إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2011/05/16

الازدواجية الانتقائية

الاتهام الشائع لسياسات بعض الدول انها انتقائية وبطريقة دالة على ازدواجية في التعامل بمعايير متعددة!وهذا الاتهام عادة يكون لمن يخالف توجهاتنا او يساند اعدائنا! ولكن اذا اريد رؤية الامور بمنظار مستقل وبحيادية وموضوعية فأن الجميع مصاب به بدرجة او بأخرى حتى اصبح رؤية الملتزم بمعيار ثابت ومحدد،امرا مستحيلا في هذا الزمان بل وفي كل الازمنة لان الانسان بأيجابياته وسلبياته لم يتغير الا قليلا خلال فترة تاريخه الطويل!...
الاحداث المآساوية الجارية في العالم العربي والتي تثير الاحزان الى درجة اصبحت شاغلة الناس في كل بلاد الدنيا،جعلت من السهل تمييز الدول ووسائل اعلامها وخاصة الموجهة في التعاطي الانتقائي المزدوج مع الاحداث الجارية والاستفادة منها لاغراض سياسية بعيدة عن التضامن الانساني المستند للاخلاق والمبادئ والقيم المتعارف عليها.
المجازر اليومية التي تحصل الان بواسطة الانظمة العربية الفاسدة واجهزتها الارهابية الامنية والعسكرية ضد شعوبنا المستضعفة،لا يمكن ابدا التعامل بأنتقائية فيما بينها والا فسوف نكون مزدوجي التقييم في المعايير المتعارف عليها في ضرورة الوقوف بوجه الظالمين ايا كانوا ومساندة المظلومين بغض النظر عن انتماءاتهم...نعم هنالك فارق بينها وبين مسألة التهويل الاعلامي المثير وشحن المجموعات والفرق فيما بينها لكي تتصارع خدمة للمصالح الخارجية...ولكن مايجري من نهضة شعبية عارمة في عالم ساده الاستبداد والتخلف لفترة طويلة،فأن الامر جدا مختلف وبدرجة عالية  لا يمكن تجاهلها.
الازدواجية الانتقائية هي ظاهرة للعيان عندما تقف الفضائيات الاخبارية المعبرة عن سياسات دولها في جانب ثورات وتجاهل اخرى لاسباب لا يمكن قبولها بأي تبرير مهما كان...فعندما تقف فضائيات مثل الجزيرة والعربية وبقية الفضائيات الخليجية الاخرى بجانب الثورة السورية وغيرها وتتجاهل عن عمد الثورة البحرينية لاسباب معروفة،وعندما تقف فضائية العالم او بعض الفضائيات العربية الاخرى بجانب الثورة البحرينية وتتجاهل الثورة السورية! فأن الامر يكون مرفوضا ولا يمكن قبوله مهما كانت الاسباب الموجبة لذلك،فالمشاهد المتلقي للمادة الاعلامية الصادرة منها ليس غبيا الى هذه الدرجة حتى يصدق كل شيء او يتجاهل كل شيء!...فرابطة  التضامن الانساني بين الشعوب هي اقوى واعمق من رابطة الانظمة العربية الفاسدة! لذلك نرى اناس غرباء من شتى الملل والنحل هم انقى واطهر من خلال اظهار ألمهم وتعاطفهم مع الشعوب الثائرة التي تنزف دما وتستنجد وتستصرخ كل صاحب ضمير حي لكي يقف معها بالمقارنة مع تلك القنوات المزدوجة التي تنسى معاناة شعوبها ومموليها التي تعيب دائما على امريكا كمثال من خلال تعاطيها المزدوج مع القضايا المختلفة وتنسى نفسها من المحاسبة الذاتية!.
شهداء واسرى الثورات العربية المعاصرة لا يقلون اهمية عن شهداء واسرى القضية الفلسطينية الجامعة بين الجميع بغض النظر عن صدقية وكذب البعض،ولكن محنتهم اقسى واشد لانهم يتعاملون مع انظمة همجية وحشية يفترض بأنتمائها الوطني انها اكثر رأفة بهم من اسرائيل تجاه الفلسطينيين ويخفف من سوء تعاملها مع ابناء جلدتها! ولكن الذي حدث وكما هو متوقع هو العكس وفيه نحتاج الى وقفة تأمل!.
لا يمكن قبول الازدواجية الانتقائية...فمشاركتنا للجميع في محنتهم هي اقل عمل ممكن ان نؤديه في هذا المجال....
كلنا مع الثورة الليبية ضد الطاغية المعتوه...
كلنا مع الثورة البحرينية ضد النظام الطائفي المتخلف...
كلنا مع الثورة اليمنية ضد الطاغية السفيه...
كلنا مع الثورة السورية ضد النظام البعثي الارهابي الفاسد...
كلنا مع ثورات الشعوب ضد انظمتها الاستبدادية الفاسدة...
المجد والخلود لكل الشهداء...والحرية لكل الاسرى...
والنصر المؤزر لكل الشعوب المستضعفة...
والخزي والعار للمجرمين واعوانهم...

هناك تعليقان (2):

faroukfahmy يقول...

الموسوعة الحرة
كلنا مع الثورة الليبية والبحرينية و اليمنية و السورية والخزى والعار للمجرمين الغافلين بسحر كراسيهم التى ستنقلب عليهم ويا ويلهم من منقلب هم فيه سينقلبون

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
اخى العزيز راق لى طرحك وتفهمك للاوضاع بدقة
فلا نحن ننساق خلف البيانات الاعلامية التى تظهر جانبا وتخفى اخر سواء من هنا او من هنا
لكننا مع كل من له حق وينادى به ويبحق عنه
ونرفض التعامل معه بأى صورة من صور العنف صغيرة كانت او كبيرة
دومت بخير