إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/07/30

انتحاريون تائهون

التفجيرات الانتحارية الاخيرة في العراق ضد زوار المراقد المقدسة،وقبلها قتل شبان زوار في طريق عام،هو همجية لا حدود لها وافلاس ديني وثقافي وانساني من قبل عصابات اجرامية تتستر وراء الدين والمذهب،وكلاهما براء منهم.
منذ سقوط النظام البائد في العراق عام 2003 والعصابات التكفيرية الاجرامية تعبث بارواح وممتلكات الشعب العراقي ورغم مساندة اقلية من الشعب لهم في البداية بحجة الدفاع عن حق السنة في الحكم،الا ان ذلك التأييد تبين خطأه بسبب لا محدودية اجرام التكفيريين والتي وصلت الى من ايدهم وآواهم!! فبدأت ثورة الصحوات المحلية ضدهم وخلال فترة قصيرة طوردوا وابيدوا من غالبية المناطق التي كانوا يسيطرون عليها،ولم تبقى لهم سوى مخابئ سرية لقتل الابرياء الذين يخالفونهم في الدين او المذهب او الفكر.
لقد خسر الارهابيون التكفيريون معركتهم الرئيسية في العراق كما خسروها في بلاد اخرى ولو كانت جهودهم ضد اسرائيل في فلسطين بنفس العنجهية والاجرام لتسببوا بمشاكل لا حصر لها لاسرائيل لكن الله سبحانه فضحهم واخزاهم في اعمالهم الشيطانية،بسبب همجيتهم وضحالة فكرهم وتخلفهم وغدرهم وخيانتهم،ولم يبقى سوى وقت قليل حتى ترمى بقاياهم في مزابل التاريخ...

2008/07/27

الدراسة بالجامعة

بدأت الاسبوع الماضي الدراسة بالجامعة،الدراسة في كلية العلوم الانسانية وهي تعادل كليات الاداب والاقتصاد واللغات وبقية العلوم الانسانية الاخرى في الدول العربية.
وطبعا الفارق شاسع في التسجيل بين الجامعة هنا في استراليا والعالم العربي،فلم يستغرق التسجيل سوى عشر دقائق لانني كنت مجهز الاوراق الثلاثة وهي شهادة الثانوية واي شهادة اخرى،وهوية تدل على الشخصية مثل شهادة الجنسية او جواز السفر،ورقم الضريبة،ثم تترك الاختيارات لي في المواد وهي في اول سنة عامة،ثم يتم التخصص في السنة الثانية
.
يعني مشكلة كبيرة في العالم العربي عندما يتم تحطيم معنويات المراهقين والشباب في اختيار ما يتمنوه من دراسة،في الغالب يتم الاختيار حسب معدل الدرجات وفرض شروط قاسية اخرى بما فيها روتين التسجيل،وهو نظام بالي قديم عفى عليه الزمن،ولذلك لاوجود لاي جامعة عربية ضمن اول 500 جامعة في العالم لافتقدها لكل صفات التعليم الاكاديمي العالي،فلا وجود للحرية بكل انواعها بما فيها الحرية الاكاديمية،كذلك طرق التعامل مع الطلاب المتخلفة والتي يرد عليها الطلاب بالامبالاة والتهاون في الدراسة ناهيك عن الاحباط في كل شيء.
يضاف الى ذلك انعدام وجود فرص عمل للخريجين تضمن لهم مستقبل زاهر مشرق،بل يعرف الجميع ان المستقبل مظلم وقاسي وهو جزء من الازمة العربية الراهنة والتي يمر بها العالم العربي والاسلامي والتي لم يخرج منها منذ قرون عديدة.
تحتاج الدراسة الاكاديمية الى ثورة راديكالية في التفكير والعمل...
وفي النهاية نصرخ ما العمل؟

2008/07/23

في ذكرى انقلاب عسكري

في ذكرى انقلاب عسكري:
اليوم مصادفة التقيت بشخص من مصر وتحدث معي بأسى عن الوضع المأساوي الذي يمر به ذلك الشعب الطيب البائس من مصاعب في المستوى المعيشي وتدهورا في جميع المستويات رغم الماكنة الاعلامية الضخمة للنظام المصري...
في الحقيقة جاء الحديث مصادفة واليوم تمر الذكرى ال56 للانقلاب العسكري في 23 تموز عام 1952 والذي يسمى من قبل القائمين عليه بثورة يوليو!!!
ياللسخرية،انقلاب عسكري بكل معنى الكلمة ولا يحمل اي صفة مع كلمة الثورة،تطلق وبسهولة عليه...والادهى ان غالبية الناس في مصر او العالم العربي مازالت لغاية الان تطلق عليه كلمة الثورة...
ليس سهلا ان تطلق كلمة الثورة على اي انقلاب او تمرد يقوم به بعض الضباط او المدنيين المغامرين....بل انها حركة او تمرد شعبي واسع النطاق ضد احتلال او استبداد،له اهداف سامية في الحرية والعدالة..وقد تكون الرسالة خارج نطاق الحدود الدولية وبذلك يطلق عليها ثورة عالمية او ثورة كبرى لانها ذات تأثير هائل في السياسة الدولية....
لم يغير انقلاب تموز(يوليو)1952 في مصر شيء،تغيرت الوجوه فقط...والمضمون واحد..وهو ملوك بصبغة عسكرية استبدادية..لا يخرجون من الحكم الا الى القبر!!!.
ثلاثة ملوك..ام ثلاثة رؤساء:
خلال 56 سنة الماضية حكم ثلاثة ضباط ملوك..دولة مصر..ولولا الموت او القتل لعبد الناصر والسادات لبقيا في الحكم كخليفتهم مبارك..والذي تفوق عليهم بعمله المشين في رغبته توريث الحكم لابنه!!.
مازالت مصر دولة متخلفة رغم تنازلها وخضوعها لاسرائيل وامريكا في سبيل اتفاقية السلام المهينة معهم..فمنذ ثلاثين عاما ورغم الوعود بتحويل مصر الى دولة متقدمة لان الحرب انتهت والانفاق العسكري سوف يتحول الى التنمية!!والان في عام 2008 مازالت في مرتبة متأخرة والانفاق العسكري والامني ازداد،مع فساد هائل في مؤسسات الدولة..والحرب تحولت الى الشعب الاعزل..لحماية النظام من غضبه...لم تحقق اتفاقية السلام سوى الخضوع التام والاستبداد الكامل والتأخر في كافة المجالات...
لقد حول الضباط الانقلابيون..بلدهم مصر الى ضيعة يتحكمون بشعبها وارضها كما يحلو لهم..حرب تارة واستسلام تارة اخرى..وفي الحالتين لم يسألوا شعبهم عن رأيه..فقدت مصر الكثير من جراء انقلاب المغامرين..فقد سلبت الحياة من عدد كبير من الناس جراء الحروب والتعذيب والقتل ضد المعارضين..وسلبت الحرية والكرامة والامان من اعداد هائلة اخرى...
كان التاييد الشعبي للانقلابيين واضحا في ظل هستيريا شعبية لا حدود لها مع فقدان تام للوعي وتحمل المسؤولية،وكانت بداية لكوارث لا حدود لها منذ ذلك الزمن،فبعد طرد العائلة المالكة،تحول العسكريون الى طغمة استبدادية على نمط بلدان امريكا اللاتينية،فبدأوا بحجة الوطنية الزائفة،بطرد المقيمين الاجانب الذين يعيشون منذ فترات طويلة جدا،ولم تمضي سوى عقدين على عملية الطرد المهينة والتي لاتعرف العدالة معنى لها،حتى اخذ المصريون يهربون الى نفس بلاد المطرودين للعمل في اوضاع سيئة للغاية!! ثم تلا ذلك عمليات التأميم الغير منطقية والغير عادلة،والتي دمرت الاقتصاد واخرجت المستثمرين من البلاد،ورغم الانفتاح الاقتصادي المزعوم منذ 1974،فمازالت مصر تجاهد لجلب الاستثمار الاجنبي الذي يحتاج الى الحرية الاقتصادية والسياسية،وقوانين ثابته تحمي الجميع من المصادرة والسلب،ثم الحروب الغير مدروسة والتي جلبت الدمار والفشل التام للبلاد ووضعت المؤسسة العسكرية في وضع مهين لم تتحرر منه سوى قليلا بعد حرب 1973 والتي اساء الجميع استغلالها لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب.
ثم تلا ذلك الاتفاقية المهينة مع اسرائيل،والتي لم يؤخذ رأي الشعب بها كما فعل الطرف المقابل،او رأي الدول العربية الاخرى،مما افقد البلاد التأييد الشعبي العربي والرسمي،مع فقدان الامتيازات والمساعدات الاقتصادية لم تتحرر منه سوى بحرب صدام ضد ايران،ثم كانت عودتها الى الموقع العربي بعد عملية الانقسام جراء غزو الكويت،والتي وقف النظام مع من يدفع له اكثر!.
لقد تحولت مصر في عهد الضباط الملوك الى دولة انتهازية تحاول استغلال مصاعب وظروف الاخرين السيئة لتحقيق اكبر منفعة للنظام،وفقدت بذلك احترام غالبية الشعوب العربية والاسلامية،والكثير من بلدان العالم.
لم تعمل دول العالم المتحضر سوى التنديد بالنظام المصري،نظرا للمنفعة المتبادلة.
في تقديري ان مصر اذا ارادت ان تصبح دولة متحضرة وذات شأن مهم في الساحة الدولية،فعليها التخلص من الطغمة الحاكمة وتراثها الاسود البالي..حتى تصبح معركتها الحقيقة هي ضد التخلف والفقر والجهل..يعني تحتاج ثورة حقيقة راديكالية تقتلع جذور الاستبداد والفساد...وتزرع بدلا عنه نظام ديمقراطي حر ينشأ من اختيار شعبه..ويكون خادما له حتى تتقدم،وبدون ذلك تبقى في دوامتها المعروفة في الفقر والجهل والتخلف..والبقاء ضمن المراتب المتأخرة لبلاد العالم المختلفة.....لكن ذلك يحتاج الى ثمن باهظ سوف تسترجعه البلاد حالما تستيقظ من نومها الطويل.

2008/07/21

لوحة 10

لوحة للفنان حيدر الياسري

ندوة فكرية عن سيد قطب

ندوة فكرية عن سيد قطب
ذهبت اليوم الى ملتقى ثقافي وكان موضوع البحث فيه،هو مناقشة دراسة مفصلة عن شخصية المفكر الاسلامي سيد قطب (1906-1966) وهو احد الشخصيات التي اثارت حولها الكثير من الدراسات والتحليلات،والمؤيدين لها والمعارضين.
تمتاز هذه الشخصية بالعمق الادبي والفكري،كذلك الالتزام بالمبدأ والعقيدة حتى الموت،ولذلك بغض النظر عن آراءه،فقد كان اعدامه على يد الديكتاتور المصري عبد الناصر،جريمة لا تغتفر وخسارة لا تعوض،وهي احدى النكبات الفكرية في التاريخ العربي والاسلامي.
تستحق كتب سيد قطب الدراسة والتحليل،وهي تمتاز بالعمق الفكري والاسلوب الادبي الراقي...
توجد في الانترنت الكثير من المواقع الالكترونية عن سيد قطب،وفيها تفصيلات كثيرة عن سيرته وعن مؤلفاته....
كما توجد مقالة تفصيلية عنه بالموسوعة الويكبيديا وعنوانها هو:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8

شخصية سيد قطب تستحق الدراسة والتحليل....

2008/07/17

ثورة 14 تموز1958 في العراق...رأي في يوبيلها الذهبي=القسم الثاني

في يوم انطلاقتها،جرت تصفية افراد العائلة المالكة بطريقة وحشية لا تتناسب اطلاقا مع ما يوصف انه جرم،فالعائلة المالكة كانت تحكم العراق بدستور يمنحها صلاحيات محدودة،وبالتالي فأنها غير مسؤولة بالدرجة الاولى عن سوء الاوضاع في العراق،فالسياسيين والعسكريين هم الذين بديرون دفة الحكم وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري السعيد،اما الشخص الوحيد في العائلة الذي كان يتدخل في الحكم فهو الوصي الامير عبد الاله،ولذلك اذا اعتقد الثوار انه مسؤول عن الكثير من الانتهاكات،فالمفروض يخضع لمحاكمة عادلة يمنح له حق الدفاع عن نفسه،ولذلك فأن تصفية افراد العائلة المالكة وخاصة الملك الشاب فيصل الثاني الذي لم يكن يحكم سوى بالاسم،والكثير من النساء،كان جريمة ووصمة عار في جبين من قاموا بها،ويعتقد ان الكثيرين بما فيهم الزعيم قاسم،كان ضد عملية التصفية،وعموما ان عملية التصفية في حينها كانت تخضع للكثير من التأثيرات المحلية والدولية وكانت عملية انتقام فوري بدون حكمة او عدالة،وقد انتحر الضابط عبد الستار سبع العبوسي عام 1970 وهو الذي ابتدأ عملية اطلاق النار ضد افراد العائلة المالكة كنتيجة لتأنيب الضمير المستمر ،بعد ان شاهد كيف تحول الحاكمون بعد العائلة المالكة الى مجموعة من الوحوش والسراق.
عملية قتل العائلة المالكة كان ينظر اليها باعجاب في حينها،اما الان فالزمن تغير والنفوس تغيرت،والاراء والميول تغيرت،ولذلك تكون الاحكام ايضا خاضعة للتغير.
الشيء الثالث،لم تكن محاكمات افراد النظام الملكي عادلة،ولم تكن احكامها عادلة ولذلك اصدرت احكام جائرة او قاسية جدا لاتتناسب مع طبيعة الاتهام او الجرم المشهود،ومنها محاكمة سعيد القزاز وغيره،كذلك هروب الكثيرين من العاملين في الدولة وبعضهم وطني ونزيه ويحمل شهادات عليا كانت نادرة في ذلك الزمان.
كذلك ان اتهام العائلة المالكة وبعض افراد الحكومة بالفساد ومنها سرقة المال العام وتبذيره فيه مبالغة كبيرة ان لم يكن صحيحا بالاضافة الى انه حتى لو صحت الاتهامات بالفساد،فأنها لا تقارن بتاتا بالفساد والاجرام الذي حصل بالعراق منذ 1963 او في باقي الدول العربية الاخرى،وبالتالي ضرورة اعادة الاعتبار لتلك العائلة يعتبر امرا ضروريا وعادلا وعملية تصحيح للتاريخ والتشويه الذي حدث له،بالطبع حصلت الكثير من الاخطاء ولكن مسؤولية العائلة المالكة لم تكن بذات قيمة خاصة منذ مقتل الملك غازي عام 1939،كما ان الكثير من الدول التي تغيرت انظمتها للنظام الجمهوري،اعادت الاعتبار بصيغة او بأخرى للعوائل الحاكمة او عوائل مسؤوليها السابقين،وهي عملية اخلاقية وحضارية،ولا تسبب جرح اخلاقي للثائرين الوطنيين الذي لم تنغمس اياديهم بالاجرام والدماء البريئة.
الانجازات التي قامت بها حكومة الثورة،كثيرة ولا مجال لبحثها الان،ونزاهة وطيبة الجنرال عبد الكريم قاسم لامجال للحديث عنها،ورغم محاولات الانقلابيين خلال فترة اربعة عقود من الزمن،محو كل ذكر له،لكن الواقع حاليا ان صورته ازدادت لمعانا واعداد محبيه ازدادوا ايضا خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها اعدائه في الحكم من بعده،والتي لم تمنحهم الشرعية او الصدقية بل منحتهم صفة المجرمين الفاسدين الذين لا يمتلكون ذرة من النزاهة والوطنية والعدالة والرجولة.
كثير من مشاريع الحكم العراقي بين عامي1958-1963 لم تكن مدروسة او لم يمنح الوقت الكافي لدراسات الجدوى منها بل الكثير منها اقيم وفق ضرورات المرحلة،ولكن كانت النية الصادقة في عملية اجرائها ساعد في التقليل من مساوئها او خسائرها،ولكن بنفس الوقت كان البعض منها في غاية الاهمية بل سابق لعصره،ولم يجري في العهود اللاحقة رغم كثرة الاموال نتيجة لارتفاع اسعار النفط ،اية مشاريع ترقى اليها،بل يكفي بناء مدينة ضخمة حديثة للفقراء في الجانب الشرقي لبغداد،ان يكون عامل فخر واعتزاز لقادة الثورة الذين بقوا على نهجهم الوطني،ولم يحدث في العصور اللاحقة اي عملية بناء تذكر.
نظرا لضخامة الانقلاب وكثرة المشاركين فيه من العسكريين الا ان اللون المذهبي والقومي للدولة الجديدة لم يتغير،رغم المحاولات العديدة من الزعيم قاسم العمل جاهدا لالغاء الطائفية والعنصرية الا ان محاولاته لم تنجح بسبب بقاء السيطرة السياسية والعسكرية لطائفة العرب السنة والذين يشكلون خمس سكان العراق،مما جعل محاولات تغيير الشكل الطائفي والقومي للدولة شبه مستحيل في غضون خمس سنوات،هذا بالاضافة الى ان توفر مجال من الحرية جعل الاكثرية المهمشة في السابق،تحصل على الكثير من حقوقها مما جعل الطائفيين والقوميين المتعصبين ينظرون للواقع الجديد بكثير من الريبة والشك مما جعلهم يكثفون جهودهم للانقلاب على الثورة ومبادئها المعلنة في الحرية والعدالة والمساواة،حتى نجحوا في 8شباط الاسود1963 في تحقيق احلامهم السوداء وارجاع الحكم الى وضعه الشاذ مما جعل التمييز الطائفي والقومي يصل الى اعلى الدرجات بل واصبح كبار رجال الدولة يجاهرون به حتى اشتهر عبد السلام عارف به،ثم وصل اعلى مراحله لدى الديكتاتوريين السابقين البكر وصدام،والذي وصل حد الابادة الجماعية والارهاب الذي لا حدود له.
من اكبر اخطاء حكومة قاسم هو الابقاء على الاجهزة الامنية القمعية رغم تحديد صلاحياتها،وكذلك القوات المسلحة وبالتالي سنحت الفرصة للانقلابيين السيطرة على الامور بسهولة مرة اخرى،مما يدل ان التغيير لم يكن جذريا،بل كان من قمة الهرم السلطوي فقط،اما التغييرات داخل المجتمع وان كانت كبيرة في بعض المواقع الا ان استمراريتها توقفت بسبب عودة رموز الارهاب الطائفي والقومي الى السلطة،والذي مارس الارهاب بصلاحيات غير محدودة وبوحشية منقطعة النظير،ولذلك فأن التغيير بعد 2003 اذا لم يصاحبه تغيير جذري باجهزة الدولة وخاصة العسكرية والامنية،فأن عودة الديكتاتورية ورموزها يكون سهلا.
رغم وعود الثورة باحلال الحكم المدني وعودة الديمقراطية،الا ان ذلك لم يتحقق بسبب العقلية العسكرية المسيطرة،والظروف الدولية،الا ان الزعيم قاسم وعد قبل سقوطه باسابيع انه سوف يجري انتخابات ديمقراطية مما عجل باسقاطه خوفا من التغيير الكامل في الدولة عن طريق وصول الطبقات الفقيرة الى مناصب الدولة العليا مما يمنع المتآمرين من التحكم من جديد باجهزة السلطة القمعية والاقتصادية.عدم عودة الديمقراطية خلال 5 سنوات ساعد على عودة الديكتاتورية المقيتة،والسماح فقط بظهور الاحزاب،لم يمنع من التناحر فيما بينها،كذلك التساهل والتهاون مع مليشيات الاحزاب ساعد على ظهور الصراع بين افراد المجموعات السياسية بعنف لا حدود له،سقط على اثره الكثير من الضحايا،لذلك لم تكن هناك خطط للدولة في فرض الامن والنظام على الجميع ولم يكن هناك دستور دائم وقوانيين انتخابات بل ترك الامر بدون عمل شيء مما سبب الكوارث على العراق.
لم تستطع الدولة حل المشكلة الكردية بصورة شاملة بل ادى التصلب في المواقف لدى الطرفين،الكردي والمركز الى اندلاع النزاع المسلح عام 1961 والذي ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا وتدمير البنى التحتية في الشمال ناهيك عن اشغال الجيش العراقي في نزاع داخلى مما سبب له وللدولة نزيف مادي وبشري جعل البلاد في حالة من عدم الاستقرار وجعل الدولة ضعيفة في مواقفها الدولية وخاصة لدى جيران العراق الذين لم نزاعات ومشاكل مع الدولة العراقية،ولذلك فأن حل النزاع بالطرق السلمية لم يكن بالجهد المطلوب،نعم ان حكومة الثورة سمحت بعودة المعارضين من الخارج وخاصة الاكراد الا ان ذلك لم يكن في دمجهم بالمجتمع وخاصة في العملية السياسية،بل جرى ابعادهم مما سبب لدى الناقمين احباط ترجم الى عنف وتمرد،وكان من الممكن حل الكثير من المشاكل بالطرق السلمية الا ان النزعة العسكرية تميل في الغالب الى حل الامور بالقوة والعنف،مما يولد عنف مضاد يجعل البلد في حالة صراع داخلي يؤدي الى اخلال في السلم الاهلي ويمزق النسيج الاجتماعي للشعب بوسائل متعددة.
الكثير من سياسات الدولة الخارجية لم تكن تدار بطريقة عقلانية،فالمشاكل التي واجهتها حكومة قاسم،احيانا يكون سوء ادارة الدبلوماسية العراقية،سببا في فقدان العراق للكثير من القضايا العالقة،مثل ازمة الكويت والصراع الحدودي مع ايران الشاه،والصراع مع تركيا التي كانت في حلف مع النظام السابق ولكن بعد انقلاب 1960 في تركيا عادت العلاقات الى طبيعتها لان العسكر الاتراك سيطروا على الحكم بنفس طريقة العسكر في العراق وحكموا البلاد بطريقة ديكتاتورية تفرض العلمانية بطريقة متخلفة سببت معاناة وعنف مضاد لدى الشعب التركي مما جعله يفقد الكثير من آماله وطموحاته في مستقبل زاهر،واسقطوا حكم مدني ديمقراطي ولكن عقلية الحكم العراقي وجدت في العسكر الاتراك اصدقاء جدد رغم بقائهم في تحالف قوي مع الغرب المعادي للحكومة العراقية آنذاك! .
لكن هناك بالدرجة الاخرى حالة الاصطدام مع عبد الناصر وديكتاتوريته المستندة الى شارع عربي جاهل تحكمه العواطف لا العقول،ولذلك فأن النزاع لم يكن من اخطاء حكم قاسم بل فرضت عليه فرضا،لان نظام ناصر عمل وبكل الوسائل الغير شرعية والغير اخلاقية على اسقاط النظام العراقي الجديد لانه لم يخضع لحكم ناصر الاستبدادي والذي يدعو الى الوحدة العربية الشاملة بدون دراسة او وعي لحالة الشعوب العربية بل الى حكم مركزي استبدادي يمنع الحريات والاحزاب والديمقراطية،مما ادى الى فشلها الذريع في الوحدة الاندماجية مع سوريا عام 1961 ثم نكبة 1967 التي اسقطت الناصرية وحكمها الارهابي في مصر شكلا ومضمونا مما ادى الى تراجعها وانحدارها ثم ادى الى موتها بعد رحيل عبد الناصر عام 1970 ولم يبقى من تياره الا جماعات صغيرة تسبح عكس التيار وتحاول التبرء من ماضي اسود بدون اعادة الاعتبار للضحايا وتجريم الجلاوزة!!.
الصراع مع شركات النفط الغربية كان له مايبرره ولذلك اسقطت الحكومة العراقية بالتحالف بين شركات النفط والقوميين !! والتأميم الحقيقي للنفط العراقي كان في قانون 80 لعام 1961 وليس عام 1972 وما بعده الذي بقى سريا في مفاوضات لم تكشف للعلن! كذلك الانسحاب من الاحلاف العسكرية وخاصة حلف بغداد والغاء القواعد العسكرية الاجنبية والانسحاب من منطقة الاسترليني وتحرير الاقتصاد العراقي من تبعيته،تعتبر من منجزات الدولة الحقيقة ورغم ان التخطيط الاقتصادي والاجتماعي بقي فوضويا وغير مدروس الا انه افضل من العهود التي تلته بكثير.
حالة حقوق الانسان في العراق رغم انها لم تكن بالمستوى بالمطلوب الا ان سياسة الدولة خاصة في العفو عن السياسيين المعارضين رغم انها سياسة حكيمة الا ان ذلك شجع الكثير من العناصر السيئة في الاشتراك في مؤامرات عديدة مستندين الى ان فشلها لن تكون له عواقب سيئة بل يكون اقصى عقوبة السجن وهو كان في تلك الايام افضل بكثير من سجون العراق والدول العربية الاخرى الان،بل ان حالة الحرية لدى الشعب العراقي كانت تفوق حالة الشعوب العربية الاخرى مثل المصري والسوري والسعودي والايراني،مما جعل تلك البلاد تنظر بريبة وشك للنظام الحاكم الذي كان يجاهر بالعداء اليها مما جلب له عداء كان من الممكن تجنب الكثير منه لو اديرت الامور بروية وعقلانية،نظرا لحالة الانظمة العربية المعروفة لغاية الان وهي انظمة استبدادية تقودها عقول متحجرة لا تفهم سوى منطق القوة والارهاب في سبيل البقاء في سدة الحكم لاطول فترة ممكنة بغض النظر عن عدد الضحايا!!.
ورغم ذلك فأن حكومة العراق قامت بأعمال جليلة في خارج العراق منها مساعداتها الضخمة للثورة الجزائرية ولم تستغل ذلك اعلاميا كما فعلت حكومة عبد الناصر التي كانت حجم مساعداتها اقل ولكن صورته في وسائل اعلامها بكثير التهويل والتضخيم والضجيج!وكذلك مساعداتها للفلسطينيين بدون استغلال ذلك في تجميل صورة النظام او اخذ موطيء قدم في الساحة الفلسطينية او تأجيج الصراع الداخلي الفلسطيني كما فعلت حكومة صدام والانظمة الاخرى.
الصراع الداخلي بين قادة الثورة كان نتيجة منطقية للتباين بين آراء وشخصيات المشاركين في الانقلاب،وكان متوقعا ذلك جريا وراء قاعدة الثورة تاكل ابنائها،وهي في الحقيقة صراع مستميت بين الاجنحة على السلطة ولذلك تكون الرحمة والاخوة مفقودة من قاموس الثائرين وخاصة الذين يقاتلون من اجل المصالح الشخصية الضيقة ومما ساعد على تأجيج الصراع هو عدم وجود قانون او شرعية تحكم بين افرادها بالعدل والعقل بل اصبح الصراع وفق قاعدة منطق الغاب وشريعتها في البقاء للاقوى ولا يسمح بحلول منطق العقل والتحضر.ورغم ان غالبية القادة وعلى رأسهم الزعيم قاسم يحملون الكثير من مباديء الفروسية والرجولة والشهامة سواء في تعاملهم مع مؤيديهم او معارضيهم مما افتقده حكم عارف وحكم البعث بقيادة البكر وصدام،الان ان ذلك لم يمنع من وصول الانتهازيين واراذل الشعب الى سدة الحكم ما دام النظام غير مؤسساتي بل يدار بطريقة الرأس الواحد وتخضع الحكومة لرغباته واوامره حتى لو كانت صادرة عن طيبة،فالحكم الفردي كارثي مهما كان شكله وايديولوجيته.
فتح الباب على مصراعيه بين الاحزاب الراديكالية المتشددة التي تحكمها اصول السرية والغش والبطش بالمخالفين،مما جعل الكوارث والمآسي تنهمر على رؤوس العراقيين من جهال الشعب وجلاوزته المجرمين مما افقده الاحترام الداخلي والخارجي وسبب في تخلف البلاد الفظيع في جميع النواحي.
دراسة ثورة 14تموز برأي مؤيديها او انقلاب 14 تموز برأي معارضيها يجب ان يخضع للعقل والمنطق والتاريخ وتغير الاوضاع الدولية بما فيها انتشار مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية،وليس هناك اي مجال للعاطفة في اصدار الاحكام بل يجب الحكم من منظور حديث يختلف كليا عن المنظور السابق الخاضع للايديولوجيات المتشددة في كل المذاهب الفكرية،وبالاستناد الى المراحل التي تلتها بأعتبارها نتيجة منطقية للعمل الانقلابي على مؤسسات الدولة بغض النظر عن سلامة نية القائمين بالحدث او وطنيتهم او نزاهتهم المشهودة لهم بل ان الاعمال وتأثيراتها الجانبية لا تحدث بالنيات الطيبة فقط بل بالاعمال الطيبة...

2008/07/15

ثورة 14 تموز في العراق...رأي في يوبيلها الذهبي-القسم الاول


  • ثورة 14 تموز1958 في العراق...رأي في يوبيلها الذهبي
    تمر علينا اليوم الذكرى الخمسين لثورة 14 تموز في العراق،وهي الثورة التي ينقسم الناس بين مؤيد لها ومعارض...وطبعا بمرور الزمن انخفض عدد المؤيدين وازداد عدد المعارضين،خاصة في ظل تدهور اوضاع العراق بعد عام1963م،لكن يبقى لغاية الان اعداد المؤيدين لها اكثر من المعارضين...
    تأثير المكان والزمان في الرأي:
    للزمان والمكان تأثير كبير على الانسان وخاصة في اثراء حياته الخاصة بالتجارب والاحتكاك مع الاخرين،وتأثير الظروف المؤثرة فيه،كذلك فأن للعوامل النفسية والجسدية تأثير كبير خاصة في تحوله من مندفع عنيف في بداية فترات الشباب الى هادئ وعاقل بعد بلوغه بعشرين عاما على الاقل ولذلك نلاحظ ان غالبية الدساتير تنص على ان لا يقل عمر الرئيس او الذين يتبؤون مناصب عليا عن عمر الاربعين لما للحياة من تاثير على الانسان من جميع النواحي.
    ولذلك فأن النضوج الجسدي للانسان بعد اكتماله البلوغ زائدا خبرته بالحياة العملية والنظرية،يعطي ناتجا كبيرا ،سواء كما ونوعا ينصب في النهاية في خدمة الانسان وادارته لاموره الذاتية والمجتمعية بصورة افضل بالقياس مع فوران فترة المراهقة والشباب المتهورة وما تسببه من مشاكل يمكن الغنى عنها،ولذلك يشعر كبار السن بنوع من الحرج او بنوع من الحياء جراء تصرفات صبيانية في فترات المراهقة وما بعدها قاموا بها وتسببوا في ايذاء انفسهم والاخرين معهم.
    وحتى في سلك رجال الدين والروحانيات تفضل كبار السن على من سواهم سواء بالعلم او الخبرة،رغم ان الصحة الجسدية تكون في صالح الاصغر سننا الا ان الاهمية دائما تعطى للصحة العقلية مع تاريخ حافل بالعطاء خلال مسيرة الحياة.
    وللمكان ايضا تأثير ليس بالامر اليسير،فخبرة الحياة متنوعة وزاخرة ويدخل المكان فيها ويكون له نصيب كبير يعتمد عليه،فالسفر والمعيشة في بلاد اخرى بغض النظر عن الاسباب التي قد يكون فيها الدراسة والعمل والهجرة واللجوء،لها تأثير بارز في صقل شخصية الانسان وخبرته الحياتية ولذلك يفضل الدارسون في خارج بلدانهم على من سواهم في داخل بلدانهم بسبب كون الخبرة الخارجية في الغالب افضل كما ونوعا عما هو موجود في الداخل،بالاضافة الى خبرة الداخل نفسها،وايضا بالنسبة للبقية،فالاحتكاك مع الشعوب الاخرى بما تحمله من تراث انساني يختلف عنا في الكثير من النواحي،يكون له اثر بارز في ازدياد المعرفة الشخصية للانسان وطريقة تفكيره ايضا التي تكون قد تأثرت بشكل او بأخر بالاخرين وخاصة من ناحية الاستفادة من تجاربهم وعلومهم ومعارفهم،ولذلك يمكن ملاحظة ان القادمين بعد فترة طويلة من العيش في خارج بلدانهم وخاصة اذا كانت متخلفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا،يتميزون بأفضلية بارزة للعيان سواء من ناحية التفكير او العمل،ويكونوا محط اعجاب الاخرين او حسدهم!.
    ولذلك يمكن ملاحظة تأثير الزمان والمكان بارزا عن دراسة الحوادث التاريخية خاصة للذين لم يعايشوها او يتأثروا بها سواء من قريب او بعيد ولذلك تكون نظرتهم في الغالب موضوعية او اكثر دقة وعقلانية عما سواها.
    ولذلك يمكن قراءة البحوث المختلفة في التاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها من العلوم الانسانية،بل حتى العلوم الطبيعية والتي تتراكم فيها معرفة الانسان وخبرته مما يؤدي الى تفسير اعمق واشمل لكل ما يصاحبها سواء نظريا او عمليا،بل تكون في الغالب التفسيرات الادق والاقرب بعد مرور فترات زمنية طويلة من الزمن قد تمتد الى قرون عديدة.

    عودة الى ثورة 14 تموز في العراق:
    من التحليل السابق يمكن الاختصار بالقول ان الحوادث التي وقعت بالعراق بعد 14 تموز ومقارنتها بما سبقها من حوادث،يضاف الى ذلك التراكم الحاصل نتيجة للتطور الذي حدث في العالم على مختلف الاصعدة،يمكن اعطاء اراء اكثر دقا وعمقا وعقلانية في نفس الوقت من الاراء التي فسرت الثورة ومسيرتها بعد حدوثها وكنتيجة منطقية للتأثير الجمعي الحاصل في المجتمع العراقي نتيجة للجاذبية التي اعطتها صورة الثورة على نظام محافظ ينظر اليه كونه حكم اقطاعي لبلد شرقي،يتميز بديكتاتوريته،لكن الذي حدث ان الثورة جلبت انظمة اكثر استبدادا وقمعا من النظام الملكي بحيث لو خير الشعب العراقي بين النظام الملكي وبين النظام البعثي مثلا فالغالبية الساحقة وبدون ادنى شك سوف تكون مؤيدة له وفق نظرة معروفة مسبقا لما كان عليه العراق في ذلك الوقت،ولكن لو اتيحت نفس التجربة بالاختيار للشعب العراقي بعد عام 1958 لما ترددت الغالبية في تفضيل النظام الجمهوري كونه يحمل من الامال والتطلعات لخدمة الشعب وخاصة طبقاته الفقيرة المعدمة.
    ولذلك فأننا سوف نحلل الاشياء بصورة مختصرة طبعا،وفق نظرة موضوعية تختزن في داخلها مزيج متكامل من التاريخ الطويل والتراكم الحاصل في العلوم المختلفة مع ملاحظة التأثير الخارجي وخاصة العيش في مجتمعات منفتحة تتيح للانسان الحرية في المعرفة والتعبير.
    اول شيء نأتي اليه هو تسمية الثورة هل هو ثورة ام انقلاب؟في الحقيقة هو انقلاب عسكري اقرب الى الثورة منه الى الانقلاب بسبب مشاركة الاحزاب والجماهير المختلفة فيها،بعد سقوط النظام وانهيار اجهزته الامنية والعسكرية القمعية،ولذلك فأن اسم الثورة هو بالحقيقة نسبي وليس مطلق كما هو حاصل في الثورات العملاقة الاربع الكبرى في التاريخ والتي لها تأثير بارز على الاحداث في الساحة الدولية وهي حسب التسلسل الزمنى:الثورة الامريكية1776 وهي تحررية اكثر منها ضد الاستبداد،ثم الثورات الثلاث الاخرى المتشابه وهي الثورة الفرنسية 1789 والثورة الروسية1917 والثورة الايرانية1979،وما عدا تلك الثورات وفق رؤية الكثير من الباحثين والمؤرخين اقل حجما ونوعا.
    ولذلك تكون الثورات الاربع السابقة هي مطلقة في الاسم والشكل والمضمون،اما ثورة 14 تموز فهي تحتمل اسم الثورة واسم الانقلاب وكلاهما صحيح،ولكن الاقرب للواقع في حينها وكذلك للحوادث التي تبعتها،تكون الكفة اكثر ميلا بأتجاه تسميتها بالثورة.

2008/07/14

الاستخدام المزدوج...التدوين نموذجا

الاستخدام المزدوج...التدوين نموذجا
كل الاشياء الموجودة بالعالم يستطيع الانسان ان يستخدمها،استخدما مزدوجا بمعنى انه قادر على استخدامها في خير البشرية او في شرها،حتى الاشياء المعنوية غير الملموسة يستطيع ان يستخدمها في الاعمال الشريرة ولا يحد من استخدامها اي شيء بل غالبا ما تكون تلك اكبر من ناحية قوة التاثير والدمار الذي تحدثه من الاشياء المادية الملموسة ويشكل الانتاج الفكري بمختلف انواعه نموذجا بارزا لها ويشمل من ضمنها النظريات العلمية والادبية والعلوم الانسانية المختلفة من فن وادب وسياسة واقتصاد وغيرها امثلة وهي في غالبيتها من انتاج الانسان نفسه ولكن الاكثر بشاعة هو الاستخدام السيء للاشياء غير المعنوية والتي لا دخل للانسان في وجودها مثل الاديان السماوية وتفرعاتها من المذاهب المختلفة والتي انزلها الله تعالى لهداية الانسان ودليلا له في مسيرته الا انه استخدمها كما يشهد التاريخ له بذلك،اسوأ استخدام بل كانت الاكثر دمارا له،حتى اصبحت الحجة الدائمة للملحدين واللادينيين وهي حجة وضيعة لكون الانسان مسببا للاستخدام السيء لها وليس للاديان اية علاقة بل ان هنالك الكثير من الاشياء المادية والمعنوية يستخدمها الانسان اسوأ استخدام مما يدل ان ليس للاديان علاقة بسوء استخدامها من قبل الانسان،والتطور العلمي الكبير الذي حدث في العالم خلال القرون الاخيرة لم يمنع الاستخدام السئ بل على العكس ازداد استخدامها بصورة اكبر شيطنة وببشاعة لا نظير لها،مستخدما افكار جهنمية لا حدود لها،وبالاتجاه المعاكس ايضا يستطيع استخدام الجميع لخير الجميع.
الاشرار والاخيار:
ليست هناك اي علاقة بجنس او عرق او عمر الانسان بنوعية عمله،فالاشرار والاخيار او الطيبون موجودون في كل مكان او زمان وليس هنالك ادنى شك في ذلك،لكن كلما ازدادت مكانة الانسان في مجتمعه ازدادت معه اعماله الشريرة،والتي يستخدمها في الغالب خدمة لمصالحه الشخصية النابعة من انانيته وحبه للتملك والسيطرة،والعكس صحيح،وفي نفس الوقت يزداد حجم ونوعية الشر المستخدم حتى يصل اقصى مدى له عند الحكام او الذين يتربعون على مراكز القوة في اي نظام استبدادي بغض النظر عن شكله ونوعية حكامه او اختلاف دينهم او فكرهم الثقافي،فالنتيجة واحدة وهي الاستخدام السيء للسلطة وترويضها خدمة لمصالح الحاكمين بأستخدام اسوأ الوسائل المعروفة مادامت الغاية تبرر لهم عمل ذلك.وطبعا في الانظمة الديمقراطية نجد هناك استخدام سيء للسلطة ولكن ليس بمستوى حجم ونوعية الموجود في الانظمة الديكتاتورية.
ومن خلال قراءة قصيرة للتاريخ نجد ان اسوأ الاشرار هم من تربع على الحكم في نظم شمولية استبدادية غاشمة تعتمد على القوة والارهاب والسلسلة طويلة جدا والاسماء معروفة للجميع،ولكن المضحك والمبكي في نفس الوقت هو وجود عدد كبير من الاتباع والمعجبين بهم من شتى الاعمار والمستويات ويبذلون الجهد المادي والمعنوي خدمة لهم ولاعمالهم ومبادئهم الشريرة،وهو حديث يحتاج الى جهود مضنية في البحث والاستقصاء لمعرفة الدوافع المختلفة.
التدوين نموذجا:
والتدوين لا يختلف عن غيره من الاشياء المادية والمعنوية،والتي للانسان القدرة على استخدامها في اوجه عدة في الخير والشر.
فمنذ انطلاق التدوين قبل عقد من الزمن في الشبكة الدولية المعروفة باسم الانترنت،انطلقت اعداد غفيرة في تدوين كل ما ترغب من تدوينه من افكار ورؤى ومعلومات وتعدى الى السيرة الذاتية بما تحمله من اسرار وافكار،ثم تحولت بعض المدونات الى ما يشبه المواقع الالكترونية التي تقدم مختلف الخدمات والمعلومات،وطبعا تعتمد المدونة على جهد المدون وقدرته على جذب اكبر عدد من القراء،كذلك استمراريته بالتدوين لان هناك عدد كبير من المدونات ماتت بالفعل بفعل توقف اصحابها عن عملية التدوين والاضافة.
وبما ان التدوين هو نتاج الانسان،وعملية قديمة جدا الا انها اصبحت بمتناول الجميع وفي شبكة الانترنت منذ عقد من الزمن،وقبلها كانت تتم في المادة الورقية والتي يصعب الاطلاع عليها او نشرها وتكون معرضة للفقدان بشكل دائم ومحتم،ولذلك يعتبر الحصول على مذكرات او كتابات المشاهير في فترة من فترات حياتهم وخاصة بعد وفاتهم كالحصول على كنز ثمين لا يقدر بثمن،ومنها الرسائل الشخصية والدفاتر القديمة التي تؤشر الى فترة معينة من الزمن وتحتوي على معلومات قيمة،ولكن الان تيسرت المهمة واصبح النشر سهلا والاطلاع اسهل كذلك التواصل بين المدونين وقرائهم المختلفين بدون التقيد من بلد او جنس او لون او عرق او دين او فكر،فالمهم قارئ بنفس اللغة او الصورة الموجودة في المدونة.
وخضعت المدونات للاستخدام المزدوج كأي شيء آخر واصبحت وسيلة هامة لنشر الافكار الشريرة والاعمال الغير اخلاقية والتي لا تمت للانسانية بصلة ولا الى الدعوة الى التعايش واحترام الرأي الاخر،وهذه المدونات التي يحمل اصحابها نزعة شريرة او دعوة تكفيرية او تخوينية للاخر،اصبحت هي الاشهر على الاطلاق!!واصبحت الاكثر زيارة وتعليقا!كأي شيء غريب يدخل مجال معين،خاصة لدى الانسان قابلية مخزونة من التعصب الاعمى والانحياز بدون وعي لكل ماهو قريب منه سواء في الدين او العرق او اللغة،ولا يستثنى من ذلك الا ذو حظ عظيم من الاستقلالية والموضوعية وهي من الندرة بمكان.
وفي الحقيقة ان نشر الافكار المتعصبة او التي تحمل نزعات شوفينية او عنصرية ليس بالامر الصعب،ولكن تأثيرها السيء يكون اكثر دمارا لعدد كبير من الناس وتجعلهم في حالة صراع داخلي كان من الممكن تجنبه واستثمار الوقت لعمل الكثير من الاشياء المفيدة التي تنفع المسيرة الانسانية،ويمكن تخيل مدى ما تكون عليه البشرية لو لم تحدث الحروب والنزاعات بين البشر،لكان من الممكن رؤية التقدم العلمي والتكنولوجي الان قبل حوالي الف سنة او اكثر بكثير،لكن الظلم والعدوان والتعصب الاعمى والجهل والتخلف كلها وغيرها عوامل ساعدت على تخلف المسيرة الانسانية.
ولمعرفة مدى ما تحمله كل المدونات وغيرها من النتاجات الفكرية والعلمية من تأثير،كنت اقرأ في بعض الاحيان عدد من المدونات ولكن ليس بصورة بصورة مستمرة،وكان تأثير بعض المدونات سيئا بالنسبة لي على الاقل من ناحية تأخير او تعطيل الرغبة بعمل المدونة،كونها اصبحت بلا قيمة من جراء وجود المدونين المتعصبين او السيئين الذين ينشرون نتاجهم السيء او غسيلهم القذر للناس ويرغبون في ان يتبعهم الكثيرين دون اعطاء اي اعتبار لقيمة التدوين واهميته المستقبلية على الاقل من ناحية تطوير الانتاج العلمي والادبي البشري ويمكن تصنيفه على انه نشر تراث اسود ينبغي حذفه من قاموس التعايش الانساني،وكذلك يمكن معرفة التأثير الايجابي لمدونين آخرين يحملون هما انسانيا رفيعا وقابلية بارعة في التعبير عن نفوسهم الطيبة والرغبة في نشر افكارهم البناءة والمبتكرة على مختلف الصعد.
نموذجان من المدونات:
النموذج الاول هو السيء والذي لا يشجع الاخرين على البدء بعملية التدوين ولكن يمكن الاشارة الى اليه على انه نموذج من نماذج التعصب الاعمى والجهل المركب والدفاع عن التفكيريين ومبادئهم الهدامة،وهي مدونة الصحفي احمد زيدان العامل في قناة الجزيرة!!وهو نموذج سيء للصحفيين العرب والذين يخالفون ابسط مبادىء العمل الصحفي في الموضوعية والرغبة في نشر الحقيقة دون الانغماس مع المتصارعين او نشر افكارهم الجهنمية التكفيرية،ويمكن ملاحظة مدى الانحطاط الفكري الذي تعيشه مجتمعاتنا من خلال مشاهدة عدد زوار مدونته التي لاتحمل اي شيء جديد سوى التنفيس عن رغبات مسمومة تساعد على قتل الاخر والغاءه من الساحة السياسية والدينية والفكرية،وهو نموذج سيء من العاملين في قناة الجزيرة التي لها منتدى بنفس اسمها موجود في شبكة الانترنت يكون المتنفس الذي لاحدود له للعاملين في وكل من يحمل افكارهم وآرائهم المتعصبة التي لا تمت للعمل الاعلامي الموضوعي الحر،وكأن قناتهم لها تضع حدود في التعبير عن ذواتهم مما يستدعي القيام بنشره في وسائل اخرى مثل المنتديات والمدونات لحمل الاخرين على الاطلاع به والعمل بما يدعون اليه...
وفي المقابل هناك مدونة اخرى كانت هي المحرك القوي لي لعمل مدونة او تشجع الاخرين على عمل مدونات لهم وكان من سوء حظي انني لم اعرفها الا بعد وفاتها بيومين،حيث توفيت يوم 16\5\2008 بعد غيبوبة طويلة..والمدونة اسمها هديل الحضيف وهي سعودية وابنة د. محمد الحضيف احد الاساتذة الجامعيين واحد المعارضين للنظام في بلاده.
وهي تحمل هما انسانيا رفيعا ومستوى عال من الثقافة رغم صغر سنها(25) الا اننا مع الاسف الشديد فقدناها جميعا،وقد لاحظت مدى تأثر الاخرين بوفاتها وحبهم لها من خلال الكلمات الرقيقة المنشورة بحقها.ولكن المطلعين على مدونتها وعنوانها:
http://www.hdeel.ws/blog
يلاحظون ان زوارها اقل بكثير من المدونات التي تحمل انتاج ثقافي سيء او متعصب وهو دليل على مستوى التخلف في مجتمعاتنا والانجرار وراء كل شيء يثير في نفوسنا التعصب والحقد على الاخرين.
لا ادعو الى شيء سوى ما دعوا اليه اخرين قبلي،من انه تراث اسود ليس من حقه ان يحيا كما يسميه المفكر زكي نجيب محمود ونقصد به تراث البشرية من التعصب والجهل والكذب والاستبداد والقتل....بل لننشر وندعوه ليحيا وهو تراث الانسانية الابيض المشرق.. من العلم والادب والسلام والتعايش والخير والمحبة الدائمة لكل البشر...فهل لدينا القدرة على الامتناع عن حفظ وتقديس التراث الاسود وآثاره في الحاضر والمستقبل،ومن ضمنها اهمال زيارة المواقع والمنتديات والمدونات التي تنشر تراث الانسانية الاسود... دعوة للعقول قبل الضمائر..للعمل من اجل مستقبل انساني ابيض...

2008/07/13

قائمة بأسماء بعض الموسيقيين

قائمة بأسماء بعض الموسيقيين:
خلال اكثر من ساعتين قمت بتنزيل حوالي 500 ميغا بايت من اروع الموسيقى والتي يطلق عليها النيو ايج او بالعربي الجيل الجديد وهي موسيقى مزيج بين الهادئة والجاز والكلاسيك وهي اقرب للهادئة منها للصاخبة،وحاولت ان انقل في المدونة بعض منها الا ان الحجم محدود للفايل الواحد(5 ميغا بايت فقط)ثم بعد ان اجرب التحميل للموقع،انتظر فترة ثم يرفض التحويل لاسباب مختلفة رغم تقيدي بالحجم المفروض...فألغيت الفكرة بعد ان وجدت صعوبة في ذلك،الا انني كتبت اسماء عدد من الموسيقيين الذين يشتهرون بذلك النوع من الموسيقى،وعموما في رأي الشخصي وحسب ما استطلعت اراء الكثيرين الذين استمعوا الى هذا النوع من الموسيقى انه الاقرب الى الغالبية العظمى بغض النظر عن اللغة او العرق او العمر....والموسيقى هي احد اهم اللغات المشتركة بين الشعوب خاصة الخالية من الكلمات التي قد لا يفهمها من لا يتكلمها....
وعموما كتبت اهم اسماء الموسيقيين،حتى تعم الفائدة للجميع...وطبعا يستطيع من يقدر على تنزيلها من الانترنت او شرائها من الاسواق ومن ضمنها من خلال الشبكة الدولية....
والاسماء غير مرتبة حسب الاهمية ....
1-nicholas gunn2-christopherfranke3-gheorghe zamfir4-OMAR AKRAM5-enya6-moya brennan7-tony oconnor8-guy sweens9-david lanz10-kenny g11-lisa lynne12-kevin wood13-era14-ah nee mah15-eddie jobson16-spencer brewer17-medwyn goodall18-red nativity19-piero montanari20-enigma21-laliya22-telemann23-ginkgo garden24-liewellyn25-mehdi26-jeff oster27-frank steiner28-bella sonns29-myth30-phantom group31-andreas32-shanon33-gulan34-jef ball35-flesh and bone36-rettenbury37-daksha38-michael hedges39-oystein sevag40-ikarus 41-yanni
42-shahin & sepehr
43-armic
44-RICHARD CLAYDERMAN
45-JEAN MICHELE JAREE
46-ZEN GARDEN
47-VANNVESA
48-Joaquin Rodrigo y Paco de Luci
49- Clannad
50-Ikarus
طبعا هؤلاء جزء صغير من الموجودين في العالم...وقد وضعت اللون الاخضر لاهمية بعضهم....
مع خالص تحياتي

2008/07/10

خبر اليوم

ان وليمة الغداء التي اقامها رئيس وزارء اليابان على شرف قادة مجموعة الثماني يوم الثلاثاء حظيت بتغطية مفصلة.
واشارت الصحافة الى ان الزعماء اختاروا طعامهم من بين 18 قائمة من افخر انواع الطعام ومن بينها الكافيار بعد ان تم احضار اكثر من 60
من افضل طباخي العالم لخدمة هؤلاء الزعماء بينما بلغت تكلفة
القمة اكثر من نصف مليار دولار.
وبعد ان شبعوا وشربوا ما لذ وطاب لهم تفرغوا لبحث موضوع اشباع فقراء العالم الذين يتضورن جوعا بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية بشكل جنوني
9\7\2008
التعليق:.
الخبر منشور في وسائل الاعلام المختلفة
وكل المؤتمرات على نفس الشاكلة اكل ونوم ومصاريف وامن ثم كلام في كلام والبشرية من سيء الى اسوأ

2008/07/06

رحيل مفكر حر.....


فقدان مفكر عظيم:
شعرت بالاسى والحزن نتيجة لرحيل المفكر العربي عبد الوهاب المسيري(1938-2008) الذي رحل عن عالمنا في يوم الخميس3\7\2008 ....وهو يعتبر بحق احد اعظم المفكرين والباحثين العرب في العصر الحديث..الذين اثروا المكتبة العربية وكان لهم تأثير كبير على اجيال كاملة،كما هو احد اكبر المناضلين ضد الديكتاتورية والفساد سواء في مصر او العالم العربي،ولذلك واجه من المتاعب والمصاعب مع اتباع الديكتاتورية والارهاب الفكري والجسدي...
اكثر ما يحز في نفسي رحيل هؤلاء العلماء الوطنيين الشرفاء في اتعس الظروف وأسوأها بالنسبة للشعوب العربية المسكينة الغارقة في وحول الديكتاتورية والجهل والتعصب...في وفت نرى البهائم البشرية تعيش في افضل حال وراحة بال وعمر مديد........
ليس غريبا على هذا المفكر ان يرحل ..وان لايسير في جنازته احد من رجال النظام الديكتاتوري الفاسد في مصر... او اصدقائه من الانظمة المجاورة....التي تختلف بالاسم وتتشابه بالمضمون!...
من يدري لعل ذلك دليلا بارزا ان يرحل عن عالمنا لكي يبقى نقيا حيا وميتا،وحتى لا يدنس الاوغاد جنازة الاحرار...
فالمجد والخلود له..والخزي والعار للجبناء من السلطة واتباعها...
لا اريد الخوض في سيرته الذاتية او في الحديث عن آثاره وافكاره...فالكثير من المواقع الالكترونية تكفلت بذلك....ولكن يمكن الرجوع الى موقعه الشخصي على العنوان التالي:
http://www.elmessiri.com/

وفيه تجد غالبية المعلومات عنه كذلك العديد من الصور والصوتيات اتمنى ان يزوره كل محب للعلم والعلماء والاحرار والشرفاء..
كما تجد ترجمته في الكثير من المواقع ومنها موسوعة الويكبيديا ،فقط اكتبوا اسمه في محركات البحث وسوف تظهر آثاره الرائعة ..
الكلمات القليلة لا تعطيه حقه ابدا...لكن اثار الحزن والالم على رحيله تبدوا بادية على كل محبيه في شتى انحاء العالم...والتعبير عن فقدانه بكلمات قليلة هو تفريغ لشحنة مكبوته من الحزن والالم...
ان الامة التي انجبت المسيري وامثاله لهي قادرة اليوم على ان تنجب المزيد .....من المفكرين والوطنيين الذي مزجوا بين العلم والامانه الوطنية....فليخرج كل الاحرار من مخابئهم وليكون المسيري قدوة ونموذجا بارزا لهم...
رحمه الله تعالى...واسكنه فسيح جناته......







موضوع بلا اسم

في بالي الكثير من المواضيع التي احب كتابتها في المدونة،ولكن لا اجد الوقت الكافي لكتابتها...احيانا اشعر بعدم كفاية الوقت الموجود لعمل اي شيء...بل حتى في التعبير عن الذات وما تشعر به من فرح وهو نادرا او حزن وهو غالبا..حتى لو كان نطقا وليس كتابة..لا اجد الوقت الكافي..رغم ان الكتابة في نظري اكثر قدرة على التعبير سواء عن الذات بما تحمله من خصوصيات او التعبير عن الشعور تجاه العالم الخارجي والاشتراك بكل تفاصيله......
لكن الذي يعوض عن كل المعاناة هو وجود فضاء واسع من الحرية سواء في البلد او في شبكة الانترنت...او الجزء الخاص بي وهو المدونة...
احيانا اشعر ان بساطة الانسان في العصور السابقة قد تكون اكثر سعادة له عن وقتنا الحاضر..او اكثر احساس بالحياة....
احيانا نشعر بسعادة وقتية...قد تكون قصيرة ولكن عظيمة الاثر والمعنى في الذات...وقفت اليوم في المساء البارد امام بيتي صدفة امرأة تطلب مساعدة مادية وكانت ترتجف من الخوف والرعب،واعتقد ان شيئا سيئا حدث لها مع ما تقوله انه صديقها،بحيث ارعبها خاصة في مساء شبه مرعب..وتكلمت معها بحديث قصير وهدئت من روعها وواسيتها كما ساعدتها ماديا رغم انها قالت انها سوف ترجعه غدا...اختلاف الثقافات والاعراق والديانات والاعمار والاجناس لا يقف مانعا امام التواصل الانساني بمختلف اشكاله..خاصة ايام المحن والصعوبات..بل ان الكلمات القليلة المواسية تكون اعظم هدية...لقد محيت دموع وحزن من انسان قد اختلف معه في عدد كبير من الاراء وطريقة الحياة الا ان الجامع الاكبر هو ......الانسانية والاخوة فيها.....ان الشعور بالسعادة عند مساعدة الاخرين ومواساتهم في وقت الضيق والمحن والالم والحزن..ما هي الا نعمة الهية عظيمة...نجهلها ولا نتذوق طعمها الا في اوقات نادرة....ولهذا السبب يشعر بهذه السعادة الحقيقية جميع البشر بمختلف انتمائاتهم واهدافهم وتطلعاتهم...وهي دليل جامع على ان البشر اخوة وان اختلفوا...وعليهم تقوية الاخوة الانسانية للوصول الى الهدف الامثل في الحياة...وهو العيش بحرية وكرامة ورفاهية لكل البشر............

2008/07/04

2008/07/03

البرامج الحوارية في القنوات الفضائية

تحية طيبة:
البرامج الحوارية في القنوات الفضائية كثيرة جدا بحيث يعجز المشاهد عن متابعة العديد منها،وبعضها مفيد جدا ونسبته قليلة للغاية،والغالبية غير مفيدة اطلاقا،وخاصة المتعلقة بالجوانب السياسية،وتخضع غالبية البرامج الحوارية الى سياسة القناة الفضائية المعلنة والتي غالبا ما تكون تابعة للدولة التي تنطلق منها القناة،وكلما كانت القناة متحررة من القيود المفروضة كلما كانت برامجها اكثر قيمة وجودة وتحصل على اكبر نسبة مشاهدة،والعكس صحيح انه كلما كانت القناة خاضعة الى توجه سياسي معين فأن نسبة المشاهدة تكون قليلة وجودة برامجها المختلفة ومدى صدقيتها تكون اقل،بغض النظر عن مدى صدقية القناة او احقية توجهها السياسي والثقافي المعلن عنها.
وبما ان جميع الدول العربية تخضع الى انظمة شمولية ولكن بدرجات مختلفة،لذلك تكون نسبة صدقية قنواتها التابعة لها محل شك من قبل الغالبية التي تبحث عن الحقيقة الضائعة،ولذلك نلاحظ ان بعض القنوات التي تنعدم فيها الحرية في الحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي تكون الاقل مشاهدة رغم انها تحاول بين الحين والاخر تجديد طابع القناة التقني من الداخل او عرض برامج معينة بوجوه جديدة ولكن دون اي فائدة تذكر مادام جوهر القناة وخضوعها لسياسة الدولة امر ثابت لا يتغير،وهذه ما شاهدناه في قناة النيل للاخبار التي تعتبر من القنوات الضعيفة جدا في صدقيتها او في جدية عرضها للاخبار،والتي حاولت تغيير النظرة السائدة عنها في تغيير ديكور استديوهاتها او استخدام تكنولوجيا احدث في عرضها الاعلامي،لكن دون جدوى،لان سياسة القناة ثابتة في توجهها التابع للنظام المصري المعروف بأستبداديته وفساده،وحتى عرضها للاخبار لاتختلف عن اي قناة محلية اخرى وليست كقناة دولية تحاول الحصول على اكبر نسبة مشاهدة!! حيث تعرض للمشاهد اخبار جولات الرئيس وحرمه وعائلته!!في سذاجة واضحة وسفيه لعقول المشاهدين من الدول الاخرى.
هناك بالطبع الكثير من العوامل التي تجعل بعض القنوات لها شعبية او نسبة مشاهدة اكبر نحن في غنى عن الحديث عنها هنا،ولكن سوف اجعل الحديث المختصر عما شاهدته في قناة اخبارية دولية ناطقة بالعربية.
قناة العالم الاخبارية:
وهي قناة اخبارية ايرانية ناطقة باللغة العربية تأسست قبل خمس سنوات وتخضع في سياستها الاعلامية المعلنة لتوجهات السياسة الايرانية الخارجية وفق المنهج الثقافي الايراني الثوري المعروف ولذلك فأن نسبة مشاهدة القناة بين جموع المشاهدين العرب سوف تكون قليلة والذي يميل عادة الى التنوع في كل شيء.
تمتاز القناة بضعفها الواضح سواء في خبرة مذيعيها او في طريقة طرحهم للقضايا المختلفة،او للاسلوب في لغة الطرح الاعلامي والتي لاتختلف عن اي قناة محلية اخرى،فالعبارات الموجهة او غير المحايدة في اعلان الخبر تنفر المشاهد او تبعده حتى لوكان مؤيدا لبعض افكارها،من قبيل العبارات المعروفة في نشراتها الاخبارية مثل الاحتلال الامريكي للعراق او العبارات التي تدل على توجه القناة الفكري،او اسلوبها التضخيمي المعروف لبعض الاحداث الطبيعية وخاصة تلك التي تقع في الغرب،من قبيل المظاهرات الصغيرة التي تعبر عن رأي شريحة معينة من افراد الشعب،يتم تصويرها كأنها مظاهرات مليونية تعبر عن رأي الشعب كله،أو سوف تؤثر في اتخاذ القرارات الرسمية،او الايحاء ان الدول الغربية تفرض قراراتها بمعزل عن الغالبية الشعبية في اسلوب ينم عن سذاجة اعلامية واضحة خاصة للذي يعيش في الدول الغربية.
كذلك فأن الضعف واضح في استخدام التكنولوجيا الحديثة في اجهزة القناة او في استخدام المواد السمعية والبصرية بصورة شبه دائمية دون تغيير مما يؤدي الى نفور المشاهدين الذين يحبون عادة التجديد في كل شيء وبضمنها استخدام كل الوسائل الاعلامية الجديدة.
تمتاز القناة بكثرة برامجها الحوارية التي تدار عادة من قبل مذيعين غير كفوئين يستخدمون الاسئلة المكثفة مع عدد كبير من المتحاورين في وقت واحد ودون اعطاء المتحدث الحرية الكاملة في الحديث،حيث تبرز لديهم عادة قطع حديث المتكلم بأسلوب ينم احيانا عن قلة خبرة او سوء ادارة مما يستدعي التنبيه لان ذلك ينفر المشاهدين عنها،او يحد من مرونة المتحاورين،بالاضافة الى اختيار ضيوف الحوار بطريقة معروفة تتبع توجهات القناة.
شاهدت بالامس برنامج عن العقود النفطية في العراق مع الشركات الاجنبية،وكان ضيوف الحلقة من داخل العراق،اثنان والثالث من لندن وكان طريقة طرح موضوع الحلقة او شرح وجهات النظر لا تختلف بتاتا عن اطلاق الشعارات البراقة المعروفة لدى الشارع العربي،وخاصة منذ فترة الخمسينات والتي تمتاز بعدم عقلانيتها او طرحها المواضيع والمشاكل بصورة غيرموضوعية ومن ومختلف وجهات النظر،وامتاز بعض المتحاورين بأسلوب خطابي لايمتد للموضوع بصلة كذلك اظهرت الحلقة مستوى التفكير المتردي لدى شريحة واسعة وخاصة من هم اعضاء في البرلمان العراقي،والذي تميز بدخول الكثيرين اليه بدون معرفة سابقة لشخصياتهم من قبل الناخبين!!.
عموما ان مشاهدة اكبر عدد من البرامج الحوارية في مختلف شؤون الحياة والاطلاع الكامل على المعرفة الثقافية من مصادرها المختلفة هو السبيل الوحيد للتخلص من التعصب والجهل وعدم احترام عقلية المقابل....

2008/07/02

نصف عام مضى....ومازال لدينا النصف الثاني

تحية طيبة للجميع:
نصف عام 2008 انقضى ومضى بسرعة البرق،وحتى نكون متفائلين بالحياة ولانكون متشائمين،نقول مازال لدينا النصف الثاني من السنة،حياة تسير بسرعة فائقة يعجز عن تفسيرها الكثيرون،الامل مازال موجودا رغم كل المصاعب الحياتية وخاصة الاقتصادية في ظل التدهور العالمي والتضخم الكبير الذي لا يقف بوجهه الحدود والبحار،وازمة ارتفاع اسعار الطاقة والتي اثرت على جميع المواد والخدمات وكانت مثل الكارثة على الفقراء في مختلف دول العالم....
الامل مازال موجودا في كل شيء،وحتى ازمة الطاقة والمواد الاولية والتضخم يمكن حلها بحكمة وهدوء،فالارض مليئة بالخيرات الوفيرة وغالبية الاراضي غير مستكشفة وبالتالي مجهولة الخيرات..بالاضافة الى عقل الانسان القادر بكل تأكيد على فعل المعجزات خاصة في مجال الطاقة البديلة ...لكن اولا تكمن البداية في السلام والامان في العالم اجمع وتحرير الانسان من ظلم اخيه الانسان..وبالعدل والمساواة والحرية والسلام ...يستطيع الانسان خلق عالما مثاليا او على الاقل خاليا من الازمات ...المهم هي الارادة .....

2008/07/01

لوحة 8 الحرية تقود الشعب

لوحة الفنان الفرنسي يوجين دي لاكروا(1798-1863)
Ferdinand Victor Eugène Delacroix (April 26, 1798August 13, 1863)
وترجمته موجودة في موسوعة الوكبيديا باللغة الانكليزية والعنوان هو
http://en.wikipedia.org/wiki/Eug%C3%A8ne_Delacroix
وهذه اللوحة المرسومة عام 1830 هي اشهر لوحاته على الاطلاق واسمها
الحرية تقود الشعب

ندوة فكرية

ندوة فكرية:
امس حضرت محاضرة في منتدى ثقافي عراقي،وكانت حول افضل السبل الكفيلة في اعادة بناء البنية التحتية في العراق،وطبعا تم التطرق لاكثر المشكلات المعروفة،وفي المناسبة ان المعوقات الموجودة في العراق هي نفسها الموجودة في باقي البلاد العربية،رغم ان الحديث عن العراق كان تحديدا،وكون مشاكله بارزة للعيان بعد التحولات الجذرية التي حصلت فيه،مما يجعل مناقشة كافة مشاكله متيسرة في وسائل الاعلام المختلفة،عكس ما هو موجود في باقي البلاد العربية التي تسيطر عليها انظمة عفى عليها الزمن واصبحت من مخلفات الماضي البغيض،ولكن موجودة بفضل وسائل القمع الوحشية والمتجددة باستمرار،وكون الدعم الخارجي لها مازال متوفرا.
اكثر المشاكل تداولا هي التدمير الفظيع ليس فقط للبنية التحتية في العراق خلال اربعة عقود من الزمن المظلم(1963-2003) بل التدمير الاكثر فظاعة للانسان العراقي الذي اصبح مشلولا من الناحية الفكرية والبناء المستقبلي،والتدمير المبرمج لكل المثل الانسانية والاخلاقية والدينية،من عصابة اجرامية عاثت في الارض فسادا وقتلا،مستغلة الظروف الدولية والاقليمية في بناء القدرة الارهابية للدولة البعثية في العراق،بالاضافة الى استغلال الموارد المادية والبشرية الهائلة المتوفرة،ولولا ذلك لتم القضاء على تلك الشرذمة الارهابية في خلال فترة قصيرة،وقد استخدم النظام البائد اسلوب التنازل في كل شيء في سبيل الاستمرار لاطول فترة ممكنة في الحكم،وكانت حصيلة الحكم الاجرامي الطويل تخرج اجيال من الممسوخين من البشر مازال الكثير منهم يعمل جاهدا في تحطيم ما تبقى من العراق،وتحت صيغ ومسميات مختلفة تثير في النفس الاشمئزاز والريبة،مدعمومة بأمكانات مادية واعلامية هائلة من الدول والشعوب العربية التي تسير وراء غرائزها في تخلف واضح ومستمر عن ركب الحضارة الانسانية مما ينبئ بأن العالم العربي مازال يسير في نفق مظلم طويل لا تستطيع شعوبه اخراجه منه مهما ناضلت قواه الوطنية المخلصة ومهما بذلت من تضحيات جسيمة دون معونة خارجية واضحة وبأي صيغة كانت دون نسيان ان الديمقراطية والتقدم الموجود في اوروبا واليابان ما كان ليحدث لولا التدخل الخارجي والحروب الطويلة المستمرة،وكذلك الثورات الديمقراطية المستمرة في العالم منذ سقوط جدار برلين عام 1989.
والمعروف ان من اهم اسباب اعادة البناء في العراق والدول العربية عموما هي الفساد الاداري المستشري في المؤسسات المختلفة والذي يعود في قسمه الاكبر الى سياسة الانظمة المتسلطة ومحاولة توريط اكبر عدد ممكن في الفساد حتى يتسنى السيطرة على الحكم والاستمرار فيه وكذلك العقلية المتخلفة في رفض كل ما هو خارجي حتى لو كان تكنولوجيا حديثة،والارهاب المنتشر في العراق والدول الاخرى والذي يعود في اغلبيته الى الفكر التكفيري المنتشر المدعوم عربيا رسميا وشعبيا او جراء ارهاب الانظمة وقمعها الوحشي لشعوبها وسلبها اي حرية في الحياة والتعبير مما يوفر الاجواء لخروج اجيال من الناقمين تحت صيغ ومسميات مختلفة .
الموضوع طويل وذو شجون محزنة في الغالب ولاتستطيع ندوات او محاضرات عرضه او حل مشاكله....الموضوع جزء من مشكلة اكبر واعمق ...ويحتاج نهضه شاملة للخروج من الازمة الراهنة...