنطقة الثالث فهل يقوى على الصمود الى مالانهاية ؟!.