إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/10/27

العولمة افضل للفقراء

العولمة افضل للفقراء:
ملخص للبحث المنشور باللغة الانكليزية وليس كترجمة حرفية...
العولمة هي تعني ان الناس يعيشون في العالم بدون حدود سياسية او ثقافية او اجتماعية،والعيش يكون في دول حدودها السياسية والاقتصادية مرفوعة مثل العيش في دول الاتحاد الاوروبي.تغيرت مع ظهور العولمة الكثير من المفاهيم وخاصة من ناحية الاقتصاد،واصبحت التجارة الدولية نشطة ومفتوحة بين الدول،ومنظمة التجارة العالمية هي احد انجازات العولمة والتي ابتدأ نشاطها عام 1995 بعد الانتهاء من معاهد بريتون-وودز التي استمرت منذ عام 1944.من اهم انجازات العولمة هي ازدياد التجارة الدولية كما ونوعا،كما ازدادت الاستثمارات بين الدول وخاصة تحول مبالغ مالية هائلة للاستثمار في الدول النامية نظرا لوجود اليد العاملة الرخيصة فيها اضافة لوجود الطاقات العلمية والتقنية باعداد غفيرة.
كما ساعدت العولمة على التقارب بين الدول جميعا خاصة اوقات الازمات الطبيعية مثل كارثة تسونامي نهاية عام 2004 والتي تضررت فيها عدد من البلدان الاسيوية،وغيرها من الكوارث الاخرى.
الكثير من الناس يعتقدون ان العولمة تساعد على حل مشكلة الفقر في العالم،من خلال تدفق الاستثمارات النقدية الهائلة من الدول الغنية الى الدول الفقيرة،ولكن توجد هنالك اراء معارضة كونها لم تحل مشكلة الفقر لحد الان،ولكن اكثر المعارضة للعولمة هي معارضة ثقافية كون هنالك خوف على الكثير من الخصوصيات الثقافية للشعوب،وبالتالي هنالك خوفا عليها من الاندثار او الضعف مثل عدم استخدام الكثير من اللغات والاقتصار على اللغة الانكليزية،وخاصة في البلدان الفقيرة،كذلك العادات والتقاليد خاصة المتعلقة بالهوية الدينية او المذهبية للشعوب والخوف من تغير الاجيال نحو الاقوى ثقافيا وبالتالي انتهاء كل الثقافات الغير منتشرة او الموجودة في بلدان ضعيفة اقتصاديا ولا تستطيع المحافظة عليها.
ولكن اغلبية الاراء المعارضة للعولمة تؤكد ايضا على سوء استخدام العولمة وبالتالي تسبب الازمات،ولو استخدمت كغيرها من الاشياء الاخرى لصالح الانسان وتقدمه لما وجدت معارضة بهذا الزخم.في هذا البحث التركيز على الجانب الاقتصادي والفوائد الناجمة من العولمة،والاضرار منها هي ايضا نتيجة لسوء الاستخدام ومن ابرز مشاكلها هو اتساع الهوة بين الفقراء والاغنياء سواء داخل الدولة الواحدة او خارجها او بين الدول نفسها.
فمن ناحية داخل الدولة نفسها يمكن للدولة ان تحد من هذا التفاوت عن طريق فرض الضرائب التصاعدية كما تفعل الكثير من البلدان المتطورة وخاصة تلك التي تطبق مبدأ دولة الرفاهية الاجتماعية وابرز الامثلة هي الدول الاسكندنافية.اما بين الدول فيمكن من خلال محاربة الفساد المنتشر في الدول النامية وفرض الشفافية والديمقراطية واستثمار المواد الاولية والقدرات وفتح الحدود للاستثمارات الخارجية كفيلة بأحداث نمو اقتصادي عال كما جرى في الدول الاسيوية وخاصة الصقور الاربعة التي تعتبر نموذج مثالي يحتذى به والتي حققت انجازات اقتصادية رائعة.
حققت دول العالم الكثير من الانجازات وخاصة في مجال الاتصالات والتي اصبحت متيسرة للجميع ومن ضمنها شبكة الانترنت التي حققت تقارب هائل بين الشعوب نفسها،كذلك ازدادت نسبة الذين يحصلون على اساسيات الحياة خلال العشرين سنة الماضية والتي تعتبر انطلاقة العولمة الرئيسية،كذلك تطور المستوى الاقتصادي العالمي كثيرا فقد انخفظت نسبة الذين يحصلون على اقل من دولار يوميا من 40.4%عام 1981 الى 21.1%عام 2001 كما ازدادت حجم التجارة الدولية من 629 ملياردولار عام 1960 الى 10159 مليار دولار عام 2005 كما ازدادت القروض الدولية من 9 مليار دولار عام 1972 الى 1465 مليار دولار عام 2000 كذلك ازدادت المبالغ للائتمان المالي من 1 مليار دولار عام 1960 الى 1157 مليار عام 1999.
اما الشيء الاكثر فائدة للدول النامية فهو ازدياد الاستثمارات الخارجية من 68 مليار دولار عام 1960 الى 10672 مليار دولار عام 2002(والارقام مأخوذة من مصادر دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التنمية والتعاون الدولية ومنظمة التجارة العالمية).
الاستثمارات الخارجية ليست شيئا جديدا على الشركات العملاقة،فشركة هاينز للمواد الغذائية بدأت منذ منتصف 1880 وكذلك شركة فورد للسيارات،وشركة كوكا كولا للمشروبات الغازية التي تنتج في 27 دولة وتبيع انتاجها في 78 دولة عام 1929.
خلال العقدين الماضيين من العولمة ازداد النمو الاقتصادي في الدول النامية اكثر بكثير من الدول الغنية وبمعدلات نمو كبيرة في دول مثل الصين والهند وغيرها والتي تكون بين %7-13% بينما نسبة النمو في الدول المتقدمة لاتتجاوز5%في جميع الاحوال.
من ابرز الامثلة على نجاح الدول واستغلالها العولمة بشكل مثالي يدل على وعي عال لدى شعوبها وقياداتها السياسية،هي الصين.
فمنذ عام 1978 وهي السنة التي انفتحت فيها الصين على العالم الخارجي،حققت معدلات نمو هائلة تزيد على 10% بينما كانت الفترة التي سبقتها وخاصة خلال الثورة الثقافية بين عامي 1966-1976 من اسوأ الفترات الزمنية سوءا في التاريخ الصيني.
كان الشعب الصيني يعيش في احوال متدهورة نتيجة لتطبيق الاشتراكية بأسوأ صورها وكانت المجاعة والفقر منتشرة في كل ارجاء البلاد،ولكن الاحوال تغيرت خلال الثلاثين سنة الاخيرة كثيرا واصبحت من اغنى بلاد العالم وان كان امامها عقدين من الزمن حتى تصل الى مستوى الحد الادنى من المعيشة في الدول المتقدمة في متوسط دخل الفرد.
والارقام الاقتصادية المتداولة في النشرات الدولية تبين مدى الاثر الذي حققته الصين من تقدم كبير على كافة الاصعدة،واصبحت المنتجات الصينية منتشرة في كل بقاع العالم وحققت فائض تجاري ومالي ضخم خاصة في السنوات الاخيرة.
المثال الاخر هي الهند والتي حققت نمو اقتصادي كبير خلال السنوات العشر الاخير زادت معدلات النمو عن 7%. كما حققت تقدما كبيرا في كافة المجالات،رغم ان امامها عقود طويلة من الزمن حت تصل مستوى الحد الادنى للدول المتقدمة.
كذلك حققت دول اخرى مثل كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة وماليزيا وتايلاند والبرازيل وجنوب افريقيا وغيرها معدلات عالية من النمو الاقتصادي.

الخلاصة:
العولمة هي فكرة انسانية قديمة جدا،ولكن بمعناها الحالي ظهرت للوجود بعد بروز الفكر الليبرالي الجديد ونجاحه في تسلم الحكم في الولايات المتحدة وبريطانيا ثم انتشاره في بقية الدول الاخرى.حققت العولمة للعديد من الدول النامية الكثير من الازدهار في كافة المجالات بينما ازدادت اوضاع البلاد التي تعتبر منغلقة على ذاتها وتدير اقتصاديتها بمركزية شديدة سوءا،ومن ابرز الامثلة على ذلك كوريا الشمالية وكوبا وليبيا،بينما حققت بلاد مثل فيتنام معدلات هائلة من النمو الاقتصادي بعد الانفتاح على العالم الخارجي رغم ان نظمها السياسية المستبدة مازالت موجودة.
والاستخدام الامثل للعولمة هو الوسيلة المثلى لتحقيق التقدم للبشرية،ولا يستطيع اي بلد في العالم الان ان يعيش بمفرده وبمعزل عن الاخرين.
وحل المشاكل بالطرق السلمية بين الدول وخاصة في الجانب الاقتصادي وكذلك المشكلات الناتجة من التطور الاقتصادي مثل تلوث البيئة والانحباس الحراري وغيرها، لا يكون الا بالتعاون بين دول العالم المختلفة واحترام خصوصيات البلدان الثقافية والدينية حتى تسير القافلة الانسانية نحو طريق السعادة الحقيقية...

ليست هناك تعليقات: