إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017/11/11

طريق الطغيان السريع !

طريق الطغيان السريع !
مثلما كان متوقع منذ عامين عندما اختار الملك سلمان ابنه الصغير محمد لولاية العهد وكان التمهيد وأنه سوف يسلك طريق الطغاة في الصعود السريع للسلطة حدث ماكان متوقعا ولكن بسرعة فائقة معتمدا على الحكم المطلق للملك العجوز !.
لم يكن غريبا إقصاء الملك سلمان وابنه محمد لمعارضيهم في الداخل والخارج وهي حالة طبيعية حدثت مرارا في التاريخ ونتج عنها نظام حكم مستبد احيانا يكون شمولي يصمد لفترة ثم ينهار بفعل عامل الزمن المتحرك !.
ما يقوم به الان الملك غير المتوج للسعودية محمد بن سلمان ال سعود في تصفية وسجن معارضيه قام به آخرون في طريق السلطة المميت والقاسي على الشعب المستضعف الذي لا يعرف كيف تدار الأمور من وراءه !.
سيرة الأمير السعودي المدلل محمد بن سلمان تشبه طريقة تسلق صدام للسلطة في العراق و ستالين في الاتحاد السوفييتي و هتلر في ألمانيا وآخرون في بلاد أخرى !.
خلال فترة قصيرة قام الملك سلمان وابنه محمد تمهيدا للحكم المطلق الجديد بحملة اعتقالات وتصفية خصوم وحروب خارجية في فترة قياسية نادرة في تاريخ بلادهم المليء بالصراعات الدموية ذات الصبغة القبلية او الطائفية !.
تجاوز بن سلمان في طريق تسلقه السريع للسلطة كل الحدود والقيود فاعتقل وسجن عدد كبير من الأمراء والأثرياء ووعاظ السلاطين وأصحاب الرأي والطموح بالإضافة إلى الأحرار الشجعان !.
مهما كانت شدة وقسوة إجراءات الملك سلمان وابنه محمد فإن النهاية المأساوية هي المحصلة النهائية لما سبق من حكام ساروا على نفس طريق محرقة السلطة المميتة !.
أكبر أثر في الاعتقالات الأخيرة لابن سلمان (5/11/2017) هي وجود أباطرة الإعلام السعودية والذين ساهموا في بناء إمبراطورية إعلامية للدفاع عنهم بالاساس وكانت خير بوق لتسويق وجوه الاجلاف للعالم المتحضر !.
أباطرة الإعلام السعودية يقبعون الآن في المعتقلات السرية رغم جهودهم الحثيثة لتحسين صورة بلادهم السيئة في العالم ولا يعرف عنهم المعارضة ولكن لهم وجهة نظر مخالفة حول احتكار السلطة من قبل صبي أحمق تواق للمغامرات كما ان ممتلكاتهم التي جمعت أساسا بصورة غير شرعية اسالت لعاب السلطة التي فقدت الكثير من إرضاء ترامب والحروب الخارجية !.
قد تكون الأصول المالية والنفوذ الهائل مصدرا ملهما لولي العهد السعودي بن سلمان في اعتقالاته الاخيرة لاباطرة الإعلام والقيادات الأخرى حسب وجهة النظر المحافظة وهو سبب مقنع يكفي لاعتقال وقمع هؤلاء !.
اي حديث عن محاربة الفساد في السعودية بواسطة النظام الحاكم الآن هو مثير للسخرية ولكنه في نفس الوقت هو مبرر هزيل و فاقد للقيمة لتصفية المعارضين واعتقالهم !.
الاعتقالات المتكررة في السعودية وبخاصة لأباطرة المال والإعلام هي مؤشر هام أن العالم العربي لم يكن ابدا بيئة حاضنة للاقتصاد الحر والشفافية ولن يكون كذلك !.
نهاية المعتقلون الجدد في حملة ابن سلمان هي طبيعية لكل فرد يعمل في خدمة النظم المستبدة دون مراعاة التقلبات السياسية والقيم الوطنية والاخلاقية .
دائما كان تقييم البلاد العربية في أدنى درجات السلم العالمي في انعدام الشفافية والحرية والائتمان المالي والامان الدائم للمستثمر والمقيم وهو جزء صغير من مأساة كبرى !.


ليست هناك تعليقات: