إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/09/13

كتب المقالات


كتب المقالات:
المقالة هي فن ادبي جميل تجتمع فيه خلاصة زبدة الفكرة والرأي في قالب صغير على العكس من الكتاب الذي تكون فيه اوسع واشمل بكثير وتكون حاوية للافكار والاراء والتحليلات دون الخضوع الجبري لقاعدة الاختصار وقد تكون واسعة الى درجة تسمى حينها بالموسوعة.
الفارق اذا واسع وكما ان للكتب انواع تأتي من مضمونها في الاساس،فأن للمقالة انواع ايضا...فقد تكون مقالة صغيرة وحجمها اقل من صفحة واحدة وقد تكون كبيرة وحجمها بين 2-10 اما اذا توسعت اكثر من ذلك فأنها تصبح دراسة او بحث وصولا الى حجم الكتاب، كما تصنف حسب متونها ايضا ومن اشهرها الان المقالة السياسية ثم تأتي بعدها المقالة الادبية،واكيد في انواع اخرى شاعت كثيرا وبخاصة في القرون الاخيرة مثل المقالة الاقتصادية او الاجتماعية او العلمية او حتى قديمة مثل الفلسفية والدينية الخ.
للمقالة تاريخ قديم جدا وقد استخدمها الاغريق والعرب وبقية الشعوب المسلمة التي انصهرت حضارتها في بوتقة الحضارة الاسلامية التي يصعب تمييز القومية فيها!...وكان يطلق سابقا عليها الرسالة اوالفصل لذلك نرى ان الكثير من الفقهاء والادباء كتبوا رسائل ولكن هي اوسع من حجم المقالة الحديثة فقد يصل حجمها الى مائة صفحة او اكثر! لذلك نجد احيانا مؤلفين قد كتبوا عددا كبيرا صنفت خطأ بأنها كتب! ومن هنا قد يتعجب المرء عندما يقرأ مثلا عن فقهاء او علماء سابقين انهم الفوا بين 300 الى 1000 كتاب! وفي الحقيقة ان ذلك لا يعد صحيحا بالمعنى الحرفي للكلمة بل هي رسائل مختصرة قاموا بتأليفها لطرح مسألة ما مما يعني انها لو جمعت مجموعة منها لاصبحت كتابا واحدا!وقد يكون ذلك مجهولا في ظل عدم طبع كافة الرسائل المخطوطة مما يعني عدم معرفة حجمها المتعارف عليه،ولذلك فالاصوب القول بأن له كتب ورسائل ومقالات ودراسات وبحوث حتى يتم تبيان الحجم المتعارف والتمييز بينها دون الوقوع في خطأ المبالغة!.
شهرة المقالة بصورتها الحالية قد جاءت مع عصر النهضة الاوروبية وانتشار الصحافة التي تمتاز بحجمها الصغير والمطبوع بفترات زمنية محددة مما يجعلها تحتاج الى هذا الصنف الادبي القصير كي يستطيع القارئ الذي يقرأ الصحيفة بسرعة من قراءة المقال والافكار الواردة فيه دون الحاجة للتوسع من خلال قراءة كتاب الا في اوقات اخرى،وهذا التطور ادى الى ظهور المقالة الحديثة التي انتقلت بفعل التلاقح الطبيعي بين الحضارات الى العالم العربي وكانت الابرز في مصر ولبنان بفعل القرب الجغرافي واسبقية التأثر بالحضارة الغربية.
لايشترط بكاتب المقال ان يكون صحفيا بل قد يكون اديبا او رجل دين او عالم طبيعيات او اي فرد اخر يرغب في التعبير عن فكرته او ذاته في مقال مطبوع ومنشور كي يحقق الهدف المنشود من وراءه او اشباع الرغبة الذاتية التي تختلف موازينها من فرد لاخر!.
لا شك ان للمقالة اثرها الكبير في خدمة العلم والمعرفة واصبحت مفتاح لحل الكثير من القضايا العالقة كما انها البوابة الطبيعية لتأليف الكتب في حالة التوسع،وهناك مقالات لاحدود لعددها حققت شهرة عالمية لاصحابها وللقضايا المنشورة فيها من خلال قوة البيان والتأثير في الرأي العام وهذا لا يختص ببلد ما بل كل شعوب العالم تعرضت لذلك ولكن تختلف درجات الاهمية والشهرة فقد تكون عالمية تتجاوز حدود البلد الاصلي وقد تكون محلية ضيقة تنحصر ضمن نطاق اصحاب الشأن، مما يعني ان درجة التأثير مختلفة وحسب الظروف وسعة الانتشار.
وكما ان للكتب اعمار من خلال القيمة المتواصلة لها التي قد تستمر طويلا او تنتهي بعد صدوره بفترة وجيزة! فأن للمقالة عمر اصغر بكثير مما هو للكتاب خاصة اذا كانت القضايا المشار اليها هي آنية كحوادث سياسية معينة،ولكن يبقى لبعض المقالات عمرا مديدا لا يخضع لزمن معين وهي التي تختص بالاداب او العلوم الدينية واللغوية او بعض العلوم الاجتماعية وغيرها،ومن هنا جاءت فكرة تجميع المقالات التي تختص بلون ادبي او فكري معين في كتاب جامع يكون حافظا لها من النسيان بسبب صعوبة طبع مقالات صغيرة منفصلة او لغرض الاستفادة المستقبلية منها،وقد يكون الجمع غير خاضع لقاعدة التصنيف المتعارف عليها اي انها تضم كل المقالات وقد تسمى بأسماء جديدة ايضا وتضم تراث كل كاتب المنشورة في مقالات وبحوث وكتب وحينها تكون اقرب للموسوعة في الحجم كما حصل لتراث طه حسين والعقاد وغيرهم كثيرون.
كتب المقالات هي التي تختلف بدرجة نسبية معينة عن الكتب العادية،فهي تحسب للكاتب انها كتاب مؤلف له بينما هي مجموعة مقالات مطبوعة سابقا له نشرت في الصحف والمجلات والان ايضا في شبكة الانترنت تجمع له بين دفتي غلاف! وقد نرى كتاب مقالات لم يؤلفوا كتابا واحدا وتحسب لهم مقالاتهم المجمعة في كتاب على انها مؤلفات بذلوا في اخراجها جهودا مضنية!! وهذا في الحقيقة خطا شائع،بينما تأليف الكتاب وبخاصة الذي يحتوي على افكار واراء وتحليلات مبتكرة او تجميع المادة المعرفية مع شرحها والتعليق عليها ولا تستخدم المصادر والمراجع الاخرى بكثرة هي التي تحتاج الى جهد عقلي وبدني كبيرين مع صبر عال على المشقات والمتاعب وترويض النفس والرغبات الى درجة يصعب على الغالبية الساحقة تحقيقها،من هنا وجب التمييز بين الاثنين للاهمية المطلقة... نعم قد يكون هنالك كتابا منشورا على شكل حلقات اواقسام  او حتى فصول لصعوبة النشر الكلي في الصحف والمجلات او التأليف المتدرج الغير خاضع لزمن ثابت كما هو حاصل في نشر الروايات او المذكرات على سبيل المثال او للتعريف به قبل طباعته،فهذا النوع بالتأكيد سوف يكون مختلفا عن كتب المقالات المشار اليها كما ان الاختلاف الاخر يكون في ان كتب المقالات حتى لو جمعت وصنفت المقالات حسب انواعها فأن الافكار فيها غالبا تبقى غير منتظمة التسلسل وبخاصة من ناحية الجانب الفني او غير مشروحة بالشكل الكافي نظرا للاختصار الموجود فيها ولكونها نشرت في مواضع لم تكن نية التأليف فيها مما يعني ان الاهمية سوف تقل عن الشكل المرغوب فيه وبخاصة في حالة التجميع العشوائي!.
من مميزات كتب المقالات انها سلسلة وبسيطة وشائعة الاستخدام لانها خفيفة على الذهن لكون المقالات في الغالب تستخدم صيغا واساليب في غاية التبسيط والتشويق التي تفتقر اليها الكتب المنهجية او ذات الافكار العميقة التي لا تحتاج الى جذب بمقدار الحاجة الى اهمية الطرح لغرض الخدمة المراد منها او التي مؤلفة اصلا لغرض التوسع في البحث او تطويره او عرض المادة وهي بلا شك مسائل لا يشترك فيها عددا كبيرا من العامة الذين يفضلون نظرا لمصاعب الحياة وتعقيداتها السهولة في العرض وتبسيطه للاذهان ويتركون صعب الادراك للمتخصصين او الراغبين فيه كما ان ضعف حركة التأليف لاسباب مختلفة قد ساعد على نشر اي شيء يراد طباعته! ولذلك اخذ ينتشر هذا النوع من المطبوعات وقد تساعد شهرة الكاتب غالبا على سهولة طباعته او زيادة مبيعاته  دون ان يكون هنالك شرط اعتباري لاهمية المادة المعروضة فيه!.

هناك 14 تعليقًا:

شهرزاد يقول...

جزاك الله عنا كل خير اخي كتاب مفتوح والله اسم على مسمى
لك جزيل الشكر على توضيح الرؤى على الخلط الذي يحصل في تسمية الاشياء
بالتوفيق

داليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــا يقول...

تعرف ان المقال بالنسبه للشعب اسهل بكتير عن الكتاب
يعنى تقدر تقول ان الناس نفسها تقرء وتثقف وفى نفس الوقت
الوقت ضيق ومافيش ووقت للقرأه
بالرغم من ان الكتاب ممكن تقرءه على فترات بس هما عايزين يقرأوا وينتهوا

كل سنه وانت بخير

هيلة يقول...

كل عام وأنتم بصحة و عاافية ،،
نعم إستاذي الكريم أوافقك الرأي ،،
عندي كتاب مجموع فيه مقالاات للكاتب نفسة وهو مقسم : مقالاات في الذات ، مقالاات في الإدارة ، مقالاات في التربية ..

لك التحية استااذ،،

الموسوعة الحرة يقول...

الفاضلة شهرزاد...تحية طيبة
الله يبارك بكي...لقد كان الموضوع يدور في الذاكرة منذ فترة طويلة ولكنني انجزته عندما اصبح الواقع دال عليه...
تحياتي الطيبة...

الموسوعة الحرة يقول...

العزيزة داليا...تحية طيبة
سررت لزيارتكي الاولى للمدونة...صحيح المقال اسهل وهو احد الوان الفن الادبي ولكن لا ينبغي الاستغناء عن القراءة للكتب والموسوعات والوقت موجود والا فمابالنا ان الغرب يقرأ اكثر ويعمل اكثر!!
تحياتي الطيبة...

الموسوعة الحرة يقول...

العزيزة هيلة...تحية طيبة
مادام موجود لديكي الكتاب الحاوي للمقالات فيمكن لكي المقارنة والتأكد...
سررت لزيارتكي الكريمة...

الفيدرالي يقول...

بارك الله فيك على المقال

مدونة رائعة تستحق المتابعة

تحياتي

هديل الحمام يقول...

مقال شيَّق ومتكامل أخي كتآب مفتوح ^_^

أكثر ما يجذبني من انواع المقالات ,المقالات الأدبيه ,, وأُحب أن اقرأ لبعض الشعراء "ممن يكتبون المقاله" شعرهم ومقالاتهم على السواء
فالقصيده تقيد الشاعر بقافيه وبنسق معين في حين نرآه بالمقالات يُعبر بصوره أكثر وآقعيه وشفافيه ربما !
بالأضافه إلى إنها تعطيك فكره أوسع عن شخصية كاتبها وقناعاته في بعض الأحيان ,,

جميلُ تلخيصك للفرق بين الكُتب والمقالات المتجمعه في كتاب
وبالتأكيد لا غِنى لنا عن قِراءة الكُتب فقراءة كتاب وإكماله حتى وإن كبر حجمه متعه كبيره ~

جعلكـ الله دوماً كتآب مفتوح للخير وزآدكـ علماً

BookMark يقول...

شكرا لإفادتنا :)

بو عبدالملك يقول...

رداً على ماكتبته بمدونتي

أولا
أستهدفنا محمد بن نايف وهو نائب وزير الداخليه السعوديه

ثانياً
حالياً نقاتل حكومة المالكي المرتده
حتى نصل إلى المالكي ونقطف رأسه

ثالثاً
حالياً نقاتل حكومة اليمن حتى نصل إلى الأسود العنسي علي عبدالله صالح ونقطف رأسه

رابعاً
وأنا ضد أستهداف زعماء العرب حالياً
لأن مثلا لو قتلنا حاكم عمان لن يتغيير شي
سوف يأتي ولده أو اخوه أو ابن عمه ويستلم الحكم
لن يتغير شي

لكن الصحيح هو أن تقاتل جيش الحاكم حتى تصفي الجيش جسدياً ثم تصل للحاكم وتقتله وتصبح أنت عوضاً عنه


هناك خطط موضوعه وهي تنفذ


بالاخير المجاهدين لايتقلون الأبرياء وبأعتراف أمريكا
فقد قالت أمريكا من يقتل الأبرياء هي جماعات مواليه لإيران
وشاهد هذا

http://www.youtube.com/watch?v=RtXXtZxdPtI&feature=player_embedded

الموسوعة الحرة يقول...

الفاضل علي الشطي...تحية طيبة
سعدت كثيرا بزيارتك الكريمة الاولى...
تحياتي الطيبة...

الموسوعة الحرة يقول...

العزيزة هديل الحمام...تحية طيبة
تعليقكي جميل ويكمل الادراج خاصة وانكي عرفتينا على ماتفضلين قرائته من مقالات وكتب...
تحياتي الطيبة...

الموسوعة الحرة يقول...

الفاضلة BOOKMARK تحية طيبة...
يسعدني مروركي الاول الكريم هنا...
تحياتي الطيبة...

الموسوعة الحرة يقول...

الاخ ابو عبد الملك اتمنى ان يهديك الله تعالى ويخلصك من التكفير والانحراف فتعليقك دال على مقدار الجهل والتخلف الذي تعيشونه!...لو تقتلون غالبية الجيوش فسوف يتعوضون بسرعة ولكن ليس من السهل تعويض الحاكم...وقتلكم الابرياء لا يجعلكم محبوبين وخوفكم من الحكام لا يمكن الجدال فيه فضلا عن انكم تعملون لهم سواء بوعي او بدونه!...ومهادنتكم لاسرائيل ليس فيه سوى انكم اما عملاء لها او انكم تجهلون من هي! وكذلك لا نحتاج الى فيديو لتبين لنا ان امريكا التي تحاربونها وترفضون كلامها ثم تريد منا ان نصدقها حولكم الان!! ثم ان جرائم القاعدة وطالبان قبل وبعد 2001 لا تحتاج الى اثبات لبشاعتها وشيوعها!!...عندما تزور العراق او افغانستان قول انكم من اتباع طالبان والقاعدة وسوف ترى رد الناس عليك بجريرة جرائمكم كيف تكون!!...
كيف تستخدم الانترنت والملا عمر ذلك الجاهل المتخلف يحرم كل شيء لا يوجد في زمن الرسول(ص)!! اليس ذلك تناقض؟!
ادعوك الى تغيير نفسك والبحث من جديد وسوف ترى مدى التخلف والهمجية التي يعيشها التكفيريون!!