إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2017/09/04

درس كوريا الشمالية الجديد !

درس كوريا الشمالية الجديد !
الذي دفع كوريا الشمالية إلى إجراء تجارب نووية وآخرها القنبلة الهيدروجينية هو يأسها من إلغاء حصار امريكا وحلفائها منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953!.
تمادت أمريكا وحلفائها كثيرا في حصار الدول المعادية لها وجعله قانون دولي جديد وبخاصة بعد تزايد نفوذها منذ نهاية الحرب الباردة عام 1990 وأصبحت القوة الأولى المهيمنة !.
كل الأنظمة المعادية لأمريكا وحلفائها والتي قدمت التنازلات المتتالية هي خسرت كل وسائل التصدي وحصلت مقابل ذلك على تشديد إجراءات الحصار للتعجيل بإسقاطها أو إضعافها إلى درجة يجعلها غير قادرة على التحدي لفترة طويلة !.
خضعت كوريا الشمالية للضغوط الأمريكية و الدولية عام 1993 وتوقفت عن تطوير البرنامج النووي مقابل رفع العقوبات الدولية مثل حال فيتنام وغيرها!
ولكن بعد يأس طويل من استحالة التغيير الأمريكي،ألغت إجراءات الرقابة الدولية على منشآتها النووية عام 2006 وفرضت أمرا جديدا بضرورة التصدي بقوة لذلك الحصار المستمر !.
فرض الحصار الغربي على الكثير من الدول المعادية له، أدى إلى معاناة شعوب تلك الدول فكانت مآسي إنسانية ترقى إلى جرائم إبادة بشرية مقننة دوليا !.
الحصار الأقسى في التاريخ الحديث كان ضد العراق ثم جاء بعده ضد إيران وليبيا وكوريا الشمالية وكوبا وسوريا وغيرها بدرجات متفاوتة ولفترات مختلفة!.
الحصار الغربي على الشعوب لم يجعل الأنظمة المتمردة عليها أكثر طواعية وتقدم التنازلات بل العكس هو الصحيح استمرت بالمقاومة رغم الخسائر الفادحة!.
بعد أن وصلت قوة كوريا الشمالية الى ماهو عليه الان اصبح امرا واقعا على أمريكا وحلفائها ان تقدم المزيد من التنازلات بدلا من التصعيد المستمر الذي ثبت عدم جدواه في إخضاعها !.
درس كوريا الشمالية للعرب هو ان يعتمدوا على انفسهم وان يتصدوا للهيمنة الغربية بدلا من تقديم المزيد من التنازلات المهينة كما فعل حلفائها في الخليج بخاصة !.


لا يمكن توقع استفادة العرب من الدرس الكوري الشمالي في التصدي لأمريكا وحلفائها لأنهم أساسا عديمي الحياء وبلا إرادة ويتصارعون فيما بينهم بقسوة نادرة تبرز جاهليتهم المستمرة !.

ليست هناك تعليقات: