إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2011/06/04

الرموز الخالدة

الرموز الخالدة:
صناعة رموز الشعوب الحقيقية لا تكون من جانب الحكومات واجهزتها الدعائية حتى ولو طال زمن تحكمها وأفسادها لمجتمعها!...صناعة الرموز الحقيقية لا تحتاج الى دعايات واموال بل هي في غاية البساطة وتخلق بعفوية في مصنع الشعوب بعفويتها السليمة التي تقدس وتحترم وتقدر من يكون بجانبها بصدق مطلق خال من النفاق والادعاء وان يكون خير ممثل للحق والعدل والثقافة والعلم وان يفنى في سبيل الحق.
التاريخ هو مكمن الاسرار والاكتشافات لمن اراد ذلك!...فهو يعطي لنا صورا مظلمة ومشرقة من التاريخ البشري الطويل،ومن المتابعة الدقيقة نستنبط الاحكام والدروس والعبر،والتي من بينها خلق الرموز الكاذبة العميلة التي تفرض بقوة الارهاب والخداع والتي تسقط بمجرد هبوب نسيم الحرية التي تجلب معها رموزا اخرى اكثر جمالا وبهاءا وصفاءا!...
لم يعد احدا يذكر رموز الثقافة التسلطية وأذنابها الا للدلالة على المرحلة الزمنية،بينما تذكر الاغلبية الرموز الشعبية الحقيقية التي قاومت بشجاعة وبذلت روحها الغالية في سبيل تحقيق الاهداف السامية التي تسعى اليها الامم الحرة.
اين اصحاب الاقلام المأجورة التي سيطرت على المشهد الثقافي لفترة طويلة؟اليس في ذلك درسا لكل من يريد ان ينتهج منهجهم للسهولة؟!...واين اصحاب الاقلام والضمائر الحرة؟!...
الرموز الجديدة!
ازاحت الثورات العربية المعاصرة من طريقها كل الرموز السلطوية التي فرضت وجودها القبيح على الشعوب ظلما وعدوانا!...فمن الذي يرفع بصدق رمزا يجعله تابعا ذليلا خائفا؟! اكيد الاجابة لا! وما نراه من اظهار التأييد للرموز السلطوية هو نفاق وخوف ممزوجة بجهل مركب!.
لقد بذلت جهود جبارة وصرف طاقات هائلة في سبيل صناعة رموز متعددة وبخاصة السياسية منها فسقطت في لحظات ولم يعتبر من هذه الدروس الجميع ولنا في الاصنام: صدام وحسني وبن علي نماذج حديثة... لقد ثبت ان الرموز الشجاعة والبريئة والصادقة وبخاصة المبدعة،هي التي تسود بدون ادنى تكاليف، وامامنا الان هذه الرموز الجديدة التي اضيفت لرموز اخرى حوربت باقسى الوسائل واكثرها همجية ودفنت في الرمال،ولكن الحق اظهرها من جديد ودفن بدلا منها كل الرموز المتعفنة التي حنطت بمختلف الطرق في حقب زمنية طويلة...
اين الرمز التونسي الجديد محمد البوعزيزي من بورقيبة وبن علي ومن لف لفهما؟!ببساطة شديدة اكتسهما وهو الانسان الفقير الذي لا يملك سوى قوته اليومي ممزوجة بشجاعة وصبر فأصبح رمزا من رموز الحرية والتضحية...
اين وصل مستوى الرموز المصرية الجديدة ورموز البطولة والحرية في الماضي من رموز الانظمة العسكرية السابقة ورموز العهد الملكي؟!...اين ثقافة وفكر سيد قطب مثلا من همجية عبد الناصر ورموز سلطته الثقافية؟...اين الشاذلي وبطولاته ومواقفه من السادات ومبارك ومن لف لفهما من اشباه الرجال؟!..
هذه الرموز السورية الجديدة والتي يتصدرها الطفل الشهيد حمزة الخطيب،ازاحت بسرعة قياسية رموز السلطة البعثية التي تأسدت على شعبها لنصف قرن...وهذه رموز العراق الخالدة ظهرت وسادت بينما انعدمت رموز طغمة البعث المجرمة التي حاولت تشويه الحقائق وتأسيس رموز يسندون حكمها الارهابي؟!.
الرموز البحرينية الجديدة والتي من بينها الرمز الجديد:آيات القرمزي التي قزمت الخائفين واتباع السلطة وحولتهم الى شراذم صغيرة متناثرة.
ان الشعوب على اختلافها لتمنح اوسمتها العالية لهؤلاء بسرعة قياسية تعجز كل الوسائل اللااخلاقية من تحقيقها بالرغم من الفارق الكبير في حجم الوسائل...فهذه باكستان تعتز وتفتخر بمحمد اقبال ومحمد علي جناح بينما لم نرى ذلك مع كل حكامها واعوانهم.
فلتبحث الشعوب المستضعفة التواقة للحرية والعدالة عن رموزها الجديدة بين ركام المجازر والاحداث التي تستحق كل احترام وتقدير وان تمسح من ذاكرتها كل رموز الاستبداد وتزييف الثقافة وتسفيه العقول!...

ليست هناك تعليقات: