إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2019/09/30

انتصار مدهش !

انتصار مدهش!
النصر اليمني الأخير على الجيش السعودي وحلفاءه في الجبهة الجنوبية كان أمرا متوقعا ولكن ليس بتلك الكيفية المدهشة!.
تأثير العقيدة والخبرة العسكرية الطويلة والمعنويات العالية هو وراء نجاح حركة أنصار الله وحليفهم الجيش اليمني ضد التحالف الخليجي مثلما حدث سابقا مع حزب الله في لبنان ضد اسرائيل والحشد الشعبي العراقي ضد العصابات التكفيرية ومن وراءها،أما الانفاق العسكري الهائل فقط فإنه لا يؤدي إلى النصر!.
الجيوش الخليجية مجتمعة والتي أنفق عليها منذ قفزة أسعار النفط عام 1973 ولغاية عام 2018 حوالي 3.2 تريليون دولار،لا تستطيع الصمود أمام حركة أنصار الله والجيش الموالي لهم هو أمر مثير للانتباه!.
لو أنفقت تلك الأموال دول متوسطة الحجم لنافست الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن في بناء قوتها العسكرية الخرافية وسوف تتمدد جغرافيا وسياسيا الخ من التغيرات الجوهرية بفضل هذا الكم الهائل من الأموال !.
الدول الخليجية مجتمعة هي ليست فقط عاجزة عن استيعاب نتائج الإنفاق العسكري الهائل منذ حرب 1973 في التكنولوجيا وبناء حشد بشري كافي بل أيضا هي غير قادرة على تجاهل الإرث التاريخي للصراعات القبلية القديمة وتكوين الدولة على أساسها القبلي والمذهبي المحدود!.
الحجم السكاني المحدود لدى تلك الدول هي مشكلة سوف تبقى لعقود قادمة كما أن طبيعة الحياة و الجغرافيا والعقيدة سوف يجعلها بعيدة عن الاعتماد على ذاتها في الدفاع،فتبقى معتمدة على الغرب حتى في شن الحروب بالوكالة بعد ان انتهى دور الدول العربية الرئيسية في لعب ذلك !.
الحل الامثل لتلك الدول هي ان تبتعد عن شن الحروب الخارجية بالوكالة وان تتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وأن تحذو حذو الدولة الأكثر عقلانية وهي عمان في بناء علاقات متوازنة مع الجميع والابتعاد عن الفتن الطائفية والمغامرات والخضوع بلا معنى لامريكا واسرائيل في كل صغيرة وكبيرة !.
كل ما سبق سوف يؤدي الى خفض الانفاق الدفاعي والامني والتوقف عن شراء ذمم الدول والأفراد مع التركيز على التنمية الداخلية،وسوف يؤدي ذلك إلى تراكم مالي كبير يؤدي الى إنهاء احتكار إنتاج النفط والغاز لصالح دول اخرى بحاجة الى زيادة انتاجها للإنفاق على حاجاتها الأساسية الأكثر حرجا!.


ليست هناك تعليقات: