إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2008/08/17

دولتان جديدتان

الاتهامات المستمرة لاكراد العراق برغبتهم في الانفصال عنه،قد تثبتها الوقائع المستمرة في محاولاتهم بناء دولتهم المستقلة عن طريق الحصول على كركوك لانها المحافظة الوحيدة القادرة على توفير المال لبناء دولتهم عن طريق تصدير نفطها،لكن وجود الدول الثلاث،تركيا وايران وسوريا يقف حائلا امام ذلك كون مناطقهم معزولة بحريا ووجود الاقليات الكردية في الدول الثلاث يدعمهم في تمردهم المستمر وجود دولة كردية في شمال العراق،لكن عموما الدولة الكردية سوف تكون غير ديمقراطية كون الاحزاب المسيطرة على الحكم في كردستان العراق هي احزاب قبلية تتوارث زعامتها السياسية وفق مبدأ التوارث المقيت مما يجعل المعارضة لها امرا خطيرا لا تتقبله الزعامة التقليدية...
وفي المقابل توجد دولة شبه مستقلة في جنوب العراق وهي في محافظة النجف،اصبحت من خلال حكمها المحلي اشبه بالاقليم المنفصل عمليا عن العراق،تحكمه مجموعة ادارية تسير وفق افضلية النجفي على غيره وهي في تكرار لحكم التكارتة ايام البعثيين عندما جعلوا مناطقهم معزولة عن العراق،متنعمين بالسلطة الدموية...لكن الفارق ان ادارة محافظة النجف تسير وفق اسلوب بدائي يعمل عمليا على خلق حاجز مع المحافظات الاخرى من خلال اصدار الكثير من التشريعات التي تمنع غير النجفي في الاستيطان فيها(في حالة شبيه بقانون الحكم البعثي بمنع التوطين في بغداد الا لما قبل تعداد 1957في محاولة لمنع الاستيطان الشيعي او الكردي)ولكن في حالة النجف امر مثير للضحك كون المدينة صحراوية قاحلة ولا توجد فيها ما تتمتع به البصرة مثلا من نفط وماء وارض زراعية خصبة،والصحراء قادرة على توطين الملايين!!
الامر الثاني المضحك كون المحافظ ونائبه ومجلسهما المحلي يدعوان للاستثمار فيها في محاولة لتقليد دبي ولا يسمحون لغير النجفي بالاستثمار او الاستيطان!!
وفي اخر مهزلة جديدة يعلنون اليوم بناء مدينة جديدة فيها ناطحات سحاب لاول مرة في العراق مع شركة خليجية تكون النسبة في المشاركة بين المستثمر والمحافظة فقط مع السماح ببيع جزء من الاسهم للنجفي فقط وحصرا حسب تعبيرهم!!!بهذه العقلية المتخلفة المثيرة للاستهجان والضحك يدار الحكم المحلي في العراق والغريب صمت مطبق من جانب الحكومة المركزية في بغداد...
النجف كبقية محافظات العراق لها حصة في نفطه،ولكن لاتسمح لغير النجفي فيها بالاستيطان والاستثمار..احدث مهازل العراق الجديد...قوانين عنصرية في زمن العولمة...التي فتحت الحدود بين الدول...ونحن نخلق دولا....
المستقبل سوف يسقط اشباه الدول كما اسقط دولا بذاتها..وعلى الناخب اختيار الافضل بعمله لا بأسمه او سمعته....

ليست هناك تعليقات: