إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012/08/26

شقشقة مدون!


شقشقة مدون!
ليس هنالك اصعب على الانسان اكثر من الابتلاء الجسدي الذي يمنعه من ممارسة افضل والذ الاعمال الروحية لديه كالقراءة والكتابة والتفكر والتأمل الخ من الاعمال والهوايات...فهي عذابات لا تنتهي الا بزوال مسبباتها،وكان اصابة العين بمرض بسيط امر متعبا لانه يفرض وضعا مؤقتا في عدم الرؤية الصحيحة وهو امر مزعج بحق خاصة في عدم التثبت بمدى الانتهاء منه والرجوع الى الحالة الاصلية! وهو ادى الى فرض التقليل من وقت الغير محدد للقراءة او الكتابة وهي من الامور الصعبة جدا على الذي تفرغ لهما منذ زمن بعيد واصبحت من العادات المتحكمة به دون ادنى قدرة على المقاومة لتعديل وضعها او تحديد قدرتها!.
المشاغل اليومية اصبحت من الكثافة وبخاصة اذا اضفنا اليها الاضافات التكنولوجية المستحدثة... فالكثير منها يستهلك الوقت بدرجة تضعف المقدرة البشرية عن صدها مما يعني ان لبعض المنعزلين عن الحياة العامة او الممتنعين عن استخدام ابسط الوسائل الجديدة،مبررات معقولة للتفرغ لما هو اهم من ذلك من قبيل نشر المعارف المحصلة او التفرغ لبناء الذات المسلوبة بفعل تلك التعقيدات المستحدثة والمستهلكة لها،كما ان وسائل المعرفة والاطلاع الجديدة اصبحت هي الاخرى معوقا اضافيا للكتابة بسبب كثرة النصوص المدونة التي تحتاج الرغبة الذاتية الملحة الى الاطلاع عليها بغية الاستفادة منها او نقدها بالرغم من المعرفة المسبقة بأنها تعوق  وسائل كتابة النص المدون!.
كثرة المواقع المتخصصة والمستحدثة في الشبكة العنكبوتية من قبيل تنوع المواقع التثقيفية والتدوينية والاجتماعية اصبح من خلالها امر الاستحواذ عليها ولو من باب الاستطلاع اليومي امرا مهلكا بحق حتى اصبح ذلك العجز سمة سائدة بالرغم من سعة فراغ البعض!.
نعم ان تلك المواقع لها اهميتها في بناء استقلالية الفرد من القيود المفروضة عليه الا انها لم تصل الى درجة التدوين الحقيقي الذي يفرض على المرء دوافع وضغوط جديدة بغية اخراج النص في افضل حال والذي يكون ملائما لدوافع ورغبات الفرد المتنوعة...
اتمنى ان تنقضي تلك المحنة المؤقتة التي تمنع الانطلاق بلا قيود او بلا حدود لواقع الانسان وقيوده المتحكمة به الى عالم التدوين الرائع الذي هو مكمل لما نشأ عليه الباحثون وطلاب الحق والعدل في عالم لا يعترف الا بالقوة!...

هناك 6 تعليقات:

Nazek يقول...

ربي يوفقك استاذي العزيز .. وتعود باقوى مما كنت ..
هذه فرصه للتامل اذن .. استغلها . مع انني اعرف انك لا يمكن ان يقر لك قرار دون ان تقرأ او تكتب .. ولكن التأمل شي جيد لك .. ولراحتك .. جميل ما شاركتنا به هنا

حسن ارابيسك يقول...

سيدي الفاضل
مقالك رائع لخص بشكل جميل وبسيط شكل وملامح علاقتنا مع التدوين والمعرفة
والتدوين في حد ذاته متعة جميلة لاتكتمل الا بالتحرر من أي عوائق تصادفه
سيدي الفاضل ندعو لك بالصحة والعافية وإلى كل خير تصبوا إليه نفسك
تحياتي
حسن أرابيسك

هديل الحمام يقول...

ألف سلامه عليك أستاذنا العزيز
والله آلمني سماع هذي الأخبار عنك:(
يارب ترجع بالسلامه وهي فترة نقآهه كما قال الأخوه من قبل
,
,
سيفتقد التدوين قلمك وكتابك المفتوح وإن كان لفتره
وبالشفاء العاجل يارب

الموسوعة الحرة يقول...

العزيزة نازك...تحية طيبة
نعم فرصة للتأمل ولكنها تحتاج الى مكان منعزل وهو غير متوفر حسب الظروف الحالية ولكنني لم اتوقف عن القراءة ولو بعين واحدة والحمد لله الان افضل بكثير...
تحياتي الطيبة

الموسوعة الحرة يقول...

الفاضل حسن...تحية طيبة
مرورك العذب الدائم وكلماتك الرقيقة التي لا استطيع الرد عليها ولكن التناغم معها هي من فضائلك التي قلما توجد الان...
تحياتي العذبة..

الموسوعة الحرة يقول...

العزيزة هديل الحمام...السلام عليكم
الله يحفظك ويحرسك من كل مكروه...تمنياتك الطيبة هي بلسم لنفوسنا المتعبة،والحمد لله على كل حال وقد استعدت جزءا كبيرا من الصحة وسوف استمر في الكتابة كأستمراري في القراءة ...
خالص محبتي...