إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/05/21

المنتخب من الاخبار

المنتخب من الاخبار:
من قراءة الاخبار تسترعي الانتباه عدد منها والتي تحتاج الى التعليق والمتابعة للتفاصيل والتحليل،والرصد للاخبار لا يحتاج الى متابعة مادام موجود في كل مكان شريط الاخبار وتفصيلاته في كل وسائل الاعلام ولكن تحليل الاخبار وتفكيكه الى اصول وفروع وتأثيرات جانبية اخرى يحتاج الى دراية معرفية ليس بالامر الهين الحصول عليها ولكن في نفس الوقت متاحة للجميع ولمن يرغب،والكثير من الاخبار تمر على الكثيرين مرور الكرام مع شعور المتابع انها ليست بتلك الاهمية خاصة اذا كان متابعا لنوعية خاصة من الاخبار قد تتفق مع ميوله او تخص اعماله…وعموما يختلف الفرد في رغبته في المتابعة والتحليل للمادة المتلقية،ولكن الخطورة تكمن اذا صدق الكذب وآمن به ثم تأتي الكوارث في العمل به!…استدرك تلك المقدمة التحليلية البسيطة بذكر منتخبات من الاخبار اليومية مع شيء من التعليق!….
الخبر الاول: في احصائية مثيرة عن البطالة للمتخرجين من اصحاب الشهادات العليا في السعودية تقول،هنالك 600 حاصل على الدكتوراه ،3000 حاصل على الماجستير،200 الف حاصل على البكالوريوس هم بدون عمل!….
اقول:هذه احصائية مرعبة بحق وهي تمثل خسارة مادية ومعنوية هائلة ومستمرة،وقد يكون هنالك تقصير من العاطلون انفسهم،لكن التقصير الاكبر هو من جانب الحكومة السعودية التي سمحت لحوالي 7 ملايين عامل اجنبي واهملت الخريجين ثم بقية العاطلين الذين لا يملكون الشهادة! واكيد حالهم اصعب وأمر.
المشكلة هي ليست صعبة في ظل وجود فوائض مالية نفطية كبيرة،بالعكس هي تحتاج الى ارادة سياسية وفكر اقتصادي قويان لحل تلك المشكلة وبالتأكيد اذا نجحت الحكومة في خلق طبقة رأسمالية متينة من هذا العدد الضخم من الخريجين فسوف يحتاجون ايضا الى ايدي عاملة وبالتالي سوف يكون استخدام العمالة المحلية الغير مدربة وغير منتهية التعليم امرا اساسيا ثم استيراد عمالة خارجية.
عدم تشجيع الخريجين على بناء مقدرتهم الانتاجية يجعلهم في حالة احتياج دائم للدولة وهي اتكالية كبيرة ليست قادرة على حلها على الامد البعيد مهما كان حجم الفوائض النقدية المتوفرة،بل وحتى لو تم تشغيلها في الدولة فسوف تكون في حالة بطالة مقنعة….اذن الحل الامثل هو تسهيل منحهم القروض وبدون فوائد او بفائدة ضئيلة لبناء مؤسسات انتاجية للبلاد،او بناء مراكز بحثية وتعليمية قادرة على امتصاص عدد كبير مع التغيير في حجم الطلاب الداخلين الى تخصصات بعينها وذلك وفق سوق العمل واحتياجاته المتغيرة…
الخسارة كبيرة جدا ايضا في الزمن المهدور وكذلك في الكلفة الاجمالية في تخريج هذا العدد الضخم والذي هو كنز مدفون تحت الارض من الغبن عدم الاستفادة منه!.
اذا حسبنا فترة دراسة الطالب او الطالبة هي 16 سنة لغاية التخرج وهي بدون سنوات الرسوب مع تقدير الكلفة السنوية وهي 6500 $ وفق اخر ميزانية وبالاسعار الجارية تكون:
203.600 *6500$=1.323.400.000$سنويا
1.323.400.000*16=21.174.400.000$ + الكلفة الاجمالية ل 3000 ماجستير +600 دكتوراه وهي تقدر في السنة اكثر 20000$ *3سنوات ماجستير =216 مليون $ +20000$*2 سنتين للدكتوراه=12 مليون$
المجموع الكلي =21.402.400.000$
مع حساب نسبة خسائر لسنوات الرسوب لهؤلاء وهي اضافة نسبة 10%(تقديرية) الى المبلغ اعلاه،تكون الاضافة 2.140 مليار دولار….المجموع يكون 23.542 مليار دولار.
ومع اضافة خسائر الاهل المادية وقد تقدر بحوالي 20%(على اقل تقدير) وهذا يعني اضافة 4.7 مليار دولار…
اذن المجموع الاجمالي لتكلفة العاطلين الخريجين من اصحاب الشهادات العليا! 28.250.000.000 $ على اقل تقدير وقد تظهر هنالك تكاليف اخرى غير مصنفة .
هذا المبلغ الهائل28.250 مليار دولار هو ثروة مخزونة غير مرئية قادرة على التجدد والاضافة الى الناتج القومي،يضاف لها قوة الشباب والصحة والحيوية والتي تعتبر ذات قيمة مادية ومعنوية غير محسوبة تضاف قيمتها الى تلك المبالغ المهدورة المحسوبة سابقا.
يعني كارثة كبيرة للمجتمع السعودي،وليست هذه الخسائر تتعلق بالسعودية بل هذه الخسائر هي لجميع الدول والتي تعطي احصائيات صحيحة عن البطالة وخاصة للخريجين ولذلك يحتاج الكثيرين الى التوقف والتأمل وبذل اقصى الجهود لحل تلك المشاكل باشراك كل الاراء فيها لاستخلاص اجود النتائج.
الخبر الثاني:ابلغت السلطات العراقية في مدينة النجف الاشرف،العلامة الفقيه الشيخ محمد السند البحراني،بوجود خطة لاغتياله تشترك فيها الحكومة البحرينية في محاولة واضحة لاستغلال الفوضى في العراق.
اقول:هذه العقول الجبارة بدلا من ان تحظى في بلدانها بالرعاية والاهتمام والاحترام والتقدير،هي تنفى او تهاجر الى خارج البلاد مضطرة،بل والاغرب من ذلك انها لا تسلم على حياتها في المهاجر!.
الدول المتحضرة تبذل اقصى ما في وسعها لرعاية المبدعين والبارزين وتحتضنهم كوسيلة لابراز الوجه الحضاري للدولة،ويقف على قمة ذلك الروحانيون الذين يحضون بالاضافة الى ذلك باحترام جمهور عريض في الداخل والخارج،بينما مازالت دولنا تعيش في عصور التخلف والجهل تحت اهداف واهية في الحفاظ على عروشها الخاوية!.
مع الاسف الشديد نفقد الزمن والجهود في اشياء شريرة ونحرم شعوبنا من البناء الذاتي والتقدم ومواجهة مشكلات الحياة الاخرى.
لن يديم بقاء تلك العروش لاطول فترة ممكنة(بأعتبار استحالة البقاء الى الابد وهي تلك سنة الحياة)سوى ان تقيم العدل وتمنح الحرية والمساواة للجميع،وبغير ذلك فأن المصير هو الانهيار المحتوم في ركلة قدم زمنية الى مزبلة التاريخ،فهل يتعظ الرعاع من حكامنا؟!… لا اظن!.
الخبر الثالث:وضع الاتحاد الاوروبي تسعة شركات طيران عالمية في قائمة سوداء ومن بينها طيران الامارات من ضمن 137 شركة طيران تعمل على اراضيه ،تمارس الخداع واستخدام الوسائل غير النزيهة في مواقعها على الانترنت عند اعلانها عن الاسعار والخدمات للزبائن وذلك من خلال فحص شامل لمدة 18 شهر.
اقول: اكتشاف جدا متأخر! من قبل الاتحاد الاوروبي،بل ان زبون بسيط يمكن ان يكشف زيف الادعاءات،فمن خلال الدعاية المستمرة لطيران الامارات والتي استغلت بالفعل نجاحها بعد تأسيسها عام 1985 من خلال شراء اسطول ضخم وفتح خطوط جوية عديدة في كسب الزبائن،ورغم ارتفاع اسعار البطاقات الا ان شهرتها وصلت الى اعلى الدرجات بحيث تفوقت في فترات على الطيران الاول في العالم وهو طيران سنغافورة،الا ان ذلك لم يجعلهم يستمرون في تقدمهم نحو الامام او على الاقل الاحتفاظ بسمعتهم،ومن خلال سفري عليها منذ عام 2001 اكتشفت تلك المكانة المزيفة لهم،واكتشفت مقدار الاهمال الشديد في حماية امتعة الركاب بحيث اصبحت سمة بارزة لهم وكذلك عدم دفع تعويضات للخسائر الناجمة عن ذلك او حتى الحفاظ على مواعيد الطيران او توفير اماكن محجوزة مسبقا!وهي من مواصفات الطيران العالمي وسمة بارزة للتحضر في احترام المواعيد،بل ان ذلك حدث حتى على الرحلات القصيرة،وكان التأخر اكثر من وقت الرحلة ! والغريب في الامر ان ذلك لم يحدث ذلك مصادفة! هذا بالاضافة الى الاهمال في اعطاء بعض الركاب ذوي الرحلات المتعددة بطاقات حجز المقاعد مما يسبب لهم ازعاجا شديدا،وفوق ذلك يقوموا بتغريمهم!بينما في اغلبية الشركات الاخرى تصدر على الفور بطاقة بديلة وبدون مقابل،والخلاصة ان الاعلانات الخاصة بهم وخاصة في العروض المخفظة هي غير حقيقية على الاطلاق! وتستحصل رسوم اضافية او تلغى الحجوزات احيانا مما يستدعي شراء بطاقات اخرى!هذا بالاضافة الى مساوئ اخرى بالتاكيد حصلت مع أناس اخرين لم يستطيعوا الاعتراض او نشر الشكاوى.
الحقيقة التي اكتشفتها ان افضل طيران في كل شيء هو طيران سنغافورة وهو يتفوق بشكل واضح لا لبس فيه على طيران الامارات والتي تراجعت مكانتها وابت الا ان تترك حالة العالم العربي المأساوية لتشذ عنه في التقدم! وقرار الاتحاد الاوروبي حولها صائب كما في بقية الشركات المعاقبة الاخرى التي تمارس نفس الخدع،وكما قيل حبل الكذب قصير!.

ليست هناك تعليقات: