إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/01/13

في سياحة الكتب 2

في سياحة الكتب 2:
العرض التالي هي لكتب تمت قرائتها،ولكن هي من الكتب العادية التي تكون فائدتها ضئيلة جدا،وقد يعود السبب في ان بعضها تجميع معلوماتي مختصر والاخر بمثابة مذكرات لضابط ثم وزير لاحقا لكنها لاتضيف للتاريخ سوى القليل من الفائدة التي يمكن ذكرها في الفترات اللاحقة....او كتب نجد فائدة في قرائتها وهي اللاحقة في هذه السلسة ...
الكتاب الاول:حسن نصر الله-حرب نهاية اسرائيل...تأليف خالد ابو بكر.
الكتاب مصري التأليف والطباعة...عام2006 في 159ص..والنوعية طبع عادي...
لايتضمن الكتاب شيء جديد،بل هي تجميع لمعلومات منشورة سابقا ولكن المؤلف من باب التأييد لحزب الله اثناء حرب تموز 2006 ،ألف الكتاب بسرعة وهو تعبير عن وجهة نظره في الحزب والمقاومة والحرب التي اثارت الكثير من الجدل . لايتضمن الكتاب تحليلات او آراء او معلومات يمكن ان تثير القارئ او تجعله يتفاعل مع ما يتضمنه متن الكتاب.
حرب تموز 2006 والتي كانت لغرض اطلاق سراح بعض المعتقلين اللبنانيين من سجون اسرائيل جائت بعكس التوقعات المرجوة...فبالنسبة للجانب الاسرائيلي فالغالبية العظمى من شعبهم وقف الى جانب حكومته وجيشه في تلك الحرب...وفي المقابل انقسم اللبنانيين والعرب والمسلمين بشدة حولها!وقد يكون التأييد الشعبي كبيرا ولكن من باب معارضة اسرائيل وضرورة التصدي اليها.وكان واضحا ان الحكومة اللبنانية التي يهيمن عليها فريق 14 آذار المعارض لسوريا هي معارضة لتلك الحرب والطريقة التي بدأت بها وحتى الجيش اللبناني الذي كان واجبه الدفاع عن البلاد،كان موقفه مخزيا من حيث وقوفه على الحياد،بل كان استسلام بعض افراده لقوات الغزو مدعاة استنكار وكشف مريع لمدى الخلل الواضح في المؤسسات اللبنانية والتي تتكون من النظام برمته والقوات المسلحة وحزب الله.
كانت الحرب تدميرية بالدرجة الاولى وبغض النظر عن الصمود والتصدي الشجاعين للهجوم الاسرائيلي الا ان نتائجها كانت هزيمة بلا شك للبنان ومقاومته،فقد جرى تدمير هائل للبنية التحتية وجرى التركيز في الحرب على اماكن تواجد الطائفة الشيعية دون سواها والتي دفعت الثمن باهظا سواء من حيث التصدي او الخسائر او الوقوف ضدها وعدم تاييدها من قبل نسبة كبيرة من الشعب اللبناني والعرب،وكان لتأثير العامل المذهبي سبب واضح في صدور الكثير من المواقف المعادية للحزب ومقاومته...
دخول الجيش الاسرائيلي الى مناطق واسعة من الجنوب ثم فرض الامر الواقع بعد الانسحاب من حيث منع وصول افراد المقاومة الى الحدود ناهيك عن الفارق الكبير الكبير في الخسائر البشرية(20 الى 1) ثم محاصرة لبنان وحدوده ومنع وصول السلاح للحزب،كانت كلها ضربات قوية له لم يتم حسبانها في الهجوم على حرس الحدود الاسرائيلي،وبالتالي تلك الحرب اعادت استراتيجية الحزب وتفكيره الى ماقبل انتصار عام 2000م واصبح لاحقا صعبا عليه التفكير في الهجوم على اسرائيل والتركيز على مبدأ التصدي والدفاع فقط .
كل الحروب مع اسرائيل كانت انتصارا لها ماعدا حربين كانت انتصارا معنويا فقط للعرب وهي حربي 1973 والانسحاب من جنوب لبنان عامي 1985 و2000 ولكن ليستا هزيمة لاسرائيل،وكانت الخسائر العربية في تلك الحروب المادية والبشرية تفوق بكثير خسائر اسرائيل.
التفكير العقلاني بمقاومة اسرائيل وعدم اخضاع الصراع معها للعامل العاطفي والتفكير العشوائي هو السبيل الوحيد للتصدي لها ...كل حروب اسرائيل تخضع بعد انتهائها الى المناقشات والتحليلات والتحقيق فيها من جانب لجان متخصصة،وتكون النتائج مهما كانت مرة لهم هي ملزمة في العمل المستقبلي لتحقيق افضل النتائج بأقل الخسائر...في الطرف المقابل لم تخضع معظم الحروب العربية لمثل تلك التحقيقات والدراسات وبذلك تكون النتائج المستقبلية للصراع هي تكرار لما سبق من خسائر كان من الممكن تلافيها او على الاقل تقليلها الى ابعد الحدود في حالة بذل الجهد لتلافي الاخطاء ...
الكتاب الثاني:مذكرات فؤاد عارف-مرافق الملك غازي والوزير في العهد الجمهوري..
الكتاب من تأليف صاحبه وهو فؤاد عارف،ويقع في 272 ص ومطبوع في لبنان عام 2006 في طبعة انيقة . والكتاب ليس فيه من القيمة التاريخية يمكن الاشارة اليها سوى شذرات من قبيل مرافقته للملك غازي(1912-1939) وطبيعة سلوكه وافراد عائلته، كذلك بعض المقتطفات من خلال عمله الرسمي في الدولة ومشاركته بصورة غير رئيسية في الاحداث.
الغريب في سلوكه هو انه عمل في اجهزة ثلاثة انظمة مختلفة جذريا فيما بينها وقد يبرر سلوكه بكونه محايدا بالاضافة الى كونه كرديا،الا ان ذلك يبقى تبريرا غير كافيا بالنظر لسلوك الانظمة الثلاث وبشدة وقسوة مع من عملوا في اجهزة النظام السابق لها.
يذكر المؤلف كيف كان العديد من اقربائه الاكراد هم ضباط ومسؤولين في اجهزة الدولة العثمانية ثم بداية الدولة العراقية الجديدة مما يجعل التأكيد على ان سلوك الدولة العثمانية تجاه رعاياها كان يتم وفق سلوك المواطنة، وبالتأكيد كانت الافضلية للعرق التركي على من سواه،ولكن مع استثناء بعض الاقليات وعلى رأسها الشيعة ثم الارمن واقليات اخرى،التي جرى استبعادها نهائيا من اجهزة الدولة مما ادى الى ان يكون تأسيس الدولة العراقية يكون مشوها نظرا لاعتمادها على الجهاز الحكومي العثماني مما جعل اجهزة الدولة غريبة عن غالبية الشعب العراقي حتى سقوط النظام القديم عام 2003 وبناء الدولة الجديدة وفق المشاركة الجماعية لجميع مكونات المجتمع العراقي .
يشير المؤلف في الكثير من المواقف الى نزاهة الكثيرين ومن ضمنهم افراد العائلة المالكة في العراق ابان الحكم الملكي ثم الجمهوري الاول،وهي صفة اصبحت معدومة في حقبة البعث المظلمة او خلال حكم الانظمة العربية الحالية المتسم بالفساد المثير للاشمئزاز في كل مفاصل الدولة الملازم للاستبداد والارهاب الحكومي،ممايجعل الحنين لتلك الايام السابقة امنية عدد كبير من الناس هذه الايام.



ليست هناك تعليقات: