من اسفار المكتبة
من اسفار المكتبة:السفر الرابع
كتاب:الاميرة...قصة الحياة الحقيقية خلف الحجاب...جين ب .ساسون.
الطبعة العربية عام 2000 ويتالف من 290 صفحة من القطع المتوسط...
هذه الطبعة مترجمة عن الاصل الانكليزي وطباعتها غريبة حقا! فهي صادرة عن دار الحرية(مجهول البلد) وبدون عنوان ولا يوجد اذن الترجمة من المؤلف او دار النشر الاصلية كما هو معتاد! بالاضافة الى ان النسخة ذاتها اقرب للطباعة المسروقة ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ما سبق قوله مع نوعية الورق المستخدم الاقرب الى نسخ الآت الطباعة الشخصية،والاكثر غرابة في هذه النسخة هي ان اسم المترجم غير موجود عليها مع ترجمة ركيكة اقرب لترجمة النصوص بواسطة غوغل في الانترنت ! ومزينة بأخطاء املائية ومطبعية لا حصر لها بحيث يمكن القول انها من اغرب الكتب المطبوعة،ويصعب قراءة وفهم بعض العبارات لفقدان بعض الحروف والكلمات الخ من الاخطاء الشائعة فيها ! والكتاب موجود في الانترنت لمن يود تنزيله بصيغة PDF...
قبل البحث في عرض متن الكتاب،ونظرا لان القصة حسب زعم مؤلفتها حقيقية وبأسماء مزيفة لحماية الشخصيات من العقاب او الانتقام في داخل السعودية! ...بحثت في شبكة الانترنت عن اية معلومات تفصيلية واضافية حول المؤلفة وآثارها المطبوعة حتى يمكن ان تعطي لنا صورة واضحة عن مصداقية القصة او اسباب التأليف نظرا للاخطاء الشائعة في المعلومات الموجودة في متن الكتاب...وكما هو متوقع فأن البحث باللغة العربية لا يؤدي الى نتيجة تذكر نتيجة لفقر المعلومات الفادح الموجود في شبكة الانترنت بالمقارنة مع توفرالمعلومات الغزيرة باللغات الاخرى وخاصة اللغة الانكليزية، ويمكن الاستعانة بترجمة النصوص آليا من خلال محرك البحث غوغل للحصول على مزيد من المعلومات حول اي شيء تفتقر اليه المصادر العربية لمن لا يجيد اللغات الاخرى!...
المؤلفة امريكية من مواليد 1947 وتدعي انها عاشت في السعودية بين عامي 1978-1991 وطبعا تتضارب المعلومات كثيرا حول تلك الفترة او كيف تعرفت على تلك الاميرة من الاسرة السعودية الحاكمة والتي تزعم في بعض المقابلات انها في حفلة صاخبة في الغرب!...والغريب ان للمؤلفة جين ساسون اول كتاب اشتهرت به حول غزو الكويت ويتضمن حوارات مع لاجئين كويتيين وصدر فقط بالانكليزية ولاتوجد طبعة عربية! وطبع قبل بدء الحرب ببضعة ايام ووزعت 200 الف نسخة مجانا بواسطة السفارة الكويتية في واشنطن على الجنود الغربيين في الخليج!..وطبعا لا نعلم كيف خلال تلك الفترة القصيرة وهي في السعودية انها التقت اللاجئين في بلاد عربية مجاورة كما ان الكتاب طبع في امريكا بعد ذلك وبسرعة خيالية!...
الملاحظ في مؤلفات ساسون الاخرى ومن ضمنها هذا الكتاب(تعرضت الى دعوى قضائية بحجة سرقة القصة بواسطتها او بواسطة الناشر!) انها تأخذ قصص الاخرين المضطهدين في بلادهم وهي من ثلاث بلدان:الكويت والسعودية والعراق،ثم تقوم بصياغتها بطريقتها الخاصة لتطبعها ككتب بأسمها ولا ندري مدى صحة ما تكتبه او هل تمنح هؤلاء الذين يقصون عليها قصصهم الشخصية التي تتضمن معاناة حقيقية،بعضا من ارباح تلك الكتب خاصة وان بعضها يكون في قمة اكثر الكتب مبيعا في امريكا!؟!...
الغريب انها دخلت العراق عام 1998 في عهد صدام وكتبت كتابين او اكثر عن بعض المعاناة لبعض الاشخاص رغم وجود الكتاب الاول لها!...
ان الكتابة بطريقة ادبية عن اشخاص اخرين وغالبيتهم يكونوا غير ملمين بهكذا نوعية من الطرح الادبي لمشاكلهم الشخصية بل بعضهم قد يكون اميا لا يقرأ ولا يكتب ناهيك عن الامية الثقافية السائدة،هو احد انواع الكتابة الادبية الا انه الاقل في الابداع الذي يكون ناتجا من خيال او واقع المؤلف ذاته! كما انه من السهولة تحريف الحقائق لكي يأتي وفق رغبات المؤلف او الناشر او حسب الظروف الموضوعية مما يعني انه يجب الوقوف بحذر امام هكذا كتب او على الاقل عدم اعتبارها مراجع تاريخية موضوعية في البحوث الاكاديمية!...
قصة الاميرة:
لا يتم فهم الكتاب الا بقرائته الى النهاية لان هناك بعض الملاحق الاضافية التي توضح نهايات ابطال القصة وبصورة مختصرة! كذلك فأن المعلومات المتناثرة في الكتاب حول ترابط ودقة سيرة ابطالها تحتاج الى ذاكرة قوية تدقق لكي تتم المقارنة لغرض البحث عن الدقة وتمحيص المعلومات ويمكن بعد التجميع التأكد من وجود هكذا اشخاص سواء بالنسبة للحكومة او المتابعين للشأن السعودي! ومن خلال القراءة توصلت الى المعلومات التالية التي تعطينا فكرة مبسطة عن القصة بالرغم من عدم وجود هكذا ترتيب في تواريخ القصة المزعومة!...
القصة هي لاميرة سعودية يكون الملك عبد العزيز مؤسس المملكة هو جدها المباشر وهي من مواليد 1956 وتزوجت عام 1972 وابيها تزوج عام 1946 وعمره 20عاما مما يعني انه مواليد 1926 وكان حيا لغاية عام 1991 ومتزوج من عدد من النساء وله قصور في بلاد مختلفة ويفضل الاولاد على البنات كما هي الصورة المرسومة عن بقية الامراء وكبار الاثرياء في السعودية!...كما ان لها عشرة اشقاء كلهم بنات ماعدا ولد واحد مواليد 1954 ومتزوج من اربع نساء كما ان لديه عدد كبير من الخليلات! اضافة الى معلومات اخرى يمكن التوصل اليها من قراءة متن الكتاب.
الاسماء الواردة في النص هي غير حقيقية للحفاظ على شخصيات القصة من العقوبة! ولكن الاسماء المختارة هي غريبة حقا على الاسرة الحاكمة مثل كريم او اسعد او الاغرب اسم علي الذي عادة لا يطلق على ابناء الاسرة!...واسم البطلة هو سلطانة وقصتها تتركز عن معاناة المرأة في السعودية بحيث لا يوجد فرق بين اميرة او انثى من عامة الناس الا في العيش في اماكن مختلفة! ورغم ادعاء المؤلفة ان سلطانة اخذت شهادة الماجستير في الفلسفة عام 1989 الا ان طريقتها في الحياة وحديثها وثقافتها بالاضافة الى عدم وجود دراسة للفلسفة في داخل المملكة يجعل عملية التصديق امرا بالغا الصعوبة!...
تصوير المعاناة كان يصب في الدرجة الاولى على النساء وكيف انهن مخلوقات منبوذات في المجتمع ولا يحق لهن العيش بكرامة برغم من ان الدين الاسلامي منحهن كل الحقوق،ولكن التقاليد البدوية وشيوع الافكار السلفية المتشددة والتي هي واحدة من تفاسير التعاليم الاسلامية،وامتزاجهما معا هو الذي يحكم العلاقات الاجتماعية في داخل السعودية او اي بيئة خارجها وتكون مشابهة لها!...
الحياة في داخل القصور الملكية لا تختلف عن خارجها سوى في البذخ الفاحش الذي تصوره راوية القصة بحيث يمكن عن طريقها تخيل الحجم الكارثي للاموال التي جرى تبذيرها في تلك البلاد منذ بدء انتاج النفط بالضخامة المعروفة عام 1946 ومازالت لحد الان نسبة كبيرة تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية!...
الاميرة هنا كانت محظوظة بعض الشيء بالمقارنة مع اخواتها او بقية النساء من خلال زواجها بأمير مثقف منعته من خلال الضغط بعملية هروبها السرية للغرب عام 1980 من الزواج بأخريات الا انه عوض ذلك بمعاشرة الكثير من العاهرات الغربيات بحيث نقل لها مرض جنسي لم تذكر اسمه عام 1985 ثم ذكرت طريقة لجلب العاهرات من فرنسا بطائرات خاصة اسبوعيا ثم يتم ارجاعهن منهوكات القوى في الاسبوع التالي ولا نعلم مدى صدقية امثال تلك الشائعات!..
كان الاكثر قسوة في تعابيرها هي قصص بعض الفتيات الصغيرات المتزوجات بدون ارادتهن من قبل رجال كبار السن ومتزوجون من اخريات ايضا! وخاصة في المستشفى الذي ولدت فيه ابنها الاول عام 1973 والتي وصفت بطريقة مثيرة للاستنكار البذخ الفاحش في الانفاق على الطاقم الطبي الخاص الخ من النفقات التي ترمز عادة الى اصحابها بالسفه والحمق واللامبالاة والتخلف!...
وكانت من اغرب القصص واكثرها بشاعة هي اعدام فتاة بعمر 13 عاما كانت مكبلة في المستشفى بواسطة المطاوعة لغرض ولادتها حيث اغتصبت من قبل اصدقاء اخوها في منزلها والذين كانوا فاقدي الوعي بسبب المخدرات وحملت منهم ولم يتم تصديق روايتها نظرا لكونها بنت ووحيدة بينما صدقت المحكمة رواية الفتيان القائلة برغبتها ممارسة الجنس معهم جميعا!!...وفي الحقيقة ان القصص المروعة سواء في هذا الكتاب او في غيره حول طريقة المحاكمات او العقوبات الوحشية القاسية وعدم التحقق بصورة كافية لاثبات البراءة والادانة من قبل جهاز الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاكمهم الشرعية هي من الشهرة التي لا تحتاج الى اثبات ولذلك اخذت وسائل الاعلام خاصة بعد الثورة الاعلامية الحديثة في الضغط بشدة على الحكومة السعودية بغية ايقاف تلك الانتهاكات لحقوق الانسان، خاصة وان المشهور كما هو وارد في الكتاب ايضا ان غالبية افراد المطاوعة هم الفاشلون في حياتهم الدراسية والعملية او الفاقدين لمستوى ثقافي او دراسي عالي مما يجعلهم يتوجهون الى هكذا جهاز لا يحتاج الى كفاءة للقبول فيه مما يعني ان الكثير من الاخطاء تعزى الى العاملين فيه واساليبهم الخاطئة في التطبيق!...
بالرغم من تحسن الوضع عن السابق الا ان الانتهاكات السابقة والاخطاء التي وقعت بقيت بدون مراجعة او ردع للقائمين فيها،مما يعني الاستمرارية في حدوثها باقية بالرغم من ضعفها النسبي!...
انتهاكات الخدم هي من الكوارث المستديمة ليس فقط في السعودية بل في الخليج ككل وبلاد عربية اخرى!!...والسرد الموجود في الكتاب لبعض الانتهاكات للخادمات وخاصة من آسيا وتجاهل حكومة السعودية وبلاد الخدم الاصلية لغرض المصلحة المشتركة هو انتهاك فاضح لحقوق الانسان بل هي كارثة اخلاقية عالمية تستمر بدون عقاب!...ومن القصص المخزية(اغلب القصص المذكورة هي لفترة ما قبل الثمانينات) هي قصة الخادمة مادلين والتي اغتصبها مستخدمها فور عودته من الحج مباشرة!! ثم تركها لابنه يفعل بها مايشاء وجاء في الوصف، طريقة عيشها في سكن موحش وبشع دال على مستوى فظيع من الانحطاط الاخلاقي والانساني لبعض أسر هؤلاء الاثرياء!...
وفوق تلك المعاملات القاسية من قبل المستخدمين للخدم،تكون عقوبات ومراقبة اجهزة المراقبة الدينية التي تتهمهم الغالبية ومن ضمنهم الراوية الاميرة بالجهل والتخلف وتفسير احكام الاسلام وفق رؤيتهم الضيقة وفهمهم الضئيل!!...وذكرت الاميرة بعض الامثلة التي تشتهر في السعودية على فلتان الرجال من العقاب او التغاضي عنها بالرغم من تعارضها مع الاسلام وخاصة من ناحية الزنا وشرب الخمر وممارسة المحرمات والتشدد مع النساء الخ في العقوبات...
تحدثت الاميرة عن الحياة وطبيعتها في داخل القصور وخارجها واسهبت كثيرا في وصفها كما تحدثت عن العادات والتقاليد وتمرد البعض عليها!...
تحدثت عن الوضع بعد عام 1990 وكيف دخل الرعب في قلوب الاسرة الحاكمة بعد غزو الكويت،وهي تحدثت عن ان ابناء الاسرة كغيرها من الاسر الحاكمة في البلاد العربية يحتاطون بشدة لحياتهم ومستقبلهم فيما اذا حدث تغيير مفاجئ في الحكم يؤدي الى قتلهم او سجنهم ومصادرة كل ما يمتلكون كما وقع من قبل في بلاد اخرى ولذلك نجد اموالهم وممتلكاتهم موجودة في خارج اوطانهم...وتحدثت الاميرة عن الرعب الذي اجتاح اخوها الاكبر الذي ترك البلاد مع زوجاته بالاضافة الى زوجها واخرون واتهمتهم بالجبن كونهم يتركون بلدهم للغرباء يدافعون عنهم!...
هنالك الكثير من التناقضات سواء في مستوى قبول الافكار الخاطئة لدى الاميرة او في تناقض المؤلفة في نقلها بدون فحص وتدقيق،من قبيل اتهام العراقيين جميعا بالعنف والوحشية حتى في تعاملهم الاسري وهذا ما يفسر رضوخهم لدولة بوليسية حسب تعبيرها!...ولا ادري هل تناست الاميرة العنف والابادة اللذان صاحبا نشوء المملكة منذ ثلاث قرون ولغاية فترات قريبة ثم العنف المستمر الذي ذكرته عن المجتمع السعودي! وكذلك رضوخ بلاد كثيرة اخرى في العالم لانظمة بوليسية وصاحبها انتشار العنف والابادة الجماعية سواء خلال او بعد انتهاء الحقب الديكتاتورية مثل الانظمة الشيوعية الشمولية في اوروبا واسيا!!.. واعطت مثالا مضحكا لكون شخص يجلس معهم في الطاولة وصديق زوجها ويعترف بقتله لوالده بسبب المال ببرودة اعصاب! وقول زوجها ان ذلك شائع عند العراقيين!!...ولا ادري كيف تقبل عقل الاميرة صاحبة الفلسفة او مؤلفة الكتاب الامريكية لتلك الرواية الخرافية! وهل يوجد شعب في العالم يتقبل امر قتل الاب لغرض المال ولا يستنكره او حتى يشاع عنه تلك العادة الغريبة؟! ثم كيف خرج هذا المجرم من العراق الى باريس دون عقوبة في وقت كان ازلام النظام الوحيدين المسموح لهم بالسفر آنذاك!...
تحدثت ايضا في الفصل العشرون عن مظاهرة النساء الشهيرة عام 1990 في سياقة السيارة الممنوعة في المملكة لاسباب واهية! وكيف تعرضن لعقوبات قاسية من قبل اجهزة الدولة الدينية واسرهن!..ويعود السبب الرئيسي في ظهور تلك المظاهرة الدالة على تحدي واضح هو وجود القوات الامريكية في البلاد مع وجود النساء الكويتيات الهاربات من بلادهن واللواتي سمح لهن بالسياقة في داخل السعودية، وبالرغم من مرور عقدين على تلك الحادثة الا ان المنع الفريد من نوعه مازال مستمرا !...
اتهمت الاميرة الدولة بألا يكتسب الجندي السعودي الكفاءة حتى لا ينقلب ضدهم!كذلك ذكرت انهم احسوا بالخجل عندما فروا الجنود الى الخلف بدلا من الامام لقتال العدو وانهم لم يقاتلوا بشجاعة! واضطر الحلفاء الى ابتكار تكتيكات تتضمن الا يتعرض السعوديون للهجوم!(ص 267) ...
الكتاب في مجمله حاوي للكثير من المعلومات الشائعة وايضا الخاطئة بل والمتناقضة ولذلك وجب الحذر من قصص هذه المؤلفة التي في حديثها وسيرتها الكثير من التناقضات! ولكن للشهرة وطرقها فنون وعجائب!...