إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2020/05/19

بين الإغلاق التام و مناعة القطيع!

بين الإغلاق التام و مناعة القطيع!
اختلفت استراتيجيات دول العالم تجاه وباء كورونا المستجد منذ بدء انتشاره في كانون ثاني(يناير) 2020 ولحد الان،ولكن النتائج خلال بضعة شهور أظهرت تقدم الطريقة القديمة وهي الإغلاق التام على حالة التخفيف من اجراءاته والمسماة بـ مناعة القطيع!.
من التزم الإغلاق التام جراء تفشي وباء كورونا المستجد كانت الحجج المقدمة هي تقديم الحفاظ على حياة البشر كأولوية قصوى سوف تؤدي في النهاية إلى عودة الحياة إلى طبيعتها بسرعة من خلال الحد من الخسائر البشرية الناتجة واعتبار الاقتصاد مسألة ثانوية يمكن التعويض عن خسائرها!.
من التزم سياسة مناعة القطيع هي إما تقديم الاقتصاد على سواه كضرورة حياتية قصوى أو عدم التزام الحجر المنزلي مع بقاء قواعد الابتعاد الاجتماعي خارجه!.
وبين السياستين ظهرت اللامبالاة والتهور والسخرية وضعف الكفاءة والتهرب من المسؤولية لدى بعض القادة وبخاصة دعاة اليمين المتطرف!.
أول الدول المصابة بوباء كورونا المستجد وهي الصين،استخدمت سياسة الإغلاق التام رغم صعوبتها الشديدة لأن عدد السكان فيها كبيرا(1.4مليار) بما في ذلك المنطقة المصابة(60 مليون)ونجحت بعد ثلاثة أشهر فقط في إيقاف الوباء عند حده الاقصى(83 الف) ووفاة 5% مع شفاء الاخرين!.
من الدول الأخرى التي استخدمت سياسة الحظر التام هي أستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وكوريا الجنوبية وغيرها رغم تكاليفها الاقتصادية الكبيرة،ولكن النجاح كان حليفا لهم في النهاية واستطاعت التقليل من الخسائر البشرية وإعادة دورة الاقتصاد إلى طبيعته بسرعة مع إبقاء الحذر التام من عودته!.
بعض دول العالم التزمت سياسة مناعة القطيع وعلى رأسها السويد ولكن النتائج المأساوية أظهرت فشل هذا الخيار بالرغم من ابقاءه دورة الحياة على طبيعتها والتقليل من آثار الحظر!.
ارتفع عدد الإصابات بـ وباء كورونا في السويد من بضعة مئات إلى ما يزيد عن 30 ألف بعد 3 أشهر مع تكاليف الرعاية!.
كما أن بعض الدول تجاهل الحظر التام لفترة طويلة ثم تداركت الأمر متأخرا بعض الشيء كما حدث مع بريطانيا وايطاليا وتركيا وغيرها ولكن معدل الإصابات ظل مرتفعا مما يشير إلى أن حالة التراخي تسبب كوارث لا يمكن فرض السيطرة عليها مثلما هو في حالة الدول الأكثر تصديا للوباء والامراض الاخرى!.
من الدول التي التزم قادتها عدم فرض الحجر الصحي إلا بعد انتشار الوباء في بلدانهم أو ظهرت لديهم حالة اللامبالاة وضعف الكفاءة وتقديم الاقتصاد على غيره لأسباب سياسية،هم رؤوساء أمريكا وروسيا والبرازيل وروسيا البيضاء وغيرها وكانت النتائج كارثية لحد الان مع الاستمرار في دعاوى الانفتاح!.
من خلال إحصائيات الإصابات بوباء كورونا المستجد من المحتمل أن تبقى أمريكا في المقدمة تليها روسيا بفارق كبير ثم البرازيل والهند بسبب الكثافة السكانية لديها ولدى بلاد أخرى مشابهة مثل بنغلاديش وباكستان ودول القارة الافريقية التي ليس لديها نظام صحي فعال يستطيع تلبية الاحتياجات!.
في العالم العربي من المحتمل ازدياد حالات الإصابة في مصر بسبب الكثافة السكانية وعدم وجود حظر شامل وفعال كما أن دول الخليج سوف تكون الإصابات مرتفعة لديها بسبب وجود أعداد غفيرة من الوافدين يعيشون في أماكن مكتظة وفقيرة وتنعدم فيها فرص التباعد مما يجعل السيطرة ضعيفة عليهم!.







ليست هناك تعليقات: