الذات المنتهكة:
حكمت محكمة كويتية بسجن امرأة عربية من فئة البدون وتحمل الجنسية الاسترالية لمدة عامين بالسجن بتهمة المس بالذات الاميرية!...
وفي تفاصيل الخبر انها كانت في زيارة للكويت وفي المطار منعت مع عائلتها من الدخول،وحسب قول من يعرفها انها امرأة ملتزمة جدا مع بقية افراد عائلتها وان احد رجال الامن اساء اليها وردت عليه دون ان تمس الامير!...
في الحقيقة ان رجال الامن في اغلبية المطارات العربية وكذلك في اغلبية مراكز الحدود،هم على درجة عالية من سوء الاخلاق والوقاحة الى درجة تجعل المسافر يندم كثيرا على زيارة البلد!...والغريب في الامر ان هؤلاء يمثلون البلد وفي الواجهة والمفروض ان يكونوا على اعلى درجات الادب واللياقة والدبلوماسية في التعامل كما هو موجود في اغلبية مطارات الدول الغربية على سبيل المثال،وكذلك يجب ان يكونوا على درجة عالية من الثقافة والمهنية حتى يسهل عليهم التعامل مع الزوار وخاصة مساعدتهم في ظروف يحتاجون الى من يخفف عنهم المعاناة والتعب الناتج من السفر...والاكثر غرابة ان هؤلاء الرجال حتى وان تمت مراقبتهم فأنهم لايعاقبون على سوء تصرفاتهم او لا يجدون من يحد من تلك التصرفات الخاطئة!،وبذلك تتحمل السلطات العليا مسؤولية سوء تصرفات هؤلاء وايضا منع الزوار من زيارة البلد مرة اخرى،مما يعني حرمان الاقتصاد من مورد هام.
وتشتهر دول عربية كثيرة في سوء تصرف رجال الامن وتقف مصر والاردن في المقدمة،بينما تقف سوريا في مقدمة الدول التي يأخذ العاملين في المطارات ومراكز الحدود، رشاوى من المسافرين.
في هذه الحال ينبغي عدم تطبيق اي قوانين ما عدا التي تخل بالامن بحق المسافرين الذين يكونوا في حالة متعبة بعد سفر طويل وشاق مما يجعل اعصابهم تثور من تلك التصرفات الهوجاء لرجال ينبغي ان يساعدوهم في اكمال الاجراءات ،لا ان يخلقوا المتاعب والمشاكل لهم وبالتالي يتحملون المسؤولية كاملة في اي تصرف خاطيء من قبل المسافرين اذا كانت زيارتهم وما يحملون معهم من مواد،قانونية.
الشيء الاخر في حالة تلك السيدة وافراد عائلتها انها عاشت فترة طويلة في الكويت ولم تحمل جنسيتها مثل مئات الالاف من فئة البدون واجبرتها الظروف على الرحيل،بينما حصلت على الجنسية الاسترالية خلال فترة سنتين من الاقامة الدائمية،وبذلك تكون استراليا وبقية الدول الغربية قد ضربت لنا مثلا نموذجيا في الالتزام الاخلاقي والانساني تجاه اللاجئين والمهاجرين،مع العلم ان الجنسية الغربية هي اكثر قيمة بصورة مطلقة من جميع الجنسيات العربية!...
وفي المقابل لم تلتزم لادينيا ولا اخلاقيا ولا انسانيا ولا حتى جانب رابطة العروبة والقرابة العائلية،كل الدول العربية التي يتواجد فيها فئة البدون على اراضيها ،والذين يعيشون في تلك البلاد منذ عقود طويلة من الزمن.
ليست مشكلة البدون فقط هي التي تنتهك فيها كل الاعراف والمبادئ،بل هناك المجموعات الدينية والعرقية الكثيرة التي تعرضت ومازالت تتعرض لكل الانتهاكات المشينة لحقوقها،ولا ادري كيف يمكن ان تنزل الرحمة الالهية اذا كانت تلك الدول لا ترحم من في الارض!....وهنا الامثلة عديدة ليست فقط فئة البدون في دول الخليج ،بل فئات اخرى كثيرة تعيش حياة من الدرجة الثانية بالقياس الى حياة المجموعات الحاكمة وبصورة مشابهة لحياة البدون،مثل العراق قبل 2003 عندما طرد وقتل مئات الالاف من الشيعة والاكراد بحجج واهية ومختلفة،رغم انهم يعيشون في البلد منذ قرون طويلة!!...وسوريا حيث تنتهك حقوق الاكراد فيها،ومصر تنتهك حقوق الاقباط،والسودان الذي ينتهك حقوق الجنوبيين وسكان دارفور،ودول المغرب العربي التي تنتهك حقوق الاقلية الامازيغية...
الذات الالهية وذات الشعوب تنتهك وبالتالي ليس هنالك معنى من تطبيق هكذا قانون يميز الحاكم عن غيره ويشترك حتى الغرباء في التطبيق عليهم،ورغم ذلك تبقى الكويت افضل من بلاد عربية اخرى تطبق عقوبة الاعدام لمن ينتهك ذات الحاكم ولو بكلمة سيئة في حالة فقدان وعي،وحالاتهم مجهولة لا احد يعلم شيئا عنها....
حكمت محكمة كويتية بسجن امرأة عربية من فئة البدون وتحمل الجنسية الاسترالية لمدة عامين بالسجن بتهمة المس بالذات الاميرية!...
وفي تفاصيل الخبر انها كانت في زيارة للكويت وفي المطار منعت مع عائلتها من الدخول،وحسب قول من يعرفها انها امرأة ملتزمة جدا مع بقية افراد عائلتها وان احد رجال الامن اساء اليها وردت عليه دون ان تمس الامير!...
في الحقيقة ان رجال الامن في اغلبية المطارات العربية وكذلك في اغلبية مراكز الحدود،هم على درجة عالية من سوء الاخلاق والوقاحة الى درجة تجعل المسافر يندم كثيرا على زيارة البلد!...والغريب في الامر ان هؤلاء يمثلون البلد وفي الواجهة والمفروض ان يكونوا على اعلى درجات الادب واللياقة والدبلوماسية في التعامل كما هو موجود في اغلبية مطارات الدول الغربية على سبيل المثال،وكذلك يجب ان يكونوا على درجة عالية من الثقافة والمهنية حتى يسهل عليهم التعامل مع الزوار وخاصة مساعدتهم في ظروف يحتاجون الى من يخفف عنهم المعاناة والتعب الناتج من السفر...والاكثر غرابة ان هؤلاء الرجال حتى وان تمت مراقبتهم فأنهم لايعاقبون على سوء تصرفاتهم او لا يجدون من يحد من تلك التصرفات الخاطئة!،وبذلك تتحمل السلطات العليا مسؤولية سوء تصرفات هؤلاء وايضا منع الزوار من زيارة البلد مرة اخرى،مما يعني حرمان الاقتصاد من مورد هام.
وتشتهر دول عربية كثيرة في سوء تصرف رجال الامن وتقف مصر والاردن في المقدمة،بينما تقف سوريا في مقدمة الدول التي يأخذ العاملين في المطارات ومراكز الحدود، رشاوى من المسافرين.
في هذه الحال ينبغي عدم تطبيق اي قوانين ما عدا التي تخل بالامن بحق المسافرين الذين يكونوا في حالة متعبة بعد سفر طويل وشاق مما يجعل اعصابهم تثور من تلك التصرفات الهوجاء لرجال ينبغي ان يساعدوهم في اكمال الاجراءات ،لا ان يخلقوا المتاعب والمشاكل لهم وبالتالي يتحملون المسؤولية كاملة في اي تصرف خاطيء من قبل المسافرين اذا كانت زيارتهم وما يحملون معهم من مواد،قانونية.
الشيء الاخر في حالة تلك السيدة وافراد عائلتها انها عاشت فترة طويلة في الكويت ولم تحمل جنسيتها مثل مئات الالاف من فئة البدون واجبرتها الظروف على الرحيل،بينما حصلت على الجنسية الاسترالية خلال فترة سنتين من الاقامة الدائمية،وبذلك تكون استراليا وبقية الدول الغربية قد ضربت لنا مثلا نموذجيا في الالتزام الاخلاقي والانساني تجاه اللاجئين والمهاجرين،مع العلم ان الجنسية الغربية هي اكثر قيمة بصورة مطلقة من جميع الجنسيات العربية!...
وفي المقابل لم تلتزم لادينيا ولا اخلاقيا ولا انسانيا ولا حتى جانب رابطة العروبة والقرابة العائلية،كل الدول العربية التي يتواجد فيها فئة البدون على اراضيها ،والذين يعيشون في تلك البلاد منذ عقود طويلة من الزمن.
ليست مشكلة البدون فقط هي التي تنتهك فيها كل الاعراف والمبادئ،بل هناك المجموعات الدينية والعرقية الكثيرة التي تعرضت ومازالت تتعرض لكل الانتهاكات المشينة لحقوقها،ولا ادري كيف يمكن ان تنزل الرحمة الالهية اذا كانت تلك الدول لا ترحم من في الارض!....وهنا الامثلة عديدة ليست فقط فئة البدون في دول الخليج ،بل فئات اخرى كثيرة تعيش حياة من الدرجة الثانية بالقياس الى حياة المجموعات الحاكمة وبصورة مشابهة لحياة البدون،مثل العراق قبل 2003 عندما طرد وقتل مئات الالاف من الشيعة والاكراد بحجج واهية ومختلفة،رغم انهم يعيشون في البلد منذ قرون طويلة!!...وسوريا حيث تنتهك حقوق الاكراد فيها،ومصر تنتهك حقوق الاقباط،والسودان الذي ينتهك حقوق الجنوبيين وسكان دارفور،ودول المغرب العربي التي تنتهك حقوق الاقلية الامازيغية...
الذات الالهية وذات الشعوب تنتهك وبالتالي ليس هنالك معنى من تطبيق هكذا قانون يميز الحاكم عن غيره ويشترك حتى الغرباء في التطبيق عليهم،ورغم ذلك تبقى الكويت افضل من بلاد عربية اخرى تطبق عقوبة الاعدام لمن ينتهك ذات الحاكم ولو بكلمة سيئة في حالة فقدان وعي،وحالاتهم مجهولة لا احد يعلم شيئا عنها....