إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/07/23

متعة الاكتشاف

متعة الاكتشاف:
للاكتشافات متعة كبرى،وبغض النظر عن طبيعة الاكتشاف الذي قد يكون علميا تطبيقيا او ان يكون نظريا في مختلف العلوم والفنون والاداب...والمتعة الناشئة من الاكتشاف هي نفسية مؤثرة في الانسان وهي جزءا يسيرا من شخصيته المركبة التي هي في غاية التعقيد...وبالفعل نرى الانسان يتمثل في مختلف الابعاد،ويتقلب من اليمين الى اليسار وفق غايات واهداف معروفة واحيانا مجهولة...
ومتعة الاكتشاف قد يحس بها اي انسان وحسب طبيعة ونوعية الاكتشاف،الذي قد يكون جزءا يسيرا من ذات الانسان الطبيعية او قد يكون خارج المألوف وخاصة الناتجة من طبيعة عمله والتي لا يدركها الا من امتلك ناصية رفيعة في العلم والمعرفة...ولذلك يكون شعورنا حقيقيا للذة الاكتشاف وبالتالي ندرك ولو جزءا بسيطا من شعور الباحثين في لذات اكتشافاتهم المختلفة...
قرأت كتابا اسمه متعة اكتشاف الاشياء وهو رغم ان يضم جزءا من كتابات العالم الفيزيائي الامريكي فايمان(1918-1988)وهو الحائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1965،الا انه منشور من اخرين وشروحاتهم وتعليقاتهم موجودة قبل قصصه او سيرة حياته.
ورغم ان الكتاب مؤلف عام 1999 الا ان الطبعة العربية الصادرة من مكتبة العبيكان في السعودية هي عام 2005،ومكتوب على الغلاف عبارة اصبحت دارجة في الوقت الحاضر بغية تشجيع الاخرين على اقتناء الكتاب وقرائته!،والعبارة :من الكتب الاحسن بيعا! وهي للدلالة على الشهرة في العالم...والمفروض ان تكون العبارة بغير تلك الصيغة الغير صائبة لغويا بالطبع،كما توجد اخطاء لغوية اخرى...
الكتاب قيما ولكن ليس بالشكل المتصور من دلالة الاسم كما ان الاشياء المذكورة ليست جديدة ولكنه في بعضها يمثل رأي المؤلف الشخصي المستند الى تجربته....
من فصول الكتاب نتبين ان اهم قيمة للعلم من قيمه المتعددة هي الشك...ورغم عدم وجود شرح كافي لتلك العبارة الدالة في العمق...الان ان ذلك في منتهى الصدق وفي رايي الشخصي انه لولا الشك لما نجح العلم في ايصال البشرية الى تلك النجاحات الهائلة في مختلف فروع المعرفة...نعم هنالك حقائق ثابتة ولكن التشكيك بها يجب ان يكون علميا ومنهجيا بحيث يؤدي الى الضرورة العلمية بغية اثباتها بحسن نية او حتى لغرض البحث العلمي المجرد ...لا لمجرد الشك بغية تحصيل منافع غير انسانية من قبيل الشهرة الزائفة او تشكيك الاخرين في حقائق مطلقة.
وهذا ينطبق ايضا على العلوم الدينية،ولذلك يرحب الكثير من الائمة(ع)والفقهاء،لا بل يشجعون الاخرين على التحاور الخاضع لصيغة الشكيك بغية اثبات الحقائق بصيغة جديدة او منطق جديد يزيد من ثراء طرق اثبات الحقائق....
اذن الشك هنا هو جزء من شخصية الباحث العلمي ودافعا قويا للعمل الجاد بغية ايجاد حلول للمشاكل الانسانية المتعاظمة بفضل تحديات الحياة المعاصرة.
ورغم اعتراف المؤلف في فصل العلم والدين بمحدودية افكاره ولكن تلك المحدودية ايضا تدعو الى التأمل لانها قيمة الدلالة والعمق،واذكر مثاله العميق حول الشيوعية وتناقضها مع العلم وهي التي تدعي العلم! فالشيوعية تعطي الاجوبة حول المسائل السياسية والاقتصادية دون مناقشة وهذا منافي للعلم الذي يدعو للنقاش والبحث وبذلك تكون الديمقراطية هي الاقرب للعلم من حيث قبولها للنقاشات المتعددة...
وفي اخر صفحة في الكتاب المذكور توجد سطور قليلة لم يعطى حقها!وهي حول تراث الحضارة الغربية في رأي المؤلف وهو رأي شائع بالطبع ويعتقد به الكثيرون،ان الحضارة الغربية تقف بجوار تراثين عظيمين وهما الروح العلمية للمغامرة وهي المغامرة في الاندفاع نحو المجهول والرغبة في الاستكشاف وهو يسميه بأسم تواضع المثقف واعتقد في رأيي ان التسمية تختلف عن روح المغامرة!والثانية هي التراث الديني العظيم المبنية على الحب والاخوة بين كل الناس وقيمة الفرد وخشوع الروح وهي بالطبع سمات من الدين المسيحي وهي نفسها الموجودة في الدينين السماويين الاخرين واقصد الديانة اليهودية والديانة الاسلامية...
خلاصة القول ان قلة العلم هي تؤدي الى الجهل المهلك...وقد يكون في الدين او في الحياة وتعامل الانسان معها،وبذلك يكون الايمان هو نتاج العلم والعكس صحيح ...
وهذا مانراه عند المتعصبين وخاصة في اعلى درجات التعصب الاعمى وهم الذين نطلق عليهم التكفيريون،فعند معرفة درجة اعلميتهم يتبين لنا مدى ضحالة تفكيرهم والاسس الواهية التي استندوا اليها في بناء فكرهم المتعصب والذي قد يكون في عدة مجالات وليس فقط في الدين او المذهب او الفكر السياسي او القومية او القبلية وغيرها من الاتجاهات التصنيفية المعروفة....

ليست هناك تعليقات: