إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/07/23

الشك اساس اليقين

الشك اساس اليقين:
في تعليق يتألف من عدة اسئلة سوف اجيب عليها بأختصار ولكن سوف تكون ملحق مكمل لموضوع متعة الاكتشاف....
اليقين وهو نهاية الاكتشاف وهو الذي يأتينا بطرق متعددة من البحث المضني والمهلك لايكون الا بالشك والذي يكون على انواع متعددة وحسب الظروف الموضوعية التي تخص المبحث،ولكن اعتقد هنالك نوعين من الشك:
اولاهما:الشك البناء...والثاني:الشك الهدام....وفي الحالتين ليسا متاحين لكل انسان بدون عدة علمية واستعداد نفسي وبدني...
المقصود بالاول هو ان النية في الشك يجب ان تكون على اساس البحث عن اليقين وبكافة الوسائل المتاحة والمشروعة حسب قوانين الانسان والطبيعة لغرض البناء واسعاد الانسان وهذا هو هدفنا السامي والذي نرجوه ونبحث عنه لبناء الحضارة الانسانية وهو ما نتحدث عنه في هذا المبحث المختصر....
اما النوع الثاني فالاهداف سوف تكون واضحة المعالم اي التهديم لغرض التهديم وبكافة الوسائل المتاحة وفي الغالب تكون غير مشروعة وتتنافى مع الطبيعة الانسانية والاخلاق الناتجة منها،وهذا النوع نبتعد اليه بقدر امكانياتنا المتاحة وبخالص النية وبمختلف الطرق التي تؤدي له!...
الشك في العلوم الطبيعة ومجالاتها التطبيقية هو الذي يقود في النهاية الى اليقين الموضوعي والذي يكون اساسا جديدا من البناء العلمي والذي هو في النهاية حالة من التراكم المعرفي لبناء حضارة الانسان الغير متناهية،وهذا النوع من الشك في الغالب يحصل على قبول الغالبية بسبب كونه بعيدا عن عقائد الانسان التي تتميز بالاختلاف الشديد فيما بينها او بعيدا عن الاهداف الشريرة للسيطرة عليه،ولكن لايخلو من جدل واضح في بعض فروعه من قبيل الاستنساخ الحيواني والبشري وزرع الاعضاء والتلقيح الاصطناعي وغيره من المسائل العلمية المستحدثة والتي تتعارض احيانا مع المفاهيم الدينية للانسان بصورة اجمالية والتي هي موضوعة اساسا لخدمة الانسان وآدميته وتحاول الرقي به ورفعه من المستوى البهيمي الى مستوى يليق به وهذه المسائل العلمية تخضع للمناقشات الحادة خاصة اذا كانت نتائجها المستقبلية في غير صالح الانسان حتى لو كانت النية هي لمنفعته....
اما العلوم الانسانية فهي وان جرى تصنيفها لتتضمن العلوم الدينية احيانا كونها في الغالب نظرية وايضا الفنون والاداب والاجتماعيات واللغويات وغيرها،فهي ايضا في حالة من النمو الطبيعي والتراكم المعرفي وبالتأكيد تخضع لقاعدة الشك في معظم جوانبها لغرض التوصل الى اليقين الموضوعي الذي يريح الانسان في تلهفه المستمر للبحث عن ذاته والحقيقة المطلقة في كل جوانب الكون،وبما ان تلك العلوم في الغالب تخضع الى العلوم العقلية والمنطقية فهي قابلة للتأول والتفسير المتعدد الجوانب وحسب ادلة قوية يجعل التعصب لها امرا ميسورا،ولذلك تخضع للجدل المستمر والذي يستمر طويلا ورغم ان النهاية تكون للاقوى الذي هو صاحب امتن الادلة الموضوعة واجود النتائج الصادرة عنها الا ان النظريات السابقة وادلتها ونتائجها تبقى مستمرة في الذكر حتى لو لم تجد من يدافع عنها!...
ولكن تبقى العلوم الدينية هي الاصعب في حالة البحث والاستكشاف،كونها اذا لم تؤدي الى النتائج المرجوة من الشك الذي يؤدي الى اليقين،فأنه سوف يؤدي الى الضلال المهلك ولذلك وجب الحذر وعدم الدخول دون عدة لازمة للبحث،والعدة هنا هي استيعاب المعارف الدينية والانسانية بفهم كامل مع صفاء النية والتوكل على الله تعالى،واكيد النهاية سوف تكون مثمرة،ولكن هنا يجب التفريق بين الكثير من القضايا التاريخية والتي لايجب اعطائها قدسية تفوق حقيقتها،كما ان هنالك علوم تخضع للمناقشة والبحث من قبيل علم الرجال وعلم الحديث هذا بالنسبة للاسلام بالطبع وبالنسبة للاديان الاخرى ايضا يكون نفس المنهج والطريقة ولكن بأختلاف علومهم وآدابهم والمقدسات الناتجة منها...
اذا التوافق بين الاكتشاف والشك ناتج اساسا من كون الشك والذي يكون احيانا بأسماء اخرى ولكن الصيغة والهدف واحد من قبيل الفضولية والاستطلاع والتفكر والتأمل وغير ذلك من الالفاظ المؤدية الى طريق البحث هو في النهاية ممهد لطريق الاكتشاف والا بقيت النتائج التي توصل اليها الاسلاف على حالها دون تغيير وتمحيص!...
اذكر هنا الكتاب الرائع (قصة الايمان) للشيخ نديم الجسر وهو موجود في شبكة الانترنت ويمكن تنزيله وقرائته،ففي اسلوبه البسيط وطريقة العرض المبتكرة ما يمكن ان يوصل فكرة الشك المؤدي الى الايمان اليقيني ويمكن لأي انسان لا يملك العدة المعرفية الكافية من الاستفادة منه،ففي تلك القصة البديعة خلاصة البحث عن الايمان بالله تعالى ورسله بأسلوب عقلي ومنطقي يغلب عليها البعد الفلسفي ولكن بصورة خالية من التعقيد والتبعيد كما هو يقطع الشك لدى من يخاف منه!....
اليقين الناتج من الشك وفي جميع المعارف يكون في مرحلة عالية لا يصل اليها الا ذو حظ عظيم والايمان الناتج يكون في اعلى مراحله...

ليست هناك تعليقات: