خلل الدقة:
قبل ظهور الانترنت والثورة المعلوماتية المصاحبة،كنا نعتمد على وسائل الاعلام المطبوعة في استلام المعلومات والتي لا تسمح الظروف في الغالب من التأكد من دقة المعلومات المكتوبة،خاصة اذا كانت المصادر الاخرى التي تورد نفس المعلومات ايضا مطبوعة وبذلك نقع احيانا في حيرة خاصة اذا تضاربت المعلومات حول موضوع ما،وقد نعتمد على بعضها دون الاخر دون التأكد من ايهما صحيحا! هذا قبل الانترنت فما بال اليوم مع وجود الانترنت وسهولة البحث عن معلومة ما ان يستمر العمل بنفس الخطأ،فتلك فضيحة لا يمكن التهاون معها ابدا لانه من السهل جدا على القارئ ان يتأكد من صحة المعلومة من خلال استخدام محركات البحث في الانترنت والتي تعطي المعلومات من خلال كم هائل من المصادر المتنوعة ومن مختلف اللغات،وسوف اذكر لاحقا مثالين قبل ظهور الشبكة المعلوماتية وبعده!...ومن خلال الخبرة نجد ان غالبية وسائل الاعلام العربية لا تتأكد من دقة المعلومات المطبوعة والتي تقوم بنشرها! رغم انه من المفروض ان يكون ذلك واجبا فرضيا لا يمكن الخلاص منه! بل نجد من الشائع انتشار الاخطاء المطبعية دون ان يكون هنالك مصحح لها في مجلات رصينة او تدعي الرصانة فما بالك في العادية!،ويكون من المخجل الذي لا تتورع وسائل الاعلام عن ذكره ونشره هو ان يقوم القراء بتصحيح ما تنشره(مجلة العربي مثالا!)...نعم اذا كان الخطأ نادرا فهو لاغبار عليه،اما ان يكون منتشرا فذلك من الاخطاء الفادحة التي لا يمكن غفرانها...هذا يؤدي الى ان الرسالة الاعلامية تكون مشوهة ولا تهدف الى نشر المعلومة الصحيحة مما يعني انه من الضروري التريث كثيرا والوقوف امام صحتها عند الاطلاع خاصة في ظل التدفق الكثيف للمعلومات حتى لو كانت المعلومة ليست ذات اهمية للقارئ كما يعتقد!...
المثال الاول:
في الثمانينات انتشرت موسيقى البيانو الهادئة العذبة للموسيقار العالمي ريتشارد كلايدرمان،ومازالت لحد الان في المقدمة نظرا لانها تلائم كل الاعمار ولاتختص بفئة ما،بل هي موسيقى عالمية يفهمها الجميع دون اي تعقيدات تذكر!...
لكن انظر للمعلومات التي قرأتها عنه في وسائل الاعلام العربية!...الاسم قلب الى غولدرمان واحيانا مشتقات اخرى بعيدة عن الاسم الحقيقي!،اما جنسية الموسيقار فتغيرت الى المانية!...وبقيت تلك المعلومات اضافة الى اخرى عنه باقية في الذاكرة لفترة طويلة،حتى قمت بالصدفة في الاطلاع على المزيد من المعلومات عنه باللغة الانكليزية،فوجدت المعلومات الاكثر دقة والتي تتناقض تماما امام ما نشر سابقا!.. وقد يكون من الطريف الذكر هنا ان جنسيته هي فرنسية!...في تلك المعلومات البسيطة تكون تلك الاخطاء فما بالك في المعلومات التي هي ذات اهمية كبيرة بالنسبة لنا خاصة في مجالات التاريخ والسياسة والاقتصاد!...
المثال الثاني:
قبل ايام اطلعت على اعداد من مجلة الجيل والتي تصدر في لبنان،وهي من المجلات القيمة ولكنها لا تشذ عن القاعدة في نشر المعلومات الخالية من الدقة!...
ففي العدد 4 نيسان 2009 وفي موضوع مثير حول جريمة بشعة قام بها شاعر مكسيكي منحرف قتل ببشاعة خطيبته ثم اكل جزءا من لحمها بغية كتابة كتاب عن غرائز آكلة لحوم البشر!...الموضوع نشر في الصفحات 58-65 مما يعني ان الموضوع مهم بحيث دعم بالكثير من الصور!...وبعد الانتهاء من قرائته المثيرة،ذهبت الى الانترنت كعادتي للرغبة الذاتية الملحة للحصول على المزيد من المعلومات التفصيلية ثم التأكد مما نشر!،فوجدت معلومات بالطبع اكثر وبمختلف اللغات،ولكن المثير ان الكثير من المعلومات في المجلة هي خاطئة او ناقصة،من قبيل ان الضحية شوهدت اخر مرة يوم 5-11-2007 بينما في الحقيقة قبل ذلك التاريخ بشهر،ثم ذكرت معلومات عن امرأة اخرى دون ان تذكر المجلة شيئا عنها ماعدا صورتها!تبين انها قتلت بنفس الطريقة!.. ولكن الاكثر غرابة ان الجاني الشاعر انتحر يوم 11\12\2007 بينما ذكرت المجلة على عهدة محررها المذكور اسمه انه انتحر يوم 18\3\2008 !! ولا ادري المغزى من ذكر تلك المعلومات الخاطئة دون التأكد من دقتها رغم ان تلك الدقة لا تحتاج سوى الى بضعة دقائق من البحث في الشبكة العنكبوتية ...
هذه الامثلة تنتشر بكثرة في وسائلنا الاعلامية دون ان تجد من يتصدى اليها او دون ان يجد العاملون العبرة في الحذر في نشر المعلومات الخاطئة او المظللة، واكيد الامثلة لاحصر لها،ذكرت اثنان للاختصار والمصادفة!...
قبل ظهور الانترنت والثورة المعلوماتية المصاحبة،كنا نعتمد على وسائل الاعلام المطبوعة في استلام المعلومات والتي لا تسمح الظروف في الغالب من التأكد من دقة المعلومات المكتوبة،خاصة اذا كانت المصادر الاخرى التي تورد نفس المعلومات ايضا مطبوعة وبذلك نقع احيانا في حيرة خاصة اذا تضاربت المعلومات حول موضوع ما،وقد نعتمد على بعضها دون الاخر دون التأكد من ايهما صحيحا! هذا قبل الانترنت فما بال اليوم مع وجود الانترنت وسهولة البحث عن معلومة ما ان يستمر العمل بنفس الخطأ،فتلك فضيحة لا يمكن التهاون معها ابدا لانه من السهل جدا على القارئ ان يتأكد من صحة المعلومة من خلال استخدام محركات البحث في الانترنت والتي تعطي المعلومات من خلال كم هائل من المصادر المتنوعة ومن مختلف اللغات،وسوف اذكر لاحقا مثالين قبل ظهور الشبكة المعلوماتية وبعده!...ومن خلال الخبرة نجد ان غالبية وسائل الاعلام العربية لا تتأكد من دقة المعلومات المطبوعة والتي تقوم بنشرها! رغم انه من المفروض ان يكون ذلك واجبا فرضيا لا يمكن الخلاص منه! بل نجد من الشائع انتشار الاخطاء المطبعية دون ان يكون هنالك مصحح لها في مجلات رصينة او تدعي الرصانة فما بالك في العادية!،ويكون من المخجل الذي لا تتورع وسائل الاعلام عن ذكره ونشره هو ان يقوم القراء بتصحيح ما تنشره(مجلة العربي مثالا!)...نعم اذا كان الخطأ نادرا فهو لاغبار عليه،اما ان يكون منتشرا فذلك من الاخطاء الفادحة التي لا يمكن غفرانها...هذا يؤدي الى ان الرسالة الاعلامية تكون مشوهة ولا تهدف الى نشر المعلومة الصحيحة مما يعني انه من الضروري التريث كثيرا والوقوف امام صحتها عند الاطلاع خاصة في ظل التدفق الكثيف للمعلومات حتى لو كانت المعلومة ليست ذات اهمية للقارئ كما يعتقد!...
المثال الاول:
في الثمانينات انتشرت موسيقى البيانو الهادئة العذبة للموسيقار العالمي ريتشارد كلايدرمان،ومازالت لحد الان في المقدمة نظرا لانها تلائم كل الاعمار ولاتختص بفئة ما،بل هي موسيقى عالمية يفهمها الجميع دون اي تعقيدات تذكر!...
لكن انظر للمعلومات التي قرأتها عنه في وسائل الاعلام العربية!...الاسم قلب الى غولدرمان واحيانا مشتقات اخرى بعيدة عن الاسم الحقيقي!،اما جنسية الموسيقار فتغيرت الى المانية!...وبقيت تلك المعلومات اضافة الى اخرى عنه باقية في الذاكرة لفترة طويلة،حتى قمت بالصدفة في الاطلاع على المزيد من المعلومات عنه باللغة الانكليزية،فوجدت المعلومات الاكثر دقة والتي تتناقض تماما امام ما نشر سابقا!.. وقد يكون من الطريف الذكر هنا ان جنسيته هي فرنسية!...في تلك المعلومات البسيطة تكون تلك الاخطاء فما بالك في المعلومات التي هي ذات اهمية كبيرة بالنسبة لنا خاصة في مجالات التاريخ والسياسة والاقتصاد!...
المثال الثاني:
قبل ايام اطلعت على اعداد من مجلة الجيل والتي تصدر في لبنان،وهي من المجلات القيمة ولكنها لا تشذ عن القاعدة في نشر المعلومات الخالية من الدقة!...
ففي العدد 4 نيسان 2009 وفي موضوع مثير حول جريمة بشعة قام بها شاعر مكسيكي منحرف قتل ببشاعة خطيبته ثم اكل جزءا من لحمها بغية كتابة كتاب عن غرائز آكلة لحوم البشر!...الموضوع نشر في الصفحات 58-65 مما يعني ان الموضوع مهم بحيث دعم بالكثير من الصور!...وبعد الانتهاء من قرائته المثيرة،ذهبت الى الانترنت كعادتي للرغبة الذاتية الملحة للحصول على المزيد من المعلومات التفصيلية ثم التأكد مما نشر!،فوجدت معلومات بالطبع اكثر وبمختلف اللغات،ولكن المثير ان الكثير من المعلومات في المجلة هي خاطئة او ناقصة،من قبيل ان الضحية شوهدت اخر مرة يوم 5-11-2007 بينما في الحقيقة قبل ذلك التاريخ بشهر،ثم ذكرت معلومات عن امرأة اخرى دون ان تذكر المجلة شيئا عنها ماعدا صورتها!تبين انها قتلت بنفس الطريقة!.. ولكن الاكثر غرابة ان الجاني الشاعر انتحر يوم 11\12\2007 بينما ذكرت المجلة على عهدة محررها المذكور اسمه انه انتحر يوم 18\3\2008 !! ولا ادري المغزى من ذكر تلك المعلومات الخاطئة دون التأكد من دقتها رغم ان تلك الدقة لا تحتاج سوى الى بضعة دقائق من البحث في الشبكة العنكبوتية ...
هذه الامثلة تنتشر بكثرة في وسائلنا الاعلامية دون ان تجد من يتصدى اليها او دون ان يجد العاملون العبرة في الحذر في نشر المعلومات الخاطئة او المظللة، واكيد الامثلة لاحصر لها،ذكرت اثنان للاختصار والمصادفة!...