إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/07/01

ندوة فكرية

ندوة فكرية:
امس حضرت محاضرة في منتدى ثقافي عراقي،وكانت حول افضل السبل الكفيلة في اعادة بناء البنية التحتية في العراق،وطبعا تم التطرق لاكثر المشكلات المعروفة،وفي المناسبة ان المعوقات الموجودة في العراق هي نفسها الموجودة في باقي البلاد العربية،رغم ان الحديث عن العراق كان تحديدا،وكون مشاكله بارزة للعيان بعد التحولات الجذرية التي حصلت فيه،مما يجعل مناقشة كافة مشاكله متيسرة في وسائل الاعلام المختلفة،عكس ما هو موجود في باقي البلاد العربية التي تسيطر عليها انظمة عفى عليها الزمن واصبحت من مخلفات الماضي البغيض،ولكن موجودة بفضل وسائل القمع الوحشية والمتجددة باستمرار،وكون الدعم الخارجي لها مازال متوفرا.
اكثر المشاكل تداولا هي التدمير الفظيع ليس فقط للبنية التحتية في العراق خلال اربعة عقود من الزمن المظلم(1963-2003) بل التدمير الاكثر فظاعة للانسان العراقي الذي اصبح مشلولا من الناحية الفكرية والبناء المستقبلي،والتدمير المبرمج لكل المثل الانسانية والاخلاقية والدينية،من عصابة اجرامية عاثت في الارض فسادا وقتلا،مستغلة الظروف الدولية والاقليمية في بناء القدرة الارهابية للدولة البعثية في العراق،بالاضافة الى استغلال الموارد المادية والبشرية الهائلة المتوفرة،ولولا ذلك لتم القضاء على تلك الشرذمة الارهابية في خلال فترة قصيرة،وقد استخدم النظام البائد اسلوب التنازل في كل شيء في سبيل الاستمرار لاطول فترة ممكنة في الحكم،وكانت حصيلة الحكم الاجرامي الطويل تخرج اجيال من الممسوخين من البشر مازال الكثير منهم يعمل جاهدا في تحطيم ما تبقى من العراق،وتحت صيغ ومسميات مختلفة تثير في النفس الاشمئزاز والريبة،مدعمومة بأمكانات مادية واعلامية هائلة من الدول والشعوب العربية التي تسير وراء غرائزها في تخلف واضح ومستمر عن ركب الحضارة الانسانية مما ينبئ بأن العالم العربي مازال يسير في نفق مظلم طويل لا تستطيع شعوبه اخراجه منه مهما ناضلت قواه الوطنية المخلصة ومهما بذلت من تضحيات جسيمة دون معونة خارجية واضحة وبأي صيغة كانت دون نسيان ان الديمقراطية والتقدم الموجود في اوروبا واليابان ما كان ليحدث لولا التدخل الخارجي والحروب الطويلة المستمرة،وكذلك الثورات الديمقراطية المستمرة في العالم منذ سقوط جدار برلين عام 1989.
والمعروف ان من اهم اسباب اعادة البناء في العراق والدول العربية عموما هي الفساد الاداري المستشري في المؤسسات المختلفة والذي يعود في قسمه الاكبر الى سياسة الانظمة المتسلطة ومحاولة توريط اكبر عدد ممكن في الفساد حتى يتسنى السيطرة على الحكم والاستمرار فيه وكذلك العقلية المتخلفة في رفض كل ما هو خارجي حتى لو كان تكنولوجيا حديثة،والارهاب المنتشر في العراق والدول الاخرى والذي يعود في اغلبيته الى الفكر التكفيري المنتشر المدعوم عربيا رسميا وشعبيا او جراء ارهاب الانظمة وقمعها الوحشي لشعوبها وسلبها اي حرية في الحياة والتعبير مما يوفر الاجواء لخروج اجيال من الناقمين تحت صيغ ومسميات مختلفة .
الموضوع طويل وذو شجون محزنة في الغالب ولاتستطيع ندوات او محاضرات عرضه او حل مشاكله....الموضوع جزء من مشكلة اكبر واعمق ...ويحتاج نهضه شاملة للخروج من الازمة الراهنة...

ليست هناك تعليقات: