إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/01/20

بين المحورين:اسئلة واجوبة

بين المحورين:اسئلة واجوبة
للوقوف على مساحة متوسطة بين المحورين الرئيسيين في العالم العربي،ينبغي في البدء اعطاء تعريف مختصر للمحورين اللذان تبلورا بعد مؤتمر مدريد عام 1991 .
المحوراليميني :ويضم بصورة رئيسية السعودية ومصر والاردن،وبقية الدول التي تبتعد وتقترب من هذا المحور وحسب الظروف. ويسمى ايضا بمحور المعتدلين او المحافظين، ،وقد انضم الاردن اليه منذ عام 2000 كما انسحبت منه اخريات قبل ذلك من خلال المواقف السياسية المتذبذبة والمعروفة للجميع.
المحور اليساري:ويضم بصورة رئيسية من سوريا وايران وليبيا والمنظمات اللبنانية والفلسطينية الراديكالية،بصورة رئيسية كما ضم حسب المواقف السياسية المتغيرة،دولا مثل الجزائر واليمن والسودان.
بعد بدء الحرب في غزة اواخر 2008 والتي رافقتها قسوة بالغة اضرت بالمدنيين في غزة،اختار المحور المحافظ الوقوف بعيدا حتى تتجلى نهاية الحملة العسكرية متمنين القضاء على حركة حماس واستعادة محمود عباس سيطرته عليها،ولكن الامور خرجت من نطاق السيطرة واصبحت المجازر واتساع دائرة التدمير كبيرة جعل مركز وسمعة تلك الدول تهتز كثيرا لصالح المحور الاخر الذي يريد الوقوف ولو رمزيا مع الفلسطينيين في غزة،واخذ الاردن موقف وسطا كون الفلسطينيين يمثلون اغلبية سكانه بالاضافة الى تأثر الشارع الاردني بالاحداث وبالتالي يجد النظام صعوبة في الوقوف مع حلفائه،ولكن في نفس الوقت قاوم المطالب الداعية لقطع العلاقات مع اسرائيل.
محور سوريا وحلفائها رغم انه غير قادر على القيام بحملة عسكرية مضادة ولكن دعواته الرمزية من قبيل اقامة قمة طارئة في قطر،هي بحد ذاتها لاتمثل عداء للمحور الاخر ولا احراجا له،بل هي فرصة للجمع بينهما ولتأكيد اهمية غزة فوق الخلافات العربية الوقتية،ولكن الاصرار المضاد على عدم الحضور،بل في الضغط على الاخرين كي لايحضروا هو بحد ذاته نكسة قبيحة لهم،ومن هذا المنطلق كان تجاوب الدول العربية الاخرى للمشاركة في القمة هو دعم رمزي للفلسطينيين،خاصة بعد خذلان رئيسهم محمود عباس لهم في عدم المشاركة في القمة والتي هي وسيلة بسيطة لمساعدة المقاومين في غزة،ولكن اثبت انه لايختلف عن بقية الحكام العرب،وهو من بقايا تيارات القوميين العلمانية في الستينات والذين اثبتوا فشلهم وفسادهم!!...
الاسئلة المطروحة واجوبتها:
هذه اسئلة اثيرت حول مواقف المحور المصري-السعودي
1-في تقدير البعض لا منتصر ولا مهزوم،بل احدهما متهور(ويقصدون محور الممانعة)والاخر حذر(ويقصدون محور المعتدلين)،واحدهما يبحث عن نفوذ اكبر بالمتاجرة بالقضية(محور الممانعة او الرفض).
الجواب:
الطرفان في الحقيقة مهزومان من خلال نزاعهما حول كل شيء،ولكن الانتصار هنا نسبي من خلال الموقف من الحرب على غزة،واذا استخدمنا عقلنا بموضوعية سوف نرى ان الاتهامات لمحور المعتدلين(وخاصة مصر) قد وصل الى اعلى الدرجات من الشجب والاستنكار وبالتالي لم نجد اتهامات للمحور الاخر لكونها على الاقل ظاهريا دعمت المنظمات الفلسطينية المقاومة وذهبت الى القمم المصغرة والموسعة للاعراب عن مساندتها،وبالتالي النصر المعنوي لها يبقى نسبيا وظاهرا،اما كون المحور المعارض يتاجر بالقضية،ففي الحقيقة هو اتهام غير صحيح لان الذين يتاجرون هم يعلنون شيء ويبطنون غيره،ومن خلال معرفة عداء الغرب الموالي لاسرائيل لمحور الممانعة يمكن تبيان ان ذلك المحور يمكن ان ينهي حصار وعداء الغرب ان فعل نفس شيء محور المعتدلين الذين يكونوا اقرب للاتهام من محور الممانعة والرفض،كون الغرب بصورة علنية يدافع عنهم وعن مواقفهم وبالتالي يكون هنالك سؤال آخر:من يتاجر اكثر؟وللجواب على ذلك اذا كانت المتاجرة خاسرة فعلام اتاجر بها!!....
2- لم تحضر القمة سوى 13 دولة وبالتالي ليس هنالك نصر معنوي لمحور الممانعة،ثم قطر بدعوتها سببت المزيد من التشرذم للبحث عن دور اكبر.
الجواب:
ان حضور هذا العدد مع الضغط الفاضح على الاخرين لاجبارهم على عدم الحضور(وبالفعل انسحب عدد منهم)هو اكبر هزيمة معنوية لتيار المعتدلين،بل بالضغط اثبتوا فشلهم المغطى بغباء مفضوح،كون الذين انسحبوا هم بدون اقتناع منهم،بل الضغط المادي والسياسي كان عاليا بدرجة اجبرت الاخرين لعدم الحضور،ثم ايضا رجح كفة محور الممانعة والرفض الذي ساير الرأي العام اكثر.
ثم هل قطر بدعوتها سببت التشرذم؟!...في كل ازمة عالمية او اقليمية سواء طبيعية او سياسية،تهرع جميع البلدان لحضور قمم من اجل حل الازمات،لا رفض الحضور!! وبالتالي ان الدعوة القطرية بغض النظر عن سياساتها الخارجية هي قمة الاستجابة للدعوات الرسمية والشعبية لمساندة الفلسطينيين،والمآساة كانت اكبر من الانتظار للقمة الاقتصادية وجعل المشكلة في هامش المناقشات.
3- لماذا لم تدعم سوريا الفلسطينيين في غزة بنفس القوة التي دعمت حزب الله في حرب 2006؟ام ان ايران لم تعطها الضوء الاخضر بعد!!...ام ان حماس سنية فهي ليست مهمة وحزب الله شيعي.
الجواب:
سوريا لاتحتاج الى ضوء اخضر ايراني حتى تمنح الدعم لغزة،فتلك تهمة واهية وضعيفة جدا...لسوريا قرار استقلالي كبير عن ايران،والنظامين مختلفان في الاسس وكذلك الكثير من السياسات ومنها التفاوض مع اسرائيل.
اما عن حجم الدعم فغزة ليس لها حدود مع سوريا مثل مصر،واي مساعدة مهما كانت سوف تمر عبر اسرائيل او مصر،وهذان البلدان متفقان على حصار غزة! وحتى لو فرضنا انهما مختلفان وبالتالي الدعم السوري يمر عبر مصر،فأن القدرة العسكرية الاسرائيلية كافية لتدميرها في الطريق،هذا بالاضافة الى الحجم الجغرافي الصغير لغزة وسهولة السيطرة على حدوده واجوائه وسواحله.
اما لان حماس سنية فالاجابة السابقة هي كافية ولكن يجب تذكر ان ايران الشيعية دعمت حماس التي تختلف معها مذهبيا،بشكل كبير جدا بحيث ان الاموال المخصصة كانت هامة لحماس ولو كانت لغزة حدود مفتوحة مثل لبنان لساعدتها اكثر...وليتذكر الجميع ان هنالك سفينة وطائرة ايرانيتان مازالت الاولى خارج السواحل المصرية تنتظر الاذن للدخول!! والاخرى محجوزة في مطار العريش وتنتظر تفريغ الشحنة...بربكم كيف تصل المساعدات مع هذه العقبات!!ثم نقول لان حماس سنية ايران لا تساعدها!!فهذا ظلم يرفضه الواقع والعقل والمنطق!.
4-معبر رفح مفتوح منذ الايام الاولى وقد زارته وسائل الاعلام،ولماذا هذه المقارنة بين الموقفين المصري والسوري؟هل لاحداث الفرقة!فمصر والمصريين بالرغم من قلة امكانياتهم بذلوا دمهم قبل معابرهم لنصرة القضية الفلسطينية.
الجواب:
لايحتاج اي شخص للتأكد من ان معبر رفح مع مصر مغلق بأمر النظام المصري منذ تسلم حماس السلطة في غزة في حزيران 2007 وقد انفجر الغضب الفلسطيني من شدة الحصار عندما حطموا سياجات الحدود للتسوق من مصر بالقوة،والتي صاحبها استغلال الكثير من البائعين المصرين للحاجة فباعوهم بأسعار عالية،وهي مذكورة بصورة علنية في وسائل الاعلام!.
اما فتحه منذ ايام الحرب الاولى فهو لغرض مؤقت وهو استقبال الجرحى ويمكن تذكر الغضب الفلسطيني عندما قتلوا ضابطا مصريا في المعبر من جراء استمرار الحصار المصري في بداية الحرب. والمقارنة بين الموقفين السوري والمصري لايحتاج الى اثارة فرقة هي موجودة وبصورة علنية ولكن لتوضيح مدى تخاذل النظام المصري الفاسد والذي لا يعبر عن رأي غالبية المصريين الذين لو اتيحت لهم الحرية في اختيار حكامهم،لاختاروا اشد العناصر اخلاصا واكثرها قسوة على اتباع النظام الحالي!!والتضحيات المصرية لاينكرها احد ولكن هناك فرق بين الشعب والحكومة.
5- ليست غزة بين دولتين معاديتين(اسرائيل ومصر)،امصر الان تسمى بالدولة المعادية وهي ناصرة القضية الاولى ان من يتبنى هذا الراي وحشوه في عقول الفلسطينين هو فعلا من يسعى لعزلهم عن محيطهم العربي وربطهم بمحاور وتكتلات وقتية دعمها لهم سينتهي بمجرد تعارض مصالحها مع مصالحهم بعكس مصروالسعودية اللتان لم يتخليا يوما عن نصرة القضية. ولماذا ضعف التأثير المصري على الفلسطينيين ومقارنته بالتأثير الاسرائيلي؟.
الجواب:
النظام المصري هو معادي لحركة حماس كونها امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر والتي يحاربها النظام بشدة،وبالتالي لايحتاج المرء الى اثبات عداء النظام المصري لحماس وحلفائها،بل حتى الوساطة مع اسرائيل دائما يشكو الفلسطينيين من الانحياز الى اسرائيل!ثم التعامل معها باسلوب مخابراتي من خلال مدير المخابرات المصري فقط، فهل نقول انها داعمة للفلسطينيين والنظام يعترف علانية كما اعترف اثناء حرب تموز 2006 انه لن يرسل جيشه خارج الحدود للدفاع عن الاخرين،ولكن الجميع يتذكر ارساله لجيشه مع الغربيين لتحرير الكويت عام 1990-1991 وملئه الدنيا ضجيجا!!والجميع يعرف ان ذلك كان نفاقا علنيا لغرض الحصول على المال من الخليج والغرب،اما الفلسطينيين فلا مال ولا نفط !،والنظام المصري هو اول الانظمة التي تركتهم وحيدين عندما عقدوا اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية. ولا يحتاج الفلسطينيين الى تعريفهم بتلك الحقائق فلديهم العقل والمنطق والذاكرة الصلبة،وهم يحتاجون لكل من يقف معهم مهما كان ذلك سواء من امريكا اللاتينية او ايران،اما التأييد السعودي فلا يتعدى الدعم المالي!وللعلم ان ميزانية الاونروا لعام2009 كانت 1.1مليار دولار،مساهمة العرب جميعا هي 11 مليون !.
اما التأثير الحكومي المصري على المنظمات الفلسطينية فلا يحتاج الى دليل سوى رفض تلك المنظمات لغالبية الاراء المصرية حول طبيعة العلاقة مع اسرائيل!.
6-تحليلات غالبية الكتاب السعوديين مع انها مضحكة الا انها عقلانية وبعيدة عن الغوغائية والمنطق الاعوج لتحقيق مكاسب سرابية،والبعض في الداخل وان يعتب عليهم احيانا(الحكومة) الا انهم يؤيدون مواقفه وطريقته في معالجة الازمة ووقوفه بجانب مصر. فالبلدان بالرغم من اخطائهما الا انهما يظلان قوتان مؤثرتان لايستهان بهما ابدا دعما الفلسطينيين منذ الازل ولا يزالان.
الجواب:
بالتأكيد ان البلدان مهمان ومؤثران،ولكن يبقيان ضمن دائرة النفوذ الغربي ولايستطيعان ابدا،المعارضة لتوجهات الغرب وخاصة امريكا وبريطانيا وبالذات في القضية الفلسطينية وبذلك يبقى دعمهما محدودا وضمن نطاق ضيق من الاستقلالية،اما وصف التحليلات بالمضحكة والعقلانية في نفس الوقت فذلك تناقض كبير لا يستطيع المحايد هضمه!...وعموما وصف المواقف السياسية بالعقلانية هو قديم للتغطية على الاستقلالية المحدودة عن المواقف الغربية لانها الداعم الامني الاول للنظام كما هو معروف،ولكن اين العقلانية في سياسة السعودية!! هل في دفع صدام لشن حربه على ايران ثم دعمه بكل قوة(زار صدام السعودية في اغسطس اب 1980 قبل الغزو بشهر واعطي الضوء الاخضر)،ام بدفع المال لتنفيذ خطة المخابرات المركزية الامريكية واسرائيل لاغتيال العلامة فضل الله عام 1985 في لبنان لان القانون الامريكي يمنع اغتيال القادة الاجانب! والتي سقط فيها المئات من الشهداء والجرحى،ام بمساندة الانفصاليين في اليمن الجنوبي عام 1994 لكون الرئيس اليمني لم يقف معهم ضد صدام في غزو الكويت !،ام في انتاج النفط بكثافة تفوق الحاجة المحلية ومستنزفة لاحتياطي غير متجدد! ام بالانفاق الدفاعي والامني الهائل والذي يجعلها من اوائل البلدان في الترتيب العالمي ثم بعد ذلك تحتاج الى حماية غربية !!وو...
تلك اجابات بسيطة على اسئلة مثارة حول الوضع السياسي الراهن،والجميع يتمنى ان تزول المحاور والائتلافات بين الجميع ويعودوا الى حضيرة العقل والمنطق والدين والقومية ...بل والانسانية.

ليست هناك تعليقات: