إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/12/31

رسالة من صديق

وصلني ايميل من احد العلماء الذين اعتز بهم،تعليقا له على موضوع القمامة المكتبية الذي ارسلته له...ونظرا لقيمة الرسالة من الناحية العلمية ...ادرجه هنا للاستفادة منه.
العداء الصهيوني تأريخيا

(1)

نافذة على التأريخ

انّ التعرّض الى تأريخ منطقة فلسطين يزيل الكثير من الغموض ويوثّق الحقائق ويدحض الادعاءات والمزاعم التي روّجتها الدوائر الصهيونية في العالم.
سكن أبناء الجزيرة العربية أرض فلسطين قبل هجرة العبرانيين بمئات السنين.
استوطنت فلسطين قبائل عربية سنة(2500) ق.م قادمة من جزيرة العرب وعرفت باسم ( العبرانيين) وهم الذين أطلقوا على أرض فلسطين أسم ( كنعان ) بمعنى الأرض الواطئة ، ثمّ رحل فريق منهم الى الساحل أمام جبل لبنان عرفوا ( بالفينيقيين ).
فالفينيقيون والكنعانيون شعب واحد ، وقد شيّدوا لهم في فلسطين مدنا وأحاطوها بأسوار حصينة تحميهم من المعتدين ونشأت لهم حضارة عظيمة.
والكنعانيون كانوا قبائل متعددة من أهمها ( اليبوسيون ) الذين سكنوا القدس وماجاورها ، وسميت البلاد على اسمهم ( أرض كنعان) وظلّت سيادتهم لهذه الأرض من عام (2500) ق.م الى عام(1000)ق.م أي استمرّت للأكثر من (1500) عاما.
منذ نحو عام (2200) ق.م نشأ نبيّ الله ابراهيم الخليل عليه السلام في القسم الجنوبي من العراق وهاجر معه زوجته سارة الى أرض كنعان (فلسطين) داعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.
(وبعد ان اشتدّ القحط بفلسطين أخذ اسرته الى مصر ، وبعد أن هاجر الى جزيرة العرب ثمّ عاد الى الشمال أنجبت له زوجته سارة ابنه اسحاق الذي أنجب هو الآخر ولدين هما (عيسو) و (يعقوب أو ايرائيل).
والى يعقوب ينتسب بنو اسرائيل ، فأقام في أرض كنعان وأنجب اثني عشر ولدا منهم (يهوذا) ومن اسمه أخذت كلمة يهود ، ومنهم يوسف عليه السلام الذي أصبح أمينا على خزائن مصر واستقدم أبويه وأهله فأقاموا في مصر زمنا طويلا.
تذكر بعض كتب التأريخ أنّ فرعون مصر (بنفتاح) الذي أخلف أباه (رمسيس) قد بدأ يخلّص مصر من سيطرة بني اسرائيل وتغلغلهم الكبير في كلّ شيء في مصر ، وأنقذهم من فرعون مصر سيدنا موسى وأخوه هارون عليهما السلام فتركوا مصر وظلّوا في شبه جزيرة سيناء في التيه أربعون عاما ومات هارون وتوفي موسى عليهما السلام.
وفي حوالي عام (1186) ق.م سار اليهود الى جهة الشمال واحتلوا أغلب البقاع الجبلية في أرض كنعان.
وحوالي عام(1100) ق.م حكم داوود عليه السلام المنطقة ، ثمّ بسط النبيّ سليمان عليه السلام سلطانه ووسّع ملكه من جهتي الشمال والجنوب وأقام الهيكل عام(1012)ق.م وكانت العاصمة (نابلس) ومملكة يهوذا كانت عاصمتها القدس (اورشليم) واندمجت مملكة اسرائيل في امبراطورية آشور عام(721) ق.م ثمّ أغار بختنصّر ملك الكلدانيين في بابل التي حلّت محلّ آشور على مملكة يهوذا وضمّها الى ملكه عام(597)ق.م فاستولى على القدس وأحرقها وهدم هيكل سليمان وأخذ ملكهم وخمسين ألف من اليهود أسرى الى بابل في العراق وسمّيت هذه الفترة ( بالسبي البابلي).
وغزا كورش الفارسي عام (538) ق.م فلسطين وظللّت تحت الحكم الفارسي حتّى غزاها الأسكندر المقدوني عام(332)ق..م ثمّ احتلّها الرومان حوالي عام (63) ق.م.
وحاول اليهود استعادة نفوذهم السياسي في البلاد في عهد الحكم الروماني ، ولكنّ تيتوس القائد الروماني لقنهم درسا عنيفا عام (70م) واحتلّ القدس ودمرّها وهدم الهيكل وقتل معظم اليهود وفرّ من نجا منهم الى سوريا ومصر..
ولكنّ اليهود استكانوا حتّى اذا اتيحت لهم الفرصة قاموا بمحاولة لقيام اسرائيل مرّة اخرى عام (135م) وما كان من الامبراطور الروماني الحاكم ايليوس هادريان الاّ أن هاجمهم وقتلهم ودمّر القدس وفرّ منهم من نجا الى خارج فلسطين وكانت هذه الواقعة نهاية اليهود في فلسطين فلم يظهر لهم أي نشاط سياسي أو قومي.
وفي عام (636م) أتمّ المسلمون في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب تحريرها من الرّوم لتعود فلسطين الى الأحضان العربية الاسلامية ، وتدفقت القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا وتعرّب سكّانها من سلالات الكنعانيين واعتنقوا الاسلام طواعية وأصبحت فلسطين عربية اسلامية لغة ودينا.
ولم يكن الفتح الاسلامي في فلسطين من اليهود الاّ عدد ضئيل فاليهودية كانت قد انتهت من فلسطين منذ أن أقام الحاكم الروماني ايليوس هارديان عام (135 م) بتدمير القدس نهائيا وقتل اليهود وعندما تعرّضت فلسطين للهجمات الصليبية قتل من بقي من اليهود حين اعتصموا ببيت المقدس ولم يبق منهم الاّ عدد قليل.
وفي عام (1187م) انتصر صلاح الدين الأيوبي على الموجات الصليبية وحرّر بيت المقدس وسمح لليهود بالعودة الى فلسطين.
وفي عام(1452م) أصبحت فلسطين في نطاق الخلافة العثمانية حتّى نهاية الحرب العالمية الاولى عام (1918م) ومنذ عام (1948م) كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني الى أن سلّمها البريطانيون بمعاومة أمريكا للعصابات الصهيونية حيث قاموا بقتل وتشريد أكثر من مليوني فلسطيني على أرض فلسطين ليقيموا مستعمرة صهيونية كبيرة أطلق عليها اسم ( اسرائيل).
وجاء الاهتمام البريطاني بأقامة دولة مستقلّة لليهود وذلك قبل انطلاق الحركة الصهيونية الباعث الى هذا هو حماية الوجود البريطاني آنذاك في الهند والشرق الأقصى من ناحية وايقاف النفوذ الفرنسي الذي كان يلوّح بالاستيلاء على فلسطين وذلك عبر حملات محمد علي باشا وابراهيم باشا اذ تدخلت بريطانيا لاعاددته الى مصر واجباره على الانسحاب من سوريا من ناحية ثانية.
اذن كان هدف بريطانيا هو بناء وجود يهودي في فلسطين فاتفق على حثّ اليهود وتحت يافطات قومية ودينية للهجرة الى فلسطين ليكونوا وسطاء بين أوروبا وآسيا وليفتحوا الطريق المؤدية للهند والصين وليحملوا المدنية الأوروبية التي ساهم بها جيشهم الى حدّ كبير وكذلك فعلت ايطاليا الاستعمارية كغيرها في المساهمة بهذه الهجرة.
كما أنشأت أمريكا صندوق اكتشاف فلسطين عام (1870م) كلّ ذلك من أجل أن تدخل الدول الأوروبية الى الشرق واستغلال موارده الخام واستثمار موقعه الاستتراتيجي وليس هناك أدنى شكّ في أنّ قيام دويلة في قلب الشرق هي فلسطين تكون الجسر الرابط فانصبّت الجهود في احتلالها واخضاعها للنفوذ الاسرائيلي اليهودي.


اعتمد على المراجع أدناه في اعداد هذه النافذة
1- فتحي الأنباري الصهيونية
2- صابر طعيمة التأريخ اليهودي العام
3- عبد السميع الهرّاوي الصهيونية بين الدين والسياسة
4- عبد اللطيف شرارة الصهيونية جريمة العصر الكبرى

ليست هناك تعليقات: