إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/08/09

ويكيليكس:كاشف الحقيقة الغائبة 1

ويكيليكس:كاشف الحقيقة الغائبة
كان نقص التقنية هو احد العوائق الكبرى لدى اصحاب الضمائر الحرة ومناصري حقوق الانسان ومكافحي الفساد في العالم في محاولاتهم الدؤوبة لنشر الحقائق الغائبة عن الرأي العام العالمي لكشف كافة المخالفات ايا كان نوعها والتي هي متأصلة في نفوس الاشرار المتحكمون في العالم لقرون طويلة،مما جعل موقع المدافعون عن حرية الانسان والعدالة ضعيفا جدا بسبب عدم امتلاكهم للقدرات المختلفة لنشر الحقائق التي تدين كل من يمارس الفساد والظلم في الظلام حتى لا ينكشف للرأي العام بل وحتى العلن احيانا بسبب عدم امتلاك المقدرة على فرض العدالة، وبالرغم من ان البلاء الرئيسي هو في وجود نسبة كبيرة من البشر ترفض ليس فقط رؤية الحقائق لتغيير رأيها الخاطئ بل ايضا تقوم بتبرير كافة الجرائم والمخالفات لمختلف الاسباب وكأنها معدومة الضمير وخالية من الخلق الانساني البسيط الذي من شروطه الرحمة وحب العدل والحرية ورفض الظلم والطغيان والفساد ايا كان مصدره وايا كان القائم به!.
كان ظهور ثورة المعرفة التكنولوجية الحديثة على ظهر حصانها الرابح:الانترنت يمثل نقلة نوعية وكمية للبشرية في مختلف المجالات الحياتية المتعارف عليها...ومن بين اكثر المجالات استفادة من الثورة التقنية الحديثة هي حركة الدفاع عن العدالة والحرية ومكافحة الظلم والفساد في العالم والتي تتميز في الغالب بضعف الامكانيات وقلة المناصرين مع شدة وقسوة الاعداء المنافقين على مدار التاريخ!.
ظهرت خلال العقدين المنصرمين،العديد من المواقع الالكترونية التي اصبحت المتنفس الرئيسي لدعاة حقوق الانسان بعد ان ضعف دور وسائل الاعلام الرئيسية وبخاصة القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات بسبب المقدرة على منع ما ينشر وشراء الذمم مع خلق المعوقات التي تجعل نشر الحقائق بغية تنوير الرأي العام السابح في بركة التضليل والغيبوبة واخراجه من هذا الى النور الحقيقي لرفع معاناة عدد كبير من الضحايا من خلال تنوير القسم الاكبر من المجتمع البشرية المشترك في جريمة الفساد من خلال التغطية عليها عن طريق التجاهل او التعذر بعدم المعرفة لان الحقائق المنطقية المستندة على الدلائل العقلية ليست في متناول اي فرد بل هي للصفوة التي تنقسم بين مناضل شجاع وبين متواطئ خائن وبين محايد جبان لخوفه من العقاب ورفضه الثواب!...والمواقع الالكترونية التي ظهرت مثل اليوتوب والفيس بوك وتويتر بالاضافة الى عدد كبير من مواقع المنتديات والمدونات وغيرها،وان كانت صاحبة فضل عظيم في نشر الحقائق امام الملأ الخامل! فأن ذلك لم يعد كافيا بسبب الاجراءات العنيفة التي تتخذها الكثير من الانظمة القمعية بتواطئ كبير من حكومات الدول الغربية التي تفضل المصالح التجارية على شعاراتها المرفوعة لحقوق الانسان المهدورة!.
من هذا المنطلق ظهر موقع ويكيليكس الالكتروني عام 2006 بعد مخاض عسير من خلال مجموعات متناثرة من المدافعين عن الحرية وحقوق الانسان في مختلف انحاء العالم وجمع بينهم الانترنت مع الرغبة الذاتية للدفاع عن الحريات وتطبيق ذلك،فكان خلاصة ذلك هو تأسيس موقع الكتروني يكون مكانه مجهولا ويحافظ على السرية ولكن في سبيل الحرية ولا سبيل لسواها الا من تعلق بأذيالها! ولا يكون للمنفعة المادية اي مكان ضمن هذا المشروع النبيل والصغير الذي تحول بفضل الانترنت الى شبكة عملاقة تتألف من عدة اشخاص بالاضافة الى الاف العاملين المتبرعين من مختلف المجالات المهنية وتمتلك شبكة كبيرة من المحامين والاعلاميين واساتذة الفكر والادب ...الخ،والجامع الاكبر بينهم هو الرغبة الانسانية النبيلة في فضح الفاسدين والمجرمين ايا كانوا.
بالرغم من الشهرة الرفيعة التي حصل عليها الموقع وخاصة في العالم الغربي،فقد كان بأمكانه ان يتحول الى عملاق تجاري كما تحول من قبل مواقع مثل غوغل ويوتوب وفيس بوك وياهو وغيرها الا ان العاملين وهم متطوعون في غالبيتهم الساحقة،آثروا العيش البسيط بنقاوة ذاتية عالية على العيش الرغيد بملوثات الحياة المعاصرة! ويمكن ملاحظة ان غالبيتهم لايملكون من اساسيات الحياة المعتادة الان مثل بيت اوسيارة...الخ بل والشيء الرائع حقا ان اكثرهم جنودا مجهولون لنا في غالبيتهم الساحقة وبالرغم من قلة عددهم الا ان انجازاتهم العظيمة والتي يستحقون عليها ارفع الجوائز العالمية هي كافية للدلالة على عظيم عملهم وسمو اخلاقهم الانسانية مع ملاحظة انها اصبحت مثل المطهر الطبي من الجراثيم من خلال تطهير النفوس المشتركة في تلك الاعمال الشريرة والغير اخلاقية من خلال تبرئة النفس في نشر كافة الحقائق التي يطلع عليها هؤلاء العاملون السابقون ويحاولون التخلص من الآثام المثيرة للاشمئزاز والباقية في النفوس!.
كانت بداية المشروع هذا من خلال اشتراك مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الانسان ومحاربة الفساد في استراليا واوروبا وجنوب افريقيا وامريكا والمنشقين الصينيين،وبالرغم من السرية التي يجري العمل من خلالها في هذا المشروع الا انه ظهر ان موقع الشركة المضيفة للموقع الالكتروني هو في السويد ولكنها تجهل اماكن وجود السيرفرات ومن المحتمل انها في اماكن متعددة من العالم للحفاظ على سرية عملها من التخريب المتعمد او سطو الحكومات بحجة الامن القومي او غيرها من الحجج الزائفة!.
ولا يهدف الموقع من خلال النشر الا لتحريك كافة وسائل الرأي العام بل وحتى بعض اجنحة الحكومات لمكافحة الفساد ومحاربة الظلم او التحقق من الوثائق المنشورة بغية معرفة الحقيقة بدلا من الانتظار لعقود طويلة حتى تقوم الحكومات بنشر جزء صغير من ارشيفها المتضمن لكافة اعمالها!. والموقع ذاته يستخدم تقنية عالية للتحقق من صدقية الوثائق واصالتها الا انه يحذر في الوقت نفسه انه قد تظهر وثائق مزيفة لا يعلم بصحتها او دقتها الا من له معرفة دقيقة بها لانه ليس في قدرته ان يمنع ظهور الوثائق المزيفة الا انه وبجهود العاملين الذاتية يمكن ابعاد الغير صحيح مع حماية المصدر لانه هو الوسيلة الوحيدة للحصول على تلك الوثائق والمعلومات التي تصل اليه وفق مختلف الطرق المتعارف عليها مثل البريد الالكتروني والبريد العادي والمقابلات الشخصية وحضور المؤتمرات المتعددة... الخ من الوسائل المعروفة للجميع،كما انه يملك شبكة من المحامين ومن المدافعين عن حقوق الانسان والعلاقات مع وسائل الاعلام للدفاع عن المصدر الكاشف اذا وقع في مصيدة القوانين الزائفة وحماتها الاشرار،وموقع ويكيليكس ليس عمله منحصر ضمن الشؤون السياسية ومتفرعاتها مثل الامن القومي والدفاع بل وايضا يدخل في المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها والتي يدخل الفساد فيها لان الانسان لم يترك شيئا الا واستخدمه استخداما مزدوجا سواء اكان ايجابيا او سلبيا ومن هنا تظهر الضرورة الاخلاقية في مكافحة الجوانب السلبية!.

ليست هناك تعليقات: