جنون التسلح العربي:
التسلح لأي غرض كان هو جنون بحد ذاته!ولايحد من هذا الجنون سوى تحجيم الدوافع الكافية المسببة له،وما عداه فهو تدمير للقدرات المادية والبشرية وبسبق من الاصرار وبنيات مجهولة!..
تقرير مثير:
صدر في بداية ايلول 2009 تقرير للكونغرس الامريكي حول سوق السلاح العالمي لعام 2008 والذي وصل الى 55 مليار دولار منخفضا عن عام 2007 بنسبة 7.6% ولكن المثير هو ارتفاع الصادرات الامريكية بنسبة 50%! لتشكل 68% او 37.8 مليار دولار من سوق الصادرات العالمية بسبب الاتفاقات الكثيرة المعقودة بين امريكا وبين دول مختلفة وخاصة في العالم العربي!...
اغرب شيء في التقرير هو ان الامارات العربية اصبحت الاولى في العالم الثالث بالمشتريات ووصلت الى 9.7مليار دولار تبعتها السعودية الى 8.7 مليار دولار والمغرب الى 5.4 مليار دولار!...مما يعني ان المراتب الثلاثة الاولى هي لبلدان عربية بعيدة كل البعد عن القدرة الكاملة لاستخدام تلك الاسلحة او حتى على ردع الخصوم !...فعلام هذه المشتريات الكارثية؟!...ولأي سبب يوجب شرائها واستخدامها؟!...
اسئلة كثيرة محيرة نفتقد الاجوبة الشافية عليها لعدم وجود مناخ حقيقي من الحرية والديمقراطية في العالم العربي !...
جنون التسلح العربي...الدول الثلاث نموذجا!:
التسلح العربي لايوجه للاعداء المفترضين مثل اسرائيل! ولا يقدر له ان يكون لغرض فرض السيطرة على بقاع اخرى من العالم ولايمكن استخدامها في القمع الداخلي !،وبالتالي ان هذه النفقات الهائلة لتلك البلدان لاتحولها الى بلدان كبرى او على الاقل تجعل لها القوة الكافية في تنفيذ سياساتها المختلفة...ويبقى في النهاية الخوف من كل شيء!... الخوف على بقاء الوطن والسلطة الى بقاء الوضع على ماهو عليه...ولاسبيل للخلاص من هذا الخوف سوى التحرر منه...
الدولة الاولى وهي الامارات العربية والتي تفوقت بالواردات العسكرية على كل بلدان العالم الثالث هي ليست دولة لديها امكانيات بشرية كافية حتى لاستخدامها! فسكانها الاصليون بحدود مليون!وهو رقم بائس تجاه دول كبيرة مجاورة،بل حتى لاتصل الى حجم القوة البشرية لجيوش مجاورة،فأذا يكون هذا الصرف تبذيرا غير عقلاني للمال العام ،فهي ليست قادرة عن مهاجمة الاخرين سواء ايران او السعودية!وليست قادرة على الردع والا لماذا منحت فرنسا قاعدة عسكرية في البلاد ثم عقدها الاتفاقيات الاخرى مع الدول الغربية للحماية؟!...كل تلك الاسلحة سوف تتحول بعد عقدين من الزمن الى خردة لا تجد من يدفنها في اراضيه!هذا في حالة حصول الشيء المستبعد وهو القدرة على الاستخدام والتشغيل!...
اما السعودية وهي التي تتواجد بشكل دائم في قمة الصدارة للواردات العسكرية! فهي مثل الامارات ليست لديها القدرة الكافية على التشغيل بل مازالت لديها كميات كبيرة من الاسلحة المستوردة سابقا غير قادرة على تشغيلها او لم يجدوا الفائدة المناسبة من امتلاكها كما في حالة طائرات الاواكس التي فشلت في كشف ضربة المفاعل النووي العراقي عام 1981 او غزو الكويت عام 1990 وبالتالي لم تجد سوى الدعوة للقوات الاجنبية للدفاع عنها!وهذا يدل ليس فقط على انعدام القدرة على الاستخدام بل حتى على ردع الاعداء المفترضين ! وتبقى القدرة البشرية السعودية وضعف استيعابها لتقنية تلك الاسلحة محدودة الى ادنى مستوى ولفترة طويلة من الزمن...
اما في حالة المغرب والتي هي بلد في امس الحاجة لصرف اموالها المحدودة اساسا في بناء اقتصاد متين يتيح لها مستقبلا عوائد كافية لبناء قدرات عسكرية متينة،نجدها هنا وبغرابة شديدة في مقدمة تلك الدول ! فحتى لو فرضنا ان لديها القدرة البشرية الكاملة للاستفادة والتشغيل الا ان قدرتها على الاستخدام محدودة! فهي لاتستطيع مقارعة اسبانيا المجاورة المنتمية الى حلف شمال الاطلسي والتي تحتل سبتة ومليلة المغربيتان،ولا هي تتوقع مهاجمة الجزائر وموريتانيا لها،وحتى البوليساريو ليست لها القدرة على مجابهة المغرب فضلا عن ان النزاع الصحراوي المسلح متوقف منذ فترة طويلة!...تبقى التساؤلات محيرة ايضا في حالة المغرب الذي يحتاج هذا المبلغ لاستثماره في الصناعة والتي تولد له فوائد جمة وخاصة في امتصاص البطالة الى تقوية اقتصاد البلاد مستقبلا ثم النظر مرة اخرى في حالة احتياج البلاد لمعدات عسكرية...
اذكر في فترة الثمانينات كانت ليبيا الاولى في الاستيراد ثم جاء تقرير مركز الدراسات الاستيراتيجية في لندن ليكشف ان القدرة التشغيلية للطائرات تصل الى 200 طائرة من ضمن 500 طائرة لديها! وبالتالي تحول الموجود لديها الى خردة بمرور الزمن ثم تخلصت منه بأرادتها في بادرة للتقرب من الغرب حتى يلغي الحصار المفروض عليها! وكانت النتيجة فقدان مليارات الدولارات في بناء قدرة عسكرية متهالكة لم يستطع اقتصادها حتى الوقوف على رجليه في دعمها!...
حالة البلاد العربية مع دول اخرى في العالم الثالث ،تثير الاستغراب والدهشة لكون ان المجتمعات العربية في حاجة ماسة لتلك الاموال لبناء اقتصاد متين يشغل القدرات البشرية التي سوف تكون دافعة جديدة للضرائب بدلا من العيش في بطالة تجد نهايتها مع التطرف التكفيري واليساري الذي تحاربه معظم الانظمة العربية دون ان تجفف مصادره وتزيل المسببات له والتي هي مصدره بسياساتها الخاطئة المستمرة دون تعديل او تغيير!!...
صرف مبلغ مليون دولار واحد فقط في مجال السياحة قادر على توفير اكثر من 200 فرصة عمل!...اما في الصناعة فهو قادر على تشغيل 25 فرد! وحسب البلد والفرع الصناعي، وبالتالي ان تلك الاموال لو ضخت فورا وبعقلانية ونزاهة في الاقتصاد لاستطاع الاقتصاد رد الارباح الى مستثمريها كاملة في فترة زمنية لاتتجاوز 5-7 سنين! وبالتالي يمكن شراء اسلحة اكثر تطورا من الحالية وتكون البلاد محتاجة فعليا لها...هذا اذا حصل تطور مثير قد تستغني البلاد العربية على اثره من الحماية الغربية الدائمة لها!...
التسلح لأي غرض كان هو جنون بحد ذاته!ولايحد من هذا الجنون سوى تحجيم الدوافع الكافية المسببة له،وما عداه فهو تدمير للقدرات المادية والبشرية وبسبق من الاصرار وبنيات مجهولة!..
تقرير مثير:
صدر في بداية ايلول 2009 تقرير للكونغرس الامريكي حول سوق السلاح العالمي لعام 2008 والذي وصل الى 55 مليار دولار منخفضا عن عام 2007 بنسبة 7.6% ولكن المثير هو ارتفاع الصادرات الامريكية بنسبة 50%! لتشكل 68% او 37.8 مليار دولار من سوق الصادرات العالمية بسبب الاتفاقات الكثيرة المعقودة بين امريكا وبين دول مختلفة وخاصة في العالم العربي!...
اغرب شيء في التقرير هو ان الامارات العربية اصبحت الاولى في العالم الثالث بالمشتريات ووصلت الى 9.7مليار دولار تبعتها السعودية الى 8.7 مليار دولار والمغرب الى 5.4 مليار دولار!...مما يعني ان المراتب الثلاثة الاولى هي لبلدان عربية بعيدة كل البعد عن القدرة الكاملة لاستخدام تلك الاسلحة او حتى على ردع الخصوم !...فعلام هذه المشتريات الكارثية؟!...ولأي سبب يوجب شرائها واستخدامها؟!...
اسئلة كثيرة محيرة نفتقد الاجوبة الشافية عليها لعدم وجود مناخ حقيقي من الحرية والديمقراطية في العالم العربي !...
جنون التسلح العربي...الدول الثلاث نموذجا!:
التسلح العربي لايوجه للاعداء المفترضين مثل اسرائيل! ولا يقدر له ان يكون لغرض فرض السيطرة على بقاع اخرى من العالم ولايمكن استخدامها في القمع الداخلي !،وبالتالي ان هذه النفقات الهائلة لتلك البلدان لاتحولها الى بلدان كبرى او على الاقل تجعل لها القوة الكافية في تنفيذ سياساتها المختلفة...ويبقى في النهاية الخوف من كل شيء!... الخوف على بقاء الوطن والسلطة الى بقاء الوضع على ماهو عليه...ولاسبيل للخلاص من هذا الخوف سوى التحرر منه...
الدولة الاولى وهي الامارات العربية والتي تفوقت بالواردات العسكرية على كل بلدان العالم الثالث هي ليست دولة لديها امكانيات بشرية كافية حتى لاستخدامها! فسكانها الاصليون بحدود مليون!وهو رقم بائس تجاه دول كبيرة مجاورة،بل حتى لاتصل الى حجم القوة البشرية لجيوش مجاورة،فأذا يكون هذا الصرف تبذيرا غير عقلاني للمال العام ،فهي ليست قادرة عن مهاجمة الاخرين سواء ايران او السعودية!وليست قادرة على الردع والا لماذا منحت فرنسا قاعدة عسكرية في البلاد ثم عقدها الاتفاقيات الاخرى مع الدول الغربية للحماية؟!...كل تلك الاسلحة سوف تتحول بعد عقدين من الزمن الى خردة لا تجد من يدفنها في اراضيه!هذا في حالة حصول الشيء المستبعد وهو القدرة على الاستخدام والتشغيل!...
اما السعودية وهي التي تتواجد بشكل دائم في قمة الصدارة للواردات العسكرية! فهي مثل الامارات ليست لديها القدرة الكافية على التشغيل بل مازالت لديها كميات كبيرة من الاسلحة المستوردة سابقا غير قادرة على تشغيلها او لم يجدوا الفائدة المناسبة من امتلاكها كما في حالة طائرات الاواكس التي فشلت في كشف ضربة المفاعل النووي العراقي عام 1981 او غزو الكويت عام 1990 وبالتالي لم تجد سوى الدعوة للقوات الاجنبية للدفاع عنها!وهذا يدل ليس فقط على انعدام القدرة على الاستخدام بل حتى على ردع الاعداء المفترضين ! وتبقى القدرة البشرية السعودية وضعف استيعابها لتقنية تلك الاسلحة محدودة الى ادنى مستوى ولفترة طويلة من الزمن...
اما في حالة المغرب والتي هي بلد في امس الحاجة لصرف اموالها المحدودة اساسا في بناء اقتصاد متين يتيح لها مستقبلا عوائد كافية لبناء قدرات عسكرية متينة،نجدها هنا وبغرابة شديدة في مقدمة تلك الدول ! فحتى لو فرضنا ان لديها القدرة البشرية الكاملة للاستفادة والتشغيل الا ان قدرتها على الاستخدام محدودة! فهي لاتستطيع مقارعة اسبانيا المجاورة المنتمية الى حلف شمال الاطلسي والتي تحتل سبتة ومليلة المغربيتان،ولا هي تتوقع مهاجمة الجزائر وموريتانيا لها،وحتى البوليساريو ليست لها القدرة على مجابهة المغرب فضلا عن ان النزاع الصحراوي المسلح متوقف منذ فترة طويلة!...تبقى التساؤلات محيرة ايضا في حالة المغرب الذي يحتاج هذا المبلغ لاستثماره في الصناعة والتي تولد له فوائد جمة وخاصة في امتصاص البطالة الى تقوية اقتصاد البلاد مستقبلا ثم النظر مرة اخرى في حالة احتياج البلاد لمعدات عسكرية...
اذكر في فترة الثمانينات كانت ليبيا الاولى في الاستيراد ثم جاء تقرير مركز الدراسات الاستيراتيجية في لندن ليكشف ان القدرة التشغيلية للطائرات تصل الى 200 طائرة من ضمن 500 طائرة لديها! وبالتالي تحول الموجود لديها الى خردة بمرور الزمن ثم تخلصت منه بأرادتها في بادرة للتقرب من الغرب حتى يلغي الحصار المفروض عليها! وكانت النتيجة فقدان مليارات الدولارات في بناء قدرة عسكرية متهالكة لم يستطع اقتصادها حتى الوقوف على رجليه في دعمها!...
حالة البلاد العربية مع دول اخرى في العالم الثالث ،تثير الاستغراب والدهشة لكون ان المجتمعات العربية في حاجة ماسة لتلك الاموال لبناء اقتصاد متين يشغل القدرات البشرية التي سوف تكون دافعة جديدة للضرائب بدلا من العيش في بطالة تجد نهايتها مع التطرف التكفيري واليساري الذي تحاربه معظم الانظمة العربية دون ان تجفف مصادره وتزيل المسببات له والتي هي مصدره بسياساتها الخاطئة المستمرة دون تعديل او تغيير!!...
صرف مبلغ مليون دولار واحد فقط في مجال السياحة قادر على توفير اكثر من 200 فرصة عمل!...اما في الصناعة فهو قادر على تشغيل 25 فرد! وحسب البلد والفرع الصناعي، وبالتالي ان تلك الاموال لو ضخت فورا وبعقلانية ونزاهة في الاقتصاد لاستطاع الاقتصاد رد الارباح الى مستثمريها كاملة في فترة زمنية لاتتجاوز 5-7 سنين! وبالتالي يمكن شراء اسلحة اكثر تطورا من الحالية وتكون البلاد محتاجة فعليا لها...هذا اذا حصل تطور مثير قد تستغني البلاد العربية على اثره من الحماية الغربية الدائمة لها!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق