إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/12/23

حظر التدوين

حظر التدوين:


تحدثت تقارير عديدة عن ظاهرة حجب المدونات من قبل السلطات الرسمية في العديد من الدول العربية،وهي المرحلة التالية من ظاهرة اعتقال المدونين!...الظاهرة الجديدة تكون بالطبع للمدونات التي هي خارج نطاق السيطرة من خلال تواجدها في بلاد اخرى!...مما يعني ان السلطات الامنية تعجز عن الملاحقة فــتأتي الى هذا الحل المثالي!...هذا يعني انه على الجميع ان يتوقع ان تكون مدونته في طريق الحظر!اذا تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة سلفا،لان المرسوم هو ان التدوين يجب ان يقتصر على الاقتصاد المنزلي دون التعرض للطقس المفاجئ!(تذكرني بحالة المنع ايام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي قيد الحريات الصحفية الى درجة منع ذكر حالة المطر في الصيف!)...


المدونات وصل عددها الى ارقام فلكية...ولكن الحقيقي منها قليل جدا !....ومن هذه القلة يكون النشط منها اكثر ندرة!...


نسبة عالية جدا من المدونات لا تمتلك من صفة التدوين الا الاسم فقط...فالغالبية الساحقة تتبع نظام النسخ واللصق والتوقف بعد حين!...


(في الجامعات الغربية تستخدم الان برامج عالية الدقة في فحص البحوث المقدمة والتي تبحث في شبكة الانترنت وكل محتوياتها بغية الوصول الى حجم الاستعارة من خلال استخدام المصادر والمراجع الى حجم البحث الكلي!...فأذا كانت النسبة تفوق المسموح به وهي عادة دون الربع فأن البحث يرفض او يعاد للتعديل!)...


كما ان نسبة عالية هي محلية الطابع وتختص بقضايا محلية مما يعني ان عدد القراء سوف يكون محدودا...وهي الاكثر تعرضا للمنع والاعتقال في البلاد التي تصدر منها!...اما الجديد هنا فأن الحظر للقلة اي للمدونات الاكثر حركية وشمولية وعمقا في تناول مختلف القضايا والتي تصدر من بلاد لا تكون ضمن نطاق عمل حراس الامن الاشاوس!!...


اذا حظرت النشاطات الدينية والسياسية والثقافية...وحظرت نشاطات الصحافة والبث الاذاعي والتلفزيوني والمواقع الالكترونية والمنتديات والمواقع الاجتماعية...


واخيرا التدوين والمدونات!!...


اذا ماالذي بقي لنا ويمكن ان نفعله بدون حظر؟!...هل بقي هامش من الحرية يتسع لنا لكي نتنفس قليلا؟!...كلما ابتدعت وسيلة للتفريج عن الهم والغم،ابتدعت اخرى للقمع والقهر!...


كلما ازداد الضغط كلما ازدادت فرص الانفجار!...


ولكن الانفجار طال امد انتظاره وضعفت الرغبة في الاستمتاع بمشهده! كالتقدم في العمر عندما تضعف الرغبة بملذات الحياة والاستمتاع باعظم فرصها وهي ...الحرية الغائبة...

ليست هناك تعليقات: