إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/01/23

موسوعة المختار من الاخبار:1

موسوعة المختار من الاخبار
موسوعة المختار من الاخبار:
المقدمة...
تعتبر الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام من اعظم المصادر التي تبنى عليها الاراء والبحوث والدراسات التي تكون ذات تأثير فعال على حركة الشعوب اليومية ومنها تتخذ القرارات المصيرية والتي تؤثر فينا غالبا...
والاستهانة بها او المرور بها عابرين غير عابئين بمحتواها البنيوي وآثارها الجانبية هو بمثابة العيش في عالم منعزل ومنفصل فقد يأتي يوم ونعيش تكرار الحدث دون الاستفادة من نفس الاخطاء هذا بالاضافة الى فقدان فرص الاستفادة في بناء الشخصية العلمية المعرفية المستقلة القادرة على التحليل والاستنباط واستقراء المستقبل من اهم مصادره المتداولة...
نعم قد تختلف الرؤى والاساليب المنهجية ولكن تبقى الاهداف واحدة وهي منتهى رغبة الطالب المحب للحقيقة الموضوعية بحلوها ومرها...
قراءة الحدث لن تكون بمعزل عن التأثيرات الجانبية للبيئة والموروثات الدينية والتقاليد الاجتماعية والمستويات الثقافية والاكاديمية والاقتصادية مع مستوى الذكاء على صعيد الفرد...
هذا يعني استحالة القراءة بدون تلك المؤثرات!...ولكن بعضها يغني القراءة ويعطي له ابعاد جديدة تثري الواقع الانساني على اساليب جديدة قد تكون مطمورة في عقولنا لان الزمن هو حالة من التراكم المعرفي بلا شك...ولذلك فأن القراءة المتنوعة الجوانب للحدث تمنحه جاذبية جميلة قد تكون مفقودة اذا تمت القراءة من بعد واحد او من خلال قراءة النص دون تحليله وتبسيطه ونقده وهذا معروف لنا من خلال ضعف القراءة والمتابعة والتصديق للاحداث من وسائل الاعلام التي مصدرها نظم شمولية،بينما يكون العكس من الحصول على نفس المعلومة من مصادر مفتوحة وغير منغلقة وان كان بنسبية اعلى لاستحالة الموضوعية المطلقة في وسائل الاعلام!...
لكل شخص القدرة ان يكون افضل من غالبية وسائل الاعلام التي تقوم بنشر وتحليل الاخبار كون معظمها خاضع لمصادر تمويله والتي تكون في الغالب حكومية او رأسمالية، بينما الفرد منا يكون مستقلا عن تلك المؤثرات والتبعية ولكن بشرط امتلاك المبادئ الرئيسية للمعرفة مع الرغبة الكاملة في الاستقلالية والموضوعية وما عداها يكون نسخة مصغرة للتبعية الاعلامية !...
وعن المراجعة الشاملة لمستويات التبعية والاستقلالية لدى شعوب العالم العربي...نرى التبعية الدالة على مسلوبية الارادة واضحة بجلاء اشمئزازي لا يمكن الفلتان منه!...فللغالبية تصوراتها المبنية بصورة اساسية على طبيعة النظام السياسي والفكري وهي ليست لكل بلد بل لكل مجموعة اقليمية، فالخليجي لايمكنه الخروج من تصورات شيوخه طويلي العمر!...والبعثي عن البعث طريقنا!...ولا المصري عن مصر ام الدنيا بشقيها الناصري والساداتي!... ولا الليبي عن طريقه الاخضر في صحرائه القاحلة!...ولا المغربي عن رداء امير المؤمنين في بلده العلماني!....الخ.
اذا خرج من تلك القيود والتي تحتاج الى جدارة وشجاعة فسوف يرى نفسه ينظر من زوايا متعددة ومظلمة للاخرين وسوف يكون بعيدا عن الجمع العام الذي قد يعاديه اذا بقى بصورته الانعزالية وقد يصالحه ويتودد اليه اذا حاول نشر وعيه الجديد القوي التكوين وسط جموع العوام الذي يتركون تلك القضايا بسبب انشغالهم اليومي بمتاعبهم الحياتية ويحاولون ان يجربوا كل جديد لغرض الخروج من تلك الدائرة المهلكة من المتاعب ومن سيطرة بائعي الثقافة المشوهة!... وما اصطياد الجماعات الارهابية لكل المهمشين في مجتمعاتهم الا امثلة نموذجية لمن يبغي البناء بدلا من ترك الفرصة لمن يبغي التخريب...
عملية المزج في القراءة بين الموضوعية والسخرية تعطي مرحا نفسيا للتخفيف من آثار التفكير الجاف وأثره المتعب احيانا...لكن ينبغي التفريق بين السخرية الايجابية والتي من ابرزها سخرية برناردشو الايرلندي... وبين السخرية السلبية لبعض الكتاب العرب بدون ذكر اسمائهم حتى لا نمنح لهم اهمية وهمية حتى ولو كانت بطريقة السخرية منهم!!...
من هذا المنطلق يكون قراءة الحدث والاستمتاع بقرائته والاستفادة من توابعه... وبدون ذلك تبقى انعزاليتنا الفكرية كمثل انعزاليتنا الحياتية في عالم اليوم....


ليست هناك تعليقات: