إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/07/06

النكتة العلمية

النكتة العلمية:
النكتة هي النص اللغوي الذي يعبر عن حالة معينة قد تثير المفاجأة والضحك والمرح والابتسامة والبساطة في الاختصار للتعابير المميزة للحالات المختلفة.
وهذا يعني ان النكتة هي نص مختصر وبسيط وذو معان مختلفة لا يستلزم حصرها في نطاق الفكاهة والضحك وانما قد تكون وسيلة تعبيرية عن نصوص ومشاعر واحاسيس لا تحتاج الى شروحات تفصيلية معقدة وانما الى مختصرات مفيدة تدخل في العقل بسهولة ويفهمها بيسر كبير.
لا يرتبط شكل النكتة بالفكاهة والضحك كما نتصوره بل احيانا يرتبط بالحزن والالم وقد يصل الى البكاء المر،هذا بالاضافة الى انواع اخرى عديدة اختصرها بعبارة النكتة العلمية ولايقصد بها النكتة التي تتقيد بجانب احد العلوم الطبيعية بل وحتى الانسانية ومنها بالخصوص الادب والعلوم الدينية ومنها الفقه.
وبذلك نصل الى معنى شمولي كبير للفظة النكتة ونخرج من دائرة الحصر ضمن الفكاهة والضحك والتي هي الاشهر والايسر كما هي تكون على شكل انواع عديدة منها النكتة الهزلية الخالصة بأنواعها المختلفة مثل السخرية والتهكم والضحك غيرها والنكتة السياسية والنكتة الجنسية والنكتة المرسومة مثل الكاريكتير،هذا بالاضافة الى النكتة العلمية والتي تختلف كليا عن النكتة الهزلية والتهكمية،ولكن تجتمع معها في صفات مثل الاختصار وسهولة التعابير والابتسامة احيانا في بعضا منها كما هي دلالة قوية على الذكاء والنباهة وسرعة البديهية وامتلاك الملكة المعرفية في اعطاء التفسير الكامل لحوادث او نصوص او اسئلة او حل الغاز بطريقة علمية مقنعة ومبتكرة ووفق اسلوب منطقي سلس جميل.
النكت العلمية لاتقتصر على علم معين وانما ايضا تضم اي شيء يتعلق بالمعارف الانسانية وبمختلف فروعها ولكن تشتهر في حقول معرفية وينحسر وجودها في فروع اخرى،ومن الامثلة على النكات العلمية من جانب العلوم التطبيقية هي ما يتم تداوله عن العالم الشهير آينشتاين في الكثير من الاقوال والمواقف،ومنها قوله عن الشيئان اللذان ليس لهما حدود هما الكون وغباء الانسان،ويمكن لنا الغاء كلمة غباء وابقاء فقط كلمة الانسان لما يمثله من غباء لاحدود له يقابله ذكاء لاحدود له!وهما بذلك يجتمعان عنده حيث هو فريد في نوعه!.
والنكت الادبية هي من فروع النكات العلمية باعتبار ان الادب هو احد العلوم الانسانية التي ينتشر وجودها منذ القدم،وهي موجودة ضمن جميع النصوص الادبية من رواية وقصة قصيرة ومسرح وغيره.
وقد اشتهر الاديب الايرلندي الساخر برنارد شو بهذا اللون الذي طبقه في واقعه اليومي من خلال التعبير عن الكثير من القضايا وهي المنتشرة في تراثه الهزلي الادبي،من قبيل اجابته على معنى الرأسمالية بقوله انها مثل الشعر في صلعته وفي وجهه حيث لحيته الكثيفة،غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع!...وهو تفسير مختصر وشامل لتلك الكلمة وفي غاية البراعة والجمال في الوصف مع الابتسامة في سماعها...
اما النكات الفقهية فهي الاجابات على اسئلة او الغاز بطريقة شرعية مقنعة تستند الى شرائع الاسلام،من قبيل شيء طاهر يجوز اكله ولايجوز بيعه،والاجابة هي لحم الاضحية،وهنالك الكثير من الامثلة على تلك الاسئلة المحيرة واجوبتها المقنعة مدونة في الكتب الفقهية والادبية مثل الف ليلة وليلة وفيها قصة الجارية تودد الشهيرة ومناظراتها مع علماء عصرها والتي تحاورهم بأسلوب جميل وسلس وفي النهاية تهزمهم،ومن الاسئلة التي ذكرت هي بعد صلاة الصبح رأى رجل امة ويقصد بها جارية مملوكة،فكان حراما وبعد الظهر حلالا وبعد العصر حراما وبعد المغرب حلالا وبعد العشاء حراما وفي صباح اليوم التالي كانت حلالا!،والاجابة كانت انها جارية مملوكة لغيره رأها فكانت حراما وبعد الظهر اشتراها فكانت حلالا له وبعد العصر اعتقها فكانت حراما عليه،وبعد المغرب تزوجها فكانت حلالا له،وبعد العشاء طلقها فكانت حراما عليه،اما بعد صلاة الصبح التالية فقد ردها الى عصمته فكانت حلالا له!...وهي اجابات منطقية وشرعية في غاية الظرافة والذكاء.وفي المسائل العقائدية الكثير من تلك الانماط وخاصة التي تتعلق بالجوانب الايمانية والعبادية،وقد اشتهر بها بصورة خاصة الامام علي(ع) والذي عرف عنه اعلميته الفذة في مختلف العلوم والاداب ولذلك كان فريد عصره بل والعصور التالية في بروزه العلمي العظيم كما هي خصائصه الاخرى والتي شهد له اعدائه قبل محبيه،ولذلك كان ملجأ الصحابة والمخالفين في السؤال عن اي مسألة صعبة مستحدثة تواجههم او في معرفة الاسلام وشرائعه،ومن بين النكات العلمية المشهورة تلك الموجودة في الآثار والتي هي حسب النص المتداول: سُئل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ما أعظم جنود الله ؟؟ قال: إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله،ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديدفقلت النار أعظم جنود الله ، ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفىء النارفقلت الماء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت السحاب أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت الهواء أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت الجبال أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها فقلت الإنسان أعظم جنود الله، ثم نظرت إلى ما يُقعد الإنسان فوجدته النوم فقلت النوم أعظم جنود الله،ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت الهم والغم أعظم جنود الله، ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهماالقلب فقلت القلب أعظم جنود الله، ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله فقلت أعظم جنود الله ذكر الله (الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

ليست هناك تعليقات: