إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/06/25

كنوز معرفية رقمية

كنوز معرفية رقمية:
في شبكة الانترنت،كنوز معرفية لاحدود لها في المكتبات الرقمية والتي تضم عدد هائل من النصوص الرقمية،ولكن بعضها وفق فايلات لها امتدادات يصعب تنزيلها في المدونات والمنتديات وهي التي تكسر حاجز الرقابة والحجب لبعض المواقع!...
كانت هنالك مشكلة تحويل فايلات الكتب وفق الصيغة المعروفة pdf والتي لايقبلها موقع المدونة بسبب كبر حجمه النسبي،بينما يقبل صيغة برنامج اوفيس وورد والتي هي صغيرة الحجم،ولذلك وجب تحويل الصيغة الاولى الى الصيغة الثانية،ولم ابحث كثيرا رغم دعوتي لمن يعرف ذلك،ولكن الظاهر ان مجتمع المدونين بصورة عامة غير متابع لتقنية البرامج او يمكن لايعرفها بدقة! بسبب كون المهمة الاولى هي التدوين ومايتعلق بها رغم ان الواجب يفرض المتابعة كي تسهل عملية التدوين ذاتها...وبالصدفة المحضة حصلت من صديق على برنامج التحويل ويطلق عليه لمن يريد ان يحصل عليه ... PDF2Office.Pro.4.0
وكان بودي تنزيله هنا لقيمته ولكن الموقع لايقبل حجمه وهو برنامج حجمه 11 ميغا بايت،وفائدته انه يحول الملفات بصيغة pdf الى صيغة وورد وبالتالي سوف تسهل عملية اضافة الكتب وان كانت عملية التحويل تستغرق وقتا،ولكن للبحث والتنقيب حق الجهد الذي يستحقه!...وبهذه الطريقة سوف تسهل عمليات التحويل والتنزيل في المدونات والمنتديات وما شابه ذلك...
وبهذا اكون قد استطعت تنزيل اكبر عدد ممكن من الكتب هنا،اذا سمح لي الوقت حتى تعم الفائدة للجميع بلا استثناء...
ويمكن لمن يجد الصعوبة في القراءة بواسطة شاشة الكومبيوتر،ان يعمل على طباعتها وقرائتها او حتى منحها لمن يحب،خاصة تلك المرغوبة والممنوعة من التداول...
القراءة المتواصلة والمتنوعة هي الوسيلة المثلى لفهم العالم ومشاكله والواقع الذي نعيشه،وبالتالي تخلق لنا خيارات جديدة كانت محجوبة على عقولنا المتعبة،وهي وسيلة لخلق التعايش المتبادل بين المجموعات البشرية المتنافرة والتي يكون من اهم اسبابها هي جهل الاخر ومعرفة ماينتجه ويعتقد به من انتاج مادي ومعرفي...
ولن اتفاجأ(كما عرفت ذلك من تجارب سابقة من بينها حوارية) بكون الكثير من الحاصلين على قدر كبيرمن المستويات التعليمية الاكاديمية او الثقافية،هي ذات بعد واحد مقيد وفق اطر دينية او مذهبية او قبلية او فكرية مفروضة او غير مفروضة اساسا،ولكن التغييب الكامل للعقل والمنطق هو الذي ينتج ذلك الجهل المتراكم بين الطبقات المثقفة،فكيف الحال بالعامة من الناس البسطاء!! ولهذا السبب نجد ان تمييز هؤلاء سهل للغاية من خلال الضعف في بناء النص وقوة ثباته امام الرأي المخالف والذي يكون اكثر انفتاحا وبالتالي اكثر استيعابا لكل الموجودات المعرفية والتي يوظفها وفق الاسس المحددة سلفا،كما فعلت الرأسمالية عندما انفتحت على الديمقراطية والليبرالية،فنجحت الى حد كبير،وايضا كما فشلت الاشتراكية التي ظلت متقوقعة على ذاتها ورافضة للتجديد والانفتاح على الاخر وقبول المتغيرات...
اعرف الاخر...تعرف نفسك اكثر...

تنزيل الكتب الممنوعة من التداول

لتنزيل الكتب الممنوعة من التداول....
يمكن زيارة مدونة الموسوعة الحرة على العنوان التالي...
http://freebook.maktoobblog.com/

مكتبة رقمية

مكتبة رقمية:
في الانترنت الكثير من المواقع التي تحتوي مكتبات رقمية فيها من الاثار والمراجع والبحوث القيمة،بالاضافة الى بقية الكتب المختلفة والتي تمثل مختلف صنوف المعرفة ولمختلف الاتجاهات الفكرية والعلمية....
ومن بين تلك المواقع المهمة....مكتبة المصطفى الالكترونية
عنوانها هو.....
http://www.al-mostafa.com/
والتي تحوي الاف الكتب المتنوعة ولمختلف الطبقات والاتجاهات....والتنزيل منها متوفر ايضا...
ولا اعلم هل هي محجوبة ام لا ؟!....فأذا كانت محجوبة فهي خسارة كبيرة للجميع،والاكثر ألما ان تكون المعرفة ممنوعة ومحجوبة ! وبحجج واهية بدلا من تسهيل ورودها الى الجميع بغية تحقيق النهضة الحضارية الموعودة والتي طال انتظارها...

2009/06/17

كتب ممنوعة -1

كتب ممنوعة 1:
سوف ابدأ بكتب عبد الله القصيمي (1907-1996)...وهو مفكر سعودي كان احد طلاب العلم وفق المذهب الوهابي الذي دافع عنه بشدة في بداية حياته واصدر عدة كتب حوله حتى انقلب عليه ونزع العمة...درس في الهند والعراق وسوريا ثم في الازهر بمصر والذي طرد منه نتيجة خلافه مع استاذه واصداره كتاب شديد اللهجة عليه...ترك الطرد اثرا بالغا عليه جعله يهاجم رجالات الازهر بشدة وقسوة...انقلب في تفكيره عندما اصدر كتاب هذي هي الاغلال عام 1946 واستمر في نهجه العلماني المتطرف الذي وصل حد الالحاد والتهجم على الانبياء والمقدسات،الى نهاية حياته ...توجد في كتاباته الكثير من الشطحات والانزلاقات الخطيرة...ورغم اسلوبه الادبي الرفيع الا انه في نظر الكثيرين ليس ذو فكر عالي المستوى واعتقد لم يضف شيئا مهما في الفكر حتى يمكن الاشارة اليه ولكن تبقى الاراء حوله مختلفة لاختلاف الطبائع البشرية !،كما اطلعت على بعض ردوده على من خالفه (الشيخ مغنية والمنجد)فوجدت ردوده ضعيفة تجاه مخالفيه...رجع الى السعودية بعد هجرة طالت اكثر من اربع عقود من الزمن في نهاية السبعينات...ولكن بقيت كتبه ممنوعة من التداول !...
اضعها هنا لمن يرغب قرائتها وسوف يجد الكثيرين انه ليس هنالك داعي لمنعها بتاتا الا اذا ارادت الرقابة ان ترغب الناس بها....فكل ممنوع مرغوب !!....

ممنوع من التداول

ممنوع من التداول:
ليس هنالك انسان يعتقد بقوة عقيدته الدينية والمذهبية والفكرية،اذا كان يمنع الفكر المضاد او الاخر من التداول!...
المنع من التداول :كان يقصد به منذ عهود طويلة من الزمن هو الكتاب الممنوع ،لانه كان الوسيلة الاولى والمفضلة في نشر المعارف المختلفة....
اما الان فأنه اصبح جزءا يسيرا من شبكة النشر المعلوماتية،ولذلك فأن المنع هنا وصل الى احدث منتجات التكنولوجيا وهو الانترنت والذي اصبح متيسرا للجميع ولكن لم يسلم من المنع!!... من الامثلة المضحكة هي حجب موقع skype للتواصل الاجتماعي حتى لايؤثر على شركات الاتصال في الدول العربية،ولا ادري لماذا لا تمنعه شركات الاتصال في الدول الغربية !!...
ومن ضمن الممنوعات... المجلات والصحف والقنوات الفضائية ومحطات الراديو وكل شيء يمكن به خزن المعلومة وتعتبر خطرا على العقيدة والفكر القومي وبحجج واهية من قبيل الخوف من الانحراف الى الخطر على الامن القومي !..
في دول العالم الحر لاتوجد مواقع ممنوعة،نعم قد تضرب مواقع بسبب او بآخر اما تجد كلمة محجوب فلم ارى بنفسي ذلك! وبما ان الكثير من الاصدقاء في الشرق الاوسط اخبروني بوجود تلك الكلمة اذا فتحوا موقعا يخالف التوجه العام في سياسة دولهم ،وجدت من الضروري ان انزل كتب تعتبر ممنوعة ومن مواقع ممنوعة من وجهة نظر الرقابة الغبية في عالم يكتسح امامه كل الافكار الضعيفة التي لاتخضع لعقل او منطق او حتى تخالف الفطرة الانسانية السليمة!....
ليست كل الكتب التي اقرأها او انزلها هنا هي مؤمن بما جاء في متونها ! بل على العكس الكثير منها لا اعير له اهمية تذكر بعد قرائته!!...ولكن ارى من الواجب العلمي والمعرفي اذا اراد الانسان ان يكون موسوعيا حرا فلابد ان يقرأ كل شيء يجده امامه ،حتى يعرف كيف يفكر الاخر ومن عدة ابواب يمكن الاستفادة من ذلك من قبيل :خذ الحكمة من افواه المجانين ! واضيف لها من الضالين والفاسدين والموضوعيين !!...
كلما قرأ الانسان اكثر كلما تفتحت امام عقله ابواب مقفلة في داخلها كنوز معرفية ذات قيمة عالية وقد توجد بين ركام من الاوساخ...فما علينا اذن الا استخراجها والاستفادة منها ....كما لاحظت من التجربة الذاتية انه كلما كان الانسان موسوعيا كلما كان تأثير الكتاب الجديد عليه ضئيلا! بل احيانا يجد القدرة الكاملة على سحق افكاره وتسفيه صاحبها ! ولكن تبقى مقيدة امام تهاونه وكسله في ضرورة الانتاج المعرفي المضاد ....
سوف احاول تنزيل الكتب التي يقول البعض انها ممنوعة في بلادهم وحسب قدرة الموقع على الاستيعاب من ناحية الحجم...وتبقى قدرة القارئ في طبعها او قراءتها في الكومبيوتر...او نشرها ...او حتى الايمان بها...فذلك يعود الى مقدار سعة عقله وانفتاحه....
وبما ان غالبية دول العالم العربي تمنع الكتب التي تخالف منهجها سواء في الدين والسياسة والمعارف الاخرى...وجدت انه تيسير الممنوع هو وسيلة مثلى لمنع الاختلاف النابع من الجهل المركب حتى نوفر على الجميع الوقت والجهد....
ليس من الضرورة الايمان بما جاء في بعض الكتب ....ولكن قرائتها تجعل لنا القدرة الهائلة على الرد...واذا لم نجد القدرة فمعناه ان قدرتنا الفكرية تحتاج الى تجديد.... او اصلاح ...او حتى تغيير !!........
وهي كذلك دعوة لكل شخص ان ينزل اي كتاب لا يستطيع الاخر قرائته او شرائه لسبب او لاخر....

صور الزعماء بين البذخ والزهد :2

صور الزعماء بين البذخ والزهد :2
لتلبية طلب البعض في اضافة المزيد لغرض العبرة...اضع هنا صور البذخ الذي كان يعيشه الديكتاتور صدام ...وهي لبعض قصوره والاسلحة الذهبية والذهب المسروق من المال العام...ونهايته كانت معروفة القبض عليه في حفرة حقيرة واعدامه....
ومن الزهد الرجل الذي حارب الاول فترة من الزمن....ونقصد به الامام الخميني والذي نهايته كانت تشييع 10 ملايين على اقل تقدير!وضريح ضخم لزواره....







داخل اليخت


يخت صدام

بيت الامام الخميني




ذهب في قصر صدام




بيت الامام الخميني






اموال في قصور صدام






بيت الامام الخميني من الداخل







اسلحة صدام الذهبية !!















































































2009/06/16

صور الزعماء بين البذخ والزهد

























































































































صور الزعماء بين البذخ والزهد:
اضع هنا بعض الصور المختارة التي وصلتني عبر الايميل:
من اهم اسباب النظرة السلبية في الغرب خصوصا والعالم الخارجي عموما عن العرب هو حياة البذخ الفاحش للزعماء والاثرياء العرب والتي تدل على تخلف وجهل واضحين في انعدام المسؤولية الوطنية وعدم الاحساس بقيمة المال العام كذلك في ضعف الشعور الانساني والعيش في عالم آخر سرعان ما ينتهي بحفرة حقيرة وتكون فيها نهاية كل انسان مع اعماله في الدنيا الفانية القصيرة! ولكن الاكثر ألما ان تلك النظرة السلبية تجمع الحكام والشعوب!…كان في السابق تتناقل وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة تفاصيل سيرة حياة الزعماء وسط شكوك الكثيرين،اما الان فقد انتقل الى الاعلام المرئي لاثبات صحة ذلك!….قد يقول قائل هناك ايضا زعماء غير عرب يعيشون نفس حياة البذخ،واقول نعم هناك!…ولكن في دول مشابهة لدولنا في نظمها السياسية ،اما في الغرب وبعض الدول الديمقراطية الاخرى فهم تحت المراقبة الشعبية الدائمة وخاصة المعارضة السياسية ووسائل الاعلام،كذلك فأن رواتبهم معروفة وسيرتهم الذاتية قبل وبعد الحكم تحت المراقبة العامة…ولكن ليس بالضرورة ان يعيشوا حياة البذخ الفاحش، فهنالك موجودين اثرياء من العامة اكثر منهم معيشة في الترف بل وان رواتب الزعماء في العمل الخاص اكثر منه في الحكومي ولكن الرغبة الذاتية في الحكم ولو بظروف معيشية اقل هي مطمح كل انسان!!…للمقارنة هنا ادرج الصور التالية التي اتتني عبر الايميل ،حول اغلى باص في العالم ويعود لامير قطر حسب المصدر،ولا ادري مدى صحة ذلك الا ان الواقع يثبت ان ذلك يسيرا على حكامنا!!…والصور الاخرى لاثنين من زعماء العالم المنتخبين،ولكن معيشتهم البسيطة الزاهدة هي متداولة للرأي العام، …وهما الرئيس الايراني والرئيس البوليفي…..ويمكن مشاهدة نماذج منها
اترككم معها للتأمل والعبرة وبدون حسرة!… والتعليق لمن احب!!















































2009/06/14

في سياحة الكتب 4

في سياحة الكتب 4:
انهيت قراءة كتابين في وقت واحد،الفارق الزمني في تأليفهما هو ربع قرن!،الا ان بعضا من افكارهما مازالت سارية المفعول في عالمنا العربي بالخصوص لانهما يتوجهان له في الحديث...ليس بالضرورة ان اتفق معهما فهما في النهاية كتابين يمثلان رأيي صاحبيهما ومن يواليهما في الرأي،ولكن تأييد افكارهما دون سند او محاربتهما دون براهين قوية قاطعة،هي مكمن الخطأ هنا ولذلك تجنب الحديث دون القراءة،وتجنب المعارضة والموالاة دون استيعاب عميق للكتاب ومقصد صاحبه،هي منية المريد في طلب العلم والمعرفة،وما عدا ذلك يهمل!...
الكتاب الاول:
في وداع العروبة:تأليف حازم صاغية
الكتاب يتألف من 191ص من القطع المتوسط،طبعة 1999 في بيروت- لندن من دار الساقي....يتكون من مقدمة و 10 فصول...
الكتاب هو خلاصة فكرة للمؤلف ناتجة عن احباط شديد في فترة التسعينات والتي تميزت بضعف الانتماء العربي الموحد نتيجة لشدة الانقسامات،وبروز الدولة القطرية التي اخذت تحل تدريجيا منذ عقود من الزمن في شخصية وكيان الفرد العربي،واصبح الحديث عن الوحدة العربية،كالحديث عن الامبراطوريات المسلمة السابقة التي حكمت العالم الاسلامي ومن ضمنها عالمنا العربي!
حشد المؤلف في الكتاب كم هائل من الامثلة لتأييد آرائه في استحالة الوحدة او في صعوبتها،ورغم ان الامثلة تؤيده بقوة الى حد ما،الا ان الكثرة صاحبتها ضعف في التحليل الموسع مع ضعف تأييد بعض الامثلة وبذلك يمكن القول ان قلة الامثلة كافية للتوضيح بدلا من الكثرة التي تشتت البراهين وتضعف ترابطها وتجعل من الصعوبة الربط بينها وبين الامثلة السابقة الاقوى منها....
من آراءه هي ان المشرق العربي هو منبع الفكر القومي ومكمن القيادة فيه،بينما المغرب العربي لم يكن بمستوى المشرق في الدعوة العروبية،ويعود ذلك لعدة اسباب ابرزها البعد المكاني والتأثيرات القوية للحضارة الاوروبية على شعوب تلك البلدان مما يجعلها ضعيفة الصلة الى حد ما بالثقافة العربية،ثم يعرج على ان مركز المشرق يتركز في بلاد الخصيب والتي تضم بلاد الشام والعراق،ثم يضع بعد ذلك قوة الزعامة والمركز في سوريا،بعد شرح وافي من وجهة نظره اسباب اختياره واستبعاده لتلك البلدان....
تطرق المؤلف مرات عديدة للوحدة الالمانية والايطالية بأعتبارهما نموذجا مثاليا في نظر اصحاب الفكر القومي،ثم بين صعوبة تحقيق هذا الحلم في الوقت الراهن لان الظروف الموضوعية التي تحيط بالعالم العربي تختلف عن تلك التي احاطت بالبلدين الاوروبين،ولكن في تركيز واضح على الاسباب الداخلية وليست الخارجية كما يحلو للبعض التركيز عليها!.
كذلك تطرق في نهاية الكتاب لتأثير العامل الاقتصادي الذي هو اهم عامل في العصر الحديث،ولكنه لم يعطي له الشرح الوافي خاصة في تأثيره على الوحدة الاوروبية الحديثة !،واعطى شرحا وافيا لدور اللغة والتاريخ المشترك وبين ضعفهما في بناء امة موحدة قادرة على الصمود،كما شرح الفورقات الاقتصادية بين البلاد العربية وأثرها على بناء تفرقة حقيقية نابعة من ثراء البعض وتخلف البعض الاخر...الى هنا ينتهي عرض الكتاب المستعجل الذي يضم افكارا اخرى تحتاج الى شروحات تفصيلية ولكن الدعوة للقراءة هي ضرورة ملحة...
في تقديري ان ضعف العروبة وتأثير العامل القومي في وحدة العرب،يعود الى اسباب عديدة سوف اذكر بعضا منها وحسب وجهة نظري فيها ولكن في اختصار شديد لان المكان لا يتسع للاستطراد والتأمل وتحشيد الامثلة وابراز القوة والضعف فيها! وهي لم تحظى بدراسات وافية شافية للنهم المعرفي وطلابه، ولذلك فأن هذا النقص الفادح مازال موجودا ومؤثرا لحد الان في التفكير العربي المعاصر، والدراسات الموجودة على ضآلتها تخضع في اغلبها للتفسيرات الشخصية لكتابها والتي هي بالاساس مؤدلجة مسبقا،وغير ناتجة من موضوعية مجردة...
من اهم اسباب فشل العامل القومي هي القائمين بها انفسهم!فهم دعاة سلطة الى حد الافراط المميت! بالاضافة الى جهل معرفي واسع لدى هؤلاء الدعاة اليها،اثر الى حد ما في نتاجاتهم الادبية ولذلك نرى ان الفكر القومي العربي بمختلف اتجاهاته هو ضعيف الى درجة لايقارن بفكر علماني مثل الماركسية والتي سقطت في آخر الامر رغم ثرائها المعرفي!،او الى فكر ميتافيزيقي روحاني عميق الاثر مثل الفكر الاسلامي في مدارسه المتعددة،ولهذا السبب نجد ندرة من يشاد لهم بالبنان في كتاباتهم ناهيك عن دعوتهم بالفلاسفة والمفكرين!...
من الاسباب ايضا هي الهزائم القومية المتكررة وهذه الهزائم من الفداحة بشكل عجيب جعلت دعاته اضحوكة ورمزا للجبن والتهاون،وهزائم الحروب العربية مع اسرائيل هي نموذج بارز لتلك الهزائم،ثم توالت الهزائم في حروب اخرى تدميرية مع دول مجاورة لدول العالم العربي وهي عبثية بأمتياز بشع! ومن ابرزها الحرب مع ايران(1980-1988) والحرب مع تشاد(1987)والحروب مع اثيوبيا واوغندا،هذا بالاضافة الى حروب الداخل مثل حرب شمال العراق والحرب الاهلية اللبنانية،والحروب الاهلية في السودان وحرب البوليساريو،وهذه الحروب اضعفت البلاد وانهكتها كما انها فضحت المتاجرين بالفكر القومي من خلال الفظائع التي ارتكبت خلالها والتي هي بعيدة عن كل معاني الانسانية والرجولة والفروسية،من خلال احلال معاني الوحشية والهمجية والانحطاط الخلقي.
من الاسباب ايضا،صراع الفكر القومي مع تيارات فكرية هي اقوى منه بكثير،واستخدامه للقمع الوحشي في التعامل مع تلك التيارات كنتيجة دالة على ضعف موقعه الحواري وخضوعه للاستبداد الذي يجعله يتحكم بالبلاد والعباد،وكانت بداية ذلك مع التيارات الماركسية في اوج شعبيتها خلال فترة الخمسينات والستينات،وايضا مع التيارات الليبرالية التي هي اساسا مسالمة ولكن لم تنجو من القمع الوحشي بحجة المحافظة على الامن والاستقرار السياسي،ثم جاء الصراع الاخير مع التيارات الاسلامية الناتجة من الصحوة الاسلامية منذ انتصار الثورة الايرانية،رغم ان له سابقة قبل في تصفية التيار الاسلامي السياسي في منتصف الخمسينات في مصر،وهذا الصراعات رغم ان النهاية كانت للتيار القومي بفضل تحكمه في السلطة السياسية القمعية،الا انها في الحقيقة هزيمة معنوية واخلاقية له لا تنسجم مع روح الفروسية ،ولذلك جاءت انخفاض شعبية التيارات القومية بسبب فرضها سياسة الامر الواقع بقوة السيف على التيارات الفكرية الاخرى والتي انكفئت ولم تهزم!.
خضوع الفكر القومي بسهولة للاستبداد الشرقي،بل اصبح تابعا ذليلا له ومبررا لاعماله الاجرامية ،ولم يقف عند هذا المنعطف الكبير رواده بغية مراجعة ذاتية شجاعة تبعد الفكر القومي عن محاولة استغلاله لتثبيت النظم الاستبدادية،بل على العكس من ذلك وقف اما منحازا او على الحياد امام الانتهاكات المتكررة لحقوق الانسان مما شجعها على انتهاكات البلاد وحرمة شعبها !ولذلك فأن رؤية رواد ومؤيدي الفكر القومي في تأييد طاغية عربي أيا كان وتحشيد الدعم له، اصبحت من البديهيات الطبيعية التي لاتقبل النقاش وبذلك اصبحت غالبيتهم ينعقون مع كل ناعق مستبد!!.
من الاسباب الرئيسية هي عدم وجود نظريات اقتصادية يمكن الاعتماد عليها في بناء فكري متين لخلق نظام اقتصادي شامل يوازي الاقتصادين الرأسمالي والاشتراكي ويلائم العالم العربي، وتخبطه في التخطيط الاقتصادي جعلت نتائجه في غاية البؤس،وتخلف البلاد العربية الان هو نتيجة حتمية لضعف فكري ومعرفي واضح في التنظير الاقتصادي وتطبيقاته،ويمكن ملاحظة تبعية الفكر القومي العربي،للفكر الاقتصادي الاشتراكي في قوة بروزه وانتشاره منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الى حد سقوط المنظومة الشيوعية عام 1989 وعنده تحول بقدرة قادر! الى الفكر اليميني في الاقتصاد،اي الفكر الرأسمالي بعد ان اثبت جدواه وفعاليته في الواقع التطبيقي.
من الاسباب المهمة هي الصراعات نفسها بين الدول العربية والتي وصلت الى صراعات دموية مهلكة،ثم تحولت الى صراعات آيديولوجية في الحزب القومي الواحد الذي يحكم بلدين مجاورين(العراق وسوريا) والذي فشل في بناء دولة واحدة تجمعهما فكيف يوحد دول مختلفة!.
وفي النهاية فأن الاتجاه العالمي نحو العولمة هو في الحقيقة الضربة القاضية للفكر القومي الذي كان يعاني سكرات الموت منذ هزيمة 1967 !وقد طالت مدة رقوده في الفراش بحيث اصبح يحتاج الى ضربة صغيرة لازاحته من مكانه وافساح المجال للاخرين ووضعه في متاحف التاريخ الفكري!،والعولمة التي اجتاحت الاقتصاد العالمي في البدء،تحولت نحو الفكر والتراث والعادات والتقاليد الى ان دخلت في ابسط امور الانسان المعيشية،وبالتالي اصبح من الصعب الخلاص منها والتقوقع في صحراء وجبال العالم العربي الواسعة!...
اثبت العامل الاقتصادي قوته في توحيد قارات وليست مجموعة بلدان!،ولكن اختلاف نظم العالم العربي السياسية والاقتصادية اثر بقوة في منع حدوث تكامل اقتصادي عربي بيني مما جعل الحاجة الى التكامل مع بلاد اخرى خارج المنظومة العربية لاحداث تنمية تساير التقدم العالمي امرا حتميا.
واختلاف البلاد العربية بين ثرية وفقيرة كان عاملا قويا على الفرقة،ومن الملاحظات على كتابات البعض ومنهم صاحب الكتاب ان اغلبية البلاد التي اعتنقت الفكر القومي او الاشتراكي مذهبا اقتصاديا لها،قد فشلت بينما الدول المحافظة نجحت في بناء اقتصاد قوي ومتين...وفي الحقيقة ان ذلك ليس صحيحا،فالجميع قد فشلوا والنجاح في الثراء العربي ليس مقياسا مطلقا بل هو نسبي،فالدول النفطية العربية هي صغيرة الحجم والتعداد السكاني،وتنتج من النفط والغاز مايفوق حاجتها بصورة جنونية دون مراعاة لثروتها الناضبة،ولذلك فأن نجاحها لم يكن من خلال نظريات اقتصادية ناجحة او خطط تطبيقية تعتمد الانسان عنصرا هاما،بل هو ثراء ناتج من ثروة صادف وجودها في بلاد قليلة السكان،بينما النجاح الحقيقي هو ماحدث في بلاد فقيرة في ثرواتها الطبيعية ولكن نجحت بأرادتها واعتمادها على ذاتها وذكاء ابنائها في بناء اقتصادها مثل دول النمور الاربعة الاسيوية.
الموضوع يحتاج الى مداخل ومخارج مختلفة ،تطرح على طاولة البحث النقدي المجرد من كل ميول آيديولوجية ووفق قواعد منطقية وعقلية متينة....والمكان هنا فقط للسياحة الفكرية!...
الكتاب الثاني:
لئلا يعود هارون الرشيد:تأليف عبد الله القصيمي(1907-1996)
الكتاب يتألف من 191ص ومن القطع المتوسط مثل الكتاب السابق(مصادفة !).
الكتاب صادر منتصف الستينات،ولكن طبعته الثانية عام 2006 لدار الجمل في كولونيا- المانيا وبغداد.
هو من تأليف مفكر سعودي،امضى عقودا من الزمن خارج بلده بعد ان تحول من داعية وهابية متشدد الى علماني متشدد، اتهم بالكفر والالحاد من خلال الاستناد الى عبارات وردت في كتبه دلت على ذلك! ولذلك السبب منعت كتبه في بلاد عديدة وخاصة موطنه الاصلي!...
الكتاب في الحقيقة مجموعة مقالات نشرت في مجلات لبنانية منتصف الستينات يدافع عن اصداره كتابه السابق(العالم ليس عقلا) ثم توجد ردود على الكتاب مع رد المؤلف عليها وخاصة مع العلامة مغنية،ورغم الفارق الزمني البعيد عنا والاختلاف بين وجهات النظر الا ان الاعجاب يكمن في صراحة الحوار وأدبه الجم بين المتحاورين في دلالة على تدهور واقعنا الراهن.
الكتاب هو مجموعة افكار للمؤلف صيغت بطريقة ادبية حيث يمتاز بقوة الاسلوب الاتي من دراسته الدينية بالاساس، ولكن هي ليست مذهبا فكريا او بحثا يمكن الاستناد اليه في بناء توجه فكري جديد،بل هو يشتمل على اليأس والتشاؤم من الواقع المخزي للعالم العربي،وينتقد بشدة ووفق اساليب ادبية بحتة طرق التفكير المعتمدة في العالم العربي،ويعتبرها وسيلة قديمة اثبت الزمن تخلفها، لكن ادخاله الامور الدينية المقدسة في دعواته التجديدية كان خطأ يماثل الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الماركسية في صراعها ضد الدين.
في احد فصول الكتاب،يرى القصيمي ان الكاتب(يعني اي شخص) لا يغير المجتمع بكتاباته،وهو تحليل بسيط حول استحالة ان يتغير مجتمع ما من جراء كاتب يؤلف كتابا،وضرب من الامثلة قاسم امين في مصر ودعوته لتحرير المرأة،واعتبر ان الظروف وتغير المجتمعات ببطء هو الذي يجعلها تتغير نحو طرق معيشية واساليب تفكير جديدة قد تتصادف مع افكار كتاب ما،وهي بالفعل ان تأثير الكتب والمؤلفين ليست من القوة التي يشاع عنها بل هي ناتجة عن زوبعة اعلامية واختلاف الرأي مع عموم المجتمع،ولكن في النهاية وبعد عقود من الزمن قد يموت الكاتب وينسى كتابه،وهنا نرى ان المجتمع قد تغير بفعل تطور الحياة التي تحتاج الى متغيرات دائمة...
لوحظ في السنوات الاخيرة طلب واسع على كتب القصيمي وقد يكون طلبا لمصادر العلمانية الليبرالية وجذورها الفكرية، بعد ان شاع التطرف الديني المسلح والذي سبب مآسي لاداعي لها،ورغم انها ليست فكرية كما يشاع عنها وانما توجد افكار للمؤلف خالفت الواقع وقد نجد فيها بعض القوة ولكن يدب الضعف في البعض الاخر،وهو دائم الاتهام للتفكير العربي بعدم القدرة على التفكير،كما توجد في كتبه الكثير من الشطحات الغير عقلانية والتي تحتاج الى دراية تبعد من يطلب التفكير وفق اساليب عقلية ومنطقية ....

انحطاط البداوة

انحطاط البداوة:
ارعبني مارأيت من مقالات بعض البدو الرعاع من الكويت في الدعوة بصراحة الى ابادة الشعب العراقي بأكمله لان جيناته دساسه ...والنماذج كثيرة وفي صحفهم وهي تكتب تحت علم ومرأى من حكومتهم البدوية المتخلفة،ولكن النموذج التالي عندما بحثت في غوغل عن اسم كاتبه(خالد سلطان السلطان) وجدت صوره القبيحة جدا وتحتها القاب مثل... إمام وخطيب في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت...أو..الشيخ!!
هذا امامهم الناصبي اللعين بهذا الشكل من الوقاحة والدموية فكيف عامة الناس!!...وفي النهاية يدعي البعض اننا مسلمون ومتقدمون على الغرب الكافر!!...في الغرب اذا كتبت مقالة بهذا الشكل فسوف تكون نهاية صاحبها السجن تحت طائلة قانون مكافحة الكراهية والحقد والدعوة الى العنف!!...اما امام وخطيب وفي وزارة لحكومة بدوية فتلك من مهازل الدهر....قال تعالى(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
عنوان المقال:
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=513898&AuthorID=978

وفي الموقع التالي كأنه أكتشاف علمي!!
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/6/449651.htm

والشيخ الدموي خالد سلطان السلطان... يدعو الى ابادة حتى لو اخر امرأة ورجل في العراق لانهم قد يخلقوا جيلا جديدا دساسا،وهو اكيد من صنف الملائكة !!...

ونماذج اليوم 10-6-2009 فقط من المقالات التحريضة لقطيع البداوة المتخلف في صحافة الكويت التي يصفها البعض بالمتحضرة والمتقدمة على بقية صحافة الخليج!! اذا كان التحضر بهذا الشكل فكيف البداوة والهمجية والتخلف وتوجد غيرها لاكاديميين ونواب ومسؤولين!:
1-
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=512182&AuthorID=802

2-
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=512568&AuthorID=1226

3-http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=513070&AuthorID=1101
4-
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=512186&AuthorID=842

5- http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=507643&date=10062009

حول فلسفة التاريخ

حول فلسفة التاريخ:
تناول الملتقى الثقافي الاسبوعي موضوعا جافا نوعا ما حول تفرعات فلسفة التاريخ،وهو علم حديث بدايته كانت في القرن الثامن عشر،ويتناول البحث في قوانين واسس الحوادث التاريخية والربط بينها وفق مناهج واسس علمية رصينة،تخرج التاريخ من صفة العلم السردي الى علم كامل تنطبق عليه نظريات وقوانين العلوم التجريبية الاخرى،وان كانت نظرة بعض المؤرخين انها لا تنطبق عليها تلك القوانين بأعتبار التاريخ علما يختلفا جذريا عن العلوم الطبيعية والتي يمكن التأكد من نتائج البحوث فيها بينما في التاريخ تختلف كليا عن ذلك وقد تخضع الكثير من الحوادث الى الصدفة المحضة والتي لا ترتبط بقانون ما،عموما هو رأي يمكن قبوله او رفضه وبدرجات نسبية....
وكبقية العلوم الاخرى تطور علم فلسفة التاريخ حتى تفرع وبالتالي اخذ صفة التعقيد في نظري،رغم انها من نتائج وضرورات البحث العلمي المجرد،ولكن تبقى للقارئ العادي هي مسائل تعقيد لدراسة الحوادث التاريخية،عموما التقسيم يكون الى فرعين:
1-الفلسفة النقدية للتاريخ:
وهي الطرق والاساليب المستخدمة في دراسة المنهج التاريخي وفق نظريات محددة سلفا،وهي تعني استخدام كافة الوسائل العلمية لدراسة الوقائع التاريخية وبصورة منهجية تختلف عن طرق السرد المجردة وهي التي اعتاد عليها مؤرخي العصور القديمة والوسطى ومن ضمنها العصور الاسلامية المختلفة...
2-الفلسفة التأملية للتاريخ:
هي دراسة الاحداث التاريخية والاسباب المؤدية الى حدوثها ومحاولة استنباط القواعد والقوانين بغية استخدامها لغرض استكشاف المستقبل وتفسير الوقائع التي سوف تحدث وفق تلك القوانين....
في رأيي الشخصي ان التاريخ هو علم حقيقي متكامل ولكن يخضع لاهواء المؤرخين التي نادرا ما تكون موضوعية،والتاريخ هو اكثر العلوم خضوعا للتزوير والتدليس والتشويه،والنماذج التاريخية كثيرة بحيث يعجز الفرد عن احصائها ناهيك عن تنقيحها بغية طرحها في اسلوب موضوعي متكامل لايخضع للاهواء،ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية في طرحها لاصحاب الفكر ثم عامة الناس،وبالتأكيد تبدأ مراحل الخلاف والتي تصل احيانا الى التكفير والتخوين والتفسيق،او يشاد له بالبنان الذي قد يتأخر احيانا!.
وتأثير النظم السياسية كبيرا عليه بحيث يعجز المؤرخ المحايد من العمل بمفرده،وحتى لو عمل فأن اخراج عمله عن طريق الطرح الاعلامي له بمختلف الوسائل المتاحة صعبا ما عدا المرحلة الراهنة والتي سهلت التكنولوجيا الحديثة اساليب كسر قواعد الحجر والمراقبة الفكرية...
لكن المهمة الاصعب هو كيفية كسر بمعاول العلم الذي يلتزم الموضوعية منهجا ثابتا، في ما توارثت عليه الاجيال من خرافات واساطير لوقائع تاريخية احيانا مضحكة الى درجة عجيبة في كيفية ان عقل انساني يمكن ان يصدقها فضلا ان يدافع عنها....
وتحضرني اكتشافات بعض المؤرخين المتأخرين في كشف حقائق مذهلة وان كانت تلك الحقائق صعبة على المثقفين فكيف عامة الناس،ومنهم العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري(1914-2007) والذي كشف حقيقة وجود اكثر من 150 صحابي مختلق وفق منهج علمي رصين لايقبل الشك،كما كشف وبالتفصيل حقيقة اسطورة عبدالله بن سبأ الشهيرة،وغيرها من النتائج المذهلة...
تبقى قاعدة مهمة في تصوري وهي اذا لم يكن الفرد يملك من المعرفة التي تجعله يميز ما يكتب من الوقائع التاريخية،فلا يصدقها نهائيا حتى يقرأ البحوث العلمية الرصينة التي تلتزم الموضوعيا منهجا....

تماثيل غريبة من العالم


ابداعات الانسان لاتنتهي...وهي دليل قدرته الفذة على تحويل الخيال الانساني الى واقع حقيقي...









































































































2009/06/08

المفكرة:ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي

المفكرة:ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي
في مثل اليوم تمر علينا ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي على يد سلاح الجو الاسرائيلي في 7\6\1981 والذي دمر بالكامل تقريبا...والوقوف على ذلك الحدث الهام هو من الاهمية،لانه اعطاء صورة حقيقية لتاريخ قريب عشناه ومازلنا نعيشه ولكن مع الاسف الشديد عليه ضبابية تمنع من رؤية الحقائق الناصعة البياض امام تشوهات كثيرة ناتجة من سيطرة انحراف كامل على التاريخ،لان في كشفه تنهار اسس فكرية عميقة بنيت عليها حضارات وامم ودول اصبحت بقدرة الزمن يشاد لها بالبنان،ولكن عند تفحصها بالمجهر نجد انها مجرد عصابات مافية منحرفة همها السلطة،وما ادراك ما السلطة!! ...شهوات لاحدود لها تسال من اجلها انهار من الدماء وتزيف الوقائع والعقائد والافكار وتخضع الشعوب وتدمر اذا اظهرت المقاومة!،بل وتنشأ لها اديان ومذاهب تعتبر مقدسة بمرور الزمن!...وياليت تزال تلك السلطة البهيمية الوحشية لتعيش الانسانية بهدوء تتصارع مع الطبيعة لتبقى في هذا العالم الصغيرحتى تبعد عنه مظاهر القلق من الانانيات او الخوف من زوال العالم كله من الوجود!....
اشتركت دول كثيرة في قصف المفاعل وليست فقط اسرائيل!ولكن من هذه الدول او بالاحرى الانظمة؟!...الجواب: النظام البعثي العراقي السابق والنظام السعودي!.
انشأ العراق عدة مفاعلات نووية وبمساعدة من الاتحاد السوفييتي السابق وفرنسا،وكان اكبرها واكثرها خطورة هو مفاعل تموز القريب من بغداد،وحاولت اسرائيل عدة مرات منع فرنسا من مساعدة العراق في بنائه وتشغيله،والذي لو قدر له ان يعمل لانتج القنابل الذرية المدمرة والتي سوف تكون في يد مجرم ارعن مثل صدام لايتورع عن استخدامها ولكن ليس ضد اسرائيل! بل ضد ايران والدول العربية المجاورة،كما استخدم السلاح الكيمياوي المدمر من قبل ضد ايران وضد الشعب العراقي في الداخل!،بينما في حرب الخليج الثانية عام 1991 حذرت امريكا من استخدام السلاح الكيمياوي لانها سوف تستخدم الذري وبالتالي استجاب الديكتاتور الارعن لها!...عموما كانت الضربة الاسرائيلية ناجحة ودالة على ذكاء في التخطيط والتنفيذ وفي استغلال الوقت الامثل حيث كان النظام البعثي مشغولا بحربه العبثية ضد ايران،ولكن المثير في الامر والشبهات التي تحاط بالعملية هو انه كيف عبرت الطائرات الاسرائيلية من اسرائيل الى المجال الجوي السعودي الشمالي ثم دخلت العراق الى منتصف اراضيه وقصفت ثم عادت بسلام في بلد تكون قواته الجوية والدفاع الجوي في اعلى حالات الانذار والجهوزية لان الحرب قائمة؟!...ثم كيف عبرت تلك الطائرات المجال الجوي السعودي وفيها طائرات الاواكس للانذار المبكر؟!،والتي انفقت السعودية في شرائها في صفقة مثيرة تبلغ 8.5 مليار دولار عام 1981 دون ان تضيف شيئا لقوة الردع العسكرية السعودية!بينما دول كثيرة تنفق معشار هذا المبلغ ولديها قوة اكبر واكثر للردع!..
لقد فضحت تلك العملية النظامين العراقي السابق والسعودي،وكشفت حقيقتهما او بالاحرى مقدار هشاشة دفاعاتهما اذا كانا حقا مدافعان عن بلادهما!!...
عندما دخلت الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي العراقي كشفتها الرادارات العراقية وابلغت الجهات العليا بذلك،ولكن جرى ليس فقط اهمال في الاستجابة بل وتهديد حتى من عرف ذلك بالاعدام اذا كشف الحقيقة!!،مما يدل على تواطئ مسبق يدل على عمالة لا لبس فيها للنظام البعثي الفاشي في العراق...والاغرب من ذلك وصلت الطائرات الى مقربة من بغداد وقصفت وكان من الممكن لسلاح الطيران العراقي ان يتصدى وان يسقط بعضا منها ولكن ذلك لم يجري!!...
وبعد انتهاء العملية بنجاح والاعلان عنها في اسرائيل،كشف النظام البعثي المعروف بمنعه الاعلام من معرفة ادق وابسط الحقائق عن العراق عن العملية!
وعرضت السعودية بعدها عليه مبلغ 250 مليون دولار وهي قيمة بناء المفاعل المدمر كي تواري سوئتها،ولكن لم يبنى المفاعل من جديد ولا يعلم عن المبلغ شيء!واكثر الظن انه رشوة غربية على العراق للسكوت وبأموال عربية!.
بعد ادانة مجلس الامن،حاولت مجموعة دول عدم الانحياز تمرير قرارات ادانة وفرض عقوبات وتعويضات على اسرائيل،الا ان النظام البعثي السابق الغاها في اخر الامر في حدث اثار استغراب ممثليات دول عدم الانحياز لهذا الموقف الغريب! ثم لم يتبع العملية رد فعل عسكري من العراق وبحجة حرب ايران،كذلك لم يطالب بالتعويض حتى سقوطه المخزي عام 2003،والان يحاول البرلمان العراقي اثارة المسألة من جديد بغية الحصول على تعويضات من اسرائيل وادانتها سواء لدى المحاكم الدولية او لدى هيئة الامم المتحدة الفاسدة اذا استجابت للحق والعدل !!.
مشاركة النظام البعثي في تدمير مفاعله النووي كان بسبب نهجه الجديد الذي تحول بموجبه صدام الى مرتزق دولي لمحاربة ايران بتفويض غربي وعربي مشترك،وبالتالي ليس لديه سوى الطاعة والقبول بالمطالب الغربية في انهاء العمل بالبرنامج النووي والسماح له ببرامج اسلحة التدمير الشاملة الاخرى ومنها الكيمياوي بغية تدمير ايران وقوتها العسكرية.
والمشاركة السعودية في التدمير ناتجة ليس فقط من الولاء للغرب بل وايضا من الخوف من ديكتاتور اهوج قد ينقلب عليها مستقبلا،والسياسة السعودية هي مشابهة لسياسة بريطانيا والتي تستند على قاعدة:الحليف القوي هو مثل العدو القوي!...
تفاصيل الحدث لاتعنينا هنا!،بل في استخلاص النتائج والعبر من تاريخ مشوه يتبعه الظالون وزعماء من العمالة انهم باعوا اوطانهم الى درجة تدمير برامجهم التقنية المتطورة ناهيك عن التحالف مع الصديق السري والعدو المعلن،اسرائيل! ومن يدري لولا الضربة الاسرائيلية لقام العراق بتدميره بنفسه كما فعلت ليبيا ببرامجها المشابهة لها !!...
تدمير المفاعل هو تدمير لقدرات العرب العلمية ومن شارك بالتدمير هم الحكام العرب!وهي وصمة عار على جبينهم،وكشف لواقعهم الحقيقي المخزي....
ومن التاريخ نستمد العبر لنسير في الاتجاه الصحيح.....

انتخابات العالم العربي:النموذج اللبناني

انتخابات العالم العربي:النموذج اللبناني
يتوجه اللبنانيون في داخل بلادهم الى اختيار نوابهم في المجلس النيابي،ومهما قيل في تلك التجربة والتي تعتبر حرة وديمقراطية الى حد ما،وتتقدم على دول كثيرة من العالم العربي،فأنها غير صحيحة وسليمة بكل معنى الكلمة،وسوف تنتج برلمان يبقى مشوها الى الابد مادامت الارادة الحرة مكبلة بقيود الاقطاعية السياسية والمصالح الانية دون آدنى اهتمام لمصلحة الوطن الذي يحتاج الى ابناءه جميعا بدون استثناء وفق قاعدة المساواة والعدالة بينهم....
ولكن اي مساواة واي عدالة؟!...ولبنان محروم منذ عقود طويلة من الزمن من اجراء احصاء سكاني يبين حجم السكان وطوائفه المتعددة،بحجة ان بعض الطوائف لاتقبل بذلك...فهل يعقل ان يقسم البرلمان مناصفة بين المسلمين الذين يشكلون نسبة 67% وبين المسيحيين الذين يشكلون نسبة 33% !!...
هل هذه الحرية والعدالة؟! ونحن نرى التقسيم ناتج من فقدان لبعض الطوائف لحجمها السكاني بسبب قلة التكاثر الطبيعي وبسبب الهجرة الخارجية ايضا.
هل العدالة ان نرى الموارنة وهم الان الطائفة الثالثة في البلاد بعد الشيعة والسنة،ولهم الحصة الكبرى في البرلمان؟! بالتأكيد كلا!...
اذا اريد للبنان ان يكون وطنا حرا لجميع ابناءه وجب عليه ان يقوم بأحصاء سكاني شامل ثم يقوم بأجراء الانتخابات وفق قانون يمنع المحاصصة الطائفية والا فأن المشاكل سوف تبقى في البلاد الى أجل بعيد،وان تخرج المناصب من دائرة المحاصصة حتى يجعل الطفل الصغير مهما كانت طائفته يحلم ان يكون رئيسا للجمهورية او الحكومة او البرلمان،اما ان تقسم المقاعد مناصفة وتوزع الحقائب الوزارية فذلك خطأ فاحش يأباه العقل والمنطق.
ولذلك فأن اتباع التيارين الرئيسيين في البلاد سوف يبقيان الحالة الراكدة للعمل السياسي من خلال عدم حصول الاغلبية الشعبية على حقوقها الكاملة مادامت التفرقة موجودة في عدد النواب لكل طائفة في البلاد.
الوراثة السياسية:
الخطورة الثانية على لبنان وعلى كل بلاد العالم الثالث،هي الوراثة السياسية الناتجة عن انتقال الزعامة السياسية من الاب الى احد افراد عائلته دون ادنى اعتبار للمواصفات والمزايا التي يتمتع بها الموروث.
هذه المشكلة هي من الصعوبة انه لا يمكن تحقيق تقدم في البلاد الا بأزالة تلك العوائل الاقطاعية السياسية والتي تتحكم بمصائر الشعب الذي هو مع الاسف الشديد ورغم قدراته العالية في التحصيل العلمي والانفتاح الخارجي الا انه ما زال في قمة التخلف السياسي،ومن من ؟!..قادة لايملكون مواصفات اتباعهم،ولكن توفر المال والنفوذ السياسي مع الجهل والتخلف الفكري هوالذي يجعل الانسان اللبناني يخضع بسهولة الى هؤلاء القادة الذين يتنافسون فيما بينهم الى مقدرات البلاد الى درجة التصادم الدموي والذي سبب حربا اهلية اهلكت الجميع ودمرت بلدهم.
مهما كانت مواصفات القائد السياسي ومهما كانت مبادئه فمن الخطأ الفاحش الذي يصل حد الغباء في اختيار خليفة له من افراد عائلته.
وامامنا نماذج لا تستحق ان تحكم او تتزعم يوما واحد فكيف عقود طويلة من الزمن في ضيعهم سواء الخاصة او العامة. انه انحدار فظيع للعقل الجمعي اللبناني عندما يختار وبمحض ارادته قادته السياسيين الصغار رغم توفر القابليات القيادية المذهلة لدى شرائح شعبية واسعة،ومهما كانت الحجة في ذلك الاختيار او في التبعية العمياء وكأن الجموع البشرية كقطيع الاغنام تقاد الى محرقتها المتمثلة بالفساد الناتج من تلك الفوضى السياسية التي تستند على الطائفية والوراثة السياسية المقيتة،فأن العقل المختار مدعو الى محكمة تاريخية تظهر كل فساده وانحداره الى ذلك المستوى الوضيع...
عندما نرى في الجانبين ابناء الوراثة السياسية وهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وامين الجميل وسليمان فرنجية وآخرون،يصاب الانسان بالغثيان من تلك الوجوه التي لو فرضت العدالة والمساواة على الجميع لما اختيروا ولو بعد الف عام! فكيف يمكن تفضيلهم على الاخرون وعن طريق مؤازرة اتباع يصل بعضهم الى اعلى المراتب العلمية او الادبية!!..
بينما في الجهة الاخرى نرى البعض قد وصلت الزعامة اليه بجدارة وكانت المواصفات والنشاط السياسي والعمل الدؤوب هو الذي اوصلهم الى تلك المكانة العالية من قبيل السيد نصر الله وغالبية قادة حزبه،ونبيه بري رئيس المجلس الحالي،وميشيل عون وغيرهم ولكنهم اقلية وسط وطن يورث الزعامة السياسية !! والتصادم بين الزعامات المتوارثة هو اكثر عددا ودموية فيما بينها او مع الزعامات الاخرى بينما في داخل الزعامات الوليدة فأنه يقل عدد التصادمات فيما بينها نسبيا.
لبنان يحتاج الى ثورة ذاتية للخلاص من الوراثة السياسية وآثارها المدمرة على المجتمع ككل،كذلك فهو ايضا محتاج الى عمل نشيط لتخليصه من الطائفية السياسية وتقسيماتها والتي تحاول جذب اكبر عدد من الناخبين الى صفوفها دون ادنى اعتبار لمصلحة الوطن ككل....

2009/06/04

محرقة جديدة

المقدمة:
كان لي بحث كتبته اوائل 2007 حول الديون القذرة في العالم وهو تعريف للاموال التي تمنح لاغراض غير شرعية او انسانية لنظم مستبدة،ولكن دب في نفسي الكسل ولم اكمله اسوة بعدد من الدراسات التي تركتها بدون اكمال،ولكن نظرا للضجة الاخيرة حول الديون العربية على العراق،وجدت نفسي مضطرا لكتابة هذا المقال المختصر وللرد على من يكتبوا بدون اسس منطقية ولكن تتوفر لهم الامكانات الاعلامية الضخمة والتي تسمح لهم بنشر ترهاتهم الغير منطقية!.
وبعد تحرير العراق عام 2003 من حكم العصابة البعثية الارهابية الطويل ،وجد العالم نفسه مذهولا امام هول الكارثة في بلد مزروع بمئات المقابر الجماعية وبدمار لاحدود له في بلد ثري جدا ولكن تحول نظامه الفاسد الى مرتزق دولي حتى عوقب شعبه بدون ذنب وهو مثال حي للفصل بين الانظمة الاستبدادية وشعوبها في العالم الثالث،ولذلك تنافس الشرق والغرب على مساندته في جميع النواحي ومنها تخليصه من الديون والتعويضات المفروضة عليه من قبل هيئة الامم المتحدة الفاسدة وهي محاولة ليس فقط لتبرئة الضمير الانساني الحي من دعم مثل هكذا نظام ارهابي،بل وايضا للحصول على نصيب من عقود البناء والتطوير واقامة افضل العلاقات مع شعبه.
بلاد العرب:
اما بلاد العرب فكانت عكس دول العالم المتحضر كما هو واقعها الراهن! فقد تنافست على ارسال الارهابيين اليه لتدمير ما تبقى منه وعدم الاعتراف بحكومته المنتخبة لان فيها اطياف تختلف عنهم مذهبيا وعنصريا،واخذت تطالب بديون قذرة سابقة كان الاولى بها ان تكون اولى البلدان في الغائها.
وبما ان اغلبية الديون لدول الخليج والتي هي محكومة بنظم قبلية مفروضة طاعتها في كل الاتجاهات مهما كانت نوعية الاتجاه!،فأن الطامة الكبرى ان الطبقات المثقفة فيها اصبحت كالببغاوات تردد ما يايقال في وسائل اعلامها الرسمية،والنتيجة مآساوية في النهاية كون عامة الناس سوف يتلقون بدون وعي ذلك النهج المشوه وبالتالي تزرع الاحقاد والاضغان في بلاد كان الاولى ان تكون يدا واحدة في كل شيء! ولكن مع الاسف الشديد هذا الانحدار انتقل من اعلى القمة الرسمية الى ادنى مكان في المجتمع!.
محرقة جديدة:
بعد التحرك الكويتي لابقاء العراق ضمن البند السابع الذي يمنعه من ممارسة دوره الطبيعي كدولة مستقلة بأرسال سفيره محمد ابو الحسن الى دول العالم المؤثرة ،تحرك النواب العراقيون كرد فعل طبيعي على ذلك ثم تحرك جزء من الاعلام العراقي ضد الاعلام الكويتي الذي لم يقف يوما واحدا في اهانة واذلال وتجريح الشعب العراقي كما تابعته منذ عام 2003 حيث التغييرالجذري في العراق،ولم ارى رد فعل اعلامي عراقي موازي ضد العداء العلني الواسع النطاق الذي تفوح منه رائحة الكراهية للاعلام الكويتي الذي لايوجد قانون مثل الدول الغربية ينظمه بسبب انشغال العراق في معركته مع الارهاب الممول من الدول العربية والفوضى المنتشرة فيه.
بعد التحرك الاخير للاعلام والنواب العراقيين والذي لم تشارك به الحكومة العراقية اساسا رغم مشاركة حكومة الكويت لاعلامها ونوابها في الهجمة! جاءت التسمية الطبيعية من الاعلام الكويتي بأن هؤلاء بعثيون وصداميون في ظاهرة مثل ظاهرة اسرائيل عندما ترى احدا ينتقدها تصفه بانه معادي للسامية!!.
والاجماع الغير عقلاني في الكويت لم يشذ عنه سوى عقلاء منصفين قلائل ! امثال ناصر العبدلي وعبد اللطيف الدعيج في القبس والعلامة المهري،والبقية مثل الببغاوات يكررون نفس الاسطوانة،ثم يعيبون على عراقيي الداخل انهم خضعوا لصدام بارهابه مع العلم هم الان خاضعين لحكومتهم ولكن بأرادتهم!.
والعراق دفع 13 مليار وكانت خسائر الكويت في الازمة المالية العالمية باعترافهم 31 مليار دولار عكس الرقم سبحان الله!ويريدون 16 مليار على ديون حرب ايران المقدرة ب10 مليار والتي يوجد فيها بند انها بدون فائدة ! مع ملاحظة ان المعارضة العراقية في بداية حرب ايران حذرت دول العالم من تمويل صدام وانها غيرملزمة لها بالدفع بعد اسقاطه،مع تعويضات اضافية تقدر ب25 مليار دولار لتعويضات الغزو غير الذي حصلت عليه من اضافة لاراضيها من تحديد الحدود في وضع كان صدام منبوذا من قبل المجتمع الدولي عام 1993 والشعب العراقي الخاسر الوحيد في كل ذلك....
وادلتهم مضحكة في انها نفس تعويضات المانيا!...والحقيقة انه بعد الحرب العالمية الاولى فرضت التعويضات على المانيا ولم يفرض عليها الحصار مثل العراق وبالتالي دمر العراق بالكامل من قبل من يريدون التعويضات الناشئة اساسا من حرب تدمير العراق وايران والتي اشتركت دول الخليج فيها مع دول الغرب التي الغتها بشكل جماعي لمعرفتها بقذارة تلك الاموال بينما فقط الامارات العربية الغتها! ولو اتيح بناء العراق بعد 1991 لامكن تسديد كل ديون صدام القذرة،وبذلك تدمير العراق جاء مرتان، الاولى مع ايران والثانية مع الحصار الذي دام 12 عام،والمانيا رغم ذلك لم تسدد سوى جزء من التعويضات بل انتقمت من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية،وفي النهاية استفاد الحلفاء من اخطائهم السابقة ليس في عدم فرض التعويضات بل في بناء المانيا لانه بناء للسلام العالمي،ولم يفرض سوى تعويضات لليهود بسبب محاولة بناء اسرائيل بها.
والادعاء الفارغ الاخر ان العراق غني قادر على التسديد،اقول وايضا الكويت غنية وقادرة على التنازل عنها !،واذا محرم على النواب والاعلام ان يسأل حكومته لماذا لا تفتح ملفات كيفية تقديم الاموال لنظام صدام واسباب غزوه،فأن الاخرين ليسوا كذلك!،وخسارة الكويت للعراق اكبر من خسارة الاخيرلها،ففي عام 2008 كان التبادل التجاري 5.5 مليار وهي طبعا جميعها تقريبا صادرات من الكويت .
وادعاء ان العراق غير ملتزم باعادة الاسرى والمفقودين هو ادعاء لاقيمة له لان ابواب العراق فتحت بعد التحرير ولكن وجدت المقابر الجماعية بالمئات وهي تضم مئات الالاف وبالتالي كل الجهود المبذولة مع المنظمات الدولية للبحث عن جميع الضحايا لم تؤدي سوى الى كشف هويات جزء صغير ومنهم نصف مفقودي الكويت وبالتالي هذا الاتهام بعدم التعاون لاقيمة له...
الاصرار على الديون القذرة والتعويضات لن يؤدي سوى الى اشعال حرب جديدة تحرق الاخضر واليابس وتثير احقاد اكثر لاداعي لها وهذا لايختص بالكويت فقط وانما بالسعودية وقطر ايضا،وهذه الدول اساسا لا تحتاج الى اموال اضافية بل هي وسائل ضغط دائمية نتائجها معكوسة عليهم...

الرحمة بين الحيوانات
















الرحمة بين الحيوانات:
وصلني ايميل جميل ومؤثر فيه صور لحيوان النمر كيف صاد غزال صغير لصغاره الذين بدلا من اكله رحموه واصبح بينهم،بينما البشر عكس تلك الحيوانات التي تفوقت علينا بالرحمة فيما بينها،اقارن ذلك ليس فقط انعدام الرحمة بين عامة الناس،بل بين شعوب بأكملها وخاصة بين شعوب الدول العربية نفسها!!....
تفكروا في هذا الحديث قال الرسول صلى الله عليه وآله سلم(( إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ))





المفكرة:الذكرى العشرون

المفكرة:الذكرى العشرون
اليوم 3\6\2009 مرت الذكرى السنوية العشرون على حدثين هامين وقعا متزامنين العام 1989 وفي الرقم دلالة رمزية للذكرى،كما هي للعبرة ومزيد من المعرفة لمن لا تحضره الذكرى....
1- في يوم 3\6\1989 رحل الامام الخميني(1902-1989) وهو احد كبار الفقهاء والعرفانيين الروحانيين والذي عارض بشجاعة لفترة طويلة الحكم الشاهنشاهي في ايران حتى انتصرت الثورة عام 1979 بقيادته الصلبة وبتضحيات جسيمة ،وتأسيسه الجمهورية الاسلامية وفق مبدأ الاختيار الشعبي الحر.
لم يتغير حاله بعد الثورة،فقد بقي يسكن في بيت للايجار،زاهدا الدنيا في عيشة غاية في البساطة رغم زعامته الروحية والعلمية،حتى انه ابعد كل افراد عائلته عن الحكم وهمومه،وترك اثرا عميقا في النفوس ودروسا لم تنضج العقول لهضمها!.
ترك الكثير من المؤلفات القيمة والعميقة التأثير وخاصة الفكرية والعرفانية حيث كان من العباد المخلصين المنقطعين للعبادة،وهو رغم مرور عقدين من الزمن على وفاته الا انه مازال مجهولا لدى اصقاع كثيرة من العالم العربي،وفق نظرة سلبية جراء تشويه اعلامي من قبل الانظمة العربية الفاسدة والتي استغلت الفارق المذهبي لخلق فجوة واسعة بين المذهبين الرئيسيين في الاسلام.
2- صادف في نفس اليوم واليوم الذي تلاه(4\6)،وقوع احداث تيان آن مين(ميدان السلام السماوي) في بكين العاصمة الصينية،والذي بدأ بتظاهرات مطالبة بالديمقراطية والحرية للشعب الصيني الذي يعيش في ظل نظام شيوعي مستبد منذ عام 1949،وكان يقود المظاهرات الطلبة الصينيون الذين لم تردعهم دبابات واسلحة الجيش المرسلة لسحقهم،ففضلوا الموت بكرامة وبشجاعة على الخضوع للاوامر الحكومية بأنهاء العصيان المدني الذي كان يتوقع له ان يحدث ضجة عالمية تصاحب الضجة التي حدثت في اوروبا الشرقية في نفس العام عندما سقطت الانظمة الشيوعية الشمولية والتي نجحت بدون سفك دماء الا في رومانيا،بينما فشلت الثورة الطلابية في بكين بعد ان شاهد العالم الوحشية الشيوعية عندما سحقت الدبابات اجساد الثوار المعزولة والتي قدر عددها بالالاف هذا غير المعتقلين والمنفيين،مع شيوع موجة خوف عارمة من السلطة.
لم تنجح الثورة ولكنها باقية في التاريخ،مع ذكر شجاعة المعتصمين المذهلة حد الموت في طلب الحرية والكرامة والديمقراطية للشعب الذي مل الشيوعية المستبدة...

اسطورة التغيير الفوقي - القسم الثلاثون

اسطورة التغيير الفوقي - القسم الثلاثون
من الملاحظ في هذا الانقلاب انه كان اسلامي النزعة بسبب شيوع الصحوة الاسلامية في العالم الاسلامي منذ انتصار الثورة الايرانية عام 1979 بينما كان انقلاب النميري عام 1969 يساريا لشيوع المد اليساري في العالم حينها! ولكن الحقيقة الساطعة التي لا يختلف عليها اثنان هي ان العسكر في اي بلد لا يتمسكون بفكر آيديولوجي مهما كان تأثيره عليهم وعلى الشعب والعالم،ولكن يصبغون انفسهم بتلك النظريات السائدة وفق اسباب شتى يمكن دراساتها في بحث منفصل ومفصل،ولكن اهم تلك الاسباب ان الاقتناع الايديولوجي لقادة الانقلابات العسكرية مهما كانت قوته فأن تأثيره سوف يزول او يضعف امام التربية العسكرية المتشددة والتي هي اقرب للنزعة الاستبدادية منها لاي فكر آخر عاجلا ام آجلا،وكذلك الحاجة الماسة للدعم المحلي والدولي لبناء اجهزة السلطة الجديدة وبالتالي ينبغي عليها لفترة متوسطة الامد ان تميل مع اتجاهات التيار الشعبي والرسمي العالمي !وهذا يؤدي الى نتيجة منطقية وهي أن هدف السلطة والتمسك بها هو الهدف الاسمى للانقلابيين بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية ثم تأتي بعده بقية الاهداف الاخرى والتي تكون ثانوية بالطبع تجاه الهدف الرئيسي(الغاية هنا تبرر الوسيلة).
ورغم ماقيل عن كون الانقلابيين هم جزء من بنية تنظيم الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي،الان ان الاحداث بعد ذلك اثبتت ان العسكر هم من خارج التنظيم وقد يكونوا متأثرين بالتنظيم او جمعتهم الظروف الموضوعية بسبب المشتركات الكثيرة بين الطرفين او حتى وجود من ينتسبون للتنظيم بالفعل ولكن نسبتهم اكيد محدودة ولايخضعون في النهاية الا للتسلسسل التراتبي العسكري ،ولذلك فقد نشأ تحالف بين الطرفين ساعد على تقوية السلطة وتثبيتها رغم معارضة غالبية التيارات السياسية الاخرى لها،وقد اصبح الترابي الرجل الثاني في السلطة وهو كان الوجه المدني لها والمنظر الرئيسي للنظام،وهي ميزة كبيرة لنظام متخلف فاسد مثل نظام البشير يرفض كل الحلول السلمية لحل مشكلات البلاد وخاصة المشاركة في السلطة وتحويله السودان الى بلد تشغله الصراعات الداخلية عن بناء قوته السياسية والاقتصادية،ولكن النتيجة المتوقعة مهما طالت هي ان التحالف سوف ينهار بين حزب الترابي وسلطة العسكر بقيادة البشير لاختلاف الطرفين الفكري والسلوكي بينهما بصورة كبيرة رغم ان الظاهر هو المشتركات الاسلامية في السنوات الاولى من الانقلاب،فالبشير وهو نموذج للعسكري العربي تقف عقليته عند حدود ضيقة بينما يقف الترابي على ارضية صلبة من التفكير الحر المتنور والذي يستند على ثقافة متنوعة ثرية منفتحة بنيت خلال عقود طويلة من الجهد الذاتي والخبرة العملية،رغم وصمة العار التي تلفه في بناء نظام عسكري ديكتاتوري لفترة تزيد على عقد من الزمن مهما كانت غايته في الاستفادة في نشر الوعي الديني وتحويل البلاد الى حكم اسلامي متنور،ولذلك كان الفرق بينهما شاسعا ويستحيل الجمع بين المتناقضين لفترة طويلة.
وبعد مرور عقد من الزمن اطاح البشير بحليفه الترابي نهاية عام 1999 بعد ان احس بخطره على نظامه وان دعوات الترابي التنظيرية سوف تكون وبالا على النظام، وبذلك اصبح النظام عسكريا بأمتياز ليس له حليف سياسي رئيسي يمكن ان يشترك معه في الحكم،وبذلك توسعت سيطرة البشير وعملائه على اجهزة الحكم،ورغم عقده السلام مضطرا مع المتمردين في الجنوب عام 2005 الا انه واجه مشكلة اقليم دارفور والتي كانت مآساة انسانية كبيرة شارك في تأجيجها بدلا من حلها،مما ادى الى صدور مذكرة الاعتقال الدولية بحقه بأعتباره مسؤولا رئيسيا عن الابادة الجماعية في الاقليم،وهي لاول رئيس في سدة الحكم في التاريخ الحديث،وهو دليل على تقدم البشرية ولو بصورة متأخرة لتنفيذ العدالة على الجميع بدون استثناء.
ومنذ صدور تلك المذكرة رفضها البشير ومعها الاعتراف بالمحكمة ايضا في وسيلة مفضوحة للاستهانة بقراراتها والتشكيك بمصداقيتها! وهي دلالة لا تقبل الشك على تورطه بتلك المجازر الوحشية،وقد ظهرت مع الاسف الشديد وبمرارة على انعدام المسؤولية الاخلاقية والانسانية،حقيقة العالم البشعة وهو وقوف الكثيرين من القادة والمفكرين وبعض العامة الى جانبه باعتبار ان المحكمة وقراراتها سياسية وهم يتجاهلون بطبيعة الحال ان وقوفهم معه سياسي ايضا!!وسبب ذلك في نظرهم ان المحكمة اداة بيد الدول الكبرى مع العلم ان المسألة جنائية وحتى لو كانت فعلا المحكمة اداة سياسية فهي مبرر لاقيمة له لان تجاهل العدالة التي لاتفرق بين احد وآخر مهما كان منصبه مع تجاهل ملايين الضحايا والمشردين هي انحدار كبير في المستوى الاخلاقي لدى هؤلاء الذين يدعون التصدي للسيطرة الغربية على العالم!.
وقد شاهد الجميع الديكتاتور البشير وبعض اركان نظامه كيف تهستروا منذ صدور مذكرة الاعتقال بحقه، وقد غطت ملامح الخوف والرعب عليه،على مظاهر تهستره وخاصة في جولاته الداخلية والخارجية ومحاولاته المكشوفة في التقرب من الجميع حتى لو بصيغة طريقته المثيرة للسخرية في الرقص الشعبي!وهي ملاحظة مثيرة وجديرة بالاهتمام لكون اغلب المذنبين في مختلف القضايا الجنائية هم يتهستروا بالفعل اذا كانوا في متناول اليد او تحت الانظار.
ان الحال الذي وصل عليه النظام العسكري السوداني هو مؤسف للغاية،فرئيسه مطارد من قبل العدالة الدولية لثبوت جرائم نظامه الوحشية في اقليم واحد وهو دارفور فكيف في بقية الاقاليم الاخرى! ثم ان الحرب في الجنوب وشرق البلاد لم تسلط الاضواء عليها وعلى المآسي والمتسببين بها،هذا بالاضافة الى تسلطه الطويل على الحكم بطريقة غير شرعية والفساد المصاحب له،هما كافيان لاعتقاله الى المحكمة الدولية بتهم جديدة اخرى لاتقل بشاعة عن التهمة الموجهة اليه عن مآسي دارفور والتي تناساها حكام الدول الاسلامية واشغلوا شعوبهم ايضا عنها رغم انها مأساة انسانية لبشر رغم انهم مسلمون لكونهم اي الحكام متورطون في مآسي مشابهة لها في بلدانهم ،اذا لم تكن دموية وفي حجمها فعلى الاقل سياسية واجتماعية واقتصادية!.
حتى الدول التي ساندت المحكمة حاولت التفاوض معه للخروج من الازمة،ولكن يكفي قرار النظام بطرد المنظمات الانسانية وبالتالي فقدان مساعدة مئات الالاف من المحتاجين لهم،هو جريمة اخرى تضاف الى جرائم هذا النظام الديكتاتوري المتخلف والذي لو حل محله وخلال عقدين من حكمه نظام مدني نزيه لاستفاد الشعب السوداني من ثرواته الضخمة في بناء اقتصاد قوي متين يكون نموذجا للاخرين ولكن تلك الحياة تحت ظل الطغاة: عبودية واذلال وفقر وجوع وجهل وتخلف ....
في دراسة سير وسلوك الانقلابات العسكرية الثلاث في السودان منذ استقلاله،يتبين لنا ان اجهاض الحكم المدني الديمقراطي هو جريمة خيانة لاتغتفر،فهي سبب رئيسي للكوارث التي حدثت والتي سوف تحدث في المستقبل،وضياع عقود طويلة من الزمن غير مبررة اطلاقا مع سوء سلوك في الحكم،والانقلابات استندت على قوة الجيش والذي يشكل الشماليون الاغلبية في قياداته وبالتالي سوف لن يرضخوا للحكم المدني التعددي،وبذلك يكون من الاجدر بالحكومة المدنية القادمة هو منع التمييز ضمن اجهزة القوات المسلحة مع تنويعها وضم كل المعارضين المسلحين لها حتى يمكن كبح جماح الانقلابيين في المستقبل مع مراقبة شديدة له،بينما الحل الاخر والمتمثل بتقليل العدد وتقليم اضافر الجيش هو في الحقيقة غير واقعي بسبب كبر مساحة البلاد وتعدد دول الجوار والتي تختلف سياساتها مع السودان في الغالب هذا بالاضافة الى عدم استقرار الجيران شبه الدائمي،كل ذلك يفرض على السودان بناء قوات مسلحة قوية وضخمة العدد حتى تفرض السيطرة والامن على البلاد وبالتالي ان المهمة الاولى هي اعادة تأهيل الجيش وفق المهنية الحرفية ومنعه بكل الوسائل من التدخل في السياسة مع فرض اشد العقوبات على المخالفين لان للبلاد تاريخ سيء مع الحكم العسكري والذي يتعارض وجوده مع عالم حر ديمقراطي،يجعل من اهم اولوياته هي حقوق الانسان والتطور الاقتصادي،اما الانشغال بأمور جانبية اخرى مثل الصراعات الدموية الداخلية فهي دمار بكل معنى الكلمة لان الجميع سوف يكون خاسرين،بل حتى العالم الخارجي سوف يخسر مكانة البلاد في دعم استقراره ويكون مشغولا في مساعدة ابنائه واطعامهم.
الحكم العسكري هنا هو خير مثال على ان خرافة الانقاذ والتغيير وغيرها من المسميات المضحكة هي وسائل تغيير بالية بل هي خرافة لا يعتقد بها الا مكابر!
فالنظرة الاولية على اوضاع البلاد الراضخة تحت الحكم العسكري ومقارنته بالحكم المدني الديمقراطي هي واضحة للعيان بما لايقبل مجال للشك،والتجارب هي خير دليل على اثبات البرهان كما هو واقع ضمن البحوث العلمية التطبيقية،والتنظير لاثبات وجود الحكم العسكري او الدفاع عنه او عن رموزه هو كارثة فكرية للعقل البشري الذي لا يستوعب التجارب التاريخية على عدد كبير من البشر بينما يستوعب التجارب على بعض الفئران بغية كشف دواء جديد!!...
الانقلابات العسكرية في السودان لم تمنح الفرصة للحكم المدني لاثبات انه الاجدر بالحكم كون الفترات الزمنية قصيرة مع وجود الاضطرابات المتكررة في البلاد،كما ان عدم استيعاب لمبادئ العدالة الانسانية والحرية بصورة مطلقة من قبل الكثيرين حتى من خارج السرب العسكري،هو سبب رئيسي في استمرار الازمات لان مع وجود العدالة والحرية والمساواة سوف تقتنع كل الاقليات والاعراق في العيش في وطن آمن يحيا الجميع فيه،وبدون ذلك فالحروب والقتل والتدمير ودعوات الانفصال سوف تكون مستمرة الى ان يجلس العقلاء في الدولة لحلها وبصورة جذرية دائمة وليست حلول وقتية تفرضها الظروف الغير طبيعية....
ما الحل؟!...
ببساطة ان القبض على البشير وزمرته المتسببة بكل الدمار والجرائم ضد الانسانية هو الطريق الامثل لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه في المستقبل في ان ينقلب على الشرعية الدستورية ليحكم البلاد دون الخوف من العقاب مادام السابقون يعيشون بأمن وامان! وهذا ليس فقط للسودان بل لكل بلد ايضا...
في اعتقاله هو رسالة واضحة لكل مستبد خائن لشعبه ان يكف عن جرائمه ويرحل!...وهي بالتأكيد نهاية للحكم العسكري الفاسد وبداية لحكم مدني تشرف عليه المجموعة الدولية،ولكن الطريق بعد ذلك سوف يكون صعبا لكون غالبية الجيران هم على نفس شاكلة النظام السوداني الحالي وبالتالي سوف يعملون كما عملوا مع العراق بعد 2003 في زعزعة الامن والاستقرار بغية خلق مناخ لعودة الحكم المستبد من جديد،وسوف تكون اليد الاكبر في ذلك للبلاد المحكومة منذ زمن بعيد بنظم عسكرية مستبدة مثل مصر وليبيا واريتريا،هذا بالاضافة الى بقية الجيران الاخرين الذين لهم مصالحهم الاخرى ايضا....
الاستناد الى دولة دستورية مستمدة من صندوق الانتخابات ليس سهلا ولكن هو الطريق الامثل لخلق بلد آمن ومستقر تعيش فيه القوميات والاعراق والاديان وفق قاعدة العدالة والمساواة....

اسطورة التغيير الفوقي - القسم التاسع والعشرون

اسطورة التغيير الفوقي
القسم التاسع والعشرون
5- السودان:
اكبر البلاد العربية مساحة،وعدد سكانه يقارب الاربعين مليونا(2009)،وغني بمختلف الثروات وخاصة الزراعية بحيث يصنف ضمن احد ثلاث بلدان يمكن ان تحل في المستقبل اي مشكلة غذائية في العالم اذا استغلت اراضيها الشاسعة ،والبلدان الاخران هما استراليا وكندا،وهو دليل قوي على ضخامة حجم الاراضي الزراعية الخصبة وتوفر المياه والنفط والغاز بكميات كبيرة مع القدرات البشرية.
لكن ! مع الاسف الشديد يصنف السودان ضمن خانة الدول الفاشلة في العالم واكثرها تخلفا وفسادا بل والاغرب من ذلك ان الصراعات الدموية ونتائجها تركت الكثيرين فيه يموتون بسبب الجوع والمرض!...وكل ذلك بسبب الانقلابات العسكرية المتتالية التي هي نتاج التغيير الفوقي والذي يسبب كل مظاهر التخلف والجهل وانتشار الفساد وسقوط الضحايا وقمع الحريات وانتهاك حقوق الانسان.
منذ استقلال السودان عن بريطانيا وانفصالها عن مصر عام 1956،لم تترك لها الانقلابات العسكرية الدموية فرصة العيش في ظلال الحكم المدني الديمقراطي التعددي،خاصة وان في السودان تقاليد ديمقراطية مغروسة في المجتمع بحيث يتفوق على الكثير من البلاد العربية،ونلاحظ ذلك برغم مظاهر التخلف الواضحة عليه والحكم العسكري الطويل،الا ان المجتمع احتفظ بكل مظاهر التعددية السياسية من احزاب ونقابات وصحف معارضة وكل مؤسسات المجتمع المدني رغم الضغوطات العسكرية عليه،وانتج كل ذلك في تكوين الانسان السوداني،قدرة كبيرة على الحوار والتحليل السياسي وخبرة طويلة في اسلوب ادارة منظمات المجتمع المدني ومن ضمنها الاحزاب،وحتى الحكم العسكري برغم قسوته الظاهرية الا انه يعتبر اكثر تطورا في تعامله من المعارضة واحزابها من الانظمة العربية المجاورة التي وصلت انتهاكاتها الى مراحل عالية من الوحشية وانعدام الرؤية الوطنية الواسعة،الا ان الصفات تلك بقيت في هامش كبير محصورة ضمن نطاق الاقاليم الشمالية والتي تسكنها اغلبية عربية مسلمة،تختلف عن الجنوب والذي تعيش فيه اعراق مختلفة ويعتنق اغلبية سكانه اديان مختلفة ومن ضمنها الدين الاسلامي،هذا بالاضافة الى الاقاليم الاخرى وخاصة في شرق السودان وغربه ومن ضمنها اقليم دارفور المضطرب وهي تختلف عن الشمال فقط في الاصول العرقية وتشترك معه في الدين الذي لم يمنع عنها التمييز والاضطهاد بل والابادة الجماعية!.
عندما استقل السودان عام 1956،كانت فيه كل مظاهر الحياة الديمقراطية رغم بدائيتها،وكان الحكم المدني قائما رغم انه لم ينفع من التخفيف من حدة الصراعات بين الاحزاب مما ادى الى تدخل الجيش في انقلاب الفريق ابراهيم عبود في تشرين الثاني(نوفمبر)1958 والذي اوقف العمل بالدستور وحل الاحزاب ومنع كل مظاهر المعارضة السياسية والتجمعات ومنح له وللحكومة العسكرية كل الصلاحيات التي لم تؤدي الى تقدم سياسي واقتصادي في البلاد بل كما هو متوقع من الانقلابات العسكرية،حدث تراجع في مختلف الاصعدة وتسبب في استمرار الحرب الاهلية في الجنوب خاصة في ظل القرارات التعسفية والتي رفضها الجنوبيون المسيحيون والاحيائيون،ومع استمرار الرفض الشعبي لحكمه الديكتاتوري،سقط النظام العسكري بثورة شعبية لم تطول في تشرين اول(اكتوبر)1964 واعادت الحكم المدني الى السلطة مرة اخرى ليبدأ عهد جديد من الجمهورية الثانية،ولكن الخلافات السياسية واستمرار الصراع الدموي مع المتمردين في الجنوب والذي لم يحل جذريا،ادى كل ذلك الى تعطيل الجهود في اعادة بناء الحياة السياسية المستقرة والتي تؤدي الى استقرار سياسي واقتصادي في البلاد،كل ذلك ادى الى عدم الاستفادة من التجربة الاولى للحكم المدني قبل الديكتاتورية العسكرية الاولى،مما مهد الطريق الى الضباط المغامرين والذين تستهويهم لعبة الانقلابات والتي كانت تشهد رواجا في عقدي الستينات والسبعينات،كل ذلك ادى الى قيام الجيش بحركته الثانية في آيار(مايو)1969 بقيادة العقيد جعفر النميري، والتي ادت الى قيام ديكتاتورية عسكرية تلونت بالصبغة اليسارية وهي الموضة السائدة في ايام انتشار المد اليساري والاشتراكي بالخصوص بعد الحرب العالمية الثانية.
بدأ الحكم الجديد من التحالف مع القوى الشيوعية واليسارية،وارتكب الكثير من الخروقات والمجازر والتي انتهت بفك التحالف وتصفية الحلفاء في وقت لاحق خاصة بعد اتهامهم بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الثانية عام 1971،وهي نتيجة طبيعية حيث تعمل الانقلابات على جذب اكبر عدد من الحلفاء السياسيين لبناء قوتها الذاتية بغية فرض السيطرة على الدولة والمجتمع،وعندما تشعر ان قوتها اصبحت اقوى من الجميع وبمقدرتها الاستغناء عن خدماتهم ! حينها نجد بداية التصفية لكل الرموز السياسية التي عملت بوعي وبدون وعي مع النظم الشمولية في بداية تسلطها،ومعونة الظالمين ايا كانوا تكون نهايتها تعيسة بكل تأكيد والشواهد التاريخية تفرض علينا نماذج متكررة ولكن الانسان غالبا ما يهمل التاريخ وكأنه مخلوق جديد على الكرة الارضية،وبالتالي نجد ان المآسي تستمر في التفريخ الذاتي بحيث لا نشعر بها الا عندما تقع الكوارث وحينها لا ينفع الندم!.
تفرغ الحكم الجديد في البداية لحل مشكلة الصراع في الجنوب والتي انتهت الحرب عام 1972 وكما كان متوقعا ان الاتفاق مع الحكومة العسكرية لن يستمر طويلا،لان طبيعة الحكم العسكري الديكتاتوري هو عدم قبول المشاركة في الحكم،فكيف يسمح لمتمردين سابقين يطلبون المشاركة في الحكم مع ادارة مناطقهم وفق الحكم الذاتي! كل ذلك مع اقرار الحكومة لنظام العقوبات الاسلامية التي طبقت بطريقة مشوهة ومن من؟...النميري وزمرته الفاسدة! والتي رفضتها حتى احزاب المعارضة الشمالية مما تسبب في اندلاع الحرب الاهلية في الجنوب ولكن هذه المرة بقسوة اشد وفترة زمنية اطول(1983-2005) مما ادى الى مقتل وجرح ولجوء الملايين من ابناء الجنوب ومناطق اخرى، في معركة خاسرة سلفا والتي فقد السودان فيها الجهود والاموال التي كانت من الممكن لو اديرت بطريقة مهنية وبشفافية لحققت للبلاد تطورا في كافة المجالات.
ورغم ولاء النميري الى الغرب بعد ان تحول من التحالف مع الكتلة السوفييتية،الا ان ذلك لم يمنعه من ركوب الموجة الدينية والتي كشفت حقيقة التلون السياسي وفق الظروف للنظام الحاكم وهي صفة ملازمة للانقلابات العسكرية والتي يتحول اصحابها بسهولة اكثر من الانظمة الشمولية الاخرى وفق منهج آيديولوجي متشدد والامثلة كثيرة على هذا التبدل وفق الاهواء لدى الطبقة العسكرية الحاكمة ومن بينها مصر وليبيا وباكستان واليمن وغيرها ،ونتيجة للتغير الذي حصل،منح النميري ونظامه على معونات خارجية ضخمة لم يستثمرها في تنمية البلاد وفق المعايير الاقتصادية الطبيعية،بل استخدمها في تثبيت حكمه الذي تحول الى احد اكثر الانظمة فسادا مما ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية مع استمرار الحرب في الجنوب والتي خلقت الكثير من المآسي ،كل ذلك ادى الى قيام ثورة شعبية عارمة ادت بمعونة الجيش بقيادة المشير سوار الذهب الى الاطاحة بالنميري ونفيه الى مصر في نيسان(ابريل) 1985 والتي فتحت ابواب الحكم المدني من جديد في هذا البلد الذي تتصارعه الاحزاب والاقليات واطماع الدول الكبرى للهيمنة عليه.
كان من حسن الحظ ان قائد الجيش سوار الذهب، والذي فاجئ الجميع بعدم التمسك بالحكم وتنازل طوعا عنه في بادرة تعتبر من اندر النوادر في العالم العربي !!.
بعد اجراء الانتخابات الحرة في عام 1986 والتي اوصلت الزعيم السياسي الشهير الصادق المهدي الى رئاسة الوزراء مع مشاركة الاحزاب السياسية الاخرى،بدأ عهد جديد يقوم على الديمقراطية الحقيقية العاملة على خدمة السودان وتخليصه من كل المشاكل بما فيها الحرب الاهلية ولكن وفق منهج وطني سلمي،وبمشاركة من غالبية القوى السياسية الحاكمة.
الخلافات السياسية التي جرت في عهد الديمقراطية الثالثة هي طبيعية وكان من الممكن لو قدر لها ان تحل الكثير من مشاكل البلاد،ورغم الصعوبات الاقتصادية واستمرار الحرب في الجنوب الا ان وجود حكومة ديمقراطية منتخبة في العالم العربي او في القارة الافريقية كان شيئا غريبا في محيط استبدادي يختلف في الفروع ولكن الجذر واحد! ، وكان على الحكومة ان تعمل على اشاعة الاستقرار بسرعة في البلاد حتى تقوم بتقليص قوة الجيش السياسية وجعلها مهنية بحتة مهمتها محصورة في الدفاع والامن القومي،وبذلك ضيع السياسيون فرص نادرة في عالم متخلف ثالث!،فكانت النهاية الطبيعية هي الانقلاب العسكري الثالث وبداية الديكتاتورية العسكرية الثالثة التي مازالت مستمرة بالحكم بقيادة العميد عمر البشير في 30\6\1989 والتي اجهضت التجربة الديمقراطية الوليدة والتي لم تستمر اكثر من ثلاث سنوات،مع اعتقال معظم القادة السياسيين واتباعهم الرئيسيين.