إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2009/11/30

تغيير الدين بلا برهان!

تغيير الدين بغير برهان! :


هل يمكن لشخص ما ان يغير دينه لغرض عاطفي مطلق وبدون اقتناع تام بالمعتنق الجديد؟!...


نعرف ان تغيير العقائد والاديان يتم بعد مرحلة قد تكون طويلة او قصيرة من المراجعة للذات والمحيط ،وبعدها يتم الاختيار على اساس معين ووفق دراسة طويلة تصل الى نتيجة ان الجديد قد يكون اقوى بالبرهان من المعتقد الوراثي في ما يعتقد به المراجع لحالته...نعم قد تحدث حالات كثيرة من التغيير الديني او فروعه المذهبية او حتى الفكرية من خلال تغليب المصلحة الشخصية وهو اضعف واهون طريق للتغيير لكون الدين يمثل حالة اسمى ولا يمكن وضعه تحت رهون المصالح الشخصية التي تنبثق من الحياة الطبيعية للفرد ومتغيراتها الانية وانغماسها غالبا بالرذائل والشهوات... نعم الدين ينظم الحياة وفق اصول تراعي مصالح الفرد وغرائزه بطريقة منظمة لاتخرج عن الاخلاق المتعارف عليها ولا عن الفطرة الانسانية السليمة...ولكن ما مناسبة الحديث حول هذا الموضوع اليوم؟!...


الجواب: التقيت مصادفة مع عائلة هندية،الزوج هو هندوسي الديانة وزوجته كذلك ولكنها كانت سيخية الديانة قبل الزواج،وعند سؤالي حول الزواج بين اتباع الديانتين في الهند؟...اجابت الزوجة انها تحدث بصورة طبيعية ولكن في الغالب تتغير ديانة الزوجة حسب ديانة الزوج!...وعند السؤال عن حالتها وهل رفضها اهلها او تم التغيير بأقتناع تام؟!...فكانت اجابتها مثيره للانتباه وهي ان التغيير طبيعيا هناك ولا تحدث مشكلات حوله،اما بالنسبة لحالتها فهي انها غيرت لاجل الحب!!بمعنى انها تحب زوجها قبل الزواج وبالتالي غيرت لاجل الحب بعد الزواج وبالتالي ان ذلك التغيير غير خاضع لمبدأ الاقتناع المنطقي نهائيا!...وعند سؤالي لماذا ذلك؟!...قالت ان الحب اهم من الدين وعلى الاقل في حالتها وحسب وجهة نظرها !!...وبما انها فاجئتني بتلك الاجابة،الا انني استدركتها بتساؤل آخر يناقض اجابتها وهو:ما علاقة الدين بالحب وهل يمنع من حدوثه او استمراريته في حالة الاختلاف؟!...فكانت اجابتها هي انها في حالة الاستمرار على دينها الاصلي فأنه من الصعوبة ان تتأقلم مع جو الاسرة الديني وبالتالي ضرورة التغيير ولو بغير حالة الاقتناع وفق الاصول المعروفة وانما لاجل الحب!!...تلك الاجابة الضعيفة جعلتني ارد عليها انه لايوجد مانع بين الاستمرارية في حالة الحب العاطفي مع زوجها وبين البقاء على دينها كما يحدث مع ملايين الاسر وعلى مر العصور، وبالتالي فأن تغيير الدين بتلك الطريقة هو من الدلالة على ضعف الشعور الديني او حتى احترامه سواء لدينه السابق او دينه الجديد!،لانه حالة روحية لا ينبغي اخضاعها لعاطفة متغيرة وحسب رغبات الفرد ونزواته...نعم قد يكون التغيير مع الاقتناع التام بعد الزواج هو امرا طبيعيا لاغبار عليه،لكن ان يكون في حالة الربط العشوائي كما في الحالة السابقة هو امرا مرفوضا ولا يمكن قبوله بمكان!...الحب هو علاقة عاطفية سامية تحدث بين البشر وهي تنقسم الى فروع عديدة قد يكون اشهرها بين الرجل والمرأة وقد يكون جامعا بين البشر لامفرقا او مشجعا على البغض والتنافر! وهو لايقارن بالدين لانه ليس هنالك مجال للمقارنة اساسا! لكون الدين حالة اسمى مختلفة تجمع بين البشر ولاتخضع لرغباتهم الانية،والا فأن القياس بتلك الطريقة يمكن ان يؤدي بنا الى قياس آخر وهو كيف يحدث الحب والزواج بين رجل وأمرأة وان يستمر وهما من منبعين فكريين مختلفين كأن يكون احدهما رأسمالي الفكر والعمل وبين الاخر الذي هو شيوعي الاتجاه!...او بين اسلامي الاتجاه وبين قومي الفكر!...وكما هو معروف من الحالات السابقة من اختلاف يصل الى حد ابادة الاخر في بعض الاحيان!..طبعا كانت تلك التساؤلات والاجابات فوق قدرتها الذهنية رغم تمتعها بمستوى تعليمي عالي وقد بهتت بها ولكنها قد تجعل لها حافزا جديدا للبحث او على الاقل احترام الدين وعدم اخضاعه للعاطفة او الرغبة بلا برهان!...واكيد هنالك من امثالها الكثيرون في عالمنا المعاصر الذي يتميز بالغرابة في كل شيء!...


ولكن يبقى اثر الاديان السماوية الثلاثة اكثر رسوخا وتجذرا في النفس من الاديان الوضعية التي تقترب للفلسفة والحكمة اكثر منها للدين وروحانياته وقدسيته،وهي التي سمحت للفرد في الاحتفاظ بدينه بعد الارتباط،وبذلك حفظت للفرد انسانيته وعقله وحريته في الاختيار....

ليست هناك تعليقات: