إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/07/16

اسطورة التغيير الفوقي - القسم الاربعون

يعتقد الكثيرين بما فيهم غالبية الفلسطينيون ان النظام البعثي العراقي هو مساند قوي لهم وقد تحمل الكثير من العداء من جراء ذلك!...وفي الحقيقة ان ذلك هراء لا قيمة له امام نتائج اعمال هذا النظام المرتزق الذي لايفهم معاني الاخوة والانسانية،فكيف لنا ان نضعه في خانة الدول المناضلة لتحريرها من الاحتلال او الاستعباد!...لا يوجد نظام عربي واحد دمر القضية الفلسطينية مثل نظام بعث العراق السابق،دعك من الهراء الاعلامي الذي لاقيمة له امام العقل والمنطق!لقد قام النظام بتصفية الكثير من القيادات الفلسطينية المناوئة له وخاصة خلال فترة السبعينيات ثم استخدم المتطرفين منهم لاغراضه الاجرامية الخاصة ومنها القمع الداخلي في العراق ثم اعماله الاخرى والتي صبت في الجانب الاسرائيلي ومنها ترحيله لبقايا اليهود في العراق اوائل السبعينيات ثم تواطئه المخزي في قصف المفاعل النووي العراقي!ثم تعويضاته لاسرائيل جراء قصفها بعشوائية ببضع عشرات من الصواريخ والتي حصلت من جرائها على التأييد الدولي ثم خلافه الحاد مع الدول والمنظمات المعادية لاسرائيل ويكفي ان اجهزته الامنية بقيت خارج الصراع وهي تجهل كل شيء عن اسرائيل الا ما يخص امن النظام بينما هي متأسدة على العراقيين والدول المجاورة،ثم مجرد قمع الشعب العراقي بتلك الوحشية النادرة وتمزيق وحدته الوطنية واقتصاده وحضارته هو بالتالي تدمير للقوة العراقية الضخمة سواء العسكرية او الاقتصادية وبالتالي فقدان الفلسطينيون والعرب جميعا ما يعتبر قوة بروسيا العرب وهو اللقب الذي يطلق على العراق عادة،فقد كان يمتلك من القدرات الكافية لردع اسرائيل ولكنه مع الاسف دمرت برعونة طاغية وحزب مخابراتي فاشي،فالقمع والحروب الداخلية ثم تلاها الحروب الخارجية ضد ايران والكويت ثم تدخله ضد سوريا في لبنان ودعمه الانظمة العربية اليمينية هو لا يصب في مصلحة الفلسطينيين مهما كانت الشعارات المرفوعة التي لاتسمن ولا تغني من جوع،والاموال الضخمة التي صرفت على الحروب والقمع والاعداد الهائلة من الضحايا هي قوة العراق الحقيقية التي فقدت والتي لن تعود الا بعد مرور عقود طويلة من الزمن والتي سوف تبقى بعيدة عن عسكرة الدولة بفضل الكره الغير طبيعي للحروب التي سيطرت على العقل العراقي الباطني بفضل المآسي الناشئة منها،ويكفي ان دولة بحجم ايران تتحول من المعسكر الموالي للغرب الى دولة مؤيدة للقضية الفلسطينية وهو نصر كبير للعرب بدون ان يطلقوا رصاصة واحدة!، كان من المفروض من الانظمة العربية ان تحذو سوريا في تمتين التحالف معها لا ان تحاربها عسكريا بغية تدمير قوتها التي هي سند العرب الجديد من خلال تشجيع صدام في حربه عليها!،ان تلك الحرب كشفت للجميع مدى هشاشة الفكر السياسي العربي الحاكم الذي يعيش في مستنقع الاستبداد والجهل والتخلف والطائفية والعنصرية والعداء للصديق وصداقة العدو بل وكل مشكلات الانسان المعاصرة الاخرى!.
مرتزق يطالب بالثمن...ومستخدميه يمتنعون عن الدفع!:
الارتزاق الدولي هو التنازل عن كل استقلالية في سبيل المال والمصالح الذاتية بمختلف انوعها،وبما ان نظام بعث العراق كان مرتزقا دوليا يرفع السلاح عاليا في سبيل تحقيق غاياته،فأن هنالك انظمة تمارس الارتزاق الدولي منذ عقود طويلة ولم ترفع السلاح الا نادرا مثل الانظمة الحاكمة في مصر والاردن واثيوبيا واريتيريا ،وفي كلا الحالتين اي الارتزاق العسكري والارتزاق السياسي،لابد من دفع الثمن وفي الحالة الاولى يكون الثمن اعلى لان العمل يتطلب التضحية بأرواح ابرياء كثيرون،وبما ان النظام البعثي لا يكترث اساسا بعدد الضحايا او نوعيتهم!! فأنه كان الاجدر بالقيام بتلك المهمة القذرة لصالح دول كثيرة وبعضها دول ديمقراطية! فالمصالح الدولية لاتعرف الرحمة ولا الاخلاق ابدا!.
كان العمل الاكثر كلفة ودموية في النيابة عن حروب الاخرين هو حرب ايران(1980-1988) والتي كلفت البلدين خسائر هائلة(فقط العراق قدر عدد الضحايا 400 الف قتيل و500 مليار دولار!)ورغم الدعم السياسي والاقتصادي العربي والغربي والشرقي! الا انه كان يشكل جزءا بسيطا من خسائر العراق الكبيرة،وبالتالي كان من الواجب وحسب القواعد المعروفة لتلك الاعمال ان يكون الدفع موازيا لحجم العمل! ومهما كانت مطالب النظام فأنها لم تشكل سوى جزء بسيط من حرب دمرت العراق وايران والمنطقة باكملها،ولهذا كان يتوقع ان يكون هنالك دعما كبيرا له لاعادة بناء العراق ومساعدته في الخروج من المشاكل الكارثية الناتجة من الحرب المجنونة كنتيجة حاصلة لعمله المدفوع له وهو الحرب بالنيابة،ومنذ عام 1986 وعندما انخفضت اسعار النفط بشدة الى مستوى 9 دولار للبرميل،فان الدعم الخليجي انخفض بشدة معها رغم دعوات النظام المستمرة له بالاستمرار بنفس المستوى السابق،ولم تعوضه المساعدات الامريكية البديلة التي بدأت تنهال عليه حتى وصلت الى حد التدخل العسكري المباشر والذي اجبر ايران على وقف القتال!.
بعد نهاية الحرب عام 1988 انخفضت اسعار النفط مرة اخرى الى حدود 12 دولار واعتبرها النظام موجهة ضده رغم انها لفترة محدودة وهي ناتجة من هواجسه الامنية،ثم انخفضت مرة اخرى في النصف الاول لعام 1990 الى نفس المستويات تقريبا،واعتبرها مرة اخرى مؤامرة خليجية ضده بالتحالف مع الغرب لغرض تدمير القدرة العسكرية العراقية التي تضخمت بشدة بسبب الحرب واعتبرت خطرا يجب التخلص منها!،وزاد في الطين بلة ان دول الخليج وبغباء كبير لم تلغي ديونها التي مولت حربه القذرة وهي تعلم جيدا انه ليس فقط ثمنا لحرب بالنيابة عنها،بل تعلم انه ليس بمقدور النظام البعثي ردها بسبب الحاجة الماسة للتعمير وليس لرد ديون ثمن حرب مشتركة منه الدماء ومنهم الاموال !،وكانت اول الدول المطالبة بديونها هي الكويت ! وهي ليست اساسا محتاجة لها بسبب الوفرة المالية التي لديها مع احساس النظام بأنها تمارس الاستفزاز من خلال زيادة انتاج النفط واتهامها بسرقة النفط من الحدود المشتركة،وبذلك يتحمل النظامان المسؤولية الكاملة لبدء حربا جديدة دمرت البلدين والتي اصبحت من مسؤولية صدام ونظامه فقط نتيجة غزوه الكامل للكويت في 2 آب 1990 وتم بذلك التجاهل وبغباء في سياسة البقاء بعيدا عن مجرم محترف مثل صدام او اثارته بقضايا كان من الممكن عدم اثارتها حتى يمكن تجنب حربا غادرة من قبله وهو الذي لايحترم الوعود نظرا لتاريخه السيء.
من السذاجة القول والذي مازال البعض يدعيه ان صدام كان مخطط لغزو الكويت منذ فترة طويلة،والحقيقة ان ذلك القول هو للتغطية على تحمل النظام الكويتي للمسؤولية ايضا،فصدام ونظامه من الرعونة والاستعجال مالايخفى على احد وهو ناتج من جهل معرفي كامل بكل المعطيات الاستيراتيجية وممارس للسياسة بطريقة القاتل الجاهل المحترف،ولذلك فان معظم اعماله السياسية والعسكرية هي ناتجة من رعونة كاملة في استعجال اصدار القرارات الفردية الكارثية،ولذلك فان حربي ايران والكويت لو كان مخططا لهما بعقلانية لما نشبت الحربين اساسا! ولكن التفرد بأصدار القرارات وبتشجيع من بطانة من قاع المجتمع وجاهلة لاتفهم هو خلاصة القول في سياسة العراق خلال حكم صدام،ولذلك فأن الهجوم لم يكن سوى مفاجأة للقادة العسكريين العراقيين والذين لم يسمع غالبيتهم به كوزير الدفاع الا من خلال الاذاعات التي اذاعت خبر بدء الهجوم! وعموما الاصرار على الحرب والدمار الناتج منه للبلدين هو يكفي لاصدار الحكم بمدى حجم جهل وعنجهية النظام البعثي في العراق!.
ثورة كبرى للتغيير الجذري:
بدأت في اواخر شباط 1991 ثورة شعبية عارمة قام بها الشيعة في وسط وجنوب العراق،ثم تبعها بأيام ثورة في الشمال قام بها الاكراد،وكانت بحق اعظم ثورة عراقية منذ عام 1920 وهي شعبية عفوية بأمتياز استغلت ضعف القبضة الامنية للنظام فحررت 14 محافظة من مجموع 18 محافظة،ورغم آثار الحصار فقد حققت نتائج ايجابية وبوسائل بسيطة،وكان من جملة اعمالها الكبيرة اطلاق سراح عشرات الالاف من المعتقلين في سجون النظام الرهيبة ومن ضمنهم بضعة الاف من الاسرى الكويتيين!،الا ان الرعب الذي دب في صفوف الانظمة العربية الطائفية الفاسدة،جعلها تتناسى وبسرعة كبيرة آثار غزو الكويت فوقفت بحزم ضد عملية التغيير الجذري في العراق،والحت على القوى الغربية وخاصة امريكا،أيقاف الزحف الى داخل العراق لا بل ومساعدة النظام الذي اخذ ينهار وبسرعة كبيرة من خلال السماح لقواته العسكرية وطائراته الحربية في قمع الثوار والمدنيين العزل،وكان على رأس الانظمة قادة ثلاث بلدان وهم السعودية ومصر والاردن، يتحملون النتائج الكارثية لفشل الثورة وسقوط الضحايا وهم بمئات الالاف فيها،من خلال اصرارهم على دعم النظام ضد الثورة التي اعتبروها شيعية وتميل الى ايران وتهدد كراسيهم الدموية ثم استمرار الحصار الهمجي لمدة 12 عاما بعد ذلك وما سببه من سقوط اعداد مضاعفة وخسائر اقتصادية لاحصر لها وبمشاركة عربية ودولية مع اصرار النظام على البقاء في الحكم والذي لم يتأثر بها بالمقارنة مع ابناء الشعب،على كوارث لاتحصى للعراق وسببت آلام لاحدود لها،وكان من المفترض التخلص منها في وقتها،فتفضيل بقاء طاغية افضل من تغييره في السياسة الدولية آنذاك حتى لو سبب بقاءه سقوط ملايين الضحايا!.
فشلت الثورة بعد عدة اسابيع من الحرية المفقودة،من خلال انعدام القيادة والتنسيق وضعف الامكانيات والقدرات والدعم الخارجي والخوف لدى العرب السنة من الانتقام والذي لا اساس له من الصحة كما تبين ذلك بعد اثني عشر عاما.
سبب الفشل خروج ملايين اللاجئين الى البلدان المجاورة للعراق،والتي كان الجزء الاكبر منهم في الشمال بسبب الخبرة الكردية في التمرد لفترة طويلة،مما ادى الى حصولهم على دعم غربي مؤقت لدعم مكان آمن لهم في الشمال الذي اصبح بحكم المنفصل من الناحية العملية،وبذلك فشل حزب البعث ومؤيده العرب وزعيمه صدام ليس فقط في بناء الوحدة العربية التي يزعمون الدعوة اليها بل فشلوا حتى في بناء الوحدة الداخلية العراقية التي تمزقت ارضا وشعبا!.
كانت الفترة بين عامي 1991 ولغاية سقوط بغداد في 9 نيسان ابريل 2003 هي من اصعب الفترات في تاريخ العراق الحديث والتي كان الاستبداد في اقصى درجات الوحشية مع حصار جائر دولي وعربي ومحلي على شعب لايملك ناقة ولاجمل في حروب عبثية داخلية وخارجية دمرته ولم تنفع خدمات النظام الارتزاقية في عودته الى الحضيرة الدولية والتي استغلها البعض في الحلول مكانه!.
لو قدر للعراق تحت حكم صدام ان يعود للوضع السابق لعام 1990 لما تغير شيئا في العراق ولبقي الحكم طائفيا عنصريا وبمنتهى الوحشية ولبقي الرعب يسكن ابناء هذا البلد في داخله وخارجه.
التغيير الجذري بعد عام 2003:
مهما قيل عن عن الوضع العراقي بعد عام 2003 فهو في النهاية كان تغييرا جذريا للمجتمع برغم الظروف السيئة التي مرت بالبلد وخاصة في الحرب الاهلية التي اشعلتها الجماعات التكفيرية الداخلية والخارجية وبالتحالف مع البعثيين الهاربين من العدالة،التغيير الجذري هنا كان بمعونة خارجية وقد تسبب بدمار كبير اشترك فيه بصورة اساسية الارهابيون والفوضويون من شتى الاتجاهات.
اعتبر البعض ان قرار الغاء الجيش والاجهزة الامنية وحزب البعث والجهاز الاعلامي للنظام كارثة سببت الكثير من المآسي للبلد،والحقيقة ان تلك خرافة سخيفة لا يهضمها العقل ولا المنطق ولاحتى الوعي الناشيء من دراسة عميقة للعراق، فأزالة تلك الاجهزة الارهابية وبمختلف مسمياتها هو اعظم نصر للعراق من خلال ازالة اسس الاستبداد من جذوره ثم آثاره في بقية الجسد العراقي،واذا تضرر بعض ابناء الاقلية السنية العربية فيه بأكثر من غيرهم،فذلك يعود الى استئثارهم بالحكم لفترة طويلة،وبالتالي حان الوقت لكي يسمحوا لبقية المكونات الاخرى بأخذ حصتها كاملة من الحكم الجديد والذي لم يكن استبداديا حتى يمنع العرب السنة من المشاركة في الحكم وان كانت المآسي الكبرى تسمح به!،بل سمح لهم بالمشاركة وحتى بأكثر من حجمهم الطبيعي،ولكن ذلك لم يرق للبعض منهم والذي تعود على التفرد بالحكم من خلال شعور نفسي داخلي اصاب الشخصية الحاكمة وجعل النظرة للاخرين دونية وهو ناتج من الطبيعة الانسانية التي اذا كانت في القمة فأن نظرتها للاخرين بدونية وحقارة سوف تبقى حتى بعد فقدان الجاه والسلطة!،ولذلك تحالف العرب السنة مع الحكومات العربية في محاولة فاشلة لارجاع عقارب الساعة الى الوراء وجعل العراق يعيش من جديد في وضعه الشاذ! بدلا من اعادة بنائه ومساعدته للخروج من المحنة،ولذلك نرى العداء الرسمي العربي واضحا وغريبا وخاليا من اية اخوة او انسانية لحكومات العراق الجديدة المتعددة وديمقراطيته الوليدة بل والمطالبة بديون قذرة استخدمت لتدمير العراق بدلا من بنائه كما فعلت بقية دول العالم الاخرى التي تنازلت عنها!.
الاصرار الشعبي من قبل بقية المكونات مع الاصرار الغربي في بناء تجربة ديمقراطية هو الذي احبط تلك المخططات الشريرة والتي ارتدت على اصحابها بسرعة من خلال تعرض ابناء السنة العرب الى قمع كبير من جانب التكفيريين القادمين من خارج الحدود،مما سبب ثورة عارمة اطلق عليها اسم الصحوة عامي 2006-2007والتي ارجعت المناطق السنية الى السيطرة الحكومية وجعلت المصالحة امرا واقعيا مع استبعاد ايتام البعث والارهابيون منه.
تقييم نهائي وسريع:
الدولة العراقية الحديثة عاشت خلال 83 عاما وضعا شاذا من خلال سيطرة الاقلية العربية السنية على مقدرات البلد وبمعونة خارجية واستبعاد كامل للاغلبية الشيعية والاقليات الاخرى مثل الاكراد والتركمان والمسيحيون وغيرهم ما عدا فترة قصيرة دامت اقل من 5 اعوام ضمن حكم الزعيم عبد الكريم قاسم والتي اجهضت بسرعة.
التغييرات التي حدثت خلال تلك الفترة هي ليست فقط تغييرات فوقية خرافية في قمة المجتمع العراقي ارمز لها بالافقية اي بخط مستقيم من اعلى الطبقات الفوقية الى اسفل قاع المجتمع،بل هي تغييرات عمودية وبخط مستقيم ولكن ضمن طائفة واحد في المجتمع وتشكل الاقلية!،بمعنى ان كل التغييرات التي حدثت هي خرافية وغير حقيقية وضمن اقلية متحكمة،وبالتالي فأن نتائج التغييرات الفوقية هي من الندرة التي تفوق بلدان اخرى كثيرة يضعف فيها عامل سيطرة الاقليات المدعومة خارجيا على الحكم.
حاول الغرب وبمعونة بعض الدول العربية خلال فترة الحصار على خيار التغيير الفوقي من خلال تغيير رأس النظام فقط! وهو ناتج من العداء والخوف من سيطرة الشيعة على الحكم،ولكن المحاولات فشلت بفضل قوة النظام الامنية الارهابية ولو نجحت لبقي العراق ضمن خانة الدول الشاذة في العالم ويبقى وضعه دون تغيير حقيقي يعود بالنفع للجميع.
التغيير الراديكالي (الجذري) الذي حصل بعد 2003 وبتدخل خارجي كان ضروريا لغرض اخراج العراق نهائيا من الوضع الشاذ الذي يعيشه منذ بداية تاسيس الدولة على يد حكومة التاج البريطاني التي وعت حجم الكوارث من خلال تركيز السلطات لدى اقلية حاولت استخدامها بغية السيطرة الدائمة على العراق،الا ان نجاح التمرد على تلك السيطرة ثم تحوله الى الاستبداد الكامل الذي يحاول الخروج من القمقم للسيطرة على البلاد المجاورة سبب تهديدا مباشرا للمصالح الغربية التي لايقف امامها رادع الا واطيح به!.
الاستبداد الوحشي والذي وصل الى حد الاستهانة الكاملة بالكرامة الانسانية والابادة الجماعية هو الذي جعل الغالبية الساحقة من الشعب معارضين وسهل سقوط النظام المحتوم في ظاهرة طبيعية يمكن اختصارها بعبارة: كلما ازداد الاستبداد كلما سهلت سقوطه المحتوم!.
الامل كبيرا في ان يعود العراق الى سيرته الاولى ومن خلال ازالة الفوارق والتمايز بين المكونات المختلفة ومن خلال بناء الديمقراطية الحقيقية المرتكزة على الحرية والعدالة والتي هي الرادع الرئيسي لتكرار اساطير التغيير الفوقي الافقية والعمودية!.................


ليست هناك تعليقات: