إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/03/21

لا حدود للانحطاط البشري

لاحدود للانحطاط البشري:
واخيرا اسدل الستار على قضية المجرم النمساوي الذي احتجز ابنته في قبو تحت الارض لمدة 24 عاما(1984-2008)والتي اكتشفت بطريق الصدفة،وكانت نتيجة تلك الجريمة سبعة اطفال احدهم توفي وهو رضيع،بالاضافة الى الاف المرات من الاغتصاب والرعب وسلب الحرية والكرامة الانسانية!...
ونتيجة العقوبة معروفة،هي السجن مدى الحياة،وهذا يعني بضع سنوات من عمره في السجن نظرا لكبر سنه(74سنة)،حيث لاوجود لعقوبة اكثر من ذلك في النمسا.
يوم بعد آخر يثبت لنا الانسان انه قادر على انحطاط لاحدود له...بل يبدع في اجرامه بحيث يعجز الانسان السوي ان يتوقع حدوث تلك الجرائم الوحشية من انسان آخر لايختلف عنه في شيء سوى ان تفكيره يختلف عنه!...
لاتقف امام الانسان اي حدود امام اجرامه...فلا دين ولا انسانية ولارحمة ولا ضمير،بل ولا حتى مجرد اشمئزاز من عمل تلك الجرائم التي تستحق البشرية عليها اقصى العقوبات الالهية...ويخطأ من يظن ان الظالمين بمختلف طبقاتهم واعمارهم هم اقلية في العالم...بل ان الظلم حقيقة هو من شيمة النفس البشرية...وجل من لا يظلم حتى لو كان مجرد اساءة للغير!...
تترفع احط المخلوقات عن افعال البشر المشينة والتي لاحدود لها...نكتشف المزيد منها كل يوم وبطريقة تدل على عظيم العقل البشري وما يحتوية من قدرات خلاقة ولكن مع الاسف الشديد لانتاج الجرائم بطريقة في منتهى الوحشية والهمجية وتدل على انحطاط بشري لاحدود له يستحق معه اقصى انتقام الهي سواء عاجلا ام آجلا...
من حسن حظ النمسا ان هذا المجرم الوحشي لايحكمها...وحتى لو حكمها فأن حكمه يكون محدودا نظرا لتجذر التقاليد الديمقراطية فيه...ولكن شعوبنا في العالم الثالث نكبت بمجرمين على نفس شاكلة هذا المجرم وبسلطات لاحدود لها!،وكانت النتيجة ملايين عديدة من الضحايا....
اذكر في ثورة 1991 في العراق عندما تحررت معظم مناطق البلاد من قبضة النظام الوحشية لمدة بضع اسابيع،فخرجت من السجون المرعبة اعداد كبيرة من البشر،وكان بعضهم محجوز منذ عهد سلف صدام،وهو المقبور البكر بحيث هتفوا ضده دون ان يعلموا انه رحل منذ سنين طويلة...وكان من بين المطلق سراحهم نساء كانت حالتهن اكثر مأساوية من الفتاة النمساوية بكثير،حيث كان يتم اغتصابهم في السجون بواسطة رجال امن النظام المجرمين،وكانت نتيجة ذلك ولادة عدد كبير من الاطفال المجهولي الاب في السجون!...وبالتأكيد ان عدد كبير من هؤلاء المجرمين مازالوا يعيشون في داخل البلاد وخارجها دون ان تجري حتى محاكمات لهم! مما يجعل خذلان العدالة والحق من نصيب من حكموا بعد ذلك دون ان يهتموا لتلك القضايا المهمة التي تردع المجرمين في المستقبل...
العدالة الارضية والعدالة السماوية:
لم يبقى لنا سوى العدالة السماوية والتي هي قادرة على انزال اشد العقوبات على الظالمين في العالم الاخر...اما عالمنا الارضي فعليه السلام!...
مهما كانت العقوبات فأنها لا تكون بحجم الجريمة المرتكبة!...هذا اذا كنا محظوظين وتمت محاكمة المجرم في حياته...انظر للمجرم النمساوي الذي سوف يقضي عقوبته في سجن يكون افضل من غالبية البيوت في العالم الثالث!وبالتالي لانرجوا سواء الانتقام الالهي في الاخرة على جرائمه البشعة بحق ابنته واطفالها...
اما بالنسبة للمجرمين الذين حكموا بلاد بأكملها بسلطات غير محدود ومارسوا خلالها ساديتهم البشعة،فأن محاكمتهم لن تطفئ غضب ضحية واحدة فكيف بملايين الضحايا...انظر لمن تمت محاكمتهم على جزء من جرائهم البشعة وابسط مثال صدام في العراق وبول بوت في كمبوديا الذي اباد ثلث شعبه خلال ثلاث اعوام فقط!...لم تكن محاكمتهم او عقوبتهم بمقدار واحدة من جرائمهم البشعة...مما يدل ان العدالة الارضية مهما كانت قوية فلن تستطيع ان تحقق رغبة الضحايا...بل حتى لا تستطيع ان تمنع من حدوث جرائم اخرى في المستقبل ...اما في حالة رحيل المجرم عن الحياة قبل ان يعاقب على فعلته فهي الغالبة!..ولذلك املنا الوحيد في العدالة السماوية في الاخرة وهي الوحيدة القادرة على تحقيق كل احلامنا في الانتقام وبنفس حجم الجريمة من الفاعل...
عالمنا المعاصر مليء بقصص واقعية عن ابشع الجرائم ولكن اشدها قسوة هي المقننة والتي يرتكبها ازلام النظام وبغطاء قانوني دون ان تتم محاسبتهم...
العدالة السماوية لن تكون مخففة او يستطيع المجرمون ان يستغلوا الاعلام وسذاجة المحكمة او غفلتها،بل انها بالمرصاد لكل من تسول نفسه ظلم اخيه الانسان وخيانة الامانة الالهية في عمران الارض ونشر العدل والحرية فيها....

ليست هناك تعليقات: