إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/09/21

الزمن الضائع...الرد في زمن التجهيل

كلما ابدأ في اختصار ما قرأته من افكار ومعلومات في غاية الاهمية،تطغى على الساحة اخبار وتعليقات وآراء يفقد المرء فيها توازنه ويضعف تركيزه على اشياء تعتبرمهمة على الاقل لتطوير الذات ودفع الاخرين للوصول الى اعلى مراتب المعرفة والعلم وآدابهما.
وغالبا ما تكون تلك الزوابع الاعلامية مكررة ومملة بحيث من النادر ان تجد شيء مفيد فيها حتى لو كان نادرا...والطاغي عليها عناوين تثير الآلام والاحزان والفتن والمآسي وتشغل الرأي العام لفترة طويلة من الزمن الضائع في متاهات المجهول وبنهاية المحصلة نخرج بنتيجة معروفة للجميع:صراع داخلي ينتهي من حيث ابتدأ،والخسائر تكون مادية وروحية ومعنوية لا تعوض بفترة قصيرة من الزمن في عالم يتجه نحو العولمة وتنصهر فيه القوميات والاعراق في بوتقة واحدة...وعالمنا في عولمة اخرى من ابرز معالمها التفنن في اظهار الفتن والجهل والعنف...بأطار جميل ومنمق ..يجذب الناظر اليه ويدغدغ عواطفه ورغباته المكنونة..
ومن ضمن الزوابع الاعلامية الاخيرة..زوبعة الشيخ القرضاوي...والغريب انه المجسم الاخر لقناة الجزيرة..فالاثنان نفس الملامح ومن مصدر واحد...قطر.
اثارات اعلامية متنوعة..اثارة قلاقل وفتن...تناقض بين القول والفعل...رمي الاخرين بالاحجار وبيتهم من زجاج!!.
يهاجم الامريكان بالعراق ويدعوا لمقاومتهم بالعمليات الانتحارية وغيره،رغم ما تسببه تلك المقاومة المزعومة من دمار ومآسي للشعب العراقي فطن لها الجميع بعد فوات الاوان،اي بعد اكثر من اربع اعوام على سقوط النظام عام 2003...
بينما بجانبه اكبر القواعد الامريكية في المنطقة في بلد صغير جدا مثل قطر،ويستطيع خلال ساعة او اقل بالسيارة رؤية تلك القواعد!! والغريب ان في تلك القواعد،تكون الادارة الرئيسية للقوات الامريكية في العراق،ومنها انطلقت العمليات الحربية لتحريره من الحكم البعثي المشؤوم...
يهاجم اسرائيل والحكام العرب الذين يتحاورون معها،ويتهم الحكم العراقي الجديد بالخضوع للنفوذ الاسرائيلي وهم مشغولون في فوضى العراق!...بينما دولته قطر تستقبل وفودهم علانية وعلى رأسهم رئيس اسرائيل ووزيرة خارجيتها،استقبالا حافلا حتى في الاماكن الشعبية!!.
دون ان يتجرأ ولو بتلميح على ذلك!.
يهاجم علماء مصر ويتهمهم بموالاة النظام واستلام رواتبهم منه وانهم وعاظ سلاطين..وهو يخضع للنظام في قطر! ويجامله،ولو كان في مصر لما تجرأ على الحديث بتلك الصراحة.
تناقضات هذا الشيخ لاحصر لها وتجدها في مواقع عديدة بعضها سني والاخر شيعي والردود عليه ملئت صفحات الانترنت...ولكن وقاحته لا حدود لها..
واخر زوبعاته الفارغة...اكذوبة الغزو الشيعي للبلاد السنية...
الردود عليه لاتحتاج الى معرفة،فكلامه لا قيمة له ويمكن لادنى شخص ان يتصدى له،ولكن ممكن ان اجيز بعض الردود كتفريغ لشحنة ضد هذا المعتوه الذي يصور نفسه شيخ زمانه...
1-تحذيره من الغزو الشيعي،معناه ان المذهب السني ضعيف وغير قادر على التصدي العلمي وبمختلف الوسائل الحوارية الحضارية،وبالتالي ضرورة ان يتصدى اهل السنة له،على الاقل لاثبات ان مذهبهم يتصدى لكل من يخالفهم بأسلوب حضاري،وهو قادر على التعايش مع الاديان والمذاهب الاخرى لكن بطريقة تخالف طريقته العنيفة الدالة على الهمجية.
2-يقول ارى الشيعة مسلمون ولكن مبتدعون،وكأنه قسيم الجنة والنار حتى يعطي صكوك البراءة،وكأن الشيعة يحتاجون لشهادته حتى يكونوا مسلمون او يتكرم عليهم بذلك...ثم انظر الى عبارته مبتدعون...يعني ترى الحق فقط بجانبك ..فغيرك ايضا يرى انك مبتدع وسفيه،فهل يحتاجون الى قول ذلك في وسائل الاعلام،والمضحك ان عدد من المواقع السنية ابتدأت بوصفه منذ فترة طويلة بمختلف الاوصاف المخزية قبل الشيعة انفسهم!.
3-واضاف "كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه. ولا سيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة"..
اذا سب الشيعة او بعضهم الصحابة فذلك يعود لهم،وليس لك الحق حتى لو تعتقد بعدالتهم جميعا ان تطلب منهم ترك ذلك،فتلك حريتهم مثلما لك حرية تقديس معاوية وبني امية والكثير من الصحابة المخالفين،فلا احد يطلب منك ان تترك ذلك،ولكن نظرتك للاخرين من فوق هو الذي يملي عليك هذا القول السخيف،ولو طلبت كل الاديان والمذاهب من كل من يخالفها من الاراء لما وجد على الارض سوى دين ومذهب وفكر واحد لاغير!!.
اما الغزو وببلايين الدولارات فتلك التهمة السخيفة لا تحتاج الى نفي،لان ايران لا تنفق بمقدار ما تنفق السعودية على نشر مذهبها(سنويا اكثر من 3 ملياردولار)رغم انه من حقها،ثم هي اساسا لا تنفق،فخلال سكني في الغرب ومتابعاتي الاعلامية لنشاط الجاليات المسلمة فيه،الغالبية العظمى من المراكز الشيعية هي باموال شخصية بحتة،وبتبرعات التجار والمراجع الدينية،اما الدولة الايرانية فلا تنفق واذا ارسلت كتب ومجلات فأن الكتب متوفرة حتى بالانترنت،والمجلات من الضعف الاعلامي انه لا يقرأها الا افراد قليلون جدا!!.
ولو ينفقون مثل السعوديون مثلا لوجدت الجاليات الشيعية تعيش في بحبوحة وتوجد لديهم مراكز ضخمة والتشيع منتشر في الغرب على نطاق واسع،ولكن الموجود هي مراكز صغيرة الغالبية بحجم بيت كبير!وغالبيتها تعيش صراعات جانبية عميقة له علاقة بالاشخاص انفسهم،والتقصير الايراني واضح في عدم دعم تلك المراكزحتى الذي يزور ايران لاسباب متعددة يخلقون له من الحواجز والقيود ما يجعلها مكروة بين الشيعة انفسهم!،ثم ان الغرب نفسه لا يسمح لأي دور ايراني فيه،سواء مادي او معنوي!وفي داخل ايران نفسها عنصرية واضحة ضد الغرباء من الشيعة انفسهم وقد طردوا وضيقوا الخناق عليهم بشكل مخزي خاصة نهاية التسعينيات.
اما قوله نهرب من الكلام،فالحقيقة لضعفك وامثالك من المواجهة وليس حرصا على الوحدة وانت مثير الفتن مثل قناتك المفضلة..الجزيرة،وتحذيرك من الغزو الا لانك مرعوب من انهيار مذهبك وانت تقول انه يشكل 90% من المسلمين(رغم ان النسبة الاقرب للصحة75%) ،رغم ان الكثرة العديدة لاتدل على وجود الحق او احتكاره فالكثير من الاديان والمذاهب يفوق عدد المسلمين جميعا فهل نقول بصحة فكرهم وعقيدتهم ؟وفي الحقيقة تصوره يعطي للاخرين انه ضعيف وغير قادر الا بالسيف على المواجهة ...وليس بالحوار والعقل والمنطق.
4-ثم يذكر امور خلافية،عفا عليها الزمن وموجودة الردود عليها في بطون الكتب لمن يحب مراجعتها،ولكن استغلاله الوضيع لوسائل الاعلام والتي تحت امره هو الذي جعله يصور نفسه على اساس انه صاحب حق ومنطق ولكن ليس للاخرين حق الرد عليه خاصة في ظل عدم وجود وسائل وامكانات اعلامية ومادية بقدر ما يحوزه.
ومن ضمن اعتراضاته الاحتجاج على تجديد ماساة الامام الحسين(ع)سنويا،رغم انه لا يحق له مجرد الاحتجاج لان ليس له علاقة بأعتقادات الاخرين مهما كانت،ثم ان المسيحيين يجددون سنويا مأساة النبي عيسى(ع) فهل نحتج عليهم في ذلك؟لهم حريتهم حتى لو نرفض من الناحية الدينية توجهاتهم وللجميع طرح ذلك في كتبهم لمن اراد المزيد.
5-ومن ضمن ما يردده مثل الاخرين،حديث الفرقة الناجية،وهو حديث ضعيف عقلا ومنطقا وسندا،وقد فنده جملة من المحققين،وكل فرقة تعتقد انها الناجية في كل الاديان والمذاهب،فلماذا نعترض على اليهود في انهم شعب الله المختار؟ثم ان الفرق ليست بتلك الارقام المحددة،فقد قرأت في كتاب عن الفرق ان عددها وصل لغاية القرن الرابع الهجري اكثر من 82 فرقة!!فمابالك في القرون التالية!،ثم ان اليهود والنصارى ليس لديهم مثل تلك الاعداد،سواء زيادة او نقصانا.
بالاضافة الى ان هذا الحديث يكون غير عادلا كون السني يولد سني كما غيره يولد شيعيا او مسيحيا او يهوديا او على اية ملة اخرى،كذلك فأن المذاهب السنية هي اربعة مذاهب،غير المذاهب الاخرى التي اندثرت،فأي منها ناج ويدخل الجنة،بأعتقاد قسيم الجنة والنار الجديد:القرضاوي.
حديث ضعيف ولا اساس له سوى تكريس فكرة التفوق على الاخرين واحتكار الحق المزعوم،وترديده كالببغاء لا يدل سوى على الجهل والتخلف والتعصب الاحمق.
باختصار شديد ان هذا الواعظ،اثار في زمن لا يحتاج للاثارات لكثرة الموجود منها،ولسيادة الجهل والتخلف والتعصب الاهوج والسير في اتجاه مظلم لا يبشر بسطوع الشمس المشرقة.
ضياع وقت في الحديث والرد عليه،وتعكير لجو روحاني في رمضان،فالاولى تركه حتى ينتهي عمره...فقد اصبح كبيرا وعلى حافة القبر،فلندعه يكمل حياته مع جنسيته القطرية وقناة المفضلة:الجزيرة بهدوء،ولنبحث في امور اولى واهم للجميع بأختلاف مشاربهم....

مواقع تذكرتصريحاته او ترد عليه:
http://www.burathanews.com/news_article_49477.html

http://www.middle-east-online.com/?id=67446
http://www.burathanews.com/news_article_49678.html
http://www.burathanews.com/news_article_49685.html
http://www.ahlussunah.org/docs/Rudood/karadawy/Karadawy_index.htm
http://www.mehrnews.com/ar/NewsDetail.aspx?NewsID=748807
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=49355



هناك تعليقان (2):

Nazek يقول...

للاسف ان القرضاوي سقط في الفخ وان شاء الله يسقط غيره من التكفيريين
للاسف ان هؤلاء وامثالهم ممن اختاروا السب وقذف التهم قذفوا بمريديهم الى الكفر والعياذ بالله
والبعض اعتدل في توجهه وعاد الى رشده
ولكن لو بذلت فعلا تلك الملايين للفقراء والمساكين او على امور اهم لكانت فائدتها عظيمه
تحياتي لك اخي المبدع

الموسوعة الحرة يقول...

السلام عليكم...
اتفق معكي وهو كأمثاله واعظ سلطان نفخه الاعلام بقوة!...والمشكلة في الملايين من العوام كما ذكرتي الذين يتبعون وعاظ السلاطين!!...
تحياتي الطيبة