إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/05/26

كشف المصادفة

كشف المصادفة:
في حياتنا القصيرة تقع الكثير من المصادفات والتي بعضها يكون غريبا ويحتاج الى تأمل والبعض الاخر لا يخرج عن السياق العام في المسيرة اليومية،ولكن المصادفة في رؤية صورتين متناقضتين من واقع حياتنا اليومية هو يكون مدعاة للتأمل والتفكير في اسبابها واستخلاص النتائج الهامة منها في استغلال واضح لعقولنا وقلوبنا اذا استدعت الضرورة،ونكتشف من خلال البعض منها خفايا بشعة في جنسنا البشري،رغم امتلاكنا لأكبر كنز في الحياة وهو العقل مع الصفات الانسانية الرائعة من قبيل عواطفنا الطيبة المختبئة في قلوبنا،ولكن كشف المصادفات هو الذي يبين لنا وضاعة جنسنا البشري والمنحدر الذي وصل اليه او بالاحرى الذي هو ملازم له منذ بدء الخليقة...
في مصادفة وقعت لي في يوم واحد من خلال رؤية مشهدين متناقضين من واقع حياتنا اليومية،وليس من شك في المنظرين كونهما مسجلين صورة وصوت،اذا بقي شك لدى البعض في تلك الصور!...
الصورة الاولى :استلمت بالايميل مقطع فيديو صور بالصدفة في احدى البراري مأخوذ من موقع يوتوب وقد شاهده في فترة قصيرة حوالي 44 مليون مشاهد،وفيها قطيع من الجاموس البري يسير بصورة جماعية،ومن خلال المنظر نشاهد الذكر والانثى وصغيرهما يسيران مبتعدين عن القطيع،ويكمن لهم ستة اسود يستطيعان الامساك بالصغير الذي يحاول الهروب الى النهر فيمسك به ايضا تمساح،الى ان تستطيع الاسود اخراجه من فك التمساح بغية اكله،ولكن الاب والام يثيران القطيع ليسير خلفهما حتى يستطيعا في النهاية انقاذ صغيرهما في عملية مثيرة وعلى الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=LU8DDYz68kM

ذلك المقطع المثير يظهر لنا مقدار حجم عاطفة الابوة والامومة لدى الحيوانات التي لاتملك جزء صغير من حجم عقولنا...!!
الصورة الثانية: في موقع البي بي سي عربي،يوجد تقرير فيه لقاء تلفزيوني مع طفلة باعتها امها الى رجل بغية استغلالها جنسيا لفقرها،وحول بيع الاطفال في العراق وتهريبهم للخارج واستغلالهم ابشع استغلال سواء جنسيا او بيع اعضائهم وما شابه ذلك من من الاعمال التي يندى لها الجبين الانساني ،ورغم ان وجود الحرية الاعلامية في العراق الان والتي سهلت لنا اخراج تلك الصور المؤلمة رغم عدم انتشارها بالشكل الذي يصوره الاعلام،ولكن نتسائل كيف الاحوال في بلاد اخرى تعيش تحت التعتيم الاعلامي،او يتغاضى المجتمع عنها بشكل او بأخر،وهي بالطبع الاسوأ في دول العالم الثالث والتي لاتوجد بها قوانين صارمة لحماية الاطفال او يتم التغاضي عن التطبيق كون الحكومات فاسدة حد النخاع والمجتمع يعيش في تخلف واضح يهمل فيه حقوق الضعفاء...
من هذين المثالين البسيطين نكتشف وضاعة جنسنا البشري رغم افضليته على بقية المخلوقات التي تفوقت علينا بعواطف الابوة والامومة،بينما نحن مازلنا نبيع اكبادنا!! وهي صورة بسيطة من حجم المساوئ التي نحملها ونتحملها ونبقى نتحمل وزرها من اناس يعيشون بين ظهرانينا ومن يدري قد يكون من كبار القوم وترفع له القبعات !... اصبح من الصعب التمييز بين الجميع في تلك الاعمال الوحشية التي تمنح مرتكبيها اسوأ الاوصاف السيئة وتمنح جنسنا البشري العار...

ليست هناك تعليقات: