إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/03/18

في سياحة الكتب 6


في سياحة الكتب 6
في سياحة الكتب 6:
1-كتاب:عالج نفسك... من القلق والاكتئاب والصدمة العاطفية... تأليف الدكتور دافيد سرفان شرايبر ...يتألف الكتاب من 239 صفحة من القطع المتوسط في طبعة انيقة عام 2007 عن المركز الثقافي العربي –بيروت\الدار البيضاء، وهو مترجم بواسطة د.عقيل الشيخ عن الاصل المطبوع عام 2003...
لا توجد معلومات عن المؤلف! ولكن من خلال سياق حديثه في متن الكتاب عن المراكز الطبية في امريكا وفرنسا بالاضافة الى شكوكي حول اسم المؤلف نفسه لانه يذكرني بآخر شهير في فرنسا! ذهبت الى شبكة الانترنت للحصول على مزيد من المعلومات حوله باللغة الانكليزية لانه غالبا ما تكون المعلومات قليلة جدا وغير كافية باللغة العربية حول كل شيء وبالخصوص عن اماكن واشخاص غير عرب!.
وكانت المعلومات غزيرة حوله بما في ذلك وجود ملفات فيديو يتحدث فيها، وهو طبيب فرنسي مواليد 1961 وهو الابن الاكبر للصحفي والسياسي الفرنسي الشهير جان جاك شرايبر(1924-2006) صاحب الكتاب الشهير(التحدي الامريكي) الصادر عام 1967...ولذلك فأن اسم المؤلف ذكرني بأبيه الذي كان مشهورا في مؤلفاته وكتاباته السياسية...
تهمل غالبية القراء اسم المؤلف او معرفة سيرته بما في ذلك آثاره! لاسباب عديدة!...وفي الحقيقة ان معرفتهم مهمة بل هي مكملة للكتاب وتعطي ضوءا قويا يساعد على معرفة الكثير من خبايا الكتب واسرارها... بما في ذلك دواعي التأليف والاراء الواردة فيه،مع تقييم المادة سواء سلبا او ايجابا،لان للمؤلف وسيرته الذاتية والبيئة المحيطة دورا رئيسيا في كل الاراء الواردة مما يجعل الشك او التقييم السلبي حاضرا اذا كانت المعلومات سلبية او متناقضة،كما ان القارئ وبطريقة غريبة يمتزج اللاوعي فيها غالبا ما يفضل ان يكون المؤلف صاحب سيرة مثالية نقية خالية من الشوائب وكأنه معصوم من الخطأ مما يعني نظرة خاطئة من الضروري تجاوزها حتى لا يصاب بأحباط حول الكتاب والمؤلف او يتفاوت التقييم بين التقديس او الاهمال والتحقير الغير مبرران نهائيا!....
الكتاب قيم جدا بحيث طبعت منه ملايين النسخ بعشرات اللغات،وهو خلاصة بحوث وتجارب المؤلف بل وحتى من سيرته الذاتية...
يتطرق المؤلف في البداية الى شرح تفصيلي معمق حول الدماغ وتقسيماته الرئيسية الى معرفي وعاطفي،كما يشرح بالتفصيل التركيبة البيولوجية له،مما يساعد على فهم الكثير من الشروحات فيه باسلوب بسيط خال من التعقيد كما ان يذكر الامثلة الواقعية كثيرا مما يساعد على فهم ادق للمشاكل التي تواجه الانسان...ولكن اهم ما في الكتاب هو العلاج بدون ادوية معالجة القلق والاكتئاب والخوف والانهيارات النفسية من خلال طرق عديدة بسيطة وقد نلاحظ من خلال الشرح انه لا يشرح تلك الطرق بشيء من التفصيل وقد يعود ذلك الى صعوبة توضيحة للقراء بشكل عام او قد تكون مذكورة في كتب طبية تخصصية لاصحاب الشأن!...وخاصة طريقة الشفاء الذاتي من خلال حركة العينين التي اثبتت جدواها في علاج الكثير من الحالات...
حالة التناغم:
تحدث المؤلف في الفصل الرابع عن حالة التناغم الداخلي والتي هي من الاهمية القصوى لكل فرد منا!...اما كيف ذلك؟...
كلنا نعرف حالة العصبية التي تفاجئنا في اوقات عديدة في حياتنا سواء من قبل اشخاص او احداث معينة،والحالة النفسية تكون في اقصى انحدارها من خلال التوتر الذي يصيبنا بحيث يفقد الانسان توازنه خاصة من خلال اتخاذه قرارات عديدة خاطئة ناتجة من التوتر الذي هو تدمير للعقل ومراكز التفكير المنطقي...لذلك فأن التناغم هي احدى طرق العلاج النفسي بدون ادوية!، وبالرغم من ان المؤلف تحدث فيها بصورة مختصرة مع العديد من الامثلة، الا انه لم يذكر الطريقة بالتفصيل كي يستخدمها الاخرون! ولكن فهمنا لها هي ضرورة اخذ وقت للراحة من خلال امتصاص زخم المشكلة او التوتر دون الخوض فيهما والابتعاد قليلا لفترة قد تكون اكثر من نصف ساعة او حتى ايام وحسب الموقف وعندها سوف ينخفض التوتر والضغط النفسي المعيق للتفكير المنطقي الى درجة تجعلنا نفكر بروية وعندها يكون القرار الصائب بين ايدينا!...ومن الامثلة هي اذا واجهنا اشخاص في اقصى حالات العصبية والتوتر حتى لو كانوا في جانب الخطأ! فعلينا الانسحاب مؤقتا من المواجهة ثم العودة مع التأكيد على ان الرأي الصحيح بجانبهم مع اختلاف حالة الفهم وبالتالي سوف يؤثر ذلك ايجابيا على المقابل الذي يدرك خطأه او يحاول التخفيف من وطأته!...عموما التدريب على تلك القواعد الصحيحة السليمة يحتاج الى فهم وادراك وارادة...
ذكر المؤلف العديد من الطرق الصحيحة كالوخز بالابر كما شائع في الطب الصيني وفوائده والتعرض للضوء الصناعي وآثاره كذلك فوائد دهون السمك والمسماة اوميغا-3 والتي هي ضرورية لكل انسان حسب ما اثبتته التجارب خاصة في حالات ضعف الذاكرة او السيطرة على الذات او الازمات النفسية والتوتر مثل اصابة المرأة الحامل به بعد ولادة الطفل الثاني مباشرة! فقد اثبتت التجارب مدى تأثيره وتحويله الى راحة نفسية مثيرة!!...
الكتاب قيم ويحتاج الى اطلاع كامل وليس مختصر كما ان المعلومات الواردة فيه تحتاج الى تأييد وتفصيلات من مصادر اخرى عديدة خاصة التي تشرحها بالتفصيل الذي يسهل فهما بغية تطبيقها...
2- كتاب: ملف الهبل العربي...تأليف حسين علي لوباني الداموني..
الكتاب يتألف من 175 ص من القطع الكبير الخشن ومطبوع عام 2006..
ليست هنالك معلومات عن المؤلف بل لا توجد حتى في الانترنت وكل الموجود ان اصله فلسطيني ومن خلال حواراته مع بعض رجال الدين في طرابلس في لبنان،يظهر ان يسكن هناك!...
الكتاب ينتقد الواقع العربي منذ ظهور الاسلام،ويصف الكثير من الناس بالهبل الذي يجعلهم يخضعون له بدون وعي!...فكرة الكتاب موجودة من قبل ولكن طريقته في العرض او السخرية قد تختلف نوعا ما!...
اهم ما في الكتاب الفصل الاول والذي يذكر فيه عدد من الاحاديث المروية والتي تنتشر في الكتب بأعتبارها صحيحة! ومن خلال سياقها يظهر ضعفها والهبل الموجود فيها مما يعني ان ضعف العقل مستشري بين المشاهير واصحاب العلم اكثر من العوام بحيث لا يدققون في دقتها والخرافات الموجودة فيها بينما يكون التركيز على السند!...اغلب الاحاديث هي من كتاب صحيح البخاري!الذي يقدسه الكثيرون، ثم ينتقد ايضا حالة الهبل بعد موافقة الازهرعلى صدور كتاب الخلق عام 2000 والذي يزعم المؤلف فيه اشياء تخالف الواقع والمشهور من قبيل الارض ثابتة لا تدور! او اكذوبة الجاذبية الارضية الخ...
رغم ان نقد المؤلف منطقي الا انه مختصر وغير تحليلي،يستند فيه الى الاحاديث وتفاصيلها دون الخوض في شرح تفصيلي يبين مواقع ضعفها!..
من خلال الكتاب يظهر ضعف المؤلف في التاريخ من خلال استناده على الكثير من الخرافات او الاساطير التي يدعوها بالهبل ثم يكون احد الملتزمين فيها سواء في ذكرها او التعليق عليها!والتي اثبت المحققون خرافتها خاصة التي يتهم المتخاصمون بعضهم البعض دون ان تكون هنالك صحة فيها!...
وزع المؤلف الهبل على جميع الطوائف الاسلامية! واتهم الكثير من الشخصيات بحب الجنس بصورة غير طبيعية دون ان يؤكد ذلك من مصادر مستقلة او موثقة لان الكثير من الاتهامات هي مصدرها من جانب المعارضين او الحكومات مما يضعفها!.
يذكر المؤلف الكثير من الاحداث التي تنتشر على صفحات الجرائد المحلية، وهي وان كانت صحيحة الا انها من الغرائب وليست شائعة!...كما انه ينتقد وبشدة الضعف المعرفي لدى العرب الذي يجعلهم في ادنى المراتب بين الامم كافة! مما يجعل الجهل والتخلف مستشري بينهم!...
الكتاب وان كانت فكرته وضع نصوص من الخرافات والاساطير والقصص كي يثبت انتشار الهبل اي فقدان العقل والتمييز كما هو واضح من معنى الكلمة في المجتمع العربي قديما وحديثا!،مما يعني انه يثير السخرية المرة من الواقع والتاريخ الا انه يقع احيانا في نفس الاخطاء او ليس له منهج تحليلي مميز بحيث يمكن الركون اليه... بل الكتاب نقدي للتاريخ والحاضر من النوع الخفيف وليس منهجيا او مصدرا يمكن الركون اليه من خلال التحليل العقلي الذي ينتشر في الكتب المحققة!...
  

ليست هناك تعليقات: