انتخابات العالم العربي:النموذج اللبناني
يتوجه اللبنانيون في داخل بلادهم الى اختيار نوابهم في المجلس النيابي،ومهما قيل في تلك التجربة والتي تعتبر حرة وديمقراطية الى حد ما،وتتقدم على دول كثيرة من العالم العربي،فأنها غير صحيحة وسليمة بكل معنى الكلمة،وسوف تنتج برلمان يبقى مشوها الى الابد مادامت الارادة الحرة مكبلة بقيود الاقطاعية السياسية والمصالح الانية دون آدنى اهتمام لمصلحة الوطن الذي يحتاج الى ابناءه جميعا بدون استثناء وفق قاعدة المساواة والعدالة بينهم....
ولكن اي مساواة واي عدالة؟!...ولبنان محروم منذ عقود طويلة من الزمن من اجراء احصاء سكاني يبين حجم السكان وطوائفه المتعددة،بحجة ان بعض الطوائف لاتقبل بذلك...فهل يعقل ان يقسم البرلمان مناصفة بين المسلمين الذين يشكلون نسبة 67% وبين المسيحيين الذين يشكلون نسبة 33% !!...
هل هذه الحرية والعدالة؟! ونحن نرى التقسيم ناتج من فقدان لبعض الطوائف لحجمها السكاني بسبب قلة التكاثر الطبيعي وبسبب الهجرة الخارجية ايضا.
هل العدالة ان نرى الموارنة وهم الان الطائفة الثالثة في البلاد بعد الشيعة والسنة،ولهم الحصة الكبرى في البرلمان؟! بالتأكيد كلا!...
اذا اريد للبنان ان يكون وطنا حرا لجميع ابناءه وجب عليه ان يقوم بأحصاء سكاني شامل ثم يقوم بأجراء الانتخابات وفق قانون يمنع المحاصصة الطائفية والا فأن المشاكل سوف تبقى في البلاد الى أجل بعيد،وان تخرج المناصب من دائرة المحاصصة حتى يجعل الطفل الصغير مهما كانت طائفته يحلم ان يكون رئيسا للجمهورية او الحكومة او البرلمان،اما ان تقسم المقاعد مناصفة وتوزع الحقائب الوزارية فذلك خطأ فاحش يأباه العقل والمنطق.
ولذلك فأن اتباع التيارين الرئيسيين في البلاد سوف يبقيان الحالة الراكدة للعمل السياسي من خلال عدم حصول الاغلبية الشعبية على حقوقها الكاملة مادامت التفرقة موجودة في عدد النواب لكل طائفة في البلاد.
الوراثة السياسية:
الخطورة الثانية على لبنان وعلى كل بلاد العالم الثالث،هي الوراثة السياسية الناتجة عن انتقال الزعامة السياسية من الاب الى احد افراد عائلته دون ادنى اعتبار للمواصفات والمزايا التي يتمتع بها الموروث.
هذه المشكلة هي من الصعوبة انه لا يمكن تحقيق تقدم في البلاد الا بأزالة تلك العوائل الاقطاعية السياسية والتي تتحكم بمصائر الشعب الذي هو مع الاسف الشديد ورغم قدراته العالية في التحصيل العلمي والانفتاح الخارجي الا انه ما زال في قمة التخلف السياسي،ومن من ؟!..قادة لايملكون مواصفات اتباعهم،ولكن توفر المال والنفوذ السياسي مع الجهل والتخلف الفكري هوالذي يجعل الانسان اللبناني يخضع بسهولة الى هؤلاء القادة الذين يتنافسون فيما بينهم الى مقدرات البلاد الى درجة التصادم الدموي والذي سبب حربا اهلية اهلكت الجميع ودمرت بلدهم.
مهما كانت مواصفات القائد السياسي ومهما كانت مبادئه فمن الخطأ الفاحش الذي يصل حد الغباء في اختيار خليفة له من افراد عائلته.
وامامنا نماذج لا تستحق ان تحكم او تتزعم يوما واحد فكيف عقود طويلة من الزمن في ضيعهم سواء الخاصة او العامة. انه انحدار فظيع للعقل الجمعي اللبناني عندما يختار وبمحض ارادته قادته السياسيين الصغار رغم توفر القابليات القيادية المذهلة لدى شرائح شعبية واسعة،ومهما كانت الحجة في ذلك الاختيار او في التبعية العمياء وكأن الجموع البشرية كقطيع الاغنام تقاد الى محرقتها المتمثلة بالفساد الناتج من تلك الفوضى السياسية التي تستند على الطائفية والوراثة السياسية المقيتة،فأن العقل المختار مدعو الى محكمة تاريخية تظهر كل فساده وانحداره الى ذلك المستوى الوضيع...
عندما نرى في الجانبين ابناء الوراثة السياسية وهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وامين الجميل وسليمان فرنجية وآخرون،يصاب الانسان بالغثيان من تلك الوجوه التي لو فرضت العدالة والمساواة على الجميع لما اختيروا ولو بعد الف عام! فكيف يمكن تفضيلهم على الاخرون وعن طريق مؤازرة اتباع يصل بعضهم الى اعلى المراتب العلمية او الادبية!!..
بينما في الجهة الاخرى نرى البعض قد وصلت الزعامة اليه بجدارة وكانت المواصفات والنشاط السياسي والعمل الدؤوب هو الذي اوصلهم الى تلك المكانة العالية من قبيل السيد نصر الله وغالبية قادة حزبه،ونبيه بري رئيس المجلس الحالي،وميشيل عون وغيرهم ولكنهم اقلية وسط وطن يورث الزعامة السياسية !! والتصادم بين الزعامات المتوارثة هو اكثر عددا ودموية فيما بينها او مع الزعامات الاخرى بينما في داخل الزعامات الوليدة فأنه يقل عدد التصادمات فيما بينها نسبيا.
لبنان يحتاج الى ثورة ذاتية للخلاص من الوراثة السياسية وآثارها المدمرة على المجتمع ككل،كذلك فهو ايضا محتاج الى عمل نشيط لتخليصه من الطائفية السياسية وتقسيماتها والتي تحاول جذب اكبر عدد من الناخبين الى صفوفها دون ادنى اعتبار لمصلحة الوطن ككل....
يتوجه اللبنانيون في داخل بلادهم الى اختيار نوابهم في المجلس النيابي،ومهما قيل في تلك التجربة والتي تعتبر حرة وديمقراطية الى حد ما،وتتقدم على دول كثيرة من العالم العربي،فأنها غير صحيحة وسليمة بكل معنى الكلمة،وسوف تنتج برلمان يبقى مشوها الى الابد مادامت الارادة الحرة مكبلة بقيود الاقطاعية السياسية والمصالح الانية دون آدنى اهتمام لمصلحة الوطن الذي يحتاج الى ابناءه جميعا بدون استثناء وفق قاعدة المساواة والعدالة بينهم....
ولكن اي مساواة واي عدالة؟!...ولبنان محروم منذ عقود طويلة من الزمن من اجراء احصاء سكاني يبين حجم السكان وطوائفه المتعددة،بحجة ان بعض الطوائف لاتقبل بذلك...فهل يعقل ان يقسم البرلمان مناصفة بين المسلمين الذين يشكلون نسبة 67% وبين المسيحيين الذين يشكلون نسبة 33% !!...
هل هذه الحرية والعدالة؟! ونحن نرى التقسيم ناتج من فقدان لبعض الطوائف لحجمها السكاني بسبب قلة التكاثر الطبيعي وبسبب الهجرة الخارجية ايضا.
هل العدالة ان نرى الموارنة وهم الان الطائفة الثالثة في البلاد بعد الشيعة والسنة،ولهم الحصة الكبرى في البرلمان؟! بالتأكيد كلا!...
اذا اريد للبنان ان يكون وطنا حرا لجميع ابناءه وجب عليه ان يقوم بأحصاء سكاني شامل ثم يقوم بأجراء الانتخابات وفق قانون يمنع المحاصصة الطائفية والا فأن المشاكل سوف تبقى في البلاد الى أجل بعيد،وان تخرج المناصب من دائرة المحاصصة حتى يجعل الطفل الصغير مهما كانت طائفته يحلم ان يكون رئيسا للجمهورية او الحكومة او البرلمان،اما ان تقسم المقاعد مناصفة وتوزع الحقائب الوزارية فذلك خطأ فاحش يأباه العقل والمنطق.
ولذلك فأن اتباع التيارين الرئيسيين في البلاد سوف يبقيان الحالة الراكدة للعمل السياسي من خلال عدم حصول الاغلبية الشعبية على حقوقها الكاملة مادامت التفرقة موجودة في عدد النواب لكل طائفة في البلاد.
الوراثة السياسية:
الخطورة الثانية على لبنان وعلى كل بلاد العالم الثالث،هي الوراثة السياسية الناتجة عن انتقال الزعامة السياسية من الاب الى احد افراد عائلته دون ادنى اعتبار للمواصفات والمزايا التي يتمتع بها الموروث.
هذه المشكلة هي من الصعوبة انه لا يمكن تحقيق تقدم في البلاد الا بأزالة تلك العوائل الاقطاعية السياسية والتي تتحكم بمصائر الشعب الذي هو مع الاسف الشديد ورغم قدراته العالية في التحصيل العلمي والانفتاح الخارجي الا انه ما زال في قمة التخلف السياسي،ومن من ؟!..قادة لايملكون مواصفات اتباعهم،ولكن توفر المال والنفوذ السياسي مع الجهل والتخلف الفكري هوالذي يجعل الانسان اللبناني يخضع بسهولة الى هؤلاء القادة الذين يتنافسون فيما بينهم الى مقدرات البلاد الى درجة التصادم الدموي والذي سبب حربا اهلية اهلكت الجميع ودمرت بلدهم.
مهما كانت مواصفات القائد السياسي ومهما كانت مبادئه فمن الخطأ الفاحش الذي يصل حد الغباء في اختيار خليفة له من افراد عائلته.
وامامنا نماذج لا تستحق ان تحكم او تتزعم يوما واحد فكيف عقود طويلة من الزمن في ضيعهم سواء الخاصة او العامة. انه انحدار فظيع للعقل الجمعي اللبناني عندما يختار وبمحض ارادته قادته السياسيين الصغار رغم توفر القابليات القيادية المذهلة لدى شرائح شعبية واسعة،ومهما كانت الحجة في ذلك الاختيار او في التبعية العمياء وكأن الجموع البشرية كقطيع الاغنام تقاد الى محرقتها المتمثلة بالفساد الناتج من تلك الفوضى السياسية التي تستند على الطائفية والوراثة السياسية المقيتة،فأن العقل المختار مدعو الى محكمة تاريخية تظهر كل فساده وانحداره الى ذلك المستوى الوضيع...
عندما نرى في الجانبين ابناء الوراثة السياسية وهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وامين الجميل وسليمان فرنجية وآخرون،يصاب الانسان بالغثيان من تلك الوجوه التي لو فرضت العدالة والمساواة على الجميع لما اختيروا ولو بعد الف عام! فكيف يمكن تفضيلهم على الاخرون وعن طريق مؤازرة اتباع يصل بعضهم الى اعلى المراتب العلمية او الادبية!!..
بينما في الجهة الاخرى نرى البعض قد وصلت الزعامة اليه بجدارة وكانت المواصفات والنشاط السياسي والعمل الدؤوب هو الذي اوصلهم الى تلك المكانة العالية من قبيل السيد نصر الله وغالبية قادة حزبه،ونبيه بري رئيس المجلس الحالي،وميشيل عون وغيرهم ولكنهم اقلية وسط وطن يورث الزعامة السياسية !! والتصادم بين الزعامات المتوارثة هو اكثر عددا ودموية فيما بينها او مع الزعامات الاخرى بينما في داخل الزعامات الوليدة فأنه يقل عدد التصادمات فيما بينها نسبيا.
لبنان يحتاج الى ثورة ذاتية للخلاص من الوراثة السياسية وآثارها المدمرة على المجتمع ككل،كذلك فهو ايضا محتاج الى عمل نشيط لتخليصه من الطائفية السياسية وتقسيماتها والتي تحاول جذب اكبر عدد من الناخبين الى صفوفها دون ادنى اعتبار لمصلحة الوطن ككل....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق