إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/12/04

خرافة المساعدات العربية

خرافة المساعدات العربية:
استند الاعلام النازي على مبدأ وزير دعايته غوبلز وهي:اكذب اكذب حتى يصدقك الناس...اما الاعلام العربي الرسمي فقد تجاوز هذا المبدأ الانتهازي بمراحل عديدة،بل هو يقف على قمة المساوئ،ويكاد يكون وصفه هو:كن وقحا حتى يخافك الاخرون ويصدقك الناس.
والاخرون هنا هو كل معارض لسياسة الاعلام الرسمي سواء اكان من الاعلام المعارض او من النخبة،اما الناس فهي وصف لعامة الشعب.
اصبحت اكاذيب الاعلام الرسمي العربي لاحدود لها وهي تمثل المستوى المتدني لداعميه سواء ثقافيا او اخلاقيا،وهي جزء من وصف عامل وشامل للانحطاط الرسمي العربي المستمر منذ عدة قرون مضت!.
من الاكاذيب الوقحة للاعلام الرسمي العربي والتي هي تعبر كالعادة عن وجهات نظر انظمتها،هي المساعدات العربية سواء المادية او المعنوية،والتي تقدمها الدول العربية عادة للبلدان الفقيرة سواء في بقية انحاء العالم العربي او الى بقية دول العالم الاخرى الفقيرة.
ومع انتشار ثورة المعلومات التي رافقت ثورة الاتصالات في العقدين الاخيرين،فقد اصبح من الصعب جدا التغطية على الاكاذيب التي كانت تنتشر لدى المجتمعات العربية،وبذلك اصبح الحصول على المعلومة الصحيحة اكثر يسرا من ذي قبل ولكن تحتاج الى العقل الواعي الذي يستوعبها ويحللها ثم يتقبلها.
ومن خلال الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادر مستقلة يمكن الاشارة الى مقدار الغبن الواضح والواقع على الشعوب العربية والتي تتعامل معه انظمة كتعامل العصابات الاجرامية مع ضحاياها!.
من خلال سيل الاخبار الكثيف وانشغال الكثيرين سواء في مشاغل الحياة اليومية او في امور اخرى،يصعب على الكثيرين تتبع الاخبار الاقتصادية الدولية والتي لا تتعلق بحياة المواطن العادية او تمر عليه بدون ان يقف عندها وقفة تأمل وتحليل...
وبعد الوقوف دقيقة امامها يجد من هول المشكلة او الكارثة مقدار ما وصلت اليه الدول العربية من انحطاط اخلاقي نابع عن انحدار ديني ووطني وانساني من جراء انسلاخ انسانية المواطن العربي الذي وقع فريسة الاضطهاد المتنوع والمستند على اساليب عدة يمتلكها السجانون او الجلادون.
نكبة فلسطين الثانية:
من ضمن الاخبار التي لا يقف عندها البعض الخبر التالي الذي تناقلته وكالات الانباء مؤخرا حول وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة بأسم الاونروا والتي تأسست عام 1949 لغرض مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والذين يصل عددهم الان تحت رعاية تلك الوكالة الدولية اكثر من 4.5 مليون لاجيء،وكل اعمال الوكالة هي انسانية بحتة وخاصة في رعاية اللاجئين وتشغيلهم وتقديم العون لهم خاصة من ناحية التعليم والصحة وتوفير الغذاء بالاضافة الى ان غالبية العاملين فيها هم فلسطينيون،وهي امور يجتمع عليها الجميع بما في ذلك الممسوخة عقولهم وقلوبهم! .
ميزانية تلك الوكالة الدولية ليست بالضخمة حتى تقوم بتلك الاعمال الخيرية،بل انها سوف تكون للعام 2009 حوالي 1.1 مليار دولار وهي مبلغ صغير بالقياس الى ميزانيات الدول الاخرى وخاصة الدول النفطية العربية بل هي مبلغ يعادل جزء صغير من ميزانيات بعض الشركات العقارية في العالم العربي فكيف الدول الغربية التي تمتلك شركات عملاقة في فروع الانتاج المختلفة؟.
اذا تقوم تلك الوكالة الدولية الهامة بغوث شعب عربي مسلم في اغلبيته ومشرد في داخل وطنه وفي خارجه ايضا،والسؤال الذي يطرح نفسه:كم هي مساهمة الدول العربية مجتمعة في ميزانية تلك الوكالة الخيرية؟
الجواب المخزي هو:1% يعني 11 مليون دولار !! حسب مصادر تلك المنظمة التابعة للامم المتحدة!.اذا المعلومة صحيحة ولامجال للشك فيها.
والمضحك المبكي في آن واحد ان رئيسة تلك الوكالة قد طلبت من المسؤولين البريطانيين الضغط على الدول العربية لزيادة مساهمتها في انشطة تلك الوكالة!.
ياللعار...وعار مابعده عار!...
لا دين ولا وطنية وانسانية تجعل الحكومات العربية وأثريائهم يتحركون لانقاذ برامج تلك الوكالة الدولية لمساعدة اخوانهم المنكوبين!.
لو اطلاعنا على واقع الدول العربية الاقتصادي لوجدنا جميعها بلا استثناء يمكن لها المساهمة بأضعاف المبلغ المعلن للمساهمة العربية المشتركة.
ولو فرضنا ان نستبعد مشاركة الدول العربية الغير نفطية بأعتبار ضعيفة اقتصاديا(وهي ايضا مسؤولة) لو جدنا ان هنالك دول الخليج العربية الست في مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى العراق وليبيا والجزائر.
ولو استبعدنا العراق نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها،وكذلك الجزائر لكبر عدد سكانها وتدهور حالتهم الاقتصادية نظرا لسوء ادارة الدولة فيها(رغم امتلاكها مايقرب من 150مليار دولار فائض متراكم لديها ولا تعرف كيف تفيد شعبها!).
تبقى هنالك سبع دول عربية لديها فائض ضخم ناتج من ضخها للبترول بما يفوق حاجات شعبها الاساسية بمرات عديدة،ومن المقدر ان يصل الواردات النفطية لتلك الدول لهذا العام اكثر من 600 مليار دولار امريكي! بالاضافة الى مايزيد عن ترليونين من الدولارات كفائض متراكم منذ سنوات عدة!!.
تعجز تلك الدول بمساعدة تفوق 11 مليون دولار لشعب شقيق مجاور لهم!.
اين وسائل اعلامهم الوقحة التي ملئت الدنيا ضجيجا فارغا...
اين الجزيرة من دعوة قطر للمساعدة؟!...
اين العربية من دعوة السعودية للمساعدة؟!...
اين قناتي ابوظبي ودبي من دعوة الامارات للمساعدة؟!...
اين قنوات النيل والمحور من دعوة مصر للمساعدة؟!...
اين قنوات الكويت الفضائية للمساعدة؟!...
اين قنوات ليبيا الفضائية للمساعدة؟!...
اين بقية قنوات الاعلام المتبجح بالوطنية والانسانية؟!...
صحيح لاحياة لمن تنادي...
اين اثرياء العرب الذين جمعوا ثرواتهم الضخمة في العالم العربي بعبقريتهم الفردية الفذة! وحفلة واحدة من حفلاتهم الصاخبة تفوق تكاليفها كل تبرعات الدول العربية،ولكن اذا اردنا تجربة عصاميتهم،اتركهم في شوارع الغرب لكي يبدأوا حياتهم من جديد وبعصامية،سوف نرى عبقريتهم الفذة بعد عقود من الزمن يتسكعون في الشوارع طلبا للمساعدة!! لكون ليس هنالك مجال كالموجود في الدول العربية للاثراء غير الشرعي وبلا حدود!.
هذا العار العربي في عدم مساعدة الاخرون ليس جديدا...فكلنا يتذكر كارثة تسونامي نهاية عام 2004 والتي اصابت عدة بلدان فقيرة في جنوب شرق آسيا وغالبية الضحايا هم من المسلمون وكانت المساعدات الغربية من الضخامة بحيث ان مباراة كرة القدم في مدينة واحدة في استراليا جمعت اكثر من عشرة ملايين دولار لمساعدة الدول المنكوبة بزلزال تسونامي...
اما مساعدة الدول العربية الثرية...
مليون دولار من الكويت وعشرة ملايين من السعودية ومايقارب من تلك المبالغ من قبل الامارات وقطر وغيرها!...
ولم تستجب تلك الدول لنداءات الدول الاسلامية المنكوبة بزلزال تسونامي وخاصة الصادرة من ماليزيا واندونيسيا!.
الى ان جاء التوبيخ الامريكي والغربي الشديد لتلك الدول التي خافت من تأثر حماية تلك الدول لامنها الوطني،فسارعت بالتبرع ليس حبا بالمساعدة ولكن خوفا من ردة الفعل الغربية!...
ومع ذلك كان مجموع المساعدات العربية بعد الزيادة هو لايزيد عن 2% !.
ومع تلك الفضائح ترى الاعلام العربي مستمر بالتبجح بالمساعدة لدول العالم الاخرى،وهاهي نكبة شعب فلسطين الثانية وقد كشفت عورتهم،وسوف نرى العقاب الالهي المنتظر على قسوة قلوب الدول العربية تجاه الاخرين وخاصة اشقائهم...
بل جاءت تباشير ذلك العقاب الالهي سريعا مع الازمة العالمية الراهنة...
فقد خسر العرب سواء حكومات او شعوب اكثر من 2.5 تريليون دولار كما ذكرت ذلك وسائل الاعلام الاقتصادية العالمية...نعم ترليونان ونصف الترليون...
وانخفض سعر برميل النفط من 147$ الى 40$ الان خلال اربعة شهور فقط!
فهل يعي العرب لحجم العقاب الالهي القادم والمنتظر لتركهم اخوانهم يموتون جوعا وحزنا وألما؟!!...لا اظن ذلك يتحقق وسوف نحتاج الى زلازل نفسية على نمط تسونامي نفسي لكي تنقذ نفوسنا من الغفلة والقسوة.....

ليست هناك تعليقات: