قرأت لك
مختصر وتحليل وتعليق ونقد للكتاب
في سبيل موسوعة معرفية مختصرة
(6)
الاغتيال في التاريخ الاسلامي:
لم يمنع ظهور الاسلام في الحياة العامة لدى العرب من ممارسة كل مايخالف الفطرة الانسانية من شر ورذائل،رغم الدعوة الصريحة والتشدد في التحريم،فقد عاد العرب الى سيرتهم الاولية كبقية الشعوب الاخرى بعد رحيل النبي الاعظم(ص)،واختف من المسرح السياسي تأثير التعاليم الاسلامية بفضل الصراع الدموي على الحكم والذي انتهى بسيطرة الطلقاء عليه،مما ادى الى عودة العصبية القبلية وكل المفاسد الى الحياة الاجتماعية،بالرغم من وجود الفقهاء والصلحاء الا ان دورهم كان بعيدا عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب قوة السلطة الغاشمة التي تسير وفق مصالحها بدون ادنى اهتمام لمصالح الامة.
من اكثر الوسائل دموية هي عمليات الاغتيال السياسي ضد المعارضين والثائرين،وكانت احد اشد الصفحات دموية في التاريخ الاسلامي المليء بالثورات والمعارضين لنظم الاستبداد المتسترة برداء الدين والحق الالهي الكاذب في الحكم.
الكتاب السادس
الاغتيالات في الاسلام
اغتيال الصحابة والتابعين
تأليف:حسن عبد الله
الكتاب:يتألف من 147ص من القطع الصغير،في طبعة 2006 في بيروت\لبنان،والورق من النوع الخشن.
الكتاب يسرد محاولات اغتيال الرسول محمد(ص)بالاضافة الى 25 شخصية من الصحابة والتابعين،ولكن بصورة مختصرة جدا دون ان يشرح دوافع الاغتيال او الحكم على الطرفين،بل يتجنب ذكر ذلك،ويقتصر على تجميع المعلومات من المصادر التاريخية،ولكن دون ذكر لتلك المصادر،كما لايوجد اي تعريف بالمؤلف وسيرته الذاتية،والكثير من الكتب على نفس هذا النمط من التجاهل او الاختصار الشديد الذي يجعل المتن مجرد تجميع معلوماتي خالص وخال من التحليل والنقد والشرح،والذي يحتاج الى جهد فكري وصبر وتأمل حتى يمكن ان يخرج الى النور،وهو ليس يسيرا لكل من يحاول كتابة كتاب تاريخي يستعرض فيه مواضيع ذات اهمية بالغة قد تكون موجودة في وقتنا الحاضر ولكن بتغيير الوجوده فقط!.
اسم الكتاب،كبير وغير دال على المتن!،فالاغتيالات في الاسلام يعني شرح وتعليق وذكر للاغتيال في المنهج الاسلامي وقد يكون التاريخ من ضمنها،ولكن على الاكثر هو لايتضمنها،لسبب ان التاريخ شيء بما فيه من مساوئ ومحاسن والدين شيء آخر والذي يتضمن العلوم والاداب الناشئة منه،والتي يجعل الشعوب متأثرة بها وخاصة في تكوين شخصيتها الدالة على تمسكها به،اما التاريخ ومنه الاسلامي فهو سيرة اقوام وامم يكون الاسلام دينهم،ولكن قد تقترب سيرتهم او تبتعد عنه،ولذلك كان الاجدر بالكاتب ان يجعل اسم الكتاب هو الاغتيالات في التاريخ الاسلامي وليس في الاسلام الذي يحارب كل شر ورذيلة بما فيها الاغتيال.
موضوع الكتاب هو قيم بلا شك ولكن حجم الكتاب والسرد المذكور فيه لايجعله كافيا لاشباع نهم المعرفة التاريخية.
وعندما يذكر وفاة الخليفة الاول ابا بكر والمشهور انه وفاة طبيعية،ينسبها لمصادر اخرى الى الاغتيال عن طريق السم مع صديقه الطبيب الحارث بن كلدة،ولكن لايذكر من المتسبب بهكذا عملية خطيرة،بل ولا يذكر ماذا فعل الناس بالقاتل الذي كان قد دعاهما الى وليمة لتناول الطعام معه!! وكان عليه البحث والاستقصاء لذكر الحقيقة،حتى يخرج كتابه بشيء هام لنا على الاقل يمكن ان يشار اليه فيما بعد!.
وعند ذكر اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على يد ابو لؤلؤة المجوسي،يذكر بصورة مختصرة الدافع دون ان يشرحه لنا،وهو حسب قوله انه لم ينصفه من دفع المال الى المغيرة بن شعبة الذي كان مولاه،وهذه احد اهم الاعمال الغير اخلاقية التي كان يمارسها العرب رغم معارضة الاسلام لها،وهي ان يتولى احد العرب حماية الموالي وهم من الشعوب الغير عربية والتي يكون اغلبها قد دخل الاسلام اقتناعا او طمعا،وفي الحالتين يجب ان يكون لهم نفس حقوق المسلم العربي،ولكن طبائع الجاهلية شيء والاسلام شيء آخر،وفي النهاية نجد لحد الان من يصنف المغيرة بن شعبة وهو نموذج بارز للانحراف عن كل المبادئ والقيم الاسلامية والاخلاقية،يصنفه كصحابي ويترحم عليه وهو الذي يسرق جهود الاخرين ويزني ويقتل ويخون ويسير بغير هداية الاسلام وتعاليمه!...
لقد كان الدافع لقتل الخليفة الثاني هو قويا رغم ان الاغتيال كعمل هو مناف لكل الاديان والاخلاق،ولكن هنالك عملية الانتقام الرهيبة التي مارسها ابنه عبيد الله الذي قتل ابنة ابي لؤلؤة الصغيرة بدون ذنب!كما قتل كل من وقع بيده في الطريق من الموالين الابرياء وهم مسلمون،ولم يعاقبه الخليفة الثالث عثمان!وبقي حرا رغم مطالبة الامام علي(ع) بالقصاص منه،مما ادى الى هروبه الى معاوية والقتال الى جانبه!.
يذكر لنا الكثير من اعمال اغتيال معاوية للصحابة والتابعين،حتى وصفها ذات مرة عمرو بن العاص بأن لله جنودا من عسل!!ومازال الكثيرين لحد الان يترحمون عليهما رغم ان لهما من الموبقات ما يشيب لها الرأس!!..وقد قتل الفقيه والمحدث النسائي من جراء تندره على طلب اتباع الامويين في دمشق رغم سقوط دولتهم منذ قرن على يد العباسيين،حول وضع كتاب عن فضائل معاوية الاموي!.
بأعتقادي ان غالبية المسلمين يحتاجون الى ثورة عقلية تنفض الكثير من الرواسب التي تجعل العقل مقيداومتناقض في داخله حتى في ابسط الامور العقلية والنقلية،ومن ضمن الرواسب هي التقديس لاناس لايستحقون سوى وضعهم في زنازين التاريخ المظلمة،فكل انسان عاقل ومحايد اذا رأى عملا مشينا من انسان بسيط الان،سوف يلعنه ويزجره ويطرده ويذله ويعمل كل ما في وسعه لانزال اشد العقوبات عليه،ولكن عندما نأتي الى تاريخنا الاسلامي والمليئ بالصفحات السوداء،فأن الوضع يختلف،فالتقديس الفارغ يفرض على الجميع وضع لاصق اسود على العين حتى لاترى او تسمع الحقيقة مهما كانت مرة،بينما نذكر وبشيء من الفخر قول الرسول(ص)حول اسباب تدهور اليهود الاخلاقي ان الشريف اذا زنا او سرق لا يقيمون الحد عليه،بينما هو مقام على البسطاء،ثم يكمل الرسول حديثه ان فاطمة بنت محمد وهي اقرب الناس اليه لو سرقت لقطع يدها،وهو حكم صريح وواضح ان صاحب الخطأ يجب ان يعاقب مهما كانت دوافعه او نسبه او تاريخه،والدعوة عامة لكل صاحب فكر حر او يدعي ذلك ان يجعل عقله حرا ولا يكبله بقيود التاريخ السوداء.
يذكر المؤلف عددا من المغدورين البعيدين عن صفة الصحابة والتابعية،ولكن شهرة اغتيالهم هي التي تفرض عليه ذكرهم هنا.
نسبة كبيرة من المغدورين قد جرى اغتيالهم عن طريق وضع السم في الطعام وقد اشتهر منهم الامام الحسن(ع) ومالك الاشتر(رض)والامام ابو حنيفة،وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وغيرهم،ولكنه اهمل ذكر مشاهير آخرين استشهدوا على يد السلطتين الاموية والعباسية واذكر من المشاهير الامامين الكاظم وابنه الامام الرضا(ع)وكذلك اغتيال عدد من الخلفاء الامويين والعباسيين امثال الهادي العباسي ومروان الجعدي وغيرهم.
عمليات الاغتيال مستمرة منذ بدء الخليقة وهي تعبير منحط للنزاع والتخاصم حول الكثير من الموارد سواء المادية وبخاصة الحكم،او المعنوية كأختلاف بالرأي مثل اغتيال تروتسكي على يد ستالين عام 1940.ومن اشهر الحكام العرب المستبدين الذين مارسوا الاغتيال كوسيلة للقضاء على الخصوم في الداخل والخارج،هو الديكتاتور المقبور صدام الذي لم يترك زميلا او خصما الا واغتاله او حاول اغتياله،ومن كثرة عددهم لاتوجد احصائية لهم!...
اذكر حادثة مروية في الستينات من القرن الماضي قرأتها منذ زمن بعيد،حدثت في باريس حيث زار احد زعماء المعارضة في البرلمان البريطاني،فرنسا فما كان من السفير البريطاني الا ان دعاه الى وليمة في فندق مشهور في باريس،وصادف اثناء تناولهما الطعام معا وهما يتضاحكان،ان نزل من المصعد احد زعماء المعارضة في احد البلدان العربية وهو محاط بعدد من المسلحين لحمايته من محاولات الاغتيال التي قد يمارسها ضده نظام بلده،ومع الاسف الشديد فقط نجحت مخابرات بلده الارهابية في قتله بعد بضع سنين رغم الحماية المشددة عليه!!...تأمل بين المثالين المثيرين للحزن والالم على تاريخنا الاسود!.
في الختام الكتاب مختصر جدا ومعلوماته مستمدة من كتب التاريخ ولكن دون ذكر مصدرها،ودون ان تكون هنالك تحليلات او تعليقات او حتى هوامش يمكن ان تفيد القارئ،بالرغم من ان الموضوع من الاتساع والوفرة في وجود المصادر ما يشيب لها الرأس من الاهوال والاحزان المذكورة فيها.....
مختصر وتحليل وتعليق ونقد للكتاب
في سبيل موسوعة معرفية مختصرة
(6)
الاغتيال في التاريخ الاسلامي:
لم يمنع ظهور الاسلام في الحياة العامة لدى العرب من ممارسة كل مايخالف الفطرة الانسانية من شر ورذائل،رغم الدعوة الصريحة والتشدد في التحريم،فقد عاد العرب الى سيرتهم الاولية كبقية الشعوب الاخرى بعد رحيل النبي الاعظم(ص)،واختف من المسرح السياسي تأثير التعاليم الاسلامية بفضل الصراع الدموي على الحكم والذي انتهى بسيطرة الطلقاء عليه،مما ادى الى عودة العصبية القبلية وكل المفاسد الى الحياة الاجتماعية،بالرغم من وجود الفقهاء والصلحاء الا ان دورهم كان بعيدا عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب قوة السلطة الغاشمة التي تسير وفق مصالحها بدون ادنى اهتمام لمصالح الامة.
من اكثر الوسائل دموية هي عمليات الاغتيال السياسي ضد المعارضين والثائرين،وكانت احد اشد الصفحات دموية في التاريخ الاسلامي المليء بالثورات والمعارضين لنظم الاستبداد المتسترة برداء الدين والحق الالهي الكاذب في الحكم.
الكتاب السادس
الاغتيالات في الاسلام
اغتيال الصحابة والتابعين
تأليف:حسن عبد الله
الكتاب:يتألف من 147ص من القطع الصغير،في طبعة 2006 في بيروت\لبنان،والورق من النوع الخشن.
الكتاب يسرد محاولات اغتيال الرسول محمد(ص)بالاضافة الى 25 شخصية من الصحابة والتابعين،ولكن بصورة مختصرة جدا دون ان يشرح دوافع الاغتيال او الحكم على الطرفين،بل يتجنب ذكر ذلك،ويقتصر على تجميع المعلومات من المصادر التاريخية،ولكن دون ذكر لتلك المصادر،كما لايوجد اي تعريف بالمؤلف وسيرته الذاتية،والكثير من الكتب على نفس هذا النمط من التجاهل او الاختصار الشديد الذي يجعل المتن مجرد تجميع معلوماتي خالص وخال من التحليل والنقد والشرح،والذي يحتاج الى جهد فكري وصبر وتأمل حتى يمكن ان يخرج الى النور،وهو ليس يسيرا لكل من يحاول كتابة كتاب تاريخي يستعرض فيه مواضيع ذات اهمية بالغة قد تكون موجودة في وقتنا الحاضر ولكن بتغيير الوجوده فقط!.
اسم الكتاب،كبير وغير دال على المتن!،فالاغتيالات في الاسلام يعني شرح وتعليق وذكر للاغتيال في المنهج الاسلامي وقد يكون التاريخ من ضمنها،ولكن على الاكثر هو لايتضمنها،لسبب ان التاريخ شيء بما فيه من مساوئ ومحاسن والدين شيء آخر والذي يتضمن العلوم والاداب الناشئة منه،والتي يجعل الشعوب متأثرة بها وخاصة في تكوين شخصيتها الدالة على تمسكها به،اما التاريخ ومنه الاسلامي فهو سيرة اقوام وامم يكون الاسلام دينهم،ولكن قد تقترب سيرتهم او تبتعد عنه،ولذلك كان الاجدر بالكاتب ان يجعل اسم الكتاب هو الاغتيالات في التاريخ الاسلامي وليس في الاسلام الذي يحارب كل شر ورذيلة بما فيها الاغتيال.
موضوع الكتاب هو قيم بلا شك ولكن حجم الكتاب والسرد المذكور فيه لايجعله كافيا لاشباع نهم المعرفة التاريخية.
وعندما يذكر وفاة الخليفة الاول ابا بكر والمشهور انه وفاة طبيعية،ينسبها لمصادر اخرى الى الاغتيال عن طريق السم مع صديقه الطبيب الحارث بن كلدة،ولكن لايذكر من المتسبب بهكذا عملية خطيرة،بل ولا يذكر ماذا فعل الناس بالقاتل الذي كان قد دعاهما الى وليمة لتناول الطعام معه!! وكان عليه البحث والاستقصاء لذكر الحقيقة،حتى يخرج كتابه بشيء هام لنا على الاقل يمكن ان يشار اليه فيما بعد!.
وعند ذكر اغتيال الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على يد ابو لؤلؤة المجوسي،يذكر بصورة مختصرة الدافع دون ان يشرحه لنا،وهو حسب قوله انه لم ينصفه من دفع المال الى المغيرة بن شعبة الذي كان مولاه،وهذه احد اهم الاعمال الغير اخلاقية التي كان يمارسها العرب رغم معارضة الاسلام لها،وهي ان يتولى احد العرب حماية الموالي وهم من الشعوب الغير عربية والتي يكون اغلبها قد دخل الاسلام اقتناعا او طمعا،وفي الحالتين يجب ان يكون لهم نفس حقوق المسلم العربي،ولكن طبائع الجاهلية شيء والاسلام شيء آخر،وفي النهاية نجد لحد الان من يصنف المغيرة بن شعبة وهو نموذج بارز للانحراف عن كل المبادئ والقيم الاسلامية والاخلاقية،يصنفه كصحابي ويترحم عليه وهو الذي يسرق جهود الاخرين ويزني ويقتل ويخون ويسير بغير هداية الاسلام وتعاليمه!...
لقد كان الدافع لقتل الخليفة الثاني هو قويا رغم ان الاغتيال كعمل هو مناف لكل الاديان والاخلاق،ولكن هنالك عملية الانتقام الرهيبة التي مارسها ابنه عبيد الله الذي قتل ابنة ابي لؤلؤة الصغيرة بدون ذنب!كما قتل كل من وقع بيده في الطريق من الموالين الابرياء وهم مسلمون،ولم يعاقبه الخليفة الثالث عثمان!وبقي حرا رغم مطالبة الامام علي(ع) بالقصاص منه،مما ادى الى هروبه الى معاوية والقتال الى جانبه!.
يذكر لنا الكثير من اعمال اغتيال معاوية للصحابة والتابعين،حتى وصفها ذات مرة عمرو بن العاص بأن لله جنودا من عسل!!ومازال الكثيرين لحد الان يترحمون عليهما رغم ان لهما من الموبقات ما يشيب لها الرأس!!..وقد قتل الفقيه والمحدث النسائي من جراء تندره على طلب اتباع الامويين في دمشق رغم سقوط دولتهم منذ قرن على يد العباسيين،حول وضع كتاب عن فضائل معاوية الاموي!.
بأعتقادي ان غالبية المسلمين يحتاجون الى ثورة عقلية تنفض الكثير من الرواسب التي تجعل العقل مقيداومتناقض في داخله حتى في ابسط الامور العقلية والنقلية،ومن ضمن الرواسب هي التقديس لاناس لايستحقون سوى وضعهم في زنازين التاريخ المظلمة،فكل انسان عاقل ومحايد اذا رأى عملا مشينا من انسان بسيط الان،سوف يلعنه ويزجره ويطرده ويذله ويعمل كل ما في وسعه لانزال اشد العقوبات عليه،ولكن عندما نأتي الى تاريخنا الاسلامي والمليئ بالصفحات السوداء،فأن الوضع يختلف،فالتقديس الفارغ يفرض على الجميع وضع لاصق اسود على العين حتى لاترى او تسمع الحقيقة مهما كانت مرة،بينما نذكر وبشيء من الفخر قول الرسول(ص)حول اسباب تدهور اليهود الاخلاقي ان الشريف اذا زنا او سرق لا يقيمون الحد عليه،بينما هو مقام على البسطاء،ثم يكمل الرسول حديثه ان فاطمة بنت محمد وهي اقرب الناس اليه لو سرقت لقطع يدها،وهو حكم صريح وواضح ان صاحب الخطأ يجب ان يعاقب مهما كانت دوافعه او نسبه او تاريخه،والدعوة عامة لكل صاحب فكر حر او يدعي ذلك ان يجعل عقله حرا ولا يكبله بقيود التاريخ السوداء.
يذكر المؤلف عددا من المغدورين البعيدين عن صفة الصحابة والتابعية،ولكن شهرة اغتيالهم هي التي تفرض عليه ذكرهم هنا.
نسبة كبيرة من المغدورين قد جرى اغتيالهم عن طريق وضع السم في الطعام وقد اشتهر منهم الامام الحسن(ع) ومالك الاشتر(رض)والامام ابو حنيفة،وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وغيرهم،ولكنه اهمل ذكر مشاهير آخرين استشهدوا على يد السلطتين الاموية والعباسية واذكر من المشاهير الامامين الكاظم وابنه الامام الرضا(ع)وكذلك اغتيال عدد من الخلفاء الامويين والعباسيين امثال الهادي العباسي ومروان الجعدي وغيرهم.
عمليات الاغتيال مستمرة منذ بدء الخليقة وهي تعبير منحط للنزاع والتخاصم حول الكثير من الموارد سواء المادية وبخاصة الحكم،او المعنوية كأختلاف بالرأي مثل اغتيال تروتسكي على يد ستالين عام 1940.ومن اشهر الحكام العرب المستبدين الذين مارسوا الاغتيال كوسيلة للقضاء على الخصوم في الداخل والخارج،هو الديكتاتور المقبور صدام الذي لم يترك زميلا او خصما الا واغتاله او حاول اغتياله،ومن كثرة عددهم لاتوجد احصائية لهم!...
اذكر حادثة مروية في الستينات من القرن الماضي قرأتها منذ زمن بعيد،حدثت في باريس حيث زار احد زعماء المعارضة في البرلمان البريطاني،فرنسا فما كان من السفير البريطاني الا ان دعاه الى وليمة في فندق مشهور في باريس،وصادف اثناء تناولهما الطعام معا وهما يتضاحكان،ان نزل من المصعد احد زعماء المعارضة في احد البلدان العربية وهو محاط بعدد من المسلحين لحمايته من محاولات الاغتيال التي قد يمارسها ضده نظام بلده،ومع الاسف الشديد فقط نجحت مخابرات بلده الارهابية في قتله بعد بضع سنين رغم الحماية المشددة عليه!!...تأمل بين المثالين المثيرين للحزن والالم على تاريخنا الاسود!.
في الختام الكتاب مختصر جدا ومعلوماته مستمدة من كتب التاريخ ولكن دون ذكر مصدرها،ودون ان تكون هنالك تحليلات او تعليقات او حتى هوامش يمكن ان تفيد القارئ،بالرغم من ان الموضوع من الاتساع والوفرة في وجود المصادر ما يشيب لها الرأس من الاهوال والاحزان المذكورة فيها.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق