إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2010/02/07

موسوعة المختار من الاخبار:5

موسوعة المختار من الاخبار
موسوعة المختار من الاخبار:5
اخلاق التخاصم!
نادرا ما تكون لدى المتخاصمين من بني البشر اخلاقا يمكن وصفها بأخلاق الفروسية في حالة التنازع والتخاصم لكون حالة فقدان السيطرة على الذات من خلال اطلاق غرائز الانتقام والرغبة في التشفي هي التي تسود المواقف بين المتخاصمين في العادة...ومن الخطأ القول ان العصور السابقة كانت تسودها اخلاق الفروسية بين المتخاصمين وانهم اكثر سيطرة على مشاعر الانتقام من خلال سيادة العقل والمنطق والعفو عند المقدرة!...الانسان هو نفسه في كل العصور،ولم يتغير! والا ما جرت المذابح البشرية والتي اصبحت سمة سائدة في المنازعات،ولم تظهر اخلاق التخاصم الا نادرا ولكن تذكر لكونها من النوادر!...
4- حصاد الشحن المذهبي!:
تظهر مظاهر العنف الوحشي الناتجة من الشحن المذهبي في زيارة الامام الحسين(ع) سواء في العراق او في بلاد اخرى مثل باكستان،وهي مثال ليس فقط على مستوى الانحطاط المرعب لدى القائمين بها،بل ايضا على مستوى تقبل الكثيرين لذلك الشحن من الكراهية والحقد على الاخر والصادر من وعاظ السلاطين وانصاف المتعلمين والجهلاء!... فيتقبله الحمقى بكل سهولة ويسر ليتحول الى عمل اجرامي فظيع لا يمكن ان يتصوره انسان متحضر في كيفية التحول من انسان سوي قادر على التمييز الى انسان فاقده ويقوم بقتل ابرياء بطريقة وحشية رهيبة لا تمت نهائيا لاي دين او مذهب او فكر بل الى شر محض لا يكون له اساس فكري او اخلاقي سليم.
المجازر المستمرة منذ عقود من الزمن لم تجد من يقابلها بأجراءات عقابية تحد منها لدى الجانبين بغية اخراج الابرياء على الاقل من دائرة العنف غير المبرر والتي تبيح دماء واعراض واموال الابرياء الذي يختلفون في الرأي والعقيدة...ولو كان هنالك اجراءات رادعة لما وصل الامر الى تلك الحالة المفزعة والتي لن تنتج سوى المزيد من الكراهية والحقد والدماء المهدورة!...
5- خرافة النضوب القريب!:
نشرت جريدة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن(5-2-2010) خبرا رئيسيا تقول فيه انه خلال العقدين القادمين سوف تنضب أبار النفط الايرانية بفضل الحصار الذي تفرضه امريكا عليها مما يمنع وصول التكنولوجيا والاستثمارات اليها لتطوير قطاعها النفطي الذي يستخدم طرق قديمة في الانتاج مما يعني استنزاف الابار بسرعة مسببا نفاذ الاحتياطيات خلال عقدين،وبالرغم من بعض الاخطاء في الارقام المذكورة في التقرير الا ان الجريدة استعانت ببعض المختصين العرب في تلك القضايا لتأكيد توقعها! ومنها ان التكنولوجيا الحديثة وصلت الى درجة استخراج 60-65%من حجم المكمن النفطي بينما مازالت ايران في حدود 30% وهي النسبة التي تنتشر في البلاد التي لا تستخدم التكنولوجيا الحديثة...
لا ادري هل تتوقع الجريدة المذكورة ان عقول القراء غبية الى تلك الدرجة او هل تصل اخلاق التخاصم الى هذا الكذب المفضوح الذي ينقلب عادة للضد في صالح الاخر؟!...
هذا التقرير يذكرني بكتاب منشور عام 1982 بأسم برزان التكريتي اخ صدام غير الشقيق والذي اعدم بعده بأسبوعين عام 2007،وهو معروف عنه انه لا يملك ادنى مستوى من التعليم او الثقافة خاصة وانه كان في سجن الاحداث وعمره صغير وقت الانقلاب!... الا انه كان رئيسيا لجهاز المخابرات العراقية ابان حكم اخيه مما يعني ان منتسبي الجهاز كتبوا كل الكتب التي هي بأسمه!...
عموما توقع كتاب برزان ان احتياطي النفط في ايران سوف ينفذ عام 1985! ولذلك فأنه السبب الرئيسي لايران في محاولتها السيطرة على دول الخليج النفطية... وكان في حينها يقدر احتياطي ايران حوالي 60 مليار برميل وانتاجها اقل من مليار برميل في السنة!،بينما الان عام 2010 يقدر الاحتياطي ووفق النسب المعروفة للانتاج فيها بحوالي 137 مليار برميل!! يعني انه تضاعف خلال ثلاثين عاما برغم الانتاج المستمر...لا ادري كيف استنتج العبقري ان النفط سوف ينفذ عام 1985،او حتى الجريدة المذكورة عام 2030 والتي تقدر الانتاج بحوالي 4 مليون برميل يوميا مما يعني 1.3مليار برميل سنويا؟!...
اذا قسمنا الانتاج على الاحتياطي فسوف يكون امامنا على الاقل قرن من الزمان!هذا في حالة فرض عدم وجود اكتشافات نفطية جديدة في دولة كبيرة المساحة مثل ايران التي لم تنقب سوى جزء صغير من اراضيها!مما يعني ان الانتاج ليس في فرض المحافظة على مستواه الحالي بل وحتى مضاعفته فأنه سوف يبقى لمدة تفوق القرن من الزمن مما يعني ان جميع تلك التوقعات سوف تكون مضحكة اذا جوبهت بمنطق نقدي يستند الى وقائع وارقام معتمد عليها،ومن يدري اذا تحسنت العلاقة بين ايران والغرب كيف يكون مستوى الانتاج والاحتياطي خاصة في ظل ظهور ارقام الاكتشافات النفطية المذهلة في فنزويلا مؤخرا والتي رغم حالة العداء مع امريكا الا ان التعاون النفطي باق لحد الان...
الاكذايب تنقلب للضد اذا كانت غير عقلانية او تمت الاستهانة بعقول الاخرين!...

ليست هناك تعليقات: