إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/08/03

هبة كتب

هبة كتب:
اليوم كنت مسرورا بحصولي على كتب تؤلف بمجموعها مكتبة كبيرة تركها صديق لي بعد ان اراد توزيعها محتفظا لنفسه بقسم قليل لاشغال النفس بها! ولم يجد الوقت الكافي للقراءة بسبب العمل المهلك او السفر او لاسباب اخرى اجهلها،ولكن اراد التبرع بها لاخرين او حتى لوقف ولكن عندما عرف متأخرا انني من عشاق الكتب واقتنائها الى درجة عالية،تبرع بها لي وكم كانت فرحتي عظيمة بنقل قسما منها في مرحلة اولى ولكن منظر الكتب وهي مهملة بسبب تنقله من بيت لاخر وتعرض بعضا منها للمطر قد سائني كثيرا ولكن عموما هي ثروة معرفية لاتقدر بثمن مادي وان كان لبعض الكتب منها قيمة مادية عالية...
اغلبية الكتب تخص العلوم الدينية بمختلف اتجاهاتها المعرفية كما ان بعضا منها تاريخي او فكري بحت...واحتاج الى وقت طويل لتنظيفها وترتيبها وتبويبها ثم استخراج المكرر منها ومنحه لمن يستحقه وفق مبدأ حب القراءة واحترام الكتاب الذي يكاد ان يكون نادرا هذه الايام رغم سهولة منجزات الحضارة في تسهيل القراءة والتعلم!...
مشكلة الحصول على كتاب باللغة العربية في الدول الغربية امرا صعبا بسبب التكلفة الباهضة التي تعود الى النقل وضيق السوق وبعد المسافة بالاضافة الى اختلاف طبيعة الحياة والعمل بين العالمين العربي والغربي...ولكنني اتأمل بوجود وقت لقراءة القسم الاكبر منهن كاملا والذي يعتمد على عامل الوقت ايضا...
حب الكتب والقراءة يكون منذ الصغر واذا لم يكن هنالك استعداد ذاتي مع محيط مساعد فأن ذلك الحب الواجب على الجميع يتحول الى كره حتى ولو لم نصرح به،ولذلك تنمو صفات حب اقتناء الكتب وقرائتها مبكرا لدى كل شخص،وليس المهم قراءة اكبر عدد من الكتب بقدر ما هو استيعاب ذلك الكم الهائل من المعلومات الواردة فيها بأفضل استيعاب واتقان لها،حتى يمكن مستقبلا التمييز بين الحقيقي والزائف والغث من السمين....
ان الحصول على ملكة القراءة المقتدرة بأتقان تام ليس امرا هينا ولكنه مستطاع السبيل اذا كانت قوة الارادة الممتزجة مع الرغبة الذاتية قادرة على سحق كل المعوقات التي تمنع من الوصول الى حدائق الاتقان العقلية ....
قد يكون صحيحا القول من قرأ عشرة كتب يستطيع كتابة مقال ومن يقرأ مئة كتاب يستطيع ان يؤلف كتابا!...ولكن الحقيقة الاكثر سطوعا هي انه كلما كانت القراءة اكثر كانت جودة الكتابة اكبر سواء اكانت مقالة مكتوبة او كتابا مؤلفا...وكم من كاتب يعترف من خلال هفوات قلمه وحتى لسانه بعدم قرائته لفترات طويلة!! ولا ادري كيف يكون ذلك وهو يعلم ان القراءة كالوقود للعقل المنتج افكارا والتي من بينها صناعة الكتابة!...لقد قرأت ذلك التصريح عدة مرات من خلال تلك الهفوات بل وهنالك سياسيين قادة اعترفوا بأبتعادهم عن القراءة لفترات تزيد عن ربع قرن! او اكثر ولا ادري كيف يقود هؤلاء امما بأكملها!ولكننا نعلم من مقدار اخطائهم حجم الجهل المركب في عقولهم والذي ينتج افعالا غير عقلانية ناهيك عن سلوكياتهم الغير سوية والتي تغطى بابتسامة ماكرة وبلبس انيق وبعبارات محفوظة!!...
عموما في القراءة المتنوعة نستكشف عوالم مجهولة وتنير لنا دروب المجهول التي لايقوى على السير بمفرده ان لم يكن يحمل مصباح المعرفة في يده....

ليست هناك تعليقات: