الى الامام
لا مجال للتراجع بعد ان انطلقت الثورات في العالم العربي،وكل من يدعو بحسن نية الى ايقافها كحقنا للدماء وغيرها،فهو واهم لان ايقاف اي ثورة معناها افساح المجال للحاكمين في تصفية المعارضين الجدد الذي ظهروا للعلن بطريقة هادئة!.
علينا تذكر ما حصل في الماضي للثورات التي لم تنجح، من ابادة وقمع وحشي لا مثيل له ثم ارهاب الناس لزرع الخوف واقتلاع الامل في التغيير،مثل ثورة 1991 في العراق او الثورات الصغيرة الاخرى في سوريا ومصر والجزائر وغيرها من بلاد العالم الاخرى...فأنتقام الطغاة هو انتقام خائف وجبان ولا يراعي احدا.
ان عدد الشهداء والمعتقلين بعد اخماد الثورة هو اعلى بكثير من عددهم اثناء الثورة وعليه فأن الواجب يقتضي ممارسة الجهاد والنضال في سبيل ازالة هذا الكابوس الذي جثم على صدور الشعوب،ولو كان الخوف من الخسائر سببا لما قامت الثورات من اصلها! .
لقد اثبتت الثورات عن فشل الانظمة في التعامل بأدنى درجات الانسانية مع الثائرين، وقد وصلت الابادة حدا مرعبا كما هو في حالة ليبيا وسوريا اللذان تفوقا في درجة الابادة والتمسك بالسلطة على حال اخوانهم في البلاد الاخرى!.
ان تلك الطريقة الهمجية في التعامل مع الثائرين كانت منذ البداية فاشلة عندما كانت الاحتجاجات صغيرة والمطالب الجماهيرية تتناسب وحجمها الظاهري وكان من الممكن احتواءها والاستفادة من الدروس والعبر،الا ان انعدام الفهم والعجرفة والاستكبار حال دون فهم الواقع الجديد وتدارك الواقع الجديد،فنحن امام ابواب ثورة عالمية في الحرية والعدالة وعامل الزمن هذا سوف يكتسح كل المعاندين والخاملين، ولم تكن هنالك ارادة حقيقية للتغيير عند الحاكمين حتى يمكن ان يقنعوا المتظاهرين بعد ان اتسعت دائرة الاحتجاجات كما ان انعدام المسؤولية الدينية والوطنية والاخلاقية لدى القيادات واجهزتها الامنية حال دون ان يقدموا على تنازلات لصالح المصلحة الوطنية مثل الاستقالة وترك الارادة الشعبية لتختار ما ترغبه،بل ابدت استعدادا للابادة وتنفيذها بدم بارد.
لقد سقطت الاتهامات الهزلية لكل من يخرج عن النظام بالعمالة والعنف والطائفية والانقلاب على الشرعية والتطرف الاسلامي او اليساري الخ من الترهات والاكاذيب التي لا تقنع احدا بعد ان كان الاعلام العربي الرسمي يتشدق بها طوال عقودا طويلة!...كما ان رفض التدخل الدولي بحجة التدخل في الشؤون الداخلية قد اصبح حجة قديمة وتافهة استخدمتها الانظمة للتغطية على جرائمها الوحشية، والاولى لها ان تجد خطابا جديدا يناسب على الاقل عقول اتباعها!.
ان سقوط هذا العدد الهائل من الشهداء الابرياء سوف لن يؤدي الى اخماد الثورات بل سوف يزداد لهيبها ويزداد معه الغضب الشعبي وانتقامه كما ان الصمت العربي الرسمي وحلفاءه مثل روسيا والصين تجاه الثورات هو وصمة عار في جبين تلك الانظمة التي لا تهتم لحقوق الانسان بقدر اهتمامها بالمصالح الاقتصادية!.
لقد طال انتظار انتصار الثورة الثالثة...ولكن طعمها سوف يكون لذيذا لانها جاءت بعد معاناة شديدة وطويلة!.
المجد والخلود للشهداء...والحرية للمعتقلين والنصر للشعوب المستضعفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق