يعتبر ليون تروتسكي(1879-1940) احد ابرز قادة الثورة الروسية عام 1917 وهو الرجل الثاني بعد لينين،وكان من المتوقع ان يخلف لينين في قيادة الدولة والحزب،لكن سيطرة ستالين على مقاليد الحزب ثم بعد ذلك الدولة،مستخدما كل الوسائل الغير مشروعة،ومن ضمنها اخفاء وصية لينين بابعاده من قيادة الحزب،ادى الى ابعاد تروتسكي ثم نفيه خارج البلاد،فظل مطاردا حتى استقر في المكسيك التي اغتيل فيها على يد عميل لستالين بطريقة بشعة عام 1940.
كتب تروتسكي عدة كتب ودراسات وعدد كبير من المقالات،وقد اسهمت ابداعاته الفكرية بالاضافة الى مشاركته البارزة في الثورة الروسية،الى تأسيس تيار فكري سياسي كبير في الحركة الشيوعية،سمي باسمه ومازال تياره موجودا،بينما لايوجد اي تيار فكري بأسم قاتله ستالين،رغم وجود من يسمون انفسهم بالستاليين،وهم اقلية ضئيلة جدا لا يعتنى بها،ومن الاسباب المهمة في ذلك هو الضعف الفكري والتنظيري لجوزيف ستالين،بالاضافة الى جرائمة الكبيرة التي تبعد كل من يجروء على القول انه مؤيد له.
يعتقد تروتسكي ومعه الكثير من الماركسيين،ان الثورة تعني تغييرا في النظام الاجتماعي،بمعنى انها تنتقل من طبقة نافذة الى طبقة متعبة منهكة،والثورة تشكل اللحظة الحاسمة في الصراع بين الطبقتين،ولكي تنتصر الطبقة المسحوقة،فلابد لها من وجود مجموعة طليعية مثقفة تقود تيار الثورة وتستطيع ان تجمع تحت قيادتها كل طبقات الشعب المسحوقة.
ولذلك في رايه ان الثورة ليست فقط تغيير سياسي او اقتصادي،وانما تغيير شامل في المجتمع في بنائه الفوقي والتحتي.فالثورة ليست كالطبيعة بل انها تختلف عنها لانها من صنع البشر،الا ان البشر في الثورة يتصرفون تحت ظروف اجتماعية قاهرة ليست من اختيارهم بل موروثة من الماضي،وبذلك تكون القوة الخفية المسيرة للثورة،ولهذا السبب لوحده للثورة قوانينها الخاصة.
الفعل الحماسي للشعب الثائر هو المسير للثورة،وهو تعبير عن الغضب الشعبي من السلطة الحاكمة التي تفشل في حل مشاكل الشعب،ولذلك يجب على الطبقة التقدمية طرح نفسها لحل مشاكل السلطة.
تنتظم الطبقة التقدمية في حزب،ويقصد بها المجموعة المثقفة التي تنظر للعمل المسلح او المعارضة،واذا لم تنتظم سياسيا في تنظيم فلا يتوقع للثورة ان تنجح،فالحزب هو المحرك الفعلي للثورة،والذي يكسب الجماهير الى جانبه في صراعه ضد النظام،ومن خلال عمله يستطيع قيادة الثورة الى النصر وبناء نظام سياسي جديد مرتكز على اسس تختلف جذريا عن السابق.
انتصار الثورة الروسية يعتبر بحق تحديا للفكر الماركسي كون الثورة انتصرت في بلد متخلف ويشكل الفلاحون غالبية سكانه،وقد حاول تروتسكي مع لينين حل ذلك بالقول ان روسيا هي جزء من النظام الاقتصادي العالمي،وهو على شكل سلسلة وروسيا تشكل اضعفها مما ادى الى انتصار الثورة،وفي رأي ان ذلك عجز فكري لان الثورة تخضع لعوامل عديدة،والتفسير الماركسي السابق بان الثورة تنجح بعد ان تصل الراسمالية الى اعلى مراحلها،لم يتحقق مما ادى الى وجود ضعف واضح في التفسير الماركسي الذي يبرر اتباعه حسب الظروف المستجدة ويخضعون نظرياتهم تبعا لذلك،وليس العكس ،والوصول الى الحكم لم يتم الا بالقوة والبطش والارهاب،لانه يصعب عليهم الوصول الى الحكم عن طريق الاقتراع الشعبي نظرا لديكتاتورية الحزب الشيوعي.
ومن ابرز افكار تروتسكي هي الثورة الدائمة والتي وضعها قبل الثورة بوقت طويل،بمعنى ان النظام الاشتراكي لا يستقر في بلد ما اذا لم يقم بواجبه في مساعدة الشعوب الاخرى للسيطرة على الحكم،لان الانظمة المعادية سوف لن تهدأ اذا لم تسحق الثورة الاشتركية،ولذلك فان نجاح الثورة في بلد واحد سوف لن يكون المحطة الاخيرة في قطارها،بل هو المحطة الاولى .
الثورة الروسية خضعت لعوامل عديدة مما سهل عليها انتصارها،ورغم محاولة الشيوعيين اخضاعها لنظريتهم المتحركة،فان ظروفها الموضوعية يمكن من خلالها معرفة الحقيقة وراء نجاحها،فالحرب ضد المانيا قد استنزفت النظام القيصري ماديا وبشريا،وجعلت غالبية الشعب في تذمر وسخط شديدين من النظام،وساعد في ذلك تخلف روسيا الاقتصادي قبل الحرب،وتحويل عدد كبير من الفلاحين الى جنود مما سبب في تخلف الانتاج الزراعي،والذي سبب مجاعة مدمرة،كذلك احتلال المانيا لمساحات شاسعة من البلاد،وتدهور معنويات الجيش،واستشراء الفساد في الدولة،وخاصة سيطرة المشعوذ راسبوتين على اسرة القيصر،من ابرز العوامل،وكذلك ضعف الاحزاب غير الاشتراكية والصراع الداخلي فيما بينها،وايضا ضعف التنظيم وسريته كما هو موجود لدى البلاشفة،ساعد في استغلال فرصة تدهور الوضع الامني والسياسي في القفز على الحكم،ولم يشكل الحزب سوى اقلية ولكن لها مؤيدين في الجيش والمجالس المحلية في العاصمة والمدن الكبرى ومنظمين جيدا مستخدمين اسلوب السرية في العمل السياسي كذلك وجود المشكلة القومية نظرا لتعدد قوميات الشعب وسيطرة القومية الروسية عليها مما سبب في نقمة شديدة من قبل الاغلبية،كل هذه الاسباب واسباب اخرى لا يتسع المجال لها،ادت الى نشوب الثورة وسيطرة البلاشفة عليها،ورغم ذلك لا يمكن للثورة ان تتحقق الا بفضل الوحشية المفرطة مع الخصوم،وبعد استقرارها،اقامت دولة بوليسية تحكم بالارهاب والقوة دولة متعددة الاطراف.
تروتسكي كبقية الشيوعيين يحول تبرير الثورة وفق منطقهم ولكن وفق مساحة قليلة من الاختلاف،وهو في نفس الوقت يعترف باخطاء الثورة وخاصة المجاعات المروعة التي راح ضحيتها الملايين،ثم حملات التطهير السياسي والعرقي التي ترقى الى الابادة الجماعية.
يبقى تروتسكي المفكر الابرز بعد لينين في الثورة،وطرده من الحزب بأمر من ستالين ثم نفيه واغتياله بعد ذلك،ساعد على بقاء صورته بيضاء امام العديد من الشيوعيين وغيرهم،ورغم الثغرات في نظرياته كبقية المفكرين الا انها تبقى محاولة فكرية لتفسير الثورة.
كتب تروتسكي عدة كتب ودراسات وعدد كبير من المقالات،وقد اسهمت ابداعاته الفكرية بالاضافة الى مشاركته البارزة في الثورة الروسية،الى تأسيس تيار فكري سياسي كبير في الحركة الشيوعية،سمي باسمه ومازال تياره موجودا،بينما لايوجد اي تيار فكري بأسم قاتله ستالين،رغم وجود من يسمون انفسهم بالستاليين،وهم اقلية ضئيلة جدا لا يعتنى بها،ومن الاسباب المهمة في ذلك هو الضعف الفكري والتنظيري لجوزيف ستالين،بالاضافة الى جرائمة الكبيرة التي تبعد كل من يجروء على القول انه مؤيد له.
يعتقد تروتسكي ومعه الكثير من الماركسيين،ان الثورة تعني تغييرا في النظام الاجتماعي،بمعنى انها تنتقل من طبقة نافذة الى طبقة متعبة منهكة،والثورة تشكل اللحظة الحاسمة في الصراع بين الطبقتين،ولكي تنتصر الطبقة المسحوقة،فلابد لها من وجود مجموعة طليعية مثقفة تقود تيار الثورة وتستطيع ان تجمع تحت قيادتها كل طبقات الشعب المسحوقة.
ولذلك في رايه ان الثورة ليست فقط تغيير سياسي او اقتصادي،وانما تغيير شامل في المجتمع في بنائه الفوقي والتحتي.فالثورة ليست كالطبيعة بل انها تختلف عنها لانها من صنع البشر،الا ان البشر في الثورة يتصرفون تحت ظروف اجتماعية قاهرة ليست من اختيارهم بل موروثة من الماضي،وبذلك تكون القوة الخفية المسيرة للثورة،ولهذا السبب لوحده للثورة قوانينها الخاصة.
الفعل الحماسي للشعب الثائر هو المسير للثورة،وهو تعبير عن الغضب الشعبي من السلطة الحاكمة التي تفشل في حل مشاكل الشعب،ولذلك يجب على الطبقة التقدمية طرح نفسها لحل مشاكل السلطة.
تنتظم الطبقة التقدمية في حزب،ويقصد بها المجموعة المثقفة التي تنظر للعمل المسلح او المعارضة،واذا لم تنتظم سياسيا في تنظيم فلا يتوقع للثورة ان تنجح،فالحزب هو المحرك الفعلي للثورة،والذي يكسب الجماهير الى جانبه في صراعه ضد النظام،ومن خلال عمله يستطيع قيادة الثورة الى النصر وبناء نظام سياسي جديد مرتكز على اسس تختلف جذريا عن السابق.
انتصار الثورة الروسية يعتبر بحق تحديا للفكر الماركسي كون الثورة انتصرت في بلد متخلف ويشكل الفلاحون غالبية سكانه،وقد حاول تروتسكي مع لينين حل ذلك بالقول ان روسيا هي جزء من النظام الاقتصادي العالمي،وهو على شكل سلسلة وروسيا تشكل اضعفها مما ادى الى انتصار الثورة،وفي رأي ان ذلك عجز فكري لان الثورة تخضع لعوامل عديدة،والتفسير الماركسي السابق بان الثورة تنجح بعد ان تصل الراسمالية الى اعلى مراحلها،لم يتحقق مما ادى الى وجود ضعف واضح في التفسير الماركسي الذي يبرر اتباعه حسب الظروف المستجدة ويخضعون نظرياتهم تبعا لذلك،وليس العكس ،والوصول الى الحكم لم يتم الا بالقوة والبطش والارهاب،لانه يصعب عليهم الوصول الى الحكم عن طريق الاقتراع الشعبي نظرا لديكتاتورية الحزب الشيوعي.
ومن ابرز افكار تروتسكي هي الثورة الدائمة والتي وضعها قبل الثورة بوقت طويل،بمعنى ان النظام الاشتراكي لا يستقر في بلد ما اذا لم يقم بواجبه في مساعدة الشعوب الاخرى للسيطرة على الحكم،لان الانظمة المعادية سوف لن تهدأ اذا لم تسحق الثورة الاشتركية،ولذلك فان نجاح الثورة في بلد واحد سوف لن يكون المحطة الاخيرة في قطارها،بل هو المحطة الاولى .
الثورة الروسية خضعت لعوامل عديدة مما سهل عليها انتصارها،ورغم محاولة الشيوعيين اخضاعها لنظريتهم المتحركة،فان ظروفها الموضوعية يمكن من خلالها معرفة الحقيقة وراء نجاحها،فالحرب ضد المانيا قد استنزفت النظام القيصري ماديا وبشريا،وجعلت غالبية الشعب في تذمر وسخط شديدين من النظام،وساعد في ذلك تخلف روسيا الاقتصادي قبل الحرب،وتحويل عدد كبير من الفلاحين الى جنود مما سبب في تخلف الانتاج الزراعي،والذي سبب مجاعة مدمرة،كذلك احتلال المانيا لمساحات شاسعة من البلاد،وتدهور معنويات الجيش،واستشراء الفساد في الدولة،وخاصة سيطرة المشعوذ راسبوتين على اسرة القيصر،من ابرز العوامل،وكذلك ضعف الاحزاب غير الاشتراكية والصراع الداخلي فيما بينها،وايضا ضعف التنظيم وسريته كما هو موجود لدى البلاشفة،ساعد في استغلال فرصة تدهور الوضع الامني والسياسي في القفز على الحكم،ولم يشكل الحزب سوى اقلية ولكن لها مؤيدين في الجيش والمجالس المحلية في العاصمة والمدن الكبرى ومنظمين جيدا مستخدمين اسلوب السرية في العمل السياسي كذلك وجود المشكلة القومية نظرا لتعدد قوميات الشعب وسيطرة القومية الروسية عليها مما سبب في نقمة شديدة من قبل الاغلبية،كل هذه الاسباب واسباب اخرى لا يتسع المجال لها،ادت الى نشوب الثورة وسيطرة البلاشفة عليها،ورغم ذلك لا يمكن للثورة ان تتحقق الا بفضل الوحشية المفرطة مع الخصوم،وبعد استقرارها،اقامت دولة بوليسية تحكم بالارهاب والقوة دولة متعددة الاطراف.
تروتسكي كبقية الشيوعيين يحول تبرير الثورة وفق منطقهم ولكن وفق مساحة قليلة من الاختلاف،وهو في نفس الوقت يعترف باخطاء الثورة وخاصة المجاعات المروعة التي راح ضحيتها الملايين،ثم حملات التطهير السياسي والعرقي التي ترقى الى الابادة الجماعية.
يبقى تروتسكي المفكر الابرز بعد لينين في الثورة،وطرده من الحزب بأمر من ستالين ثم نفيه واغتياله بعد ذلك،ساعد على بقاء صورته بيضاء امام العديد من الشيوعيين وغيرهم،ورغم الثغرات في نظرياته كبقية المفكرين الا انها تبقى محاولة فكرية لتفسير الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق