إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/06/08

المفكرة:ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي

المفكرة:ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي
في مثل اليوم تمر علينا ذكرى قصف المفاعل النووي العراقي على يد سلاح الجو الاسرائيلي في 7\6\1981 والذي دمر بالكامل تقريبا...والوقوف على ذلك الحدث الهام هو من الاهمية،لانه اعطاء صورة حقيقية لتاريخ قريب عشناه ومازلنا نعيشه ولكن مع الاسف الشديد عليه ضبابية تمنع من رؤية الحقائق الناصعة البياض امام تشوهات كثيرة ناتجة من سيطرة انحراف كامل على التاريخ،لان في كشفه تنهار اسس فكرية عميقة بنيت عليها حضارات وامم ودول اصبحت بقدرة الزمن يشاد لها بالبنان،ولكن عند تفحصها بالمجهر نجد انها مجرد عصابات مافية منحرفة همها السلطة،وما ادراك ما السلطة!! ...شهوات لاحدود لها تسال من اجلها انهار من الدماء وتزيف الوقائع والعقائد والافكار وتخضع الشعوب وتدمر اذا اظهرت المقاومة!،بل وتنشأ لها اديان ومذاهب تعتبر مقدسة بمرور الزمن!...وياليت تزال تلك السلطة البهيمية الوحشية لتعيش الانسانية بهدوء تتصارع مع الطبيعة لتبقى في هذا العالم الصغيرحتى تبعد عنه مظاهر القلق من الانانيات او الخوف من زوال العالم كله من الوجود!....
اشتركت دول كثيرة في قصف المفاعل وليست فقط اسرائيل!ولكن من هذه الدول او بالاحرى الانظمة؟!...الجواب: النظام البعثي العراقي السابق والنظام السعودي!.
انشأ العراق عدة مفاعلات نووية وبمساعدة من الاتحاد السوفييتي السابق وفرنسا،وكان اكبرها واكثرها خطورة هو مفاعل تموز القريب من بغداد،وحاولت اسرائيل عدة مرات منع فرنسا من مساعدة العراق في بنائه وتشغيله،والذي لو قدر له ان يعمل لانتج القنابل الذرية المدمرة والتي سوف تكون في يد مجرم ارعن مثل صدام لايتورع عن استخدامها ولكن ليس ضد اسرائيل! بل ضد ايران والدول العربية المجاورة،كما استخدم السلاح الكيمياوي المدمر من قبل ضد ايران وضد الشعب العراقي في الداخل!،بينما في حرب الخليج الثانية عام 1991 حذرت امريكا من استخدام السلاح الكيمياوي لانها سوف تستخدم الذري وبالتالي استجاب الديكتاتور الارعن لها!...عموما كانت الضربة الاسرائيلية ناجحة ودالة على ذكاء في التخطيط والتنفيذ وفي استغلال الوقت الامثل حيث كان النظام البعثي مشغولا بحربه العبثية ضد ايران،ولكن المثير في الامر والشبهات التي تحاط بالعملية هو انه كيف عبرت الطائرات الاسرائيلية من اسرائيل الى المجال الجوي السعودي الشمالي ثم دخلت العراق الى منتصف اراضيه وقصفت ثم عادت بسلام في بلد تكون قواته الجوية والدفاع الجوي في اعلى حالات الانذار والجهوزية لان الحرب قائمة؟!...ثم كيف عبرت تلك الطائرات المجال الجوي السعودي وفيها طائرات الاواكس للانذار المبكر؟!،والتي انفقت السعودية في شرائها في صفقة مثيرة تبلغ 8.5 مليار دولار عام 1981 دون ان تضيف شيئا لقوة الردع العسكرية السعودية!بينما دول كثيرة تنفق معشار هذا المبلغ ولديها قوة اكبر واكثر للردع!..
لقد فضحت تلك العملية النظامين العراقي السابق والسعودي،وكشفت حقيقتهما او بالاحرى مقدار هشاشة دفاعاتهما اذا كانا حقا مدافعان عن بلادهما!!...
عندما دخلت الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي العراقي كشفتها الرادارات العراقية وابلغت الجهات العليا بذلك،ولكن جرى ليس فقط اهمال في الاستجابة بل وتهديد حتى من عرف ذلك بالاعدام اذا كشف الحقيقة!!،مما يدل على تواطئ مسبق يدل على عمالة لا لبس فيها للنظام البعثي الفاشي في العراق...والاغرب من ذلك وصلت الطائرات الى مقربة من بغداد وقصفت وكان من الممكن لسلاح الطيران العراقي ان يتصدى وان يسقط بعضا منها ولكن ذلك لم يجري!!...
وبعد انتهاء العملية بنجاح والاعلان عنها في اسرائيل،كشف النظام البعثي المعروف بمنعه الاعلام من معرفة ادق وابسط الحقائق عن العراق عن العملية!
وعرضت السعودية بعدها عليه مبلغ 250 مليون دولار وهي قيمة بناء المفاعل المدمر كي تواري سوئتها،ولكن لم يبنى المفاعل من جديد ولا يعلم عن المبلغ شيء!واكثر الظن انه رشوة غربية على العراق للسكوت وبأموال عربية!.
بعد ادانة مجلس الامن،حاولت مجموعة دول عدم الانحياز تمرير قرارات ادانة وفرض عقوبات وتعويضات على اسرائيل،الا ان النظام البعثي السابق الغاها في اخر الامر في حدث اثار استغراب ممثليات دول عدم الانحياز لهذا الموقف الغريب! ثم لم يتبع العملية رد فعل عسكري من العراق وبحجة حرب ايران،كذلك لم يطالب بالتعويض حتى سقوطه المخزي عام 2003،والان يحاول البرلمان العراقي اثارة المسألة من جديد بغية الحصول على تعويضات من اسرائيل وادانتها سواء لدى المحاكم الدولية او لدى هيئة الامم المتحدة الفاسدة اذا استجابت للحق والعدل !!.
مشاركة النظام البعثي في تدمير مفاعله النووي كان بسبب نهجه الجديد الذي تحول بموجبه صدام الى مرتزق دولي لمحاربة ايران بتفويض غربي وعربي مشترك،وبالتالي ليس لديه سوى الطاعة والقبول بالمطالب الغربية في انهاء العمل بالبرنامج النووي والسماح له ببرامج اسلحة التدمير الشاملة الاخرى ومنها الكيمياوي بغية تدمير ايران وقوتها العسكرية.
والمشاركة السعودية في التدمير ناتجة ليس فقط من الولاء للغرب بل وايضا من الخوف من ديكتاتور اهوج قد ينقلب عليها مستقبلا،والسياسة السعودية هي مشابهة لسياسة بريطانيا والتي تستند على قاعدة:الحليف القوي هو مثل العدو القوي!...
تفاصيل الحدث لاتعنينا هنا!،بل في استخلاص النتائج والعبر من تاريخ مشوه يتبعه الظالون وزعماء من العمالة انهم باعوا اوطانهم الى درجة تدمير برامجهم التقنية المتطورة ناهيك عن التحالف مع الصديق السري والعدو المعلن،اسرائيل! ومن يدري لولا الضربة الاسرائيلية لقام العراق بتدميره بنفسه كما فعلت ليبيا ببرامجها المشابهة لها !!...
تدمير المفاعل هو تدمير لقدرات العرب العلمية ومن شارك بالتدمير هم الحكام العرب!وهي وصمة عار على جبينهم،وكشف لواقعهم الحقيقي المخزي....
ومن التاريخ نستمد العبر لنسير في الاتجاه الصحيح.....

ليست هناك تعليقات: