إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/01/19

الاستعراض الثقافي

الاستعراض الثقافي:
بالفعل عدد ممتاز!
انتهيت للتو من قراءة العدد598 ايلول(سبتمبر)2008 من مجلة العربي،وقد وجدته يختلف كليا عن العدد الذي سبقه...بالفعل عدد ممتاز ودسم رغم فيه بعض الهفوات والاخطاء المطبعية! ولكنني سوف اتجاهلها رغم اهميتها لمجلة عريقة وقديمة.
احد الاسباب الرئيسية في هذا العدد هو وجود ثلاثة مواضيع محلية! وواحد منهن ضعيف للغاية!والادراج المحلي هو من المعوقات على الانتشار العالمي.
حديث الشهرعن التعليم والدخل والعلاقة المنسية،هو حديث عادي والعلاقة معروفة للجميع واثبتت الوقائع والدراسات مدى حصول التطور الاقتصادي بتطور التعليم،وابرز مثال حديث لم يذكره العسكري هو ايرلندا التي تطورت خلال عقد من الزمن بحيث اصبحت في المراتب الاولى في القارة الاوروبية بعد ان كانت متأخرة بفضل التركيز على استثمار التعليم والانفتاح على الاخر.
موضوع التتار والوجه الاخر،هو قيم كون الفكرة المنتشرة لدى الغالبية هي ان التتار همج ومتوحشين لفترة طويلة،والحقيقة ان بعضهم كان كذلك والاخر كان متطورا بل واعتنقوا الاسلام وافادوا الحضارة الاسلامية والانسانية.
تقييم ملفت:
في باب قالوا وجدت تقييم ملفت كان من الاولى للمجلة عدم ذكره،وهو نقلا عن استطلاع مجلة فورين بوليسي الامريكية لاهم ثلاثة مثقفين في العالم العربي،وهم ساري نسيبة الفلسطيني(الاصل سري) والمصريان عمرو خالد والقرضاوي...وفي الحقيقة هناك فرق بين اهم المثقفين وبين بعض المشاهير من القنوات الاعلامية!..فمن ناحية المثقفين هناك في العالم العربي من المشاهير والمجهولين بأعداد غفيرة ما يفوقوا هؤلاء الثلاثة جملة وتفصيلا !..ولكن من ناحية الشهرة فهذه لاتحسب على الثقافة واعلميتها بشيء كون هناك الكثير من الاشرار لديهم شهرة تفوق الاخيار! وبالتالي لايعول على الشهرة الاعلامية.
اعتقد اختيار الفلسطيني يعود الى شهرته من خلال دعوته الى السلام مع اسرائيل ولكن بدون عودة لاجئين(اصداره بيان مع سياسي اسرائيلي حوله)ودولة منزوعة السلاح وغير ذلك من شروط اسرائيل لاقامة الدولة الفلسطينية،هذا بالاضافة الى عدم وجود آثار ثقافية قوية يمكن الاستناد اليها.
اما بالنسبة لعمرو خالد فهو ابعد من الوصول الى لقب ثقافي وهو بأسلوبه الهزلي المضحك يثير في نفوس الكثيرين الاشمئزاز وخاصة من طريقة تلفظه للكلمات! بالاضافة الى محدودية ثقافته!.
اما القرضاوي والذي ملئ الدنيا ضجيجا من خلال الفضاء الاعلامي فهو قد يكون من اصحاب الثقافات ولكن لا يصل حد العمق الابداعي الذي يبرر وصوله الى ذلك الاختيار!.
عودة لمواضيع المجلة:
الاستطلاع عن الصين المسلمة كان من اروع الاستطلاعات وكان ممتازا بلا شك.
من الدراسات الادبية اللامعة فيها كانت للركابي عن المعري كما رآه الجواهري في قصيدته المشهورة التي مطلعها:قف بالمعرة وامسح خدها التربا-واستوح من طوق الدنيا بما وهبا....كذلك موضوع قيم فيه تساؤل عن هل يمكن الوصول الى العامية الفصيحة؟ وقد اجاب عنه تفصيليا وخاصة في ذكر محلية الكاتب(اللهجة المغربية)..واستخدام اللهجة المحلية كما اراه هو وسيلة غير صائبة كونها غير جميلة مثل الفصحى وفقيرة التعابير بالاضافة الى عجز غالبية الذين يفضلونها عن استخدام تعابير الفصحى الجميلة...
هناك موضوعان فنيان احدهما قيما عن بيت الفن في زيورخ في سويسرا وفيه لوحات جميلة.
ملف العدد كان عن مسلمي آسيا في رمضان لنخبة من الباحثين عن تقاليد رمضان في ماليزيا والهند وكوريا الجنوبية والصين،وكان قيما وغني المعلومات.
لاحظت في اعداد العربي هو وجود المقالات الطبية وهي قيمة في اغلبها،هي على الاكثر لاطباء من سوريا ولا ادري تفسير ذلك ولكن اعتقد رغبتهم من ايام مجلة طبيبك المشهورة هي في نشر الثقافة الطبية بأسلوب بسيط وسلس.
استعراض الكتاب كان رائعا وهو حول كتاب السيرة الذاتية للراحل المسيري:رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر...وهو من الكتب القيمة التي تبحث سيرة الراحل الفكرية والتي انتجت الموسوعات والكتب القيمة وخاصة عن التاريخ اليهودي. والاستعراضان الاخران ايضا كانا لكتابان قيمان وخاصة عن القارة المكبلة افريقيا.
هذا بالاضافة الى مواضيع اخرى قيمة لا يسع المجال لذكرها...

ليست هناك تعليقات: