إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/12/18

نهج الحكمة

نهج الحكمة:


لا يوجد تعريف متكامل لكلمة الحكمة،وانما مجموعة كبيرة من التعاريف الدالة عليها والمنثورة في كتب اللغة والمعارف الدينية...


قال تعالى:(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا...)سورة البقرة آية 269...


ولكن يمكن الجمع بين زبدة التعاريف من خلال اعطائها مختصرا دالا يتمثل في انها قمة المعرفة في العلوم الدينية والعقلية والمزج بينهما في السلوك العملي الذي يمتاز بصفات قلما يصل اليها فرد!...ولذلك فهي في رأي الفيلسوف الالماني هيغل انها قمة المعرفة وان الحكمة نهاية الفلسفة وهي اعظم منها ولذلك فأن الحكيم هو اعظم من الفيلسوف...


وهي لاتختص بفئة دون اخرى ولاتختص بطبقة دون اخرى...بل هي تختص بجميع البشر ولذلك فهي تختلف في الفهم والتطبيق بينهم الى درجة الاختلاف الجذري سواء في المصادر او النتائج...


للحكمة درجات عديدة...وقد يكون ارفعها هو العرفان الذي هو العلم المختص بالمعرفة الالهية والسير في سلوك يؤدي الى تلك المعرفة التي تحتاج الى مجاهدة نفسية قلما يصل اليها فرد يتجرد فيها من كل ما يؤثر في سلوكه الروحي الى تلك المعرفة الالهية...ولذلك قال امام العارفين والحكماء،علي (ع):العلم نهر،والحكمة بحر،والعلماء حول النهر يطوفون،والحكماء وسط البحر يغوصون،والعارفون في سفن النجاة يسيرون...


تحتاج الحكمة الى حيازة نصيب وافر من العلوم الدينية والعلوم العقلية والنقلية،والغوص في تلك العلوم الى درجة الاحساس بالقدرة على التمييز والبرهان والاثبات في مختلف المسائل والرؤى...ولكن مع تلك الحيازة فأنها لاتكفي بدون خبرة طويلة في الحياة ولذلك نرى ان معظم الحكماء والعارفين هم قد تجاوزا مرحلة الشباب التي هي مرحلة التعلم والمجاهدة والعمل حتى تعطي ثمارها اليانعة بعد حين...


تحتاج الى الجهاد الاكبر والمتمثل بمجاهدة النفس من خلال الابتعاد عن كل الرذائل الجسدية والنفسية المتعارف عليها...ومن اهم العقبات التي يمكن تلافيها هي الابتعاد عن التعصب الاعمى والتقليد الاجوف وهي رأس كل بلاء يصيب اي انسان وهي ناتجة من الجهل،ويؤدي الى التسرع في الاحكام التي تكون خاطئة على الاغلب...


الابتعاد عن التكبر والغرور وعدم الخشية من الذات الالهية السامية...


ومن اروع التفاسير لكلمة الحكمة،هي قول الامام علي(ع):ان تحب للناس ماتحب لنفسك،وتكره لهم ماتكره لها...


وعنه(ع):الحكماء اشرف الناس أنفسا،واكثرهم صبرا،واسرعهم عفوا، وأوسعهم أخلاقا...


وعنه(ع):الحكمة ضالة المؤمن،فخذوها ولو من افواه المنافقين...


وقيل كثير غير هذا بطرق موصلة من الانبياء(ع)والفلاسفة والفقهاء...


وقيل حول المحافظة عليها ما مروي عن الامام الكاظم(ع):لاتمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها،ولا تمنعوها اهلها فتظلموهم...


فطوبى للحكماء في حيازتها...


وطوبى للعارفين في سيرهم نحو الكمال...













ليست هناك تعليقات: