العلامة الموسوعي:
اصبح نادرا في هذا الزمن الذي يوصف بالمتقدم على السابق والذي لم تصل اليه البشرية الا من خلال التراكم العلمي لاسلافنا والذين نبخل حقوقهم وجهودهم ليس فقط من خلال عدم الاشادة بما انجزوه بل في عدم تكملة طريقهم بنفس النشاط والسعي والبذل في العطاء والتضحية بالذات من خلال ندرة من يطلق عليه لقب الموسوعي لندرة من يحوز ملكاتها المتعددة والتي تستحصل بشق الانفس،واذا اطلقت لاتطلق جزافا الا في حالات الادعاء العام الفارغ !...
اما لماذا صعب الان حيازتها بعد كل هذا التقدم في العلوم والفنون والاداب؟!...
السبب الرئيسي هو بمرور الزمن تتقدم العلوم والاداب بحيث تنفصل العلوم والاداب المشتركة عن بعضها البعض الى درجة اصبح العلم الواحد يضم علوم متفرعة وكل علم قائم بحد ذاته! وبذلك اصبح من شبه المستحيل الحيازة الكاملة للعلم الواحد والتخصص فيه! فما بالك في ان يكون الحائز مختصا بعدد كبير منها! بينما في الماضي كان سهلا الجمع بين العلوم والفنون بسبب بداية ظهورها كون البشرية في طور النمو والتوسع وبالتالي يكون من السهل حينها على العقل الواحد الجمع بينها رغم ندرتها ايضا الا ان التوسع في استحصال اكبر عدد من العلوم كان ومايزال منية الطالب المجد المجتهد،وحلما للكسول المبتعد!...لا اطيل!...لانه يوجد بين يدي تعريفا بعلامة موسوعي نادر في هذا الزمان حاز على علوم عدة مع تشرف الكثير من البقاع بحمله والاستفادة من علمه!...ولكن ما يزال هنالك الكثيرين يجهلونه كغيره من النوابغ الذين لايبتغون الا حمل العلم ونشره بين مريديه دون ان يكون لديهم رغبات آنية زائلة تكون حلما لمن يجهل القيم العلمية ولذتها الروحية التي لاتوصف بكلمة او بهمسة او....!
انه العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي...العبقري الموسوعي من السعودية والذي يعيش في مدينة الدمام الان على ساحل الخليج....
ولد العلامة الفضلي في احدى قرى البصرة حيث كان والده احد كبار الفقهاء فيها،عام 1935 من عائلة علمية يلهث ابنائها وراء العلم اينما كان ولايهتمون اي حملة العلم ومريديه للقيود الجغرافية والسياسية التي لامكان لها الا في عقول وقلوب من يضع نفسه في موقف معادي للعقل والمنطق وما ينتج منهما من ابداع لامتناهي لخدمة الحضارة الانسانية المتعددة الجنسيات وبشكلها الرائع!...
رحل الى النجف الاشرف وتتلمذ على يد فطاحل وجهابذة العلوم الدينية والانسانية حتى حاز على درجاتها العليا،ثم رحل الى بغداد ليحصل على الماجستير في علوم اللغة العربية التي اصبح من الفطاحل النادرين المتمكنين من حيازة اسرارها،ولكنه لم يستمر في البقاء هناك بسبب الحملة الهوجاء لنظام البعث المقبور على العلم والعلماء فرحل الى السعودية بلده الاصلي عام 1971 واصبح استاذا جامعيا مرموقا في جدة،ولكنه غادرها الى القاهرة ليكمل مسيرته الاكاديمية والذي انتهى بحصوله على الدكتوراه بجدارة منتصف السبعينات من القرن الماضي،ليرجع الى جدة لممارسة دوره التعليمي في الجامعة والتي قدم لها خدمات جليلة،ثم تحول نهاية الثمانينات الى لندن للتدريس في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية واصبحت كتبه فيها تدرس كمناهج تعليمية عالية المستوى ودقة المحتوى...ومازال لغاية الان رغم كبر سنه طالبا للعلم واستاذا للفضلاء،مع امتلاكه لمواصفات العالم النقي المثالي من تواضع وزهد وطيبة نفس واستقلالية ولم يحصل على تلك المكانة العلمية الرفيعة الا بواسطة صبره ومثابرته وتحمله لمختلف الظروف مع ذكائه المعهود عنه والذي هو ضرورة مكملة لامثاله حتى يبدعوا بما يحبون الابداع فيه ويخرجوا لنا درر عقولهم المكنونة في قالب ذهبي جميل...
تخصص في الكثير من العلوم ولذلك استحق لقب العلامة الموسوعي واضافة الى تخصصه كانت له مؤلفات تشهد له بكونها عالية الجودة ومكتوبة بلغة علمية رصينة مع اسلوب سهل وسلس للطالب والقارئ معا...فقد كان تخصصه الاول في علوم اللغة العربية وآدابها وكانت رسائله الاكاديمية حولها كما اشرف على العديد من الاطروحات الجامعية،ومن ابرز العلوم التي تخصص فيها هي النحو والصرف ومايتفرع منهما وكذلك البلاغة والعروض والادب العربي،وقد ترك آثارا علمية دالة على اعلمية فذة فيها قل نظيرها،اما العلوم الدينية فكانت علوم القرآن بمختلف فروعه،ثم الحديث الشريف واصوله،وكذلك علم الرجال،وعلم الكلام والعقيدة وله في كل هذه الحقول المعرفية العديد من المؤلفات القيمة،اما سيد العلوم الدينية وهو الفقه فقد كان بارعا الى درجة كبيرة في مبادئه واستدلالاته،وله عدة مؤلفات وبعضا منها في عدة مجلدات ضخمة،يستفيد منها جملة من المتخصصين بتلك المعارف ودارسيها،كذلك له باع طويل في اصول الفقه وقد ألف وحقق العديد من المؤلفات حوله...اما في الثقافة الاسلامية العامة فكانت له الكثير من الآثار المطبوعة والتي بينت مدى اتساع ثقافته الموسوعية.
اما العلوم العقلية من منطق وفلسفة فلا تغيب عن امثاله من النوابغ!هذا بالاضافة الى الكثير من المؤلفات المنهجية للصفوف النهائية في الجامعات والحوزات العلمية ومنها في اصول البحث العلمي وتاريخ العلوم وتحقيق التراث...وهو رغم كونه اديبا بارعا الا انه مقل من كتابة الشعر رغم تمكنه من ذلك وهذه صفة منتشرة بين صفوف الكثير من الفقهاء الذين يتمكنون من علوم العربية ويبدعون فيها ولكنهم مقلون في كتابة الشعر او ترديده!..
تمتاز آثاره المطبوعة والمخطوطة بعمق التحليل العلمي وموضوعيته وبساطة في الاسلوب والعرض مع جمال اللغة العربية المستخدمة بأسلوبه النثري البديع...
اختتم القول المختصر حول سيرته بأبيات شعر قيلت فيه،وهو اقل ما يقال فيه!..
هذا هو الفضلي تشهد فضله _______ حوزات شرع رادها ومعاهد
لا زال يتحفها بعلم وافر ________ يرقى به النائي ويسمو القاصد
وبخط الاجيال نهجا طالما_______ جهدت لتعتمه رؤى ومقاصد
اصبح نادرا في هذا الزمن الذي يوصف بالمتقدم على السابق والذي لم تصل اليه البشرية الا من خلال التراكم العلمي لاسلافنا والذين نبخل حقوقهم وجهودهم ليس فقط من خلال عدم الاشادة بما انجزوه بل في عدم تكملة طريقهم بنفس النشاط والسعي والبذل في العطاء والتضحية بالذات من خلال ندرة من يطلق عليه لقب الموسوعي لندرة من يحوز ملكاتها المتعددة والتي تستحصل بشق الانفس،واذا اطلقت لاتطلق جزافا الا في حالات الادعاء العام الفارغ !...
اما لماذا صعب الان حيازتها بعد كل هذا التقدم في العلوم والفنون والاداب؟!...
السبب الرئيسي هو بمرور الزمن تتقدم العلوم والاداب بحيث تنفصل العلوم والاداب المشتركة عن بعضها البعض الى درجة اصبح العلم الواحد يضم علوم متفرعة وكل علم قائم بحد ذاته! وبذلك اصبح من شبه المستحيل الحيازة الكاملة للعلم الواحد والتخصص فيه! فما بالك في ان يكون الحائز مختصا بعدد كبير منها! بينما في الماضي كان سهلا الجمع بين العلوم والفنون بسبب بداية ظهورها كون البشرية في طور النمو والتوسع وبالتالي يكون من السهل حينها على العقل الواحد الجمع بينها رغم ندرتها ايضا الا ان التوسع في استحصال اكبر عدد من العلوم كان ومايزال منية الطالب المجد المجتهد،وحلما للكسول المبتعد!...لا اطيل!...لانه يوجد بين يدي تعريفا بعلامة موسوعي نادر في هذا الزمان حاز على علوم عدة مع تشرف الكثير من البقاع بحمله والاستفادة من علمه!...ولكن ما يزال هنالك الكثيرين يجهلونه كغيره من النوابغ الذين لايبتغون الا حمل العلم ونشره بين مريديه دون ان يكون لديهم رغبات آنية زائلة تكون حلما لمن يجهل القيم العلمية ولذتها الروحية التي لاتوصف بكلمة او بهمسة او....!
انه العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي...العبقري الموسوعي من السعودية والذي يعيش في مدينة الدمام الان على ساحل الخليج....
ولد العلامة الفضلي في احدى قرى البصرة حيث كان والده احد كبار الفقهاء فيها،عام 1935 من عائلة علمية يلهث ابنائها وراء العلم اينما كان ولايهتمون اي حملة العلم ومريديه للقيود الجغرافية والسياسية التي لامكان لها الا في عقول وقلوب من يضع نفسه في موقف معادي للعقل والمنطق وما ينتج منهما من ابداع لامتناهي لخدمة الحضارة الانسانية المتعددة الجنسيات وبشكلها الرائع!...
رحل الى النجف الاشرف وتتلمذ على يد فطاحل وجهابذة العلوم الدينية والانسانية حتى حاز على درجاتها العليا،ثم رحل الى بغداد ليحصل على الماجستير في علوم اللغة العربية التي اصبح من الفطاحل النادرين المتمكنين من حيازة اسرارها،ولكنه لم يستمر في البقاء هناك بسبب الحملة الهوجاء لنظام البعث المقبور على العلم والعلماء فرحل الى السعودية بلده الاصلي عام 1971 واصبح استاذا جامعيا مرموقا في جدة،ولكنه غادرها الى القاهرة ليكمل مسيرته الاكاديمية والذي انتهى بحصوله على الدكتوراه بجدارة منتصف السبعينات من القرن الماضي،ليرجع الى جدة لممارسة دوره التعليمي في الجامعة والتي قدم لها خدمات جليلة،ثم تحول نهاية الثمانينات الى لندن للتدريس في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية واصبحت كتبه فيها تدرس كمناهج تعليمية عالية المستوى ودقة المحتوى...ومازال لغاية الان رغم كبر سنه طالبا للعلم واستاذا للفضلاء،مع امتلاكه لمواصفات العالم النقي المثالي من تواضع وزهد وطيبة نفس واستقلالية ولم يحصل على تلك المكانة العلمية الرفيعة الا بواسطة صبره ومثابرته وتحمله لمختلف الظروف مع ذكائه المعهود عنه والذي هو ضرورة مكملة لامثاله حتى يبدعوا بما يحبون الابداع فيه ويخرجوا لنا درر عقولهم المكنونة في قالب ذهبي جميل...
تخصص في الكثير من العلوم ولذلك استحق لقب العلامة الموسوعي واضافة الى تخصصه كانت له مؤلفات تشهد له بكونها عالية الجودة ومكتوبة بلغة علمية رصينة مع اسلوب سهل وسلس للطالب والقارئ معا...فقد كان تخصصه الاول في علوم اللغة العربية وآدابها وكانت رسائله الاكاديمية حولها كما اشرف على العديد من الاطروحات الجامعية،ومن ابرز العلوم التي تخصص فيها هي النحو والصرف ومايتفرع منهما وكذلك البلاغة والعروض والادب العربي،وقد ترك آثارا علمية دالة على اعلمية فذة فيها قل نظيرها،اما العلوم الدينية فكانت علوم القرآن بمختلف فروعه،ثم الحديث الشريف واصوله،وكذلك علم الرجال،وعلم الكلام والعقيدة وله في كل هذه الحقول المعرفية العديد من المؤلفات القيمة،اما سيد العلوم الدينية وهو الفقه فقد كان بارعا الى درجة كبيرة في مبادئه واستدلالاته،وله عدة مؤلفات وبعضا منها في عدة مجلدات ضخمة،يستفيد منها جملة من المتخصصين بتلك المعارف ودارسيها،كذلك له باع طويل في اصول الفقه وقد ألف وحقق العديد من المؤلفات حوله...اما في الثقافة الاسلامية العامة فكانت له الكثير من الآثار المطبوعة والتي بينت مدى اتساع ثقافته الموسوعية.
اما العلوم العقلية من منطق وفلسفة فلا تغيب عن امثاله من النوابغ!هذا بالاضافة الى الكثير من المؤلفات المنهجية للصفوف النهائية في الجامعات والحوزات العلمية ومنها في اصول البحث العلمي وتاريخ العلوم وتحقيق التراث...وهو رغم كونه اديبا بارعا الا انه مقل من كتابة الشعر رغم تمكنه من ذلك وهذه صفة منتشرة بين صفوف الكثير من الفقهاء الذين يتمكنون من علوم العربية ويبدعون فيها ولكنهم مقلون في كتابة الشعر او ترديده!..
تمتاز آثاره المطبوعة والمخطوطة بعمق التحليل العلمي وموضوعيته وبساطة في الاسلوب والعرض مع جمال اللغة العربية المستخدمة بأسلوبه النثري البديع...
اختتم القول المختصر حول سيرته بأبيات شعر قيلت فيه،وهو اقل ما يقال فيه!..
هذا هو الفضلي تشهد فضله _______ حوزات شرع رادها ومعاهد
لا زال يتحفها بعلم وافر ________ يرقى به النائي ويسمو القاصد
وبخط الاجيال نهجا طالما_______ جهدت لتعتمه رؤى ومقاصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق